رغم ما يحمله هذا الملف من تراكمات كثيرة، وتفاصيل متشعِّبة، ومواقف متباينة، إلَّا أنَّني أنطلق فيه من الهاجس الذي نواجهه اليوم في أكثر مساجدنا التي لا تقام فيها صلاة الجمعة، قضيَّة باتت تدقُّ ناقوس الخطر إن لَمْ تتدخل فيها وزارة الأوقاف والشؤون الدينيَّة بحلول عاجلة وخيارات بديلة تضع حدًّا للتراكمات الحاصلة، حيث نما إلى علمنا بوجود قرار أو إجراء أو توجُّه لدى وزارة الأوقاف والشؤون الدينيَّة الموقَّرة ـ لَمْ أطَّلع حقيقة على تفاصيله ـ يقوم على توجيه الاهتمام بالمساجد أو الجوامع التي تقام فيها صلاة الجمعة بحيث لا يقلُّ عدد الأئمَّة فيها عن اثنين، ونظرًا للنَّقص الحاصل في أئمَّة المساجد فقَدْ استدعى الأمْرُ سحب الأئمَّة من المساجد التي لا تُقام فيها صلاة الجمعة ـ الحالة التي نعيشها في مسجدنا ـ، الأمْرُ الذي ترك فراغًا يصعب سدُّه، أو يحتاج إلى مزيدٍ من الوقت والجهد حتَّى يتمَّ توفير إمام آخر، أو قَدْ لا يتمُّ توفيره نهائيًّا، ممَّا أوقع وكلاء المساجد وأهل الأحياء السكنيَّة المرتادين لهذه المساجد في معضلات جسيمة وخلافات كبيرة وتقاطعات عميقة، وفرض عليهم فراغ وجود الإمام المُعيَّن من الوزارة أو نقْله بِدُونِ تعويض الشاغر، واقعًا جديدًا بدأت ملامح مخاطره ظاهرة وتداعياته مرهقة ـ إن لَمْ يتمَّ تداركها ومعالجتها بأقصى سرعة ممكنة.


ورغم أنَّ هذا التوجُّه الذي تبنَّته الوزارة الموقَّرة قَدْ يكُونُ له ما يبرِّره من حيث الاعتبارات والموازنات الماليَّة والدرجات الوظيفيَّة الممنوحة، والمسار المهني أو الوظيفي لإمام المسجد، حيث إنَّ مخرجات التعليم العالي يتمُّ تعيينها في الجوامع. ومع أنَّ هذا المسار في ظلِّ معرفتنا البسيطة به هو الذي اعتمدته الوزارة في السنوات الماضية لحلِّ مشكلة تكدُّس الباحثين عن عمل من مخرجات كُلِّيَّة العلوم الشرعيَّة ومؤسَّسات التعليم العالي الداخليَّة والخارجيَّة، وعَبْرَ إصدار قرارات التعيين للأئمَّة بالجمع بَيْنَ إمامة الصلاة في المساجد التي لا تقام فيها صلاة الجمعة، وأن يكُونَ خطيبًا للجمعة في أحد الجوامع القريبة من مسكَنِه أو من المسجد الذي تمَّ تعيينه فيه، وهذا الأمْرُ على ما يبدو قَدْ أسْهمَ في حلِّ تكدُّس الباحثين ومعالجة الفارق الوظيفي حسب التصنيفات التي اعتمدتها الوزارة في هذا الأمْرِ.
ذلك أنَّ الفراغ الذي أوجده سَحبُ الأئمَّة من المساجد التي لا تقام فيها صلاة الجمعة بات يدقُّ ناقوس الخطر، وأفصح اليوم عن تحدِّيات كبيرة وقضايا باتت معلومة لدى الوزارة الموقَّرة في حجم الخلافات والتباينات والثغرات والتدخلات التي أفصح عَنْها هذا الأمْرُ، خصوصًا عِندما يكُونُ الحديث عن محافظة مسقط وبشكلٍ أخصَّ في مناطق الإسكان الحديثة مِثل: المعبيلة والعامرات، وتقدير الأمْرِ بالشكل الذي أشرنا إليه فيه من المخاطرة الكبرى، وثغرة تعطي فرصة للاختلاف والتنازع في أحياء سكنيَّة يتنوَّع سكَّانها من بيئات مختلفة وثقافات متنوِّعة ويحملون أفكارًا وتوجُّهات وتباينات كثيرة، لذلك يصبح وجود هذا الفراغ مجالات للمساومة وفرض العضلات وسُلطة الأمْرِ الواقع، أو محاولة إسقاط هذه الثقافات والأفكار التي عايشها الفرد في موطنه السابق أو الظروف والمشكلات التي واجهها أو القناعات والتباينات التي كوَّنت مسار حياته وعبَّر التجييش الذي وفَّرته منصَّات التواصل الاجتماعي (جروبات الواتس أب) لِيُشكِّلَ مساحة في فرض مسار جديد في التعامل مع مسألة فراغ منصب الإمام، وتبدأ مسألة الاختلافات تتسع بَيْنَ أفراد الحي، ليدخل في القضيَّة أشخاص قَدْ لا يمتلكون أيَّ معرفة حَوْلَ الجهود التي قدَّمها أهلُ هذا الحيِّ السكني من السابقين فيه لبناء هذا المسجد ووصوله إلى هذه المرحلة، وحجم العمل والسَّعي المستمر مع الجهات المعنيَّة بدءًا من توفير أرض للمسجد إلى موافقات البناء والانتهاء من المسجد وبدء الصلاة فيه، محطَّات لا يُدركها الكثيرون ممَّن جاؤوا إلى هذه الأحياء السكنيَّة في فترات متأخرة؛ فإنَّ هذا الفراغ في ظلِّ هذه التباينات لَمْ يقتصر على موضوع الصلاة بالنَّاس، وإن كان هذا الأمْرُ محلولًا بجهود المُخلِصين، إلَّا أنَّه في الوقت نَفْسِه اتَّجه إلى وكلاء المساجد، فنقلُ الإمام من المسجد وعدم توفير إمام بديل له قَدْ يعني لدى البعض بأنَّ وكلاء المسجد غير جادِّين في أداء واجبهم بالتواصل مع الوزارة، لِتبدأَ في ظلِّ اتِّساع حجم التباينات والاختلافات والتجاذبات في هذه الأحياء السكنيَّة مرحلة جديدة من الاختلافات والصراع والتصدُّع في علاقات التواصل الاجتماعي بَيْنَ أبناء الحيِّ الواحد ممَّا يتنافى مع رسالة المسجد وتعظيم قُدسيَّتها وتنزيهها من كُلِّ أعراض الدُّنيا وشطحات النَّاس، ممَّا لا يقْبَله الذَّوق الراقي والشعور الحسَن والخُلق السَّليم والفِكر الناضج.
عليه، بات هذا الموضوع يحمل في طيَّاته من الهواجس والاختلالات والتباينات، ما يُشوِّه الصورة الإيمانيَّة التي تتكوَّنُ لدى المُسلِم في هذا البلد الطيِّب المتسامح، وهو يتردَّد على بيوت الله، ويهدِّد السَّلام الداخلي للإنسان والاستقرار النَّفْسي الذي يجد طريق استدامته واستقراره في المسجد، ويتجانب مع الهدي الربَّاني في بيوت أذن الله أن ترفعَ ويُذكرَ فيها اسمه، قضيَّة يجِبُ أن تطرحَ بتفاصيلها الدقيقة وتأثيراتها العميقة وتداعياتها المؤسفة، وما ولَّدته من كراهيَّات ومضايقات وتراكمات أو صراعات؛ فإنَّ مسألة وجود إمام مُعيَّن من الوزارة في المسجد، سواء كانت تلك التي تُصلَّى فيها صلوات الجمعة أو غيرها، التزام أخلاقي وإنساني ودِيني لا يستهدف تأدية الصلوات الخمس أو الجمعة فحسب، بل إنَّه في ظلِّ اتِّساع الأحياء السكنيَّة والتي ـ كما أشرنا سلفًا ـ يسكنها أشخاص يتباينون في أنماطهم الحياتيَّة والمعيشيَّة ومنظوراتهم الفكريَّة والاجتماعيَّة والثقافيَّة والنَّفْسيَّة، ومسارات تفكيرهم الشخصيَّة، بحيث تنعكس هذه التباينات في طريقة سدِّ هذا الفراغ، والصورة التي تتكوَّنُ لدَيْه، لِيكُونَ دَوْر الإمام جسر تواصل ونقطة التقاء ومساحة احتواء لهذه الأفكار، وحسم لها من أن تخرجَ خارج صندوق الخُلق الاجتماعي والشعور المُجتمعي النبيل الذي يهتمُّ لصالح أبناء الحيِّ، وحسمًا للخلاف وترفُّعًا عَنْه، عِندما يغرِّد أحدهم خارج سرب الوفاق وجمع الكلمة ولَمِّ الشَّمل، متَّخذًا من الاندفاع والتهوُّر والتفكير السَّطحي طريقه في إدارة الحالة في ظلِّ المُكوِّن الثقافي والاجتماعي والظروف التي كان يعيشها في حياته السَّابقة، لِيسقطَها على واقعه الجديد، لذلك يصبح خيار وجود إمام مُعيَّن ضرورة حتميَّة ـ لا يصحُّ التنازل عَنْها لأيِّ ظرف مادِّي ـ وينظر في المسألة في إطار التراكمات وطبيعة الاختلافات، وأن تكُونَ أولويَّة محافظة مسقط في وجود إمام مُعيَّن من الوزارة في كُلِّ مسجد قائم أو المساجد القادمة متناغمًا مع أبجديَّات رؤية «عُمان 2040» وأولويَّة المواطنة والهُوِيَّة؛ فإنَّ الالتزام بتحقيق هذه الأهداف الطريق لحفظ المُجتمع والمحافظة على مبادئ السِّلم الاجتماعي، وتوجيه المسجد لصناعة هذا التحَوُّل في فِقه الإنسان وقناعاته لِيكُونَ على بصيرة من أمْرِه، حافظًا لحدود الله، عاملًا بها، ما ينعكس على التزامه الشَّخصي ومسؤوليَّته الاجتماعيَّة؛ لبناء الألفة، وتعظيم الكلمة الطيِّبة السَّواء التي تحسم هذه الأفكار والنزعات الذَّاتيَّة والتصرُّفات الشخصيَّة التي يبدو أنَّها مع تعدُّديَّة الأشخاص ذات النظرة الضيِّقة نَفْسِها يُمكِن أن تُشكِّلَ شرخًا في البناء المُجتمعي ومساحة للدخول في صراعات ونزاعات يجِبُ النَّأي بها عن بيوت الله.
من هنا يبقى على وزارة الأوقاف والشؤون الدينيَّة الموقَّرة أن تراجعَ هذا القرار أو الإجراء، وتضعَ الجهات المعنيَّة بالدولة أمام تشخيص عملي لمجريات هذا الواقع وحجم الاحتقان المُجتمعي والضغوطات التي ترتَّبت عليه، وارتفاع سقف القضايا الشخصيَّة التي باتت ترفع إلى ديوان عام الوزارة في هذا الشَّأن، وأن تتبنَّى الوزارة مبادرات جادَّة مع الجهات المختصَّة بشأن توفير الدَّرجات الماليَّة، وإعادة تقييم المسار الوظيفي للأئمَّة في المساجد التي لا تُقام فيها صلاة الجمعة، وإعادة النظر في المسار المُتَّخذ في السَّابق بشأن وظائف الأئمَّة في الجمع بَيْنَ الإمامة في المساجد والقيام بمسؤوليَّة خطبة الجمعة في المساجد القريبة من سكن الإمام أو المسجد، أو تبنِّي بدائل أخرى كتوظيف أئمَّة من خارج سلطنة عُمان ـ خصوصًا في مساجد محافظة مسقط ـ وهو ما لا نشجِّع عليه شخصيًّا ـ ونعتقد بأنَّ هناك الكثير من المواطنين من مخرجات كُلِّيَّة العلوم الشرعيَّة أو غيرها من مؤسَّسات التعليم العالي من الداخل والخارج مَن ينتظرون التوظيف كباحثين عن عمل، الأمْرُ الذي سيحدُّ من هذه التباينات التي تُنذر تداعياتها السلبيَّة بمخاطر كبيرة على الهُوِيَّة العُمانيَّة ومفهوم التسامح العُماني والاستقامة الدينيَّة، خصوصًا أنَّ هذه المساجد يرتادها الكثير من الجنسيَّات الوافدة، وترك مسار الاختلاف لِيصلَ إلى لُغة الخلاف بَيْنَ أبناء الحيِّ الواحد أمْرٌ من الخطورة بمكان.
أخيرًا، فإنَّ مقالنا رسالة لتدارُك الأمْرِ وسرعة الوقوف عليه، كما نطلب فيها من وزارة الأوقاف والشؤون الدينيَّة الموقَّرة العمل الجادَّ نَحْوَ توفير الأئمَّة للمساجد التي لا تُقام فيها صلاة الجمعة نظرًا لخطورة الفراغ الناتج عن ذلك وغياب الحِكمة في إدارة المسار بَيْنَ أبناء الأحياء السكنيَّة لِمَا ذكرنا؛ فإنَّها رسالة التماس تحمل الحُبَّ والتقدير والاعتزاز لشخص معالي الأخ العزيز الشيخ الدكتور وزير الأوقاف والشؤون الدينيَّة المُوقَّر في تعاطيه مع هذا الملف ووقوفه على تبعاته وتداعياته، ووضعه في أولويَّة اهتماماته، وإنَّني على ثقة بأن يجِدَ من معاليه كُلَّ التجاوب والاهتمام، وتبنِّي خيارات أوسع في سدِّ هذا الفراغ المُشار إليه في محتوى مقالنا، وهي رسالة لكُلِّ مواطن غيور على هذه الأرض الطيِّبة، في تعظيم قدسيَّة المساجد وإخراجها من دائرة الخلاف والاختلاف العائليَّة والاجتماعيَّة، وإبعادها عن المسارات والمجادلات والنقاشات التي تسعى لغايات وأهداف شخصيَّة، وأن تكُونَ المساجد كما هي غايتها السَّامية وهدفها الربَّاني، مساحات للاحتواء والتعاون والتكاتف والروح العالية في مواجهة صخَب الحياة وحالة التذمُّر واليأس والكآبة والضيق وعدم الرضا والمنغِّصات التي باتت تواجهها حياة الإنسان اليوم في ظلِّ تعدُّد المُشتِّتات وتنوُّع المُشوِّهات وتراكم الأحداث وارتفاع سقف المطالب الحياتيَّة التي باتت تُثقل كاهل الإنسان بالديون والالتزامات الماليَّة والشخصيَّة والانحراف الفكري، والأمراض النَّفْسيَّة التي تُهدِّد حياة الإنسان في ظلِّ غياب الوازع الروحي وحياة الضمير، لِتكُونَ المساجد فرارًا إلى الله، وطريق الأوبة إلى الله، والطَّمع في فضله ورحمته وعفْوِه ومغفرته ورضاه، محطَّة استراحة للنَّفْس مملوءة بالدُّعاء والذِّكر مصونة بسلامة القلب وصفاء النَّفْس وحُسن الخُلق وحياة الضمير، لِتفتحَ للإنسان أبواب السماء ماطرة له بخيرَي الحياة، ويستجاب له الدُّعاء فيها، في خشوع وتضرُّع وخضوع وانقياد لله، لا تخالطها الأوهام ولا تصل إليه فيها المنغِّصات والأقذار والأفكار السلبيَّة، حيث الراحة التامَّة، والطمأنينة الكاملة، والرضا المطلق، والدافعيَّة العالية، والحُب المتسامي فوق صيحات الذَّاتيَّة وأثَرَة الذَّات، وران الأنانيَّة، فإنَّ عليهم أن ينأوا بالمساجد عن الاختلافات، ويبتعدوا بها عن الأفكار الأحاديَّة والتسطيح الشَّخصي، لِتتكاملَ الجهود، وتتصافَى النُّفوس، ويَقوَى رابط الودِّ بَيْنَ أبناء الحيِّ، يُجدِّده النُّور السَّاطع من المساجد، وهم يتَّجهون إليها زرافات ووحدانًا، رجالًا وركبانًا، لصالح إنسانيَّتنا وأخلاقنا ووطننا، تلك الاستقامة الدينيَّة التي عُرفت بها عُمان التعايش والسَّلام، والنهضة الروحيَّة التي تشرَّبتها الأنفس الرضيَّة في مقارعة الباطل وتثبيت دعائم الحقِّ.

د.رجب بن علي العويسي
Rajab.2020@hotmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ة فی المساجد من المساجد الوزارة فی هذا الأم ر ة التی ت إمام م فراغ ا باتت ت

إقرأ أيضاً:

هكذا يتدرج الاحتلال في السيطرة على المسجد الإبراهيمي بالخليل

الخليل- بالتزامن مع حرب الإبادة على قطاع غزة المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها الهادفة إلى إحكام سيطرتها على المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، غير مكتفية بتحويل نحو ثلثيه إلى كنيس يهودي منذ 1994.

آخر تلك الإجراءات إغلاق المسجد بالتزامن مع بدء المواجهة مع إيران يوم الجمعة الماضي حتى اليوم، ومنع دخول موظفيه أو المصلين إليه، لتتوّج بذلك مجموعة إجراءات ضمن مساعيها لسحب صلاحيات وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، وفق القائم بأعمال مدينة أوقاف الخليل منجد الجعبري في حديثه للجزيرة نت.

ويقول المسؤول الفلسطيني إن دائرة الأوقاف ومدير المسجد يحاولون دخول الحرم لتفقده من دون جدوى، موضحا أن "تصاعد وتيرة الاعتداءات هدفه تهجير الناس وسحب الصلاحيات من صاحبة السيادة وهي وزارة الأوقاف الفلسطينية".

وشدد على رفض تلك الإجراءات أو الاعتراف بها، مع الإصرار على الحق الفلسطيني الخالص في إدارة المكان باعتباره مسجدا إسلاميا خالصا.

القسم المقتطع لمصلحة المستوطنين من المسجد الإبراهيمي لم يفتح هذا العام في المناسبات الإسلامية (الجزيرة) إجراءات جديدة

وبعد ارتكاب المستوطن باروخ غولدشتاين مجزرته بحق المصلين في المسجد والتي أدت إلى استشهاد 29 منهم فجر الجمعة 25 فبراير/شباط 1994، أغلقته قوات الاحتلال، ثم فتحته بعد نحو 6 أشهر وقد حولت أكثر من 60% منه إلى كنيس يهودي، وأحاطته بالحواجز العسكرية والبوابات الإلكترونية.

ومنذ ذلك الحين أقرّت لجنة تحقيق، شكلتها سلطات الاحتلال من طرف واحد، إغلاق المسجد كاملا أمام المسلمين 10 أيام في السنة وهي مناسبات يهودية، مقابل إغلاقه كاملا 10 أيام في السنة أمام المستوطنين في مناسبات دينية إسلامية، لكن منذ بدء العدوان على غزة تنصلت قوات الاحتلال من التزامها ولم تفتح المسجد للمسلمين في شهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى، وتغلقه منذ 4 أيام.

وفي احتفالاتهم، يعمد المستوطنون إلى نصب شمعدان وتعليق الأعلام الإسرائيلية على أسواره.

ويقع المسجد (الحرم) الإبراهيمي في البلدة القديمة من مدينة الخليل الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، والتي تغزوها البؤر الاستيطانية وتقطع أوصالها عشرات الحواجز العسكرية والعوائق التي وضعها الاحتلال.

إعلان

وحسب اتفاق الخليل لعام 1997 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، قُسمت المدينة إلى منطقتي H1 وH2، وأُعطي الاحتلال بموجبه سيطرة كاملة على البلدة القديمة من الخليل بما في ذلك المسجد الإبراهيمي.

ويعتقد أن المسجد بُني على ضريح النبي إبراهيم عليه السلام، إذ يوجد به مقام له وآخر لزوجته سارة.

وسجلت فلسطين في 2017 كلا من البلدة القديمة في الخليل والمسجد على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وعلى قائمة التراث العالمي "المهدد بالخطر".

وفي ما يلي نستعرض أبرز إجراءات الاحتلال في المسجد منذ 7 أكتوبر 2023 حتى اليوم:

8 أكتوبر/تشرين الأول 2023

دائرة أوقاف الخليل تعلن أن الاحتلال قرر إغلاق المسجد حتى إشعار آخر، ومنع حراسه وموظفيه من دخوله، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال زاد عزلة المسجد فضلا عن تقسيمه، بإغلاق الحواجز العسكرية المحيطة به.

11 يوليو/تموز 2024

سلطات الاحتلال تقوم بسقف صحن المسجد (جزء غير مسقوف) بألواح من الصفيح، في محاولة لتغيير معالمه، وفق وزارة الأوقاف التي وصفت الخطوة "بالاعتداء الخطير" وأنها تأتي "لتغيير معالم المسجد وتهويده" مستغلة أجواء الحرب. وفي اليوم التالي أزالت السقف.

9 أكتوبر/تشرين الأول 2024

سلطات الاحتلال تعلن إغلاق المسجد 4 أيام أمام المصلين، وفتحه بالكامل أمام المستوطنين للاحتفال بعيدي "العرش" و"الغفران" اليهوديين. وفي اليوم الثالث للإغلاق منعت سلطات الاحتلال إقامة صلاة الجمعة في المسجد.

21 أكتوبر/تشرين الأول 2024

قوات الاحتلال تغلق المسجد أمام المصلين يومين بحجة حلول عيد العرش، وتفتحه بالكامل أمام المستوطنين.

مخاوف من مخطط تهويد المسجد الإبراهيمي في الخليل بعد دعوة عضو حزب الليكود أفيخاي بوفارون للسيطرة عليه وتأميمه pic.twitter.com/xtZaKriFGa

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) November 19, 2024

4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024

عضو الكنيست عن حزب الليكود أفيخاي بوارون يطالب بتأميم المسجد والسيطرة عليه ووضعه بالكامل تحت السيادة الإسرائيلية، ووزارة الأوقاف الفلسطينية تدين تصريحاته وتعتبرها "ضمن السياسة الممنهجة الخطيرة لحكومة الاحتلال التي تعمل جديا للاستيلاء على هذا المكان المقدس إسلاميا، والمعترف به دوليا، كوقف إسلامي يمتلكه الشعب الفلسطيني".

22 نوفمبر/تشرين الثاني 2024

سلطات الاحتلال تغلق المسجد يومين بحجة الاحتفال "بعيد سارة" اليهودي، في حين نظم المستوطنون مسيرات بأعداد كبيرة في شوارع البلدة القديمة من الخليل.

كذلك اقتحم آلاف المستوطنين الحرم ومحيطه، بينهم وزراء إسرائيليون، على رأسهم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.

26 فبراير/شباط 2025

شبكة قدس الإخبارية الفلسطينية تقول إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أبلغت إدارة المسجد بنقل كافة صلاحيات الأعمال بسقف صحن المسجد من وزارة الأوقاف الفلسطينية إلى الاحتلال الإسرائيلي، ووزارة الأوقاف تؤكد أن الحرم "ملكية وقفية خالصة للمسلمين"، مشيرة إلى "مخططات إسرائيلية لتحويله إلى كنيس يهودي".

7 مارس/آذار 2025

في الجمعة الأولى من رمضان، رفضت سلطات الاحتلال فتح جميع أروقة المسجد للمصلين المسلمين، خلافا للمعتاد سنويا، إذ إن أيام الجمعة من الشهر الفضيل ضمن الأيام العشرة في السنة التي يفتح فيها كاملا أمام المسلمين.

قالت حركة "#حماس"، اليوم الأربعاء، إن نقل الاحتلال صلاحيات أعمال سقف صحن المسجد #الإبراهيمي بـ #الخليل من وزارة الأوقاف إليه انتهاك صارخ وخطير.

وأضافت، أن إجراءات سلطات الاحتلال في #المسجد_الإبراهيمي تكشف نيتها مواصلة تهويده وتقسيمه والسيطرة عليه. pic.twitter.com/GVV7L2COVH

— السبيل الإخباري (@assabeeldotnet) February 26, 2025

إعلان

11 مارس/آذار 2025

مجددا وزارة الأوقاف ترفض -في بيان- مطالب الاحتلال بوضع سقف لصحن المسجد، "وذلك لإضراره بالمكانة التاريخية والتراثية له، ولتعدّيه على الصلاحيات التي تمتلكها بشكل حصري وزارة الأوقاف الفلسطينية". وتؤكد أحقيتها في أعمال الترميم والإصلاحات التي يحتاج إليها الحرم بما في ذلك القسم المحتل منه.

26 مارس/آذار 2025

سلطات الاحتلال ترفض فتح جميع أروقة المسجد للمصلين بليلة القدر  وترفض تسليمه بكافة أروقته وساحاته وأقسامه كما كان في سنوات سابقة.

30 مارس/آذار 2025

سلطات الاحتلال ترفض فتح المسجد كاملا أمام المسلمين بعيد الفطر. وأدى المصلون صلاة العيد في القسم المخصص لهم وسط إجراءات مشددة.

#متابعة_شهاب | ????مدير المسجد الإبراهيمي بالخليل معتز أبو سنينة: الاحتلال وضع أقفالًا على غرف وأروقة ومقامات المسجد الإبراهيمي في الخليل.

– منذ 3 أشهر .. والاحتلال يهدد بأخذ نسخة من مفاتيح تلك الأروقة والغرف والمقامات.

– الأوقاف الإسلامية لها الولاية القانونية والصلاحية على تلك… pic.twitter.com/Q5xemIYMKT

— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) April 7, 2025

7 أبريل/نيسان 2025

جيش الاحتلال يقرر إبعاد الشيخ معتز أبو اسنينة إمام وخطيب المسجد وموظف آخر لمدة أسبوعين، ويقوم بإغلاق بعض أجزائه بأقفال، بما في ذلك غرفة الأذان ومكتب دائرة الأوقاف الإسلامية.

واعتبرت الأوقاف الخطوة "استمرارا للمنهجية التي اتبعها الاحتلال للسيطرة على كافة أجزاء الحرم وسحب البساط من تحت الأوقاف للسيطرة على جميع أقسامه".

15 أبريل/نيسان 2025

سلطات الاحتلال تغلق المسجد أمام المصلين وتفتحه للمستوطنين لمدة يومين بمناسبة عيد الفصح اليهودي.

14 مايو/أيار 2025

وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يقتحم المسجد إلى جانب عشرات المستعمرين وأدوا رقصات تلمودية.

16 مايو/أيار 2025

قوات الاحتلال تمنع الفلسطينيين من أداء صلاة الفجر في المسجد وتعتدي عليهم بقنابل الصوت.

أجبرت المصلين على مغادرة الأقصى بعد صلاة الفجر دون توضيح الأسباب.. سلطات الاحتلال أخلت المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي من المصلين، وأغلقت أبوابهما كاملا، تزامنا مع فرض الجيش إغلاقا شاملا على الضفة الغربية المحتلة

للمزيد: https://t.co/hsuixXBCoK pic.twitter.com/aDqghtFzVK

— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) June 13, 2025

6 يونيو/حزيران 2025

سلطات الاحتلال ترفض تسليم المسجد بالكامل للأوقاف الفلسطينية بمناسبة حلول عيد الأضحى، والمصلون يؤدون صلاة العيد وسط إجراءات مشددة فرضتها سلطات الاحتلال.

10 يونيو/حزيران 2025

سلطات الاحتلال تغلق لوحة الكهرباء بالمسجد بالأقفال في خطوة اعتبرتها وزارة الأوقاف "محاولة للسيطرة الكاملة على الحرم"، مؤكدة أن "إدارة هذه الخزائن تقع ضمن صلاحيات الأوقاف فقط، ولا يحق للاحتلال التدخل فيها".

13 يونيو/حزيران 2025

سلطات الاحتلال تغلق المسجد بذريعة إعلان حالة الطوارئ بالتزامن مع الهجوم الإسرائيلي على إيران.

منع الأذان خلال 2024

بحسب تقرير سنوي لوزارة الأوقاف الفلسطينية، فقد منع الاحتلال رفع الأذان في المسجد الإبراهيمي 674 مرة تقريبا خلال 2024، وأغلقه 10 مرات خلال الفترة ذاتها.

مقالات مشابهة

  • صلاة الضحى.. اعرف وقتها وعدد ركعاتها والسور التى تقرأ فيها
  • "الأوقاف" تستعرض خطتها وخدماتها الإلكترونية في محافظة مسقط
  • هكذا يتدرج الاحتلال في السيطرة على المسجد الإبراهيمي بالخليل
  • وزير الأوقاف يشهد ختام برنامج الوعي الوطني لتنمية مهارات الأئمة.. صور
  • الأوقاف تستعرض مشروعاتها بمحافظة مسقط
  • وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تحدد تاريخ إجراء قرعة الحج لموسم 1447 هجرية
  • تفشي حمى الضنك في عدن ولحج: وفاة 14 شخص والصحة العالمية تدق ناقوس الخطر
  • ما فضل التبكير لحضور صلاة الجمعة؟ الإفتاء تجيب
  • الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. اتفاق السلام في جنوب السودان مهدد بالانهيار
  • 16 دولة تدق ناقوس الخطر لمواجهة التغيرات المناخية على خلفية مؤتمر "كوب 30"