صحيفة أمريكية تكشف عن المخططات الأمريكية - الأسرائيلية والإماراتية ضد صنعاء.. هل ستعود حرب الصواريخ ؟!
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
وأكدت الصحيفة أنه في المقابل، تحركت السعودية عبر الوساطة العمانية لإعادة عجلة المفاوضات إلى الدوران، محاولة الجمع بين الحفاظ على نفوذها العسكري على الأرض وفتح قنوات للحوار، بما يعكس استراتيجية مزدوجة بين الضغط الميداني والدبلوماسي.. وفي الوقت نفسه، يبدو التدخل الأمريكي والإسرائيلي واضحًا لتقويض أي محاولة للسلام، عبر دعم فصائل محلية وتقييم جاهزيتها وربطها بخطط إقليمية، بينما تواصل صنعاء التأكيد على أن أي تصعيد سيقابل برد حازم، ما يجعل اليمن اليوم ساحة متشابكة بين السلام والصراع، في مواجهة تحركات محلية وإقليمية ودولية متزامنة.
وأفادت الصحيفة إن سلطنة عمان عادت إلى الواجهة كوسيط رئيسي لإحياء مسار السلام بين صنعاء والسعودية، بعد تصاعد الاتهامات بشأن خرق اتفاق التهدئة الاقتصادية الموقّع في يونيو 2024، أحد أعمدة "خارطة الطريق" الأممية.. وفي 28 أكتوبر، أعلنت مسقط بدء تحركات دبلوماسية واسعة لاحتواء التوتر ودعم الحل السياسي.
وعلى الأرض، واصلت السعودية خروقاتها، حيث رصدت محافظة صعدة 947 انتهاكًا خلال العام، أدت إلى 153 شهيدًا و899 مصابًا، وكان آخرها غارات مدفعية على قرى حدودية في رازح يوم 29 أكتوبر.. وفي المقابل، حذرت صنعاء من أن أي تصعيد سيقابل برد مماثل، مؤكدة أن "معادلة الرد بالمثل" ما زالت قائمة.. وضمن رسائلها، نظمت القوات المسلحة اليمنية عرضًا عسكريًا في محور نجران لتأكيد استعدادها.. فيما كثفت الرياض جهوزيتها، بإعلان الدفاع المدني السعودي تجربة لصافرات الإنذار في الرياض وتبوك ومكة. خطوة رد عليها عضو أنصار الله حزام الأسد بأن الصفارات لن تجدي ما دام العدوان والحصار مستمرين، داعيًا الرياض إلى الإيفاء باستحقاقات اليمنيين.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن الأزمة تتفاقم بسبب تدهور الوضع الاقتصادي والعقوبات، ما أثر على أكثر من 25 مليون يمني، فيما تدخل عمان كوسيط للتهدئة.. لذا تتضمن خارطة الطريق مرحلتين: الأولى إنسانية تشمل رفع الحصار ودفع المرتبات واستئناف تصدير النفط، والثانية سياسية لقيام حكومة وحدة وطنية أو ائتلاف وطني، مع خطوة محورية بإعلان التحالف خروجه من اليمن، وهو ما قد يتيح حلحلة الوضع الإنساني وتهدئة الأزمة.
وتابعت الصحيفة أن بعد حرب طوفان الأقصى، باتت الاستراتيجية الأمريكية–الإسرائيلية في اليمن تعتمد على الحرب الهجينة وتحريك أدوات محلية بدلاً من التدخل البري المباشر.. ولهذا جاءت رسائل صنعاء التحذيرية باستئناف هجماتها على المنشآت الاقتصادية السعودية بعد رصد تحركات سعودية لتفجير حرب أمريكية-إسرائيلية ضد صنعاء، تزامنت مع تهديدات إسرائيلية متكررة.
ورأت الصحيفة أن صنعاء التقطت مؤشرات تصعيد واضحة، وهي اليوم في حالة جهوزية عالية للتعامل مع أي خطوات قد تقوم بها واشنطن أو تل أبيب لتشغيل أدوات محلية داخل الساحة اليمنية.. ومع ذلك، فأن لدى قيادة صنعاء قناعة راسخة بعدم إمكانية فصل مسؤولية تلك الأدوات عن من أوجدها وسلّحها ودربها منذ 2015.. لذلك تؤكد صنعاء أن أي تحرّك لتلك الأدوات في مأرب أو الساحل الغربي أو جنوب البلاد لن يبقى منعزلًا، وسيحمل في طيّاته تبعات مباشرة ستطال الجهات التي دعمت هذه المجموعات وأشرفت على تجهيزها.
وأضاف الصحيفة أن أمريكا تملك خبرة طويلة مع اليمن وقد تميل إلى تجنّب تدخل بري مباشر، إذ تبدو أولوياتها مركّزة على حماية إسرائيل عبر ضرب قدرة صنعاء الصاروخية والبحرية دون احتكاك بري واسع.. لذلك باشرت تنفيذ مخطط يعتمد الحرب الهجينة: تكثيف الضخ الإعلامي والتشويه وعمليات المعلومات والحرب النفسية، إلى جانب تحضيرات لوجستية وتنسيقية لتحريك جبهات داخلية عبر أدوات محلية موالية للتحالف.
وكشفت الصحيفة أن خلال أكتوبر، كثّفت الولايات المتحدة والإمارات تحركاتها الميدانية في اليمن لتعزيز السيطرة على الجنوب والساحل الغربي والمهرة، وإعادة هيكلة الفصائل الموالية للتحالف. وصلت لجان أمريكية برفقة ضباط إماراتيين إلى محافظة لحج للإشراف على إعادة هيكلة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، وتمركزت في معسكر الكبسي بمنطقة الراحة في مديرية الملاح وسط استنفار أمني واسع شمل حواجز خرسانية وترابية وتحصينات.
وفي محافظة شبوة وحضرموت، وصلت لجان مشتركة تضم ضباطًا أمريكيين وإماراتيين وإسبانًا إلى مطارات ومعسكرات، منها مطار عتق، لإجراء تقييمات ميدانية شملت ترقيم المنتسبين، فحوصات طبية، مراجعة التنظيم، وحصر التسليح ومواقع التموضع، بمساندة عسكريين من أمريكا اللاتينية وشركات أمنية خاصة، بهدف توجيه توزيع الموارد وضمان استمرارية القيادة المحلية.
وفي محافظة في تعز، زارت لجنة مشابهة جبل النار لتقييم ألوية العمالقة من حيث عدد المنتسبين، مواقع التموضع، نوعية الأسلحة، ومستوى التدريب، في خطوة استراتيجية لتعزيز السيطرة الأمريكية على القرار الميداني وتحريك الفصائل وفق مصالح واشنطن وأبوظبي.
وفي محافظة المهرة، وصلت دفعات جديدة من القوات الأمريكية والبريطانية إلى جانب قوات من جنسيات كولومبية وإسرائيلية وشركات أمنية مثل "بلاك ووتر"، في وقت لا يزال مطار الغيضة مغلقًا بعد تحويله إلى قاعدة عسكرية مشتركة، ما أثار احتجاجات محلية.
أما على الساحل الغربي، فقد شمل النشاط المكثف مناطق باب المندب والمخا والخوخة وصولًا إلى جزيرة زقر، حيث تُجرى أعمال إنشائية تشمل مدرجات وتحصينات، مع وجود عناصر أجنبية متعددة الجنسيات وشركات أمنية، وإشراف مباشر على "القوات المشتركة" المحلية بقيادة تشكيلات مناهضة لصنعاء، بينها قوات طارق صالح.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن التحركات الأمريكية–الإماراتية في اليمن تركزت خلال الفترة الأخيرة على تعزيز النفوذ في الجنوب والساحل الغربي والمهرة، بعد مباحثات بين قائد القيادة الوسطى الأمريكية ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي في تل أبيب.. الهدف الأساسي من هذه التحركات هو إنشاء قوة برية مشتركة لمواجهة حكومة صنعاء، إلى جانب إعادة توزيع النفوذ العسكري والأمني، وتأمين السيطرة على الموانئ والسواحل الاستراتيجية قرب مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية العالمية.
وختمت الصحيفة حديثها بالقول: اليمن اليوم أصبح ساحة صراع محلية وإقليمية، وما ستؤول إليه الأحداث سيحدد ما إذا كان البلد سيتجه نحو السلام أو نحو تصعيد أوسع يضاعف تعقيد الوضع الإقليمي والدولي.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الصحیفة أن
إقرأ أيضاً:
غارة أمريكية تقتل ''الصنعاني'' القيادي البارز في تنظيم القاعدة والمعروف بتواصله مع الحوثيين
قُتل قيادي بارز في تنظيم «القاعدة» في اليمن، يُدعى أبو محمد الصنعاني، في غارة جوية نفذتها طائرة أميركية من دون طيار، قبل يومين استهدفت موقعاً للتنظيم في محافظة مأرب شرقي البلاد، وفق ما أكده مصدر أمني محلي لصحيفة الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة عن المصادر قولها إن الغارة استهدفت منطقة الشبوان في وادي عبيدة شرق مأرب، وأدت إلى إصابة الصنعاني بجروح بالغة، قبل أن يفارق الحياة متأثراً بها داخل أحد مخابئ التنظيم السرية أثناء محاولات فاشلة لإنقاذه.
ويُعدّ الصنعاني من أبرز قيادات التنظيم في اليمن، ويُوصف بأنه أحد حلَقات التواصل والتنسيق بين «القاعدة» والحوثيين، وسط تكتم شديد على هويته الشخصية، إذ لم تُعرف له صور أو معلومات دقيقة، عدا كونه كان يعاني من إعاقة تسببت له بعرج دائم يُعتقد أنه ناتج عن إصابة سابقة في مواجهات مسلحة.
ووفق الصحيفة، فإن العملية جاءت بعد رصد ومتابعة دقيقة لتحركات القيادي، الذي سبق أن نجا من محاولة استهداف في محافظة أبين، مشيراً إلى أن الضربة الأخيرة استهدفت اجتماعاً محدوداً لعناصر التنظيم وأسفرت عن مقتل وإصابة عدد منهم.