أثارت الضجة الإعلامية والفنية المصاحبة لافتتاح المتحف المصري الكبير في مصر موجة من التساؤلات في الأوساط الثقافية التونسية حول مدى استثمار تونس في موروثها الحضاري، في وقت يقدم فيه المتحف المصري نموذجاً متكاملاً للرؤية والتخطيط والاهتمام بالتراث. 

وفي حلقة “سين جيم مع ريم”، على راديو “ديوان إف إم”، تعالت النقاشات الحادة والصرخات على الهواء والمطالبات بتنشيط التراث والآثار التونسية على غرار ما تفعله مصر.

وفي سياق المقارنة، أشار نقاد تونسيون إلى أن المتاحف الكبرى في العالم، مثل اللوفر في باريس والمتحف البريطاني في لندن ومتحف الإرميتاج في روسيا، تضم آلاف القطع المصرية النادرة، وهو ما يبرز أهمية خطوة مصر في تجميع كنوزها داخل متحف وطني جامع يعكس حضارتها أمام العالم.

في المقابل، تحولت النقاشات في تونس إلى نقد ذاتي حاد، خصوصاً أن البلاد تمتلك أكبر مجموعة فسيفساء في العالم، لكنها تعاني من التشتت والإهمال وسوء العناية. 

ونوهوا إلى أن الكنوز موزعة بين متحف باردو وعدد من المتاحف الجهوية والمخازن، التي نادراً ما يقصدها الزوار، إضافة إلى ضعف الصيانة وقلة الترويج. 

كما أُثيرت انتقادات لغياب سياسة إعلامية أو درامية تعيد إحياء رموز التاريخ التونسي مثل حنبعل وعليسة، في وقت نجحت فيه مصر في تقديم حضارتها بصورة مؤثرة وجاذبة.

ويرى الخبراء أن تونس تهدر فرصاً سياحية واقتصادية هائلة بسبب غياب مشروع وطني متكامل لاستثمار ثروتها الأثرية، مؤكدين أن النجاح في عرض الحضارات لا يحتاج إلى ميزانيات ضخمة بقدر ما يتطلب رؤية شاملة واستمرارية في العمل، إلى جانب توظيف فني وتكنولوجي حديث. 

وختموا بأن التجربة المصرية في المتحف الكبير تمثل درساً في كيفية تحويل التاريخ إلى قوة ناعمة حقيقية يمكن أن تلهم دول المنطقة وفي مقدمتها تونس.

والمتحف المصري الكبير، الذي يُعد الأكبر في العالم المخصص لحضارة واحدة، يضم نحو 50 ألف قطعة أثرية من بينها المجموعة الكاملة لكنوز الملك توت عنخ آمون، ويعكس إنجازاً وطنياً ودولياً ضخماً جعل الأنظار تتجه إلى مصر بوصفها نموذجاً في توظيف التراث لخدمة السياحة والهوية الثقافية.

ويُقام المتحف على هضبة الجيزة على بُعد كيلومترين فقط من الأهرامات، ما يتيح للزوار تجربة سياحية متكاملة، مع توقعات بأن يستقبل أكثر من خمسة ملايين زائر سنوياً. 

كما يُعد من أبرز الإنجازات الهندسية والفنية في العالم، إذ تم تشييد المبنى حول تمثال رمسيس الثاني الذي نُقل خصيصاً ليتصدر مدخل المتحف، وتم توظيف التكنولوجيا لضمان تعامد الشمس على وجهه في اللحظة نفسها التي تتعامد فيها على وجه الملك في معبد الأقصر.

ويبرز المشروع المصري مثالاً على استمرارية الدولة في تنفيذ خططها بعيداً عن تغير الأنظمة، إذ بدأت فكرته عام 1996 واستمر العمل عليه لأكثر من عقدين حتى الاكتمال، بمشاركة أكثر من مئة مرمم اختيروا من بين عشرة آلاف متقدم، في دليل على حجم الجهد البشري والوطني المبذول.

اقرأ المزيد..

رمضان عبدالمعز: “تعلّموا التواضع من النبي الذي عرج إلى السماء وجلس يأكل على الأرض” آلاف الزوار يتوافدون على المتحف المصري الكبير عقب الافتتاح الرسمي.. فيديو استشاري نفسي: إصلاح الداخل طريق تحسين العلاقات مع الآخرين رئيس إريتريا يبدي إعجابه بالمتحف المصري الكبير: مصر عبرت بامتياز عن حضارتها العريقة أفورقي: استقرار السودان شرط لأمن المنطقة والتدخلات الخارجية مرفوضة رئيس إريتريا: القرن الأفريقي منطقة استراتيجية وتعقيداتها محلية قبل أن تكون دولية الرئيس الإريتري: دول القرن الأفريقي قادرة على حماية شواطئها وحل مشكلاتها دون تدخلات خارجية رئيس إريتريا: هناك تطابق في الرؤى مع مصر فيما يخص الملاحة بالبحر الأحمر أماني سلامة: مصرللطيران تخصص طائرة تجوب العالم للدعاية للمتحف المصري الكبير أماني سلامة: مطارا القاهرة وسفنكس نفذا ملحمة عالمية لاستقبال 76 وفدًا رئاسيًا بافتتاح المتحف الكبير

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: افتتاح المتحف المصري الكبير مصر المتحف المصري تونس استثمار تونس المتحف المصری الکبیر فی العالم

إقرأ أيضاً:

آلاف الزوار يتوافدون على المتحف المصري الكبير عقب الافتتاح الرسمي

أكدت نورهان عجيزة، مراسلة قناة «القاهرة الإخبارية»، أن اليوم الأول للافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير شهد توافد آلاف الزوار في البهو العظيم الذي يحتضن تمثال رمسيس الثاني، لافتة إلى أن المتحف لا يقتصر على كونه وجهة سياحية فحسب، بل يُعد أيضًا مركزًا للتعلم والبحث الأثري.

وأوضحت مراسلة القاهرة الإخبارية، خلال مداخلة مع الإعلامية دينا زهرة، أن هذا الحدث الثقافي الضخم يعد بداية التشغيل الكامل للمتحف بعد سنوات من التحضيرات والتجارب التشغيلية.

وأضافت أنه سيتم عرض المقتنيات الأثرية عبر شاشات تفاعلية وتقنيات الواقع الافتراضي (VR) والهولولينز، ما يتيح للزوار التفاعل المباشر مع التاريخ بطريقة مبتكرة.

وأشارت إلى أن المتحف يقدم تجربة استثنائية وفريدة للزائرين تجمع بين عراقة التراث الفرعوني والتكنولوجيا الحديثة، من خلال مراكز تدريب ومعامل ترميم متطورة تتيح للطلاب والباحثين دراسة وفهم الآثار المصرية بأساليب علمية حديثة.

وأكدت أن الافتتاح الرسمي اليوم يمثل أيضًا انطلاقة عالمية جديدة تفتح أبواب المتحف أمام الزائرين من مختلف الجنسيات، ليستمتعوا بقاعات العرض المتنوعة، وعلى رأسها قاعة الملك توت عنخ آمون التي تضم أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية تعرض لأول مرة كاملة تحت سقف واحد، وتُعد من أكثر القاعات جذبًا للزوار.

وأفادت أن منافذ التذاكر شهدت إقبالًا كثيفًا منذ الصباح، حيث يصطف الزوار في طوابير طويلة لشراء التذاكر والدخول إلى القاعات، مشيرة إلى أن أكثر المناطق ازدحامًا هي قاعة الملك توت عنخ آمون نظرًا لما تحتويه من تفاصيل دقيقة وألوان مذهلة لقطع المجموعة الذهبية الشهيرة.

اقرأ أيضاًزيارة تفاعلية بلغات متعددة.. إطلاق الدليل الصوتي في أول أيام استقبال الزوار بالمتحف المصري الكبير

أستاذ آثار: افتتاح المتحف في ذكرى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون يحمل دلالة رمزية

مقالات مشابهة

  • فيديو. بعد عقدين من التحضير... المتحف المصري الكبير يُفتح رسميًا أمام الزوار
  • آلاف الزوار يتوافدون على المتحف المصري الكبير عقب الافتتاح الرسمي.. فيديو
  • آلاف الزوار يتوافدون على المتحف المصري الكبير عقب الافتتاح الرسمي
  • القبض على فتاة حاولت دخول المتحف المصري الكبير بتصريح مزور.. ما القصة؟
  • الإخراج يفسد فرحة المصريين بحفل افتتاح المتحف المصري الكبير.. القصة الكاملة
  • ماذا نعرف عن المتحف المصري الكبير؟
  • "إبؤرو".. لحن السلام الذي وحد بين المآذن والأجراس في احتفالية المتحف المصري الكبير
  • بكاء هشام نزيه في افتتاح المتحف المصري الكبير يتصدر الترند.. ما القصة؟ (شاهد)
  • مفبرك أم حقيقة؟.. القصة الكاملة وراء حضور أسرة حسني مبارك افتتاح المتحف المصري الكبير