سفير السودان بواشنطن يؤكد الالتزام بخارطة الطريق الحكومية
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
سفير السودان لدى واشنطن دعا حكومة الولايات المتحدة الأمريكية لتصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية دولية.
واشنطن: التغيير
أكد سفير السودان لدى واشنطن محمد عبد الله إدريس، التزام الحكومة السودانية بتنفيذ خارطة الطريق التي أعلنتها الحكومة في وقت ستابق، والتي تنتهي بانتخابات حرة بمراقبة دولية يختار فيها الشعب السوداني ممثليه لقيادة البلاد، ودعا المجتمع الدولي لدعم جهود حكومة د.
وأعلنت الحكومة التي يقودها الجيش في فبراير الماضي، عن طرح “خارطة طريق” لمرحلة ما بعد الحرب، قالت إنها تمثل توافقاً وطنياً لإرساء السلام والاستقرار في البلاد واستكمال مهام الانتقال، وتتضمن إطلاق حوار واسع واستئناف العملية السياسية وتتوج بإجراء انتخابات عامة.
وطبقاً لوكالة السودان للأنباء (سونا)، عقد سفير السودان بالولايات المتحدة محمد عبد الله إدريس تنويراً صحفياً بواشنطن يوم السبت، شرح خلاله “جهود الحكومة لإنهاء خطر المليشيا”- في إشارة إلى قوات الدعم السريع، ودعا المجتمع الدولي إلى العمل لوقف إمدادات السلاح لها ومحاسبة “المؤججين الإقليميين”.
كما قدم السفير شرحاً بشأن الإنتهاكات الواسعة وأعمال الإبادة التي تقوم بها “الدعم السريع” في الفاشر، ودعا حكومة الولايات المتحدة إلى تصنيفها كمنظمة إرهابية دولية.
ودعا وسائل الإعلام الأمريكية إلى مزيد من التغطية للفت انتباه المجتمع الدولي “للإبادة الجماعية التي تقوم بها المليشيا في الفاشر حالياً”، ومحاسبتها على الجرائم التي ارتكبتها ضد المدنيين منذ العام 2023م.
وتقف خارطة الطريق التي تتمسك بها حكومة الجيش، بموازاة خارطة الطريق التي طرحتها الآلية الرباعية الدولية مؤخراً، والتي تضمنت هدنة إنسانية لـ3 أشهر تقود إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق عملية انتقالية سياسية شاملة تختتم خلال تسعة أشهر، وتأسيس حكومة مدنية.
وظل مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون أفريقيا والشرق الأوسط مسعد بولس، يؤكد أن خارطة الطريق التي طرحتها الرباعية “أمريكا، السعودية، الإمارات ومصر” لإنهاء الحرب في السودان تمثل أملاً حقيقياً لإنهاء واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية التي يشهدها العالم حاليا، ويشدد على أن السودانيين أنفسهم هم من يتحملون القرار النهائي بوقف الحرب واستعادة السلام.
الوسومالإمارات الجيش الدعم السريع الرباعية السعودية السودان الفاشر الولايات المتحدة مسعد بولس مصر واشنطنالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الإمارات الجيش الدعم السريع الرباعية السعودية السودان الفاشر الولايات المتحدة مسعد بولس مصر واشنطن خارطة الطریق التی الدعم السریع سفیر السودان
إقرأ أيضاً:
المرأة السودانية وانتهاكات الدعم السريع
شهد السودان منذ اندلاع الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ابريل من العام 2023 واحدة من أعقد الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، إذ تحولت المدن الكبرى إلى ساحات مفتوحة لانتهاكات ممنهجة ضد المدنيين. غير أن أكثر الفئات تضررًا من تلك الانتهاكات كانت النساء والفتيات، اللواتي واجهن أشكالًا متعددة من العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك الاغتصاب، والاحتجاز القسري، والإهانة العلنية، والاستغلال الجنسي في مناطق النزاع.
ولاشك أن تقارير الأمم المتحدة قد أشارت إلى أن الانتهاكات لم تكن مجرد أفعال فردية ناتجة عن الفوضى، بل عمليات منظمة استُخدمت فيها المرأة كأداة للضغط الاجتماعي والإذلال الجماعي. ففي بعض المناطق، خاصة في إقليم دارفور خاصة في إقليم الفاشر عاصمة الولاية الشمالية، وردت شهادات موثقة عن اقتحام منازل المدنيين واعتقال النساء لاستخدامهن في أغراض سياسية أو انتقامية، وهو ما يمثل انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف التي تجرّم استهداف المدنيين في النزاعات المسلحة.
وتُعد ظاهرة الاغتصاب كسلاح حرب من أخطر مظاهر الانتهاكات التي مارستها قوات الدعم السريع، إذ استخدمت لإرهاب المجتمعات المحلية داخل السودان، وكسر تماسكها الاجتماعي. وتؤكد دراسات علم الاجتماع السياسي أن العنف الجنسي في النزاعات لا يهدف فقط إلى الإيذاء الجسدي، بل إلى تفكيك الهوية الجماعية للضحايا والمجتمع المحيط بهم، وهو ما يجعل التعافي منه عملية طويلة ومعقدة نفسيًا واجتماعيًا.
كما امتدت الانتهاكات إلى حرمان النساء من الوصول إلى المساعدات الإنسانية والمرافق الصحية، خاصة في المناطق المحاصرة. أضف لذلك أن العديد من النساء الحوامل لم يتمكنّ من تلقي الرعاية الطبية اللازمة، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الوفيات أثناء الولادة. وفي حالات أخرى، فُرض على النساء العمل القسري في الخدمات اللوجستية تحت التهديد بالسلاح.
ومن الناحية الإنسانية، فإن الأثر التراكمي لهذه الانتهاكات يتجاوز حدود الأفراد ليهدد بنية المجتمع السوداني بأكملها. إذ يُسهم تدمير ثقة النساء في المؤسسات والرجال في إعادة إنتاج دائرة العنف والتهميش على المدى الطويل. لذلك فإن أي عملية سلام مستقبلية في السودان لن تكون ذات معنى ما لم تشمل عدالة انتقالية حقيقية تضع قضايا النساء في قلبها، وتضمن محاسبة المسؤولين عن الجرائم، وتعويض الضحايا ماديًا ومعنويًا.
جملة القول إن ما يحدث من انتهاكات واسعة ضد المدنيين وتحديدا المرأة في الدولة السودانية أمرا يقتضي مساءلة قانونية وسياسية ومجتمعية على المسار المحلي والدولي خاصة أن المرأة السودانية تخضع لأحكام القانون الدولي الإنساني في النزاعات المسلحة وهو ما يجعلها تكون في مأمن من تلك الإعتداءات التي تجاوزت المنطق لتشمل كافة أشكال العنف والتعدي على كرامة المرأة السودانية.
اقرأ أيضاًالبرهان: الشعب السوداني لن يُهزم ولن يستسلم
جوتيريش يدعو إلى الوقف الفوري للأعمال القتالية في السودان
بعد سقوط الفاشر.. تفاصيل خطة تقسيم السودان بقيادة حميدتي (خاص)