يوم واحـد في الحيـاة.. رصد لدورة العمل في جريدة عمان.. تفاصيل دقيقـة من الحلم إلى المعجزة
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
«عمان»: يصف الصحفيون في كل مكان صحفهم «بالمعجزة اليومية». فصحيفة «عمان» التي تصلك إلى البيت أو تجدها على مكتبك كل صباح أو تصلك إلكترونيا على هاتفك أو جهازك اللوحي هي ثمرة جهد تعاوني كبير يبذله مئات الأشخاص داخل منظومة عمل متشابكة ومعقدة تحكمها الكثير من المواعيد النهائية.
هذا الأمر يسري على كل الصحف، في كل زمان ومكان.
لكن ثمة معجزة أخرى يمكن أن يتفاجأ الزملاء الذين لم يبقوا في الجريدة للفترة المسائية: كيف جاءت هذه الأخبار؟ وكيف بدت الصفحة الأولى بهذه الأخبار القوية رغم أن يوم أمس كان شحيحا بالأخبار التي ترقى أن تكون «مانشيت» الجريدة؟! هذه معجزة أخرى تتكرر كثيرا في أيام تغيب فيها الأخبار والأحداث.
تعمل الأقسام في الصحف، ومن بينها «عمان» بشيء يشبه خط الإنتاج. يكتب الصحفي الخبر ثم يرسله إلى رئيس القسم الذي يضيف ويحذف منه قبل أن يرسله إلى محرر الدسك. ثم بعد ذلك ترسل المواد إلى قسم التصحيح الذي يقوم بمراجعتها لغويا. لا يكتفي قسم التصحيح بالمراجعة اللغوية فلديه مهمة أخرى تتعلق بسياسة التحرير، فمن بين مهام القسم كتابة ملاحظات على المواد التي لا تتطابق وسياسة التحرير والتي يمكن أن تكون عبرت بالخطأ من رئيس القسم. تعود المواد من التصحيح إلى القسم الفني الذي يقوم بإخراجها على الصفحات. ثم تعود ثانيا إلى التصحيح ولكن هذه المرة على هيئة صفحة جريدة مكتملة الإخراج.
بعد ذلك تعود مرة أخرى إلى سكرتارية التحرير ثم مدير التحرير فرئيس التحرير ثم تعود إلى التدقيق النهائي في قسم التصحيح قبل أن تعود أخيرا إلى المخرج الذي يقوم بدوره بإرسالها للمطبعة. ومن المطبعة بعد منتصف الليل يبدأ خط توزيع لا يقل تعقيدا عن خط الإنتاج.
كل صفحات الجريدة تمر بهذا الخط من الإنتاج يوميا، وتمر الجريدة مكتملة على خط التوزيع. ولا يمكن القفز فوق أي مرحلة من هذه المراحل، وكل هذه المراحل، عدا مرحلة التوزيع، تتم بطريقة إلكترونية لا ورق فيها أبدا.
تشبه الصحف «المخابز»، كل يوم يبدأ الموظفون من «الصفر» ليصنعوا منتجهم، وكما أن رغيف الخبز يفسد سريعا، تصبح الصحيفة اليومية «بائتة» بنفس السرعة أيضا.
يشبه خط الإنتاج في جريدة عمان معظم الصحف في العالم وهي طريقة لا تكاد تختلف منذ سنوات طويلة، تتغير الأدوات في كل مرحلة ولكن مهمة العمل واحدة. غاب الورق من غرف الأخبار وحضرت الحواسب الثابتة والمحمولة، وغابت أجهزة التسجيل التقليدية وحلت محلها اليوم الهواتف. والأمر نفسه في التصوير. ورغم أن التصحيح اللغوي بات متاحا وبكفاءة حالية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلا أن الصحف ما زالت تتمسك بأقسام التصحيح وتعتبرها عمودا من أعمدتها.
في هذا التقرير اخترنا يوما من أيام العمل في جريدة عُمان والذي كان يوم الأحد 16 نوفمبر 2025 لنرصد فيه دورة العمل في الجريدة.. كان يوما حافلا بالتفاصيل وبالعمل.
عندما دخل رئيس التحرير عاصم الشيدي إلى صالة التحرير في الساعة التاسعة صباحا لم يكن أحد من المحررين قد وصل من العمل الميداني بعد. توزع عشرات المحررين والمراسلين في المحافظات لتغطية الأحداث والمؤتمرات ومتابعة جديد الأخبار. التاسعة وقت مبكر جدا لبدء عمل صالة التحرير وكذلك لوصول رئيس التحرير الذي برر الأمر أن تقدم ساعتين لمراجعة الملاحق الخاصة باليوم الوطني.
تعقد الجريدة كل يوم اجتماعين على مستوى رئيس التحرير، فيما تعقد الأقسام عدة اجتماعات بناء على مستجدات الأحداث ومتطلبات العمل اليومي. عقد الاجتماع الأول في الساعة الواحدة ظهر، فيما عقد الاجتماع الثاني في الساعة السادسة مساء.
في الفترة الصباحية تنشط الدائرة التجارية في جمع الإعلانات والتواصل مع الوزارات والشركات وتحديد المساحة اليومية للإعلانات. لكنّ الأمر لا يسير دائما دون تغييرات يقرها لاحقا رئيس التحرير بناء على نوعية الأخبار. فهذا اليوم حدث أن ألغى رئيس التحرير كل الإعلانات المحجوزة في الصفحات الأولى والثانية والثالثة لفتح مساحة كافية وملونة لنشر خبر منح جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم أوسمة لعدد من أصحاب السمو والمعالي وكبار القادة العسكريين.
عند العاشرة يبدأ المحررون في دخول غرفة الأخبار «صالة التحرير» ويبدؤون في التعامل مع الأخبار الواردة من مختلف المصادر. المحرر نفسه أحد أهم مصادر الأخبار في الجريدة إضافة إلى المراسلين في المحافظات وكذلك وكالة الأنباء العمانية ووكالات الأنباء العالمية. مي الغدانية ومزنة الفهدية ونورة العبرية وعبدالعزيز العبري أول الواصلين لصالة التحرير. وفهد الزهيمي أول الواصلين في غرفة الأخبار الرياضية التي تبعد قليلا عن غرفة الأخبار المركزية.
بعد دقائق وصلت المخرجة زهرة المعينية التي تتولى عبء الملاحق الشهرية وملاحق العيد الوطني قبل أن يكمل العمل زملاؤها في فترة ما بعد الظهر.
في الساعة الثانية عشرة دخل غرفة التحرير حمود المحرزي نائب مدير التحرير. يقوم حمود بعبء يومي يبدأ قبل أن يصل الجريدة حيث يقوم بتوزيع المهام اليومية على الأقسام عبر نظام إلكتروني وكذلك مراجعة جدول التصوير ومتابعة حصول المصورين على سيارات يصلون بها إلى الأماكن المكلفين بالتصوير فيها.
يجلس المحررون أمام أجهزتهم وعبر برنامج خاص بالجريدة لمتابعة الأحداث في الداخل والخارج ويتواصلون مع المراسلين والجهات الحكومية لمتابعة الأحداث اليومية. لا يسود الهدوء صالة التحرير. إنها منطقة تعج بالحياة وبالتعليقات الساخرة على مسار الكثير من الأحداث. لكن في لحظة ما كان الهدوء يعم المكان.. هنا يدرك الجميع أن حدثا أو خبرا وصل إلى ذروته المأساوية. يتذكر عبدالوهاب الهنائي هذا المشهد تماما في بداية الحرب على غزة عندما تم قصف مستشفى المعمداني. كان ذلك الحدث ذروة مأساوية للأيام الأولى من الحرب، قبل أن يصبح ذلك المشهد مجرد نزهة عابرة في حرب إبادة لم يشهد لها التاريخ مثيل.
يحدث مثل هذا في غرفة أخبار القسم الرياضي عندما يخسر المنتخب الأول مباراته في اللحظات الأخيرة، تتحول غرفة الأخبار إلى صمت المقابر فيما يسود الوجوه الكثير من الوجل. أما التحليلات فلا تأتي في اللحظة نفسها ولكنها ستحتاج إلى أن يستعيد الصحفيون أو المعلقون أنفاسهم ويستطيعون استيعاب ما حدث.
اجتماع هادئ
في الساعة الواحدة بعد الظهر حضر رؤساء الأقسام إلى غرفة الاجتماعات لحضور الاجتماع اليومي على مستوى أقسام الجريدة. كان الاجتماع إيجابيا جدا. لم يحدث فيه أي توتر أو اعتراضات. عدد اليوم السابق كان بلا أخطاء أو إخفاقات على مستوى متابعة بعض الأخبار. وعدد اليوم التالي حافل بالمتابعات.
كان «مانشيت» الجريدة لليوم التالي واضح من الآن. وتم الاتفاق عليه من الساعة الواحدة و10 دقائق ظهرا.. هذا لا يحدث دائما. «جلالة السلطان يمنح أوسمة لعدد من المسؤولين والقادة العسكريين» وعنوان آخر «وسام الشرف الأعظم للسيدة الجليلة».
استمع رئيس التحرير إلى أهم الفعاليات التي تغطيها الأقسام لليوم التالي. كان خالد العدوي رئيس قسم الأخبار المحلية أول المتحدثين. تحدث عن خبر الأوسمة وخبر مؤتمر دولي في مسقط يناقش مستقبل تسوية المنازعات وعن العملية الجراحية النادرة التي أجراها المستشفى السلطاني بالتعاون مع مركز صباح الأحمد في دولة الكويت عن بعد. ثم تحدث عبدالوهاب الهنائي رئيس القسم الاقتصادي والدولي عن تقرير حول المناطق الاقتصادية الحرة واستثماراتها وعن المدن الزراعية الذكية.
ثم تحدثت شذى البلوشية المحررة الثقافية عن افتتاح مهرجان السينما. وعمر الشيباني عن أهم التغطيات الرياضية التي يعمل عليها القسم.وتحدث جاسم المسقري رئيس قسم الجريدة الالكترونية عن أهم المواد البصرية التي تعمل عليها الجريدة هذا اليوم.
شرح كل شخص التغطيات بكلمات محدودة ولم يعترض أحد عليها.. في بعض الأحيان يتحول مسار تغطية ما أو تحقيق ما بعد اجتماع التحرير حيث يفتح النقاش بين رؤساء الأقسام لزوايا لم تكن واضحة من قبل.
ناقش حمود المحرزي الموقف التنفيذي من ملاحق اليوم الوطني.
انتهى الاجتماع بعدد من تكليفات العمل المسندة إلى الأقسام للأيام القادمة في ضوء الأحداث المحلية والدولية. المهم في الأمر أن الشكل المبدئي للصفحة الأولى وبقية صفحات الجريدة بات واضحا ومتوافقا عليه من الجميع. حتى موضوع افتتاحية الجريدة لليوم التالي تم الاتفاق عليه. سيكون على رئيس التحرير، كما هو الأمر كل يوم كتابة افتتاحية الجريدة. وسيكون على حمود المحرزي ورؤساء الأقسام متابعة دورة العمل خلال الساعات التالية قبل أن يعود رؤساء الأقسام إلى اجتماع الساعة السادسة مساء.
غرفة الأخبار
من يدخل غرفة أخبار جريدة عمان بعد اجتماع الساعة الواحدة ظهرا سيعرف أن أهم مكان في خط الإنتاج اليومي لأي صحيفة هو غرفة الأخبار. المكان الذي يحلو للبعض تسميته بـ«المطبخ». رغم أن غرفة الأخبار «المؤقتة» في جريدة عمان في الدور الأرضي ومكتب رئيس التحرير في الدور الأول إلا أنه يدخل هنا عدة مرات في اليوم قبل أن ينتهي به الأمر هنا قبيل الساعة العاشرة مساء حتى يتأكد أن الصفحة الأولى ذهبت للمطبعة وأن كل الأمور أصبحت في عهدة رجال الطباعة في قبو المبنى.
القسم المحلي أحد أهم أقسام الجريدة ويرأسه خالد العدوي وضم إليه في التعديل الأخير القسم الثقافي رغم أن الأخير يعمل بشكل شبه مستقل وبمحررين لا علاقة لهم بقسم الأخبار المحلية. يقابلك سهيل الذي يصل في الغالب إلى الجريدة عند الساعة الثانية عشرة ظهرا بابتسامة ويبدأ في السؤال عن «العلوم». أنجز سهيل الأسبوع الماضي تحقيقا صحفيا مهما دفع بلدية مسقط إلى إغلاق عدة مقاهٍ مخصصة للشيشة بعد أن كشف أنها تتجاوز تراخيصها لتتحول بعد منتصف الليل إلى ملاه ليلية للرقص والغناء. وفي الجهة الأخرى يوسف الحبسي الذي تسبب تحقيق نشره العام الماضي لتحويل عدد من الموظفين والشركات إلى الجهات القضائية بعد أن كشف تفاصيل التخلص من نفايات كيميائية في مردم هصاص بولاية سمائل الأمر الذي تسبب في نفوق بعض الماشية وتلوث الأفلاج القريبة.
يعتقد البعض أن صالة تحرير جريدة عُمان يغلب عليها العنصر النسائي، ويفوق عدد المحررات أو يعادل تقريبا عدد المحررين. تقول الصحفيات إن في هذا كثير من العدالة. وهن موزعات بين جميع الأقسام في الجريدة بما في ذلك قسم التصوير والإخراج وفرز الألوان والتصحيح اللغوي.
رئيس التحرير عاصم الشيدي يقول إن الصحفيات أثبتن قدرتهن على العمل والإبداع في مهنة المتاعب.
يشرف أحمد الهاشمي على صفحات الرأي بالجريدة. بدأ هذا العمل منذ أسبوعين بعد أن كان هذا العمل مسند إلى رئيس التحرير ونائب مدير التحرير حمود المحرزي. مراجعة مقالات الرأي وتحريرها أمر في غاية الصعوبة.
يقول عاصم الشيدي: منذ خمس سنوات أسند إلى رئيس التحرير ونائب مدير التحرير هذا العمل إضافة إلى شبكة أعمالهم التحريرية والإدارية الأخرى. ومراجعة المقالات تأخذ الكثير من الوقت. لكنه على العموم وقت ممتع جدا. فأنت تطلع كل يوم على أفكار كثيرة تناقش قضايا متشابهة ومختلفة من زوايا مختلفة وبمرجعيات متباينة. التعامل أيضا مع المقالات المترجمة من الخدمات الصحفية التي تشترك فيها الجريدة ممتع جدا. قد تقرأ عدة مقالات لتوافق على بعضها وتعتذر عن البعض الآخر.
التحدي الأكبر الذي يتحدث عنه رئيس التحرير هو في ضبط المقالات من حيث الأسلوب مع سياسة التحرير. فجريدة عمان لا تنشر على صفحات الرأي إلا مقالات الرأي التي تعبر عن رأي حول موضوع واضح. لكن تلك المقالات التوثيقية أو التي تعرض لتفاصيل قضية أو موضوع أو شخصية دون أن تناقش رأيا واضحا لا مكان لها.. ويصل الجريدة من هذا النوع من المقالات الكثير يوميا.
حمود المحرزي يشكو من تحرير بعض المقالات التي يرى أنها تحتاج إلى جهد كبير من التحرير والتواصل مع أصحابها.
أحمد الهاشمي يرى أن العمل ممتع لكنه يشترك مع حمود في الشكوى من بعض المقالات.
فهد الزهيمي الذي يحرر الأخبار الرياضية التي تصله من المراسلين يشكو من عدم تمكن البعض من قواعد اللغة العربية. وبناء الخبر بناء على قاعدة الهرم المقلوب حيث ذروة الخبر تكون في البداية وبعد ذلك تأتي التفاصيل الأقل أهمية.
عمل متسارع
عند الرابعة بعد الظهر يخرج رئيس التحرير للغداء في بيته، ورؤساء الأقسام إلى مطعم الجريدة في استراحة لا تطول كثيرا. والبعض يفضل الذهاب إلى مطاعم قريبة في الخوير. لكن دورة العمل لا تتوقف. حيث يكون موظفو قسم الإخراج في الجريدة قد وصلوا وبدأوا العمل بالفعل في إخراج الصفحات الجاهزة.
أول الصفحات جاهزية في الجريدة بشكل يومي الصفحات الرياضية. عند الساعة الخامسة تكون جميع الصفحات الرياضية قد تم تنفيذها ولا تبقى إلا مساحات بسيطة في حالة وجود مباريات قرر مجلس التحرير انتظار نتائجها.
مازن البلوشي وقيس الفلاحي يصلون أولا ثم يصل عبدالرحمن اللمكي وبدر الجابري وصالح البارحي وخميس العامري وحمد السعدي ومحمد السناني ولاحقا يصل سلام الريامي وماجد الوهيبي. مخرج الصفحة الأولى هو آخر من يغادر صالة التحرير عند الساعة 11 مساء في أفضل الأحوال. يسبقه بخمس دقائق سكرتير التحرير حمد الكلباني والدسك المناوب خالد المالكي. أما رئيس التحرير ونائب مدير التحرير فيخرجان قبيل الساعة العاشرة بعد أن يكون شكل الصفحة الأولى قد بات واضحا جدا. من الأقسام التي تخرج متأخرة جدا كل يوم قسم التصحيح حيث يبقى مصححان على الأقل إلى أن يتم تحويل الصفحة الأولى إلى المطبعة.
اجتماع الساعة السادسة
عند الساعة السادسة مساء تعقد الجريدة اجتماع الصفحة الأولى. في كثير من الأوقات السابقة بعد أن منعت جائحة كورونا الاجتماعات كانت الجريدة تعقد الكثير من اجتماعاتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. مع الوقت عادت بعض التفاصيل إلى ما كانت عليه سابقا فيما بقي بعضها الآخر وفق الأدوات الجديدة التي فرضتها تلك المرحلة.
يحضر اجتماع الصفحة الأولى في مكتب رئيس التحرير نائب مدير التحرير وسكرتير التحرير ورؤساء الأقسام التحريرية. لا يمتد الاجتماع لأكثر من عشر دقائق. يبدأ خالد العدوي بعرض أهم الأخبار المحلية المقترحة للصفحة الأولى.. ويتبعه عبدالوهاب الهنائي يعرض سكرتير التحرير رؤيته ومقترحاته ويفتح نقاشا سريعا حول كل هذه الأخبار. لم يعترض رئيس التحرير إلا على بعض الأخبار التي رأى أنها لا تصلح هذا اليوم للصفحة الأولى في ظل وجود أخبار محلية أكثر أهمية للقارئ العماني. عند هذا الوقت لا تكون جميع الصفحات جاهزة ولكن على أقل تقدير لدى جميع الأقسام تصور مكتمل حول توزيع الأخبار. وأيها يذهب للورقي وأيها يبقى على الموقع الإلكتروني.
موضوع النشر الإلكتروني يأخذ أهمية كبيرة في الوقت الحالي. قراء الصفحات الكاملة للجريدة إلكترونيا يتجاوزون قراء الجريدة الورقية. هذا الأمر لا يخص جريدة عمان فقط.. إنه سلوك عالمي في ظل ثورة المعلومات.
يبلغ عدد مرات تنزيل الصفحات الكاملة للجريدة بصيغة pdf أكثر من 65 ألفا في المتوسط وينخفض إلى دون ذلك خلال نهاية الأسبوع.
وفي بعض الأيام قفز عدد التنزيلات إلى 77 ألفا. لكن هناك عدد لا يمكن رصده حيث يقوم البعض بتحويل صفحات الجريدة الكاملة عبر جروبات الواتس آب وهنا لا يمكن إحصاء من يقوم بعملية التصفح.
النشر الإلكتروني
غرفة أخبار القسم الالكتروني تنفصل هي الأخرى عن غرفة أخبار التقليدية، لكن يعمل الجميع بنفس السياسة. يبدأ العمل باكرا في القسم الإلكتروني حيث يصل صناع المحتوى عند الساعة التاسعة صباحا وبعضهم يصل قبل ذلك.
ويدير القسم منصات الجريدة على موقعها الرسمي ومنصة «إكس» والانستجرام والفيسبوك والواتس آب. ويواكب التغطيات اليومية بمادة بصرية وسمعية وبتصميم انفوجرافيك.
يعقد جاسم المسقري أول اجتماع للقسم الساعة العاشرة حيث يتم توزيع العمل بين الزملاء وتلبية احتياجات أقسام التحرير من المواد البصرية لأهم الأحداث اليومية. وكما أن أول الواصلين يكون من القسم الإلكتروني فأن آخر المغادرين يكون من القسم نفسه بعد أن يتم نشر صفحات الجريدة الكاملة على مختلف منصات التحرير.
تتيح جريدة عمان جميع محتواها بشكل مجاني إلكترونيا.
لحظات الذروة
قبل السابعة يكون أغلب رؤساء الأقسام قد غادروا مكاتبهم في الجريدة، بعضهم للمرة الأولى منذ الصباح وبعضهم للمرة الثانية بعد استراحة الغداء. لكن خالد العدوي اليوم ما زال يتابع الصفحات المحلية مع المخرج لترتيب ومتابعة خبر تقليد الأوسمة. في مرات كثيرة يتناول بعض المحررين والمخرجين عشاءهم في الجريدة بعد منتصف الليل. قبل أيام عندما كانت الجريدة تنتظر آخر صور زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم لمملكة إسبانيا تناول الجميع العشاء في صالة التحرير.. كانت الساعة تشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل.
المحررون الذين يتابعون الأخبار الدولية يتأخرون في الخروج أيضا. ما زال عبدالله الخايفي يتابع وكالات الأنباء لرصد آخر أخبار غزة وآخر الاتصالات التي تجري قبل تصويت مجلس الأمن على قرار يخص القضية الفلسطينية. الأمر نفسه مع أحمد الذهلي ومحمد سالمين العلوي الذي يتابع الصفحات وحده في يوم الجمعة.
غالبا ما تكون لحظات الذروة عند الساعة العاشرة مساء إذا لم تكن الجريدة تتابع خبرا يمكن أن يتأخر إلى ما بعد ذلك بكثير. وفي الأيام الطبيعية تذهب الصفحة الأولى للمطبعة عند الساعة الحادية عشرة أو قبلها أو بعدها بقليل. والطباعة هي آخر مراحل خط الإنتاج ليبدأ بعد ذلك خط التوزيع.
الطباعون والموزعون كائنات ليلية يقضون حياتهم في عمل ليلي لا ينتهي.. ينامون في النهار ويعملون يوميا في الليل. لكنهم أول ما يلمس الجريدة وهي لا تزال ساخنة ويشمون أحبارها قبل أن تجف.
المعجزة اليومية
هذه دورة العمل اليومية في الأيام الطبيعية التي لا تغطي فيها الجريدة أحداثا تتطلب عمل كاملا إلى ما بعد منتصف الليل. وهذه الدورة من العمل تحدث يوميا دون توقف ولو ليوم واحد طوال السنة، على الأقل منذ هذا اليوم سنة 1980 حينما بدأت الجريدة في الصدور اليومي. وعلى الجميع أن يكون جزءا من هذه الدورة التي لا تتوقف، ولا يمكن أن تتوقف.. ولذلك ليس غريبا أن يطلق الصحفيون مسمى «المعجزة» على هذه الدورة اليومية. إنها معجزة بحق. وهي رغم ما فيها من مشقة إلا أنها لا تخلو أبدا من متعة، لكنها تأخذك عن كل متع الحياة الأخرى فلا تكاد تعرف أي شيء خارج الجريدة إلا بقدر الذي تعمل على تحويله إلى خبر يومي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بعد منتصف اللیل الساعة الواحدة الساعة العاشرة صفحات الجریدة الصفحة الأولى رؤساء الأقسام مدیر التحریر غرفة الأخبار صالة التحریر رئیس التحریر دورة العمل فی الجریدة جریدة عمان خط الإنتاج عند الساعة غرفة أخبار الکثیر من هذا الیوم فی الساعة فی جریدة لا یمکن بعد ذلک التی لا یمکن أن عدد من قبل أن ما بعد کل یوم بعد أن رغم أن
إقرأ أيضاً:
تفاصيل الإعفاء المتبادل من التأشيرات بين سلطنة عمان وبيلاروس.. عاجل
مسقط - الرؤية
نشرت الجريدة الرسمية في عددها رقم 1622 الصادر اليوم الأحد، تفاصيل الاتفاقية بين حكومة سلطنة عمان وحكومة بيلا روس حول الإعفاء المتبادل من التأشيرات