خطة ترامب على الطاولة الأممية.. طوق نجاة سياسي أم تحد لإسرائيل؟
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
دخلت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة مرحلة حاسمة مع طرح مشروع قرار أميركي في مجلس الأمن يسعى لمنحها شرعية أممية واسعة، بما يكسب الخطة قوة إلزامية وغطاء سياسيا يعزز تنفيذها.
وجاء التحرك الأميركي بعد تقدم في المرحلة الأولى للخطة، وخضوع مسودة القرار لتعديلات تفاوضية بين واشنطن ودول عربية وإسلامية وأيضا مع إسرائيل.
لكن خطوات واشنطن نحو مجلس الأمن أثارت جدلا واسعا، وانعكست في مواقف إسرائيلية وفلسطينية متباينة، إذ أوضح كبير الباحثين في المجلس الأميركي للسياسة الخارجية جيمس روبنز أن التحرك الأميركي نحو مجلس الأمن يمنح خطة ترامب قوة أكبر وشرعية دولية.
وقال روبنز -خلال حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- إن الدفع بهذا الشكل يضع تنفيذ الخطة ضمن إطار تحمله جميع الأطراف، "فواشنطن لا تستطيع فرضه بمفردها".
أما الخبير بالشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى فرأى أن إسرائيل غير مهتمة بصدور قرار من مجلس الأمن بقدر اهتمامها بطريقة التنفيذ بما يخدم مصالحها.
لكن مصطفى شدد على أن تبني مجلس الأمن للخطة يُفقد إسرائيل خيار استئناف الحرب على غزة، وهو ما اعتبره "مصدر الخوف الحقيقي" لدى المؤسسة الإسرائيلية.
ووفق المتحدث، فإن إقرار المشروع الأميركي أمميا سيدفع إسرائيل إلى "معركة سياسية جديدة، ويقلص هامش تحركها"، خصوصا في ظل الحساسية السياسية الداخلية واقتراب الانتخابات.
كما أن إدراج مسار الدولة الفلسطينية في القرار -حسب مصطفى- شكل إحراجا كبيرا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية، رغم أنه "جزء من لغة تفاوضية مشروطة غير مطروحة عمليا في هذه المرحلة".
ويحث مشروع القرار جميع الأطراف على التنفيذ الفوري وتثبيت وقف إطلاق النار، لكن نتنياهو استبق التصويت عليه، وقال إنه "لا يمكن التخلي عن جعل غزة منطقة منزوعة السلاح". كما أكد معارضته المستمرة لإقامة دولة فلسطينية وأن ذلك لم يتغير أبدا.
"طوق نجاة"من جهته، رأى الخبير في سياسات الشرق الأوسط محجوب الزويري أن الذهاب إلى مجلس الأمن كان "ضرورة" لواشنطن، التي لا تريد الانخراط المباشر في غزة عبر قوات على الأرض.
إعلانوحسب الزويري، فإن الولايات المتحدة تحتاج إلى قوات دولية تمنح الخطة قابلية للتنفيذ، معربا عن قناعته بأن القرار يوفر لإسرائيل مخرجا من عزلتها الدولية، ويُلزمها أكثر في مسار التنفيذ.
وأشار إلى أن عدم وضوح السلوك الإسرائيلي وضع الإدارة الأميركية في موقف صعب، مما يجعل مجلس الأمن بمثابة "طوق نجاة سياسي" يتيح للولايات المتحدة ضبط تصرفات إسرائيل وتوجيهها نحو الالتزام بتنفيذ خطة ترامب.
أما بشأن نزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فإن إسرائيل تراهن على إقناع ترامب لاحقا بمنحها "هامشا عسكريا" لتحقيق هذا الهدف، وتعتبر أن بقاء حماس مسيطرة على أجزاء من غزة "إخفاق كبير"، كما يقول مصطفى.
وفي السياق ذاته، شبّه الزويري المشهد بتجربة أفغانستان عام 2001، لافتا إلى أن "الضغط العسكري قد يزيد تماسك حماس وقاعدتها الشعبية"، وأن هذا الملف سيبقى محورا للضغط الأميركي والإسرائيلي.
لكنه أشار إلى أن "شيطان التفاصيل" قد يساعد العرب في تحويل النقاش إلى سؤال جوهري "لمن وكيف يُسلّم السلاح؟"، "وما شكل السلطة التي ستدير غزة بالتوازي مع قوة الاستقرار الدولية؟".
وفي هذا الإطار، قالت الفصائل والقوى الفلسطينية إن مشروع القرار الأميركي ينطوي على خطورة، وإن صيغته تمهد لهيمنة خارجية على القرار الفلسطيني.
وأكدت أن مشروع القرار بإنشاء قوة دولية بغزة يسعى لفرض وصاية دولية على القطاع وتمرير رؤية منحازة، مجددة رفضها أي بند يتعلق بنزع سلاح غزة أو المساس بحق الشعب الفلسطيني في المقاومة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
مجلس الأمن يصوّت الإثنين على خطة ترامب بشأن غزة
أفادت مصادر دبلوماسية، بأن مجلس الأمن الدولي، سيصوّت يوم الإثنين المقبل، على مشروع قرار أميركي يؤيد خطة الرئيس دونالد ترامب للسلام في غزة .
ودعت الولايات المتحدة وعدد من شركائها من بينهم مصر وقطر والسعودية وتركيا الجمعة، مجلس الأمن إلى "الإسراع" بتبني مشروع القرار.
وأعربت الولايات المتحدة وقطر ومصر والإمارات والسعودية وإندونيسيا وباكستان والأردن وتركيا في بيان عن "دعمها المشترك" لمشروع القرار الأميركي الذي يعطي تفويضا لتشكيل قوة استقرار دولية، من بين أمور أخرى، مبدية أملها في اعتماده "سريعا".
وأطلق الأميركيون رسميا الأسبوع الفائت مفاوضات داخل مجلس الأمن الدولي، الذي يضم 15 عضوا بشأن نص يشكل متابعة لوقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ عامين بين إسرائيل و حماس ، وتأييدا لخطة ترامب.
وقالت واشنطن وشركاؤها في البيان: "نؤكد أن هذا جهدٌ صادق، وأن الخطة تُوفر مسارا عمليا نحو السلام والاستقرار، ليس بين الإسرائيليين والفلسطينيين فحسب، بل بالنسبة الى المنطقة بأسرها".
اقرأ أيضا/ طقـس فلسطـين: بدء تأثيرات الموجة الثانية من المنخفض وهذا موعد انحساره
ويرحب مشروع القرار الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس، الخميس، بإنشاء "مجلس السلام"، وهو هيئة حكم انتقالي لغزة سيترأسها ترامب نظريا، على ان تستمر ولايتها حتى نهاية عام 2027.
ويُخول القرار الدول الأعضاء تشكيل "قوة استقرار دولية موقتة" تعمل مع إسرائيل ومصر والشرطة الفلسطينية المُدربة حديثا للمساعدة في تأمين المناطق الحدودية ونزع السلاح من قطاع غزة.
وعلى عكس المسودات السابقة، يُشير هذا القرار إلى إمكان قيام دولة فلسطينية مستقبلية.
مشروع روسي منافسوجاء البيان المشترك الصادر الجمعة في وقت وزعت روسيا مشروع قرار منافسا على أعضاء مجلس الأمن، لا ينص على إنشاء مجلس سلام أو الانتشار الفوري لقوة دولية في غزة، وفقا للنص الذي اطلعت عليه فرانس برس الجمعة.
يرحب المشروع الروسي "بالمبادرة التي أدت إلى وقف إطلاق النار" ولكنه لا يُسمي ترامب.
ويدعو الأمين العام للأمم المتحدة إلى "تحديد خيارات لتنفيذ بنود" خطة السلام وتقديم تقرير على الفور يتناول أيضا إمكانات نشر قوة استقرار دولية في غزة.
وصفت الولايات المتحدة وقف إطلاق النار في غزة بأنه "هش". وحذرت، الخميس، من مخاطر عدم اعتماد مسودتها.
اقرأ أيضا/ دعوات أميركية وعربية للإسراع بقرار الأمم المتحدة بشأن غـزة - فلسطين ترحب
وكتب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة مايك والتز في صحيفة "واشنطن بوست" أن "أي رفض لدعم هذا القرار هو تصويت لاستمرار حكم إرهابيي حماس أو للعودة إلى الحرب مع إسرائيل، ما يحكم على المنطقة وشعبها البقاء في نزاع دائم".
وأضاف "أي انحراف عن هذا المسار، سواء كان من جانب أولئك الذين يرغبون في ممارسة ألعاب سياسية سيأتي بتكلفة بشرية حقيقية".
المصدر : سكاي نيوز عربية اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية محدث: دعوات أميركية وعربية للإسراع بقرار الأمم المتحدة بشأن غزة - فلسطين ترحب الاتحاد الأوروبي يبحث تدريب 3 آلاف شرطي فلسطيني جنوب إفريقيا تسمح بدخول 130 فلسطينيا بعد رفضها في البداية الأكثر قراءة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب لبنان الاحتلال يسلم جثامين 15 شهيدًا من قطاع غزة العراق: نحو 8 آلاف متنافس على 329 مقعدًا في البرلمان الضفة تُختنق - زحف استيطاني يبتلع الأرض والقرى عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025