أسبوع متقلب بأسواق المال العالمية
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
أحمد عاطف (القاهرة)
شهدت أسواق المال العالمية أداءً أسبوعياً متقلِّباً يغلب عليه التراجع، وسط حالة من الحذر والتريّث لدى المستثمرين.
يأتي ذلك، في وقت تتزايد فيه المخاوف من أن تُركّز الاستثمارات في قطاعات التكنولوجيا، خاصة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، قد تكون فقاعة تفتح المجال لتصحيح محتمل.
جاء الأداء متراجعاً في الولايات المتحدة الأميركية، لاسيما في قطاع التكنولوجيا الذي يقوده عمالقة الذكاء الاصطناعي، فقد هبط مؤشر ناسداك المركب خلال الأسبوع بنحو 3.
وتمّثل السبب الرئيسي في تراجع المؤشرات الأميركية في تحذيرات صدرت عن كبار العاملين في القطاع المصرفي من احتمال حدوث تصحيح كبير في الأسواق بسبب تقييمات زائدة لأسهم الذكاء الاصطناعي. وبحسب خبراء اقتصاديين، فإنّ المؤشرات تأثرت أيضاً بالبيانات الاقتصادية الأميركية، مثل معدّل تسريح العمالة الذي سجّل أعلى قراءة منذ عام 2003 في أكتوبر الماضي، إلى جانب مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميشيغان، والذي سجّل أدنى قراءة له على الإطلاق.
واستجابت الأسواق الأوروبية بحذر، حيث سجّلت المؤشرات القارية هبوطاً على خلفية تراجع الثقة في أن النمو العالمي سيستمر بصورة سلسة، وبسبب تعرضها لتراجع الطلب إلى حد ما من آسيا والولايات المتحدة. ولعبت تقلبات أسهم التكنولوجيا والصناعات الثقيلة، دوراً واضحاً في الضغط على أسواق القارة الأوروبية، وسجّل مؤشر «يورو ستوك 50» تراجعاً أسبوعياً بنسبة 1.7%، وهبط مؤشر داكس الألماني بنحو 1.7%. كما تراجع مؤشر فوتسي 100 البريطاني على أساس أسبوعي بنحو 0.4% بعد قرار بنك إنجلترا بالإبقاء على أسعار الفائدة من دون تغيير.
وكانت الصورة أكثر ضعفاً في البورصات الآسيوية، فقد سجّلت أسواق اليابان وكوريا الجنوبية انخفاضات عكست تأثّراً واضحاً بمخاوف فقاعة قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وتراجع مؤشر نيكاي 225 الياباني خلال الأسبوع بنسبة 2.6%، ومؤشر Kospi الكوري الجنوبي انخفض بنحو 4.1%، بينما ارتفع مؤشر شنغهاي المركب بنحو 1.1%.
يرى محللون أن التراجع الجماعي ليس بالضرورة بداية هبوط طويل الأمد، بل قد يكون فترة تهدئة أو تصحيح طبيعي بعد موجة ارتفاع سريع، لكن في حال ظهور بيانات اقتصادية مفاجئة أو أرباح مخيبة من قطاعات التكنولوجيا، فقد تتراجع الأسواق نحو انخفاض أكبر.
ويظلّ ترقُّب قرار الفيدرالي الأميركي بخفض الفائدة أو الإبقاء عليها خلال ديسمبر المقبل، إلى جانب انتظار بيانات اقتصادية جديدة. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة مؤشر ناسداك الذكاء الاصطناعي التكنولوجيا ناسداك أسواق المال
إقرأ أيضاً:
استقرار نسبي في أسعار السلع الغذائية بأسواق كفر الشيخ
تشهد أسواق محافظة كفر الشيخ هذه الأيام حالة من الاستقرار النسبي في أسعار الخضروات والفواكه واللحوم والأسماك والدواجن، بعد موجات متتالية من الارتفاعات خلال الأشهر الماضية، ورغم هذا الاستقرار، يرى كثير من المواطنين أن الأسعار ما زالت فوق طاقتهم الشرائية، خصوصاً في اللحوم والفواكه.
الخضروات.. استقرار المعروض وتباين في الأسعار
في جولة ميدانية داخل سوق الجملة بمدينة بلطيم وسوق ميت علوان بمدينة كفر الشيخ، لوحظ توافر كميات وفيرة من الخضروات المحلية، مع إقبال متوسط من المواطنين.
وسجلت الطماطم نحو 20 جنيهًا للكيلو، والبطاطس بين 10 و15 جنيهًا، وبلغ سعر الخيار نحو 20 جنيهًا، والباذنجان الرومي حوالي 10 جنيهات، والفلفل الألوان والحامي بين 20 و25 جنيهًا، بينما استقر الليمون عند 20 جنيهًا تقريبًا.
وقال البائع “عبدالمنعم حسن” من سوق بلطيم: «الأسعار مستقرة منذ أسبوع تقريبًا والمعروض متوفر بفضل زيادة الإنتاج المحلي».
فيما أضاف أحد المواطنين: «هناك تفاوت بسيط بين الأسواق، لكن الوضع أفضل من الصيف الماضي».
الفواكه.. وفرة موسمية مع ارتفاع أسعار الأصناف الفاخرة
أما في قسم الفواكه، فقد شهدت الأسواق وفرة في المعروض مع تباين الأسعار حسب النوع والجودة؛ حيث بلغ العنب ما بين 25 و50 جنيهًا للكيلو، والتفاح المستورد من 60 إلى 80 جنيهًا، والمانجو نحو 60 جنيهًا، والبلح الأحمر حوالي 25 جنيهًا، والبرتقال البلدي قرابة 20 جنيهًا.
وقال محمد عبد السلام من مركز دسوق نميل لشراء الفواكه المحلية لأنها أرخص وطعمها طيب، أما الأنواع المستوردة فصارت بعيدة عن متناول اليد.
بينما أكدت سيدة أخرى أن الفاكهة “لم تعد من الأساسيات” في بعض البيوت بسبب الأسعار الحالية.
اللحوم والدواجن.. الأسعار تواصل الصعود
شهدت أسواق اللحوم البلدية ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأسابيع الأخيرة؛ حيث تراوح سعر كيلو اللحوم البلدي الطازجة بين 400 و450 جنيهًا في محال الجزارة الخاصة، بينما تُباع في المنافذ الحكومية بأسعار تبدأ من 285 جنيهًا حسب النوع والجودة.
أما الدواجن البيضاء فسجلت نحو 72 جنيهًا للكيلو في أغلب المراكز.
وقال الجزار محمود العشري بسوق كفر الشيخ العمومي تكاليف الأعلاف والطاقة والنقل تضغط على السوق، والمستهلك أصبح يشتري بالكيلو أو النصف فقط.
وأضاف بأن الإقبال متوسط، والزبائن تفضّل الدواجن أو الكبدة لأنها أقل تكلفة.
الأسماك.. البلطي في المقدمة
تعد محافظة كفر الشيخ من أكبر المحافظات المنتجة للأسماك، خصوصًا في مناطق البرلس وبلطيم وسيدى سالم.
وقد استقر سعر كيلو السمك البلطي بين 70 و72 جنيهًا حسب الحجم، بينما ارتفع البوري إلى نحو 120 جنيهًا، ووصل الجمبري الكبير إلى أكثر من 450 جنيهًا في بعض الأسواق.
وأوضح أحد الصيادين في بحيرة البرلس أن “انخفاض الإنتاج الطبيعي وزيادة تكاليف الوقود أثّرا في الأسعار”، مشيرًا إلى أن “الاستزراع السمكي هو ما يحافظ على استقرار السوق.
وقال أشرف عبد الغني من قرية مسير أن السمك البلطي ما زال الوجبة الأساسية في البيت، لأنه الأرخص والأكثر توافرًا رغم كل الظروف.
آراء المواطنين: بين الرضا والقلق
تفاوتت آراء المواطنين في تقييم الأسعار الحالية؛ فبينما رأى البعض أن السوق “بدأ يستقر بعد شهور من الارتفاع”، قال آخرون إن “الاستقرار لا يعني الانخفاض”، إذ ما زالت الأسعار بعيدة عن متناول شريحة كبيرة من الأسر.
وقالت فاطمة السيد من مركز الحامول نوازن بين الدخل والمصروف، نشتري فقط الضروري، ونقلل الكميات، فالمعيشة أصبحت تحتاج إلى تخطيط يومي.
منافذ اليوم الواحد.. طوق نجاة لمحدودي الدخل
تواصل محافظة كفر الشيخ تشغيل منافذ “سوق اليوم الواحد” والمجمعات الاستهلاكية لتوفير السلع بأسعار تقل عن الأسواق الحرة بنسبة تتراوح بين 10 و20%.
ويؤكد مسؤولون بالمحافظة أن هذه المنافذ تُعد من أهم أدوات ضبط الأسعار ودعم الفئات محدودة الدخل، خاصة مع استمرار تقلبات الأسواق المحلية والعالمية.
صرح عادل الهابط، وكيل وزارة التموين بكفر الشيخ بأن أسواق اليوم الواحد نجحت في تحقيق استقرار نسبي في الأسعار، وجرى إنشاء 14 سوقًا على مستوى مراكز المحافظة لتوفير السلع بأسعار مخفَّضة .
وأضاف بأننا ننفذ حملات يومية بالتعاون مع مباحث التموين وهيئة سلامة الغذاء وجهاز حماية المستهلك لضبط المخالفين، ولا يوجد تقصير من رجال التموين، فهم بالشارع يوميًا لضمان وصول الدعم لمستحقيه .
يمكن القول إن أسواق كفر الشيخ تشهد توازنًا هشًّا بين العرض والطلب، مع استقرار واضح في الخضروات والأسماك، وارتفاعٍ ملحوظٍ في أسعار اللحوم والدواجن والفواكه الفاخرة.
ويبقى المستهلك هو الحلقة الأضعف في سلسلة السوق، يحاول التأقلم مع الواقع الاقتصادي الجديد، باحثًا عن أفضل جودة بأقل تكلفة ممكنة، فيما ينتظر الجميع تدخلات أوسع من الجهات المعنية لضبط الأسعار ودعم الإنتاج المحلي.