انطلاق مؤتمر الشارقة الدولي للمكتبات 2025
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
الشارقة (الاتحاد)
انطلقت، اليوم الأحد، أعمال الدورة الـ12 من مؤتمر الشارقة الدولي للمكتبات، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب بالتعاون مع «جمعية المكتبات الأميركية»، بالتزامن مع فعاليات الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، بحضور 400 متخصص من الأكاديميين والباحثين وأمناء المكتبات من 30 دولة من مختلف أنحاء العالم.
ويناقش المؤتمر مجموعة من المحاور الرئيسة التي تستشرف مستقبل المكتبات في العصر الرقمي، وتبحث في دورها المتنامي في دعم التحول الرقمي، وبناء السياسات والتشريعات المعرفية التي تكفل وصولاً عادلاً إلى المعلومات. كما يسلّط المؤتمر الضوء على مكانة المكتبات كمراكز للابتكار والتعلّم مدى الحياة، ومحركات للتنمية المجتمعية المستدامة.
أساس للنهوض
في كلمته خلال حفل افتتاح المؤتمر، عبّر أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، عن الفخر بتنظيم المؤتمر بالشراكة مع جمعية المكتبات الأميركية للسنة الثانية عشرة على التوالي، حيث أصبح نموذجاً يحتذى به بالتعاون الدولي في تطوير قطاع المكتبات، مشيراً إلى أن هذه الشراكة شكّلت علامة فارقة في مسيرة المؤتمر، وأسهمت في ترسيخ مكانة الشارقة مركزاً عالمياً للحوار حول مستقبل المكتبات والتعليم والثقافة. وقال العامري: «حين أسس صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، المشروع الثقافي والحضاري للشارقة وضع المكتبات أساساً ومفتاحاً للنهوض، ومساراً للوصول إلى التطلعات والطموحات، وها نحن هذا العام نحتفي بمرور مئة عام على تأسيس مكتبات الشارقة العامة، وننظر إليها بفخر وقد أصبح فرعها في كل مكان في الشارقة جزءاً من حياة أهل الإمارة وسكانها».
الأبعاد النفسية
في كلمتها خلال المؤتمر، أكدت الدكتورة ماريا ماكولي، أن المكتبات لا تقتصر قيمتها على الجانبين العلمي والمعرفي فحسب، بل تمتد أيضاً إلى أبعاد نفسية وطبية، موضحة أن الكتاب كان ولا يزال ملاذاً للعديد من المرضى، وأسهم في شفاء بعضهم من أمراض خطيرة. واستشهدت بقصة المريضة «جولي» التي وجدت في الكتب رفيقاً وداعماً خلال رحلة علاجها من مرض السرطان.وأضافت أنهم يعملون على بناء شراكات اجتماعية مع المدارس والمؤسسات غير الربحية، لتعزيز دور المكتبات في تنمية الطلاب خارج أوقات الدوام الدراسي، وترسيخ العلاقة بين القراءة والمجتمع، من خلال مبادرات تفاعلية تسهم في تقوية الروابط الإنسانية والمعرفية بين الأفراد.
من جانبه، عبّر مايكل داولينغ عن شكره للرعاة الذين أسهموا في نجاح دورة هذا العام، مشيداً بجهود جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات في ترجمة عدد من كتب «جمعية المكتبات الأميركية» إلى اللغة العربية بدعم من هيئة الشارقة للكتاب. وأكد أن هذه الخطوة تمثل إنجازاً مهماً يعزز التعاون الثقافي والأدبي بين المؤسستين، ويكرّس الشارقة بوصفها جسراً فاعلاً للتواصل المعرفي بين العالم العربي والمجتمع المهني الدولي في مجال المكتبات.
التحديات والفرص
من جهتها، أشارت الدكتورة ساندي هيرش في جلسة «مكتبات عام 2035: الفرص، التحديات، والمسار نحو المستقبل» إلى أهمية التعلّم من تحديات العقد الماضي، ولا سيما التحولات التي فرضتها الجائحة وتطورات الذكاء الاصطناعي، مؤكدة ضرورة مواءمة خدمات المكتبات مع احتياجات المجتمعات المتغيرة، وتعزيز دورها مراكز معلومات ودعم خلال الأزمات.وأوضحت هيرش أن التفكير المستقبلي أصبح عنصراً محورياً في تطوير المكتبات، داعيةً إلى تمكين العاملين فيها ليكونوا مدافعين عن المعرفة ومستشرفين للمستقبل قادرين على استباق الاحتياجات وتطوير الخدمات. كما استعرضت أبرز محاور كتابها Library 2035 التي تركز على البيئة والمجتمع والشمول والابتكار والتعاون العالمي، مشددةً على أهمية تطوير الكوادر المهنية وتوسيع الشراكات والاستفادة الواعية من تقنيات الذكاء الاصطناعي.
تجارب عالمية
شهد اليوم الأول من مؤتمر الشارقة الدولي للمكتبات سلسلة من الجلسات المتخصصة التي تناولت مستقبل المكتبات في ظل التحول الرقمي، حيث ناقشت مارسيلا إسوستر، من جامعة ماكغيل الكندية، موضوع «ما بعد الثقافة المعلوماتية للبيانات: بناء مجتمعات بيانات شاملة وتعاونية». وقدم حمد الحميري، مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية في الأرشيف الوطني، ورقة بعنوان «التقنيات والابتكارات الناشئة». وتحدثت نادين أشقر، مديرة مكتبات التعليم العالمية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في «أوفردرايف»، في جلسة بعنوان «مكتبتك الرقمية: الكتب الإلكترونية والصوتية للجميع»، وتناولت ريم الطرابلسي، مديرة مكتبة كلية العلوم بصفاقس في تونس، تجربة تحويل المكتبة الجامعية إلى بيئة تعليم حديث في جلستها «من الحلم إلى الإنجاز». كما تحدث تريفور واتكنز، أمين مكتبة جامعة جورج ماسون بفيرجينيا في الولايات المتحدة حول موضوع «إنشاء مجتمع ممارسين للذكاء الاصطناعي».
واستُهلّت الدورة الثانية عشرة من مؤتمر الشارقة الدولي للمكتبات بيوم استباقي خُصّص لتنظيم عدد من الورش المتخصصة التي ركزت على تطوير مهارات العاملين في قطاع المكتبات، وتعزيز جاهزيتهم لمستقبل المعرفة. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مؤتمر الشارقة الدولي للمكتبات الشارقة هيئة الشارقة للكتاب معرض الشارقة الدولي للكتاب مؤتمر الشارقة الدولی للمکتبات الشارقة للکتاب
إقرأ أيضاً:
حاكم الشارقة يوجّه بتخصيص 4.5 مليون درهم لتزويد مكتبات الإمارة بأحدث إصدارات دور النشر المشاركة في "الشارقة الدولي للكتاب" 2025
الشارقة - الرؤية
وجّه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بتخصيص 4.5 ملايين درهم لتزويد مكتبات الإمارة العامة والحكومية بأحدث إصدارات دور النشر المشاركة في الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، التي تشهد مشاركة 2,350 ناشراً وعارضاً من 118 دولة، تضم أحدث الإصدارات العربية والأجنبية في مختلف مجالات المعرفة والعلوم والآداب.
وتأتي هذه المنحة ترسيخاً لرؤية صاحب السمو حاكم الشارقة في النهوض بصناعة الكتاب، وتيسير فرص وصول القرّاء والباحثين والطلبة في إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة إلى جديد المعرفة والأدب والعلم، وتأكيداً على مكانة المكتبات كركيزة في مشروع الإمارة، ورؤيتها تجاه الاستثمار بالإنسان وصناعة المستقبل، وتعزيز حضورها كواحدة من أبرز عواصم المعرفة في العالم.
وأكدت سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، أن حرص صاحب السمو حاكم الشارقة على تزويد المكتبات بإصدارات جديدة من مختلف أنحاء العالم يعكس إيمان سموه العميق بدور المكتبات كمؤسسات تنويرية قادرة على تشكيل وعي الأجيال وصناعة التحول المعرفي في المجتمعات؛ فالمكتبات ذاكرة حيّة للمعرفة وجسر للتواصل بين الثقافات والحضارات، لذلك جاءت المنحة الكريمة امتداداً لنهج حاكم الشارقة في دعم قطاع النشر وتطويره، وتجسيداً لرؤية سموه في تمكين الناشرين من مواصلة جهودهم لتعزيز استدامة صناعة الكتاب وإثراء بيئة العمل الثقافي والإبداعي في المنطقة والعالم.
وتحت شعار "بينك وبين الكتاب" يواصل المعرض في دورته الحالية ترسيخ مكانته كأحد أكبر الأحداث الثقافية في العالم، بمشاركة أكثر من 2,350 دار نشر من 118 دولة، منها 1,224 دار نشر عربية و1,126 داراً أجنبية، إلى جانب استضافة أكثر من 250 مبدعاً ومفكراً من 66 دولة يقدمون أكثر من 1,200 فعالية ثقافية وفكرية وفنية.