"الشارقة الدولي للمكتبات" يختتم دورته الـ12 برؤى عالمية لتجديد التعلم وتمكين المكتبيين
تاريخ النشر: 11th, November 2025 GMT
اختتم مؤتمر الشارقة الدولي للمكتبات أعمال دورته الثانية عشرة، التي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب بالتعاون مع "جمعية المكتبات الأميركية"، بالتزامن مع فعاليات الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب بحضور 400 متخصصاً من الأكاديميين والباحثين وأمناء المكتبات من 30 دولة من مختلف أنحاء العالم. بمناقشات أكاديمية ومهنية ركزت على تطوير بيئات المعرفة وتعزيز دور المكتبات كمراكز فاعلة للتعلم والتواصل المجتمعي؛ حيث شهد اليوم الختامي سلسلة من الجلسات والورش التي تناولت إدارة علاقات المتعاملين في المكتبات الجامعية والمكتبات الرقمية عالية التأثير، والأساليب المبتكرة للتواصل والتعليم، إلى جانب استعراض تجارب عربية ودولية حول تطوير عمل المكتبيين، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في الخدمات الفنية ومكتبات المدارس.
بيئة نابضة بالمعرفة والإبداع
وفي تعليقه على ختام المؤتمر، قال منصور الحساني، مدير إدارة خدمات النشر في هيئة الشارقة للكتاب: "شكل لقاء أمناء وخبراء المكتبات من مختلف دول العالم في دورة هذا العام من المؤتمر دليلاً حيّاً على أن قطاع المكتبات، بمختلف أشكاله التقليدية والحديثة، هو حجر الأساس في تطوّر منظومات الوصول إلى المعرفة وبناء المجتمعات المتعلّمة؛ حيث عكست النقاشات الحيّة كيف تتحوّل المكتبة إلى فضاء حيّ لتطوير الإنسان، وكيف أصبح أمين المكتبة اليوم عنصراً فاعلاً ومتفاعلاً مع المجتمع، يشارك في صياغة مستقبل التعلم والبحث والابتكار".
وأضاف: "تؤمن هيئة الشارقة للكتاب، بقيادة سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارتها، بأن التواصل العالمي والتعاون الدولي هما السبيل لاختصار المسافات أمام مسؤولي تطوير المكتبات، لأنهما يشكّلان استثماراً في المعارف والخبرات والممارسات الرائدة على مستوى العالم، بما ينعكس إيجاباً على جودة الخدمات المكتبية ودورها في تنمية الإنسان والمجتمع".
إدارة علاقات العملاء في المكتبات الجامعية
وافتتح المؤتمر أعمال يومه الثاني بجلسة "إدارة علاقات العملاء في المكتبات الجامعية"، قدّمتها الدكتورة ضحى بنت حسن السريحي، المدير العام للإدارة العامة لشؤون المكتبات بجامعة الملك عبدالعزيز في المملكة العربية السعودية، تناولت خلالها أهمية الانتقال من إدارة المجموعات إلى إدارة العلاقات مع المستفيدين بوصفها نهجاً شاملاً يجمع بين التقنيات الحديثة والإدارة والعلاقات الإنسانية.
وأوضحت السريحي أن مفهوم إدارة علاقات العملاء في المكتبات يمثل استراتيجية متكاملة تسهم في إضافة قيمة إلى العملية التعليمية والبحثية والثقافية، تتجاوز إعارة الكتب أو الخدمات التقليدية. كما استعرضت ركائز هذه الإدارة، التي تشمل الخدمات والعمليات، ومواد المكتبة، والقيادة، والالتزام المؤسسي، ودور المكتبة كمنظمة فاعلة في المجتمع الأكاديمي.
وتطرّقت السريحي خلال عرضها إلى خطة تطوير شاملة لإدارة علاقات العملاء في المكتبات، تقوم على دمج التقنيات الحديثة والإدارة والعلاقات الإنسانية ضمن منظومة واحدة تُعنى بفهم احتياجات مجتمع المكتبة، وبناء شراكات مستدامة؛ وأوضحت أن تطوير هذه الإدارة يتطلب رؤية ورسالة واضحة، وأهدافاً ذكية ترتكز على بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية.
أساليب مبتكرة للتواصل والتعليم
وفي جلسة أخرى بعنوان "المكتبة الرقمية عالية التأثير: أساليب مبتكرة للتواصل والتعليم"، استعرضت ريبيكا كمينغز، مديرة برنامج Digital Matters في جامعة يوتا بالولايات المتحدة، تجربة الجامعة في تطوير مكتبتها الرقمية الرئيسة التي تضم أكثر من 4.5 ملايين كتاب وتخدم ما يزيد على 38 ألف طالب.
وتحدثت كمينغز عن مشروع Utah Digital Newspapers الذي يتيح الوصول المجاني إلى أكثر من 9 ملايين صفحة من الصحف التاريخية المنشورة في ولاية يوتا منذ عام 1850 حتى 2023، والذي يُعدّ من أبرز المستودعات الرقمية في الولايات المتحدة. كما أوضحت أن نجاح المكتبات في تحقيق تأثير واسع لا يعتمد على حجم الفرق العاملة بقدر ما يقوم على تفعيل مفهوم التواصل والتفاعل، الذي يشمل الترويج والتسويق، والتعليم داخل الصفوف الدراسية، والتدريب، والتعاون الأكاديمي والبحثي.
أساسيات تخطيط الدروس
وشهد المؤتمر في يومه الختامي جلسة بعنوان "أساسيات تخطيط الدروس: نواتج التعلّم وطرق التقييم"، ناقش خلالها كل من ريبيكا ميلر والتز، العميدة المشاركة للتعلّم والمشاركة في مكتبات جامعة بنسلفانيا الحكومية بالولايات المتحدة، وميليسا بولز تيري، أستاذة وأمينة مكتبة العلوم في جامعة نيفادا، في لاس فيغاس، أسس تصميم خطط تعليمية تتمحور حول الطالب في مجال تطوير مهارات اكتساب المعلومات.
واستعرض المتحدثان أهمية وضع نواتج تعلم واضحة تسهم في تحسين تجربة التعليم داخل المكتبات، إلى جانب الأنشطة التفاعلية التي تساعد الطلبة على تحقيق الأهداف التعليمية، وأساليب التقييم الواقعية لقياس مدى اكتسابهم للمعرفة.
مصادر عربية جديدة للمكتبيين
أما جلسة "مصادر جديدة للمكتبيين باللغة العربية من جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات"، فاستضافت كلاً من راندا الشدياق، مديرة خدمات المكتبة في الجامعة الأمريكية بدبي، ونبيل بدران، أمين مكتبة في جامعة اميتي - حرم دبي، والدكتور عماد صالح، أستاذ ورئيس قسم المكتبات والمعلومات بجامعة حلوان في القاهرة، الذين تحدثوا عن جهود الجمعية في ترجمة خمسة من أبرز إصدارات جمعية المكتبات الأمريكية (ALA) إلى اللغة العربية، لتوفيرها للعاملين في قطاع المكتبات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ورش مهنية متخصصة
وشهد اليوم الثاني من المؤتمر مجموعة من الورش المهنية المتخصصة؛ حيث قدمت رانيا عثمان، مديرة إدارة مؤسسات المعلومات وتنمية المهارات المهنية في مكتبة الإسكندرية، ورشة بعنوان "استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الخدمات الفنية". وفي ورشة "القراءة من أجل المتعة: غرس حب القراءة مدى الحياة لدى الأطفال"، قدّمت هنادي طيفور، مديرة المشاريع ومستشارة المكتبات في مؤسسة الإمارات للآداب، تجربة المؤسسة في تعزيز شغف الأطفال بالقراءة.
أما وضحى أحمد، متخصصة المحتوى الرقمي في جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا بالكويت، فتناولت في ورشة "العقول والآلات في توازن" أهمية الموازنة بين الذكاء الاصطناعي والعاطفي في بيئات التعلم. فيما استعرضت ديليمدروس سيلز، أمينة مكتبة التعليم والتعلّم في جامعة شمال كارولاينا، أفضل الممارسات في ورشة "توظيف الذكاء الاصطناعي في مكتبات المدارس".
وفي استعراض المؤتمر لأفضل الممارسات العالمية، قدّم شاهزان أفندي بن زكريا، مدير مكتبة ولاية كيدا العامة، وعبد الرحيم حسين، مدير مكتبة ولاية بيرليس العامة، ورشة "المكتبات العامة في ماليزيا: الوصول والتفاعل مع الفئات المجتمعية الأقل حظاً"، التي عرضت مبادرات لدمج المجتمعات المحلية في أنشطة المكتبات. واختتم البرنامج المهني للمؤتمر بورشة "بناء مكتبة رقمية مؤثرة في مكتبات المدارس"، التي قدّمتها خديجة سعيد عبدالعليم محمد من مدرسة تريم الأمريكية الخاصة بالشارقة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی جامعة
إقرأ أيضاً:
انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي «العلوم والتكنولوجيا من أجل التراث الثقافي» بالأقصر
شهدت الدكتورة صابرين عبد الجليل، رئيس جامعة الأقصر، انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي “Science and Technology for Cultural Heritage”، الذي نظمه كرسي اليونسكو للعلوم والتكنولوجيا للتراث الثقافي بجامعة القاهرة برئاسة الدكتور هاني هلال، وزير التعليم العالي الأسبق، بالشراكة مع جامعة الأقصر.
شارك في الجلسة الافتتاحية حضور رفيع المستوى من عدد من الشخصيات الأكاديمية والدبلوماسية، من بينهم الدكتورة صابرين جابر عبد الجليل رئيس جامعة الأقصر، و الدكتور هاني هلال، إلى جانب ممثلين عن الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي (DAAD) والسفارة الفرنسية بالقاهرة، حيث أكد المتحدثون على أهمية التعاون الدولي في توظيف العلوم والتكنولوجيا الحديثة في حماية وصون التراث الثقافي.
ورحبت رئيس الجامعة بالحضور مؤكدة أن استضافة هذا المؤتمر تعكس الدور المتنامي لجامعة الأقصر في دعم البحث العلمي الذي يخدم حفظ التراث الثقافي وإدارته بشكل مستدام، مضيفة: "باعتبارنا جامعة تقع في قلب واحدة من أغنى مدن العالم بالتراث، فإننا ملتزمون التزامًا عميقًا بتعزيز الابتكار، والتعاون، والمشاركة المجتمعية في حماية التراث المادي وغير المادي"
ووجهت رئيس جامعة الأقصر الشكر لكرسي اليونسكو للعلم والتكنولوجيا من أجل التراث الثقافي بجامعة القاهرة، برئاسة الدكتور هاني هلال، على تنظيم هذا الحدث المهم بالتعاون مع جامعة الأقصر، كما وجهت الشكر للمكتب الإقليمي لليونسكو في القاهرة وجميع المؤسسات الداعمة للمؤتمر.
وخلال جلسات المؤتمر، استعرض عدد من الخبراء والباحثين المصريين والدوليين أحدث الأبحاث والتقنيات في مجالات صون وحماية التراث الثقافي، واستخدام التقنيات غير التدميرية، وتطبيقات التكنولوجيا الحديثة في أعمال الترميم والتوثيق. كما تناولت الجلسات أهمية العلوم التطبيقية في تعزيز استدامة المواقع الأثرية، ودور التعاون الدولي في تطوير منهجيات الحفظ العلمي للتراث.
كما تضمنت فعاليات المؤتمر تنظيم معرض أساليب زخرفة المنسوجات الأثرية عبر العصور لطلاب الفرقة الرابعة والثالثة قسم ترميم الآثار، والذي افتتحه الدكتور هاني هلال، والدكتور عبد الغفار وجدى مدير عام آثار الاقصر ولفيف من العلماء برعاية رئيس الجامعة، والدكتور خالد عبد النعيم عميد الكلية، والدكتور سلامة حامد وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، بإشراف الدكتور إبراهيم الخولي.
و اختُتمت فعاليات المؤتمر بتوزيع شهادات المشاركة على المشاركين والباحثين، وسط إشادة واسعة من الحضور بمستوى التنظيم والمحتوى العلمي المتميز، مؤكدين أن استضافة الأقصر لهذا الحدث الدولي تعزز مكانتها كمركز عالمي للتراث والحضارة، ومختبر مفتوح لتطبيق أحدث الأساليب العلمية في حماية التراث الثقافي.