خلال زيارتي الأخيرة إلى مسقط رأسي محافظة سوهاج، كان لي شرف زيارة الأستاذ صلاح أحمد ضيف الله، نجل الراحل الحاج أحمد ضيف الله، الرجل الذي لا يزال اسمه يتردد في أرجاء المدينة مقرونًا بالاحترام والتقدير والعطاء.
لم تكن الزيارة عادية، بل كانت رحلة إنسانية عميقة في ذاكرة رجل ترك أثرًا خالدًا في مجتمعه، ورؤية كيف يواصل ابنه اليوم حمل راية هذا الإرث النبيل.

الراحل أحمد ضيف الله: حياة في سبيل العطاء

لم يكن الراحل أحمد ضيف الله مجرد اسم معروف، بل كان رمزًا للكرم والتفاني في خدمة الناس.
من خلال جهوده الصادقة أسس مجمع أحمد ضيف الله الطبي الخيري، الذي أصبح أحد أعمدة الرعاية الصحية في سوهاج، وخاصة في منطقة قلفاو.
يضم المركز تخصصات متعددة تشمل الباطنة، الأطفال، الأنف والأذن والحنجرة، النساء والتوليد، العظام، الجلدية، وطب الأسنان.
ولا يزال المركز حتى اليوم يحافظ على تقليد اليوم الصحي المجاني كل يوم ثلاثاء، وهو تقليد سنّه الراحل بنفسه لضمان حصول الجميع على العلاج دون النظر إلى قدرتهم المادية.

كانت فلسفته بسيطة لكنها عميقة:

“اخدم الناس أولًا، وسيلحقك النجاح من تلقاء نفسه.”
تلك العبارة تحولت إلى منهج حياة ترك بصمة إنسانية لا تُمحى في نفوس الآلاف من أبناء سوهاج.

لقاء الابن: صلاح أحمد ضيف الله

عندما التقيت بالأستاذ صلاح أحمد ضيف الله، أدركت على الفور أن قيم والده ما زالت تنبض فيه.
فهو اليوم رئيس مجلس إدارة مدارس سيتي الخاصة بسوهاج، ويواصل مسيرة والده في دعم التعليم وتطوير المجتمع.
يقود مؤسساته التعليمية برؤية تجمع بين الانضباط، الإبداع، والإيمان بأهمية بناء الإنسان قبل بناء الدرجات والشهادات.
تحدث بحماس عن رسالته في الارتقاء بالتعليم في صعيد مصر، وكان واضحًا أن الشعلة التي أوقدها والده ما زالت تتقد في قلبه وعمله.

الإيمان والعلم… جناحا الإرث

لا يقتصر إرث عائلة ضيف الله على الطب والتعليم فقط، بل يمتد إلى الميدان الديني والتربوي.
ففي جوار مسجد ضيف الله الشهير تقع مدرسة أحمد ضيف الله لتحفيظ القرآن الكريم وعلومه، التي تُعنى بتخريج أجيال تحفظ كتاب الله وتعيش بمعانيه.
هذا التوازن بين التعليم الحديث والتربية الإيمانية يعكس فلسفة العائلة في الجمع بين العلم والإيمان لخدمة الإنسان والمجتمع.

إرث باقٍ في وجدان سوهاج

أثناء تجوالي في المدينة، لفت نظري كيف أصبح اسم “ضيف الله” جزءًا من نسيج سوهاج نفسه — من مكتب البريد والمسجد إلى المراكز والمدارس التي تحمل الاسم نفسه.
رحل أحمد ضيف الله عن الدنيا، لكن أثره لم يرحل؛ فقد بقي في كل مشروع خيري، وفي كل ابتسامة شكر من مريض أو طالب.

تأمل ختامي

خرجت من زيارتي وأنا أردد في نفسي أن الموت ينهي حياة، لكنه لا ينهي الإرث.
لقد ترك الراحل أحمد ضيف الله بصمة من العطاء، وجاء ابنه صلاح ليواصل الطريق نفسه بثبات وحكمة.
قصة هذه العائلة ليست مجرد سيرة، بل رسالة أمل تُذكرنا بأن الإخلاص والعمل الصالح هما ما يبقى خالدًا في ذاكرة الزمن.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

رفقة ابنه.. شاهد أحدث ظهور لأحمد فلوكس في المسجد الحرام

أدى الفنان أحمد فلوكس مناسك العمرة برفقة نجله، حيث شارك متابعيه عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الصور التي توثق اللحظات الروحانية أثناء تواجدهما في المسجد الحرام بمكة المكرمة.

فيلم الممر

وكان آخر أعمال الفنان أحمد فلوكس فيلم "الممر" بطولة أحمد عز، أحمد رزق، إياد نصار، محمد فراج، أحمد صلاح حسنى، محمد الشرنوبى، محمد جمعة، محمود حافظ، أمير صلاح الدين، أسماء أبو اليزيد، والوجه الجديد ألحان المهدى، وضيوف الشرف: هند صبرى، شريف منير، إنعام سالوسة وحجاج عبد العظيم، وموسيقى تصويرية عمر خيرت. ونال فلوكس عن دوره فى الفيلم العديد من الإشادات وحصل أيضًا على عدة جوائز وتكريمات.

الفيلم من تأليف وإخراج شريف عرفة، وشارك فى كتابة السيناريو والحوار أمير طعيمة، يتناول الفيلم قوات الصاعقة المصرية خلال حرب الاستنزاف، وعلى رأسهم أحد القادة البواسل الذى يُدعى "نور"، ويناقش المرحلة الزمنية بداية حرب 1967 مرورًا بحرب الاستنزاف .

طباعة شارك أحمد فلوكس فيلم الممر أعمال أحمد فلوكس

مقالات مشابهة

  • "الملاك الصغير يطلب الدعاء لأبوه".. حمو بيكا ينشر صورة مؤثرة لإسماعيل الليثي مع ابنه الراحل
  • رفقة ابنه.. شاهد أحدث ظهور لأحمد فلوكس في المسجد الحرام
  • الصغير ولطفي والسبكي يشاركون بجنازة أحمد عبد الله
  • رحيل السيناريست أحمد عبدالله.. والأب بطرس دانيال ينعيه بكلمات مؤثرة
  • مهرجان القاهرة ينعى السيناريست أحمد عبد الله
  • صلاح عبدالله ينعي أحمد عبدالله: خبر نزل على قلبي كالصاعقة
  • أشرف عبد الباقي ينعي أحمد عبد الله: من أجمل الناس اللي اتعرفت عليهم
  • وفاة السيناريست أحمد عبد الله ونقابة المهن التمثيليه تنعيه
  • المهن التمثيلية تنعى السيناريست الكبير أحمد عبد الله