"التحالف الإسلامي" يواصل دعم دول الساحل: برنامج لمحاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال بالنيجر
تاريخ النشر: 17th, November 2025 GMT
افتتحت أعمال البرنامج المتقدم الذي ينفذه التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، في مجال محاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال، اليوم، في العاصمة النيجرية نيامي، ويستمر حتى 21 نوفمبر الجاري.
وقال مدير العلاقات الخارجية والتعاون العسكري بوزارة الدفاع الوطني في جمهورية النيجر العقيد الركن حمادو جيبو بارتي، إن التعاون بين بلاده والتحالف يمثّل خطوة مهمة نحو رفع كفاءة الأجهزة المختصة في كشف وتتبع مصادر التمويل غير المشروع.
وأضاف أن مواجهة الإرهاب لم تعد مقتصرة على البعد العسكري فقط، بل باتت تعتمد بشكل متزايد على القدرة على تفكيك شبكات التمويل التي تتيح للجماعات المتطرفة الاستمرار في نشاطها.
ويأتي البرنامج ضمن جهود التحالف لتعزيز قدرات دول الساحل الأفريقي، وتزويد الكوادر الوطنية بالأدوات والمعارف الحديثة التي تمكّنها من مواجهة التحديات المالية المرتبطة بالأنشطة الإرهابية.
وقُدمت للمشاركين الحقيبة المعتمدة، إلى جانب توزيع الدليل الإرشادي لمحاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال، وهو إصدار متخصص يتضمن أحدث المعايير الدولية ونماذج المؤشرات المرتبطة بالعمليات المشبوهة، إضافة إلى استعراض شامل للتشريعات الوطنية والإقليمية وآليات التعاون الدولي في هذا المجال.
ويعكس تسليم هذا الدليل حرص التحالف على دعم الجهات المختصة في النيجر بمرجعيات عملية تسهم في تطوير بيئة العمل ورفع كفاءتها في مواجهة مهددات الجرائم المالية.
ويمتد البرنامج على خمسة أيام يتناول خلالها المشاركون مجموعة من المحاور المتقدمة، من بينها الأساليب التقليدية والحديثة لتمويل الإرهاب، ومراحل غسل الأموال، واستخدام الأدوات التقنية في تحليل البيانات المالية، وبناء قدرات الكشف المبكر عن الأنماط المشبوهة، كما يركز البرنامج على آليات تعزيز التعاون بين القطاعات الأمنية والمالية، وأهمية تبادل الخبرات بين الجهات الوطنية والدولية، بما يسهم في محاصرة التدفقات المالية غير المشروعة والحد من أثرها على الأمن والاستقرار.
#التحالف_الإسلامي يواصل جهوده في دعم دول الساحل، بإطلاق برنامج متخصص في محاربة تمويل #الإرهاب وغسل الأموال في العاصمة النيجرية #نيامي، البرنامج يستمر (5) أيام، ويستهدف (25) متدرباً، ويهدف إلى رفع قدرات الكوادر الوطنية في كشف وتتبع التدفقات المالية غير المشروعة، وتعزيز التعاون بين… pic.twitter.com/wmQbTEeuNN
— التحالف الإسلامي (@imctc_ar) November 17, 2025 النيجرالتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهابدول الساحلنياميقد يعجبك أيضاًNo stories found.المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: النيجر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب دول الساحل نيامي الإرهاب وغسل الأموال التحالف الإسلامی تمویل الإرهاب
إقرأ أيضاً:
أمريكا صانعة الإرهاب وإعادة تدوير قادته
دأب الشيطان الأمريكي على صياغة التحالفات والتحالفات المضادة وقيادة كلّ منها بشكل يثير العجب والاشمئزاز، ولكن العجب الأكبر هو في انصياع الدول التابعة لهذه التناقضات الصارخة والتزامها التبعية في جميع الحالات، وانضمامها لكل تحالف ونقيضه، فقد صنعت أمريكا التنظيمات الإرهابية تحت راية “الإسلام” زورًا مثل تنظيم “القاعدة” لمحاربة الاتحاد السوفييتي بعد حملة دعايات لشيطنته، ثمّ ما لبثت أن بثت حملة دعايات لشيطنة “القاعدة” لصياغة تحالفات دولية لمحاربته.
حتّى على مستوى الانشقاقات والتنوعات المنبثقة من “القاعدة”، فقد وظفت أمريكا “داعش” في منظومة الهيمنة بحيث شكلت رأس حربة على خصوم أمريكا والكيان وتحولت إلى ميليشيا جيواستراتيجية تنفذ أهداف أمريكا في المنطقة.
وفي أحدث التجليات لهذا الاستخفاف بالعالم، استقبل الرئيس الأمريكي واحدًا من قيادات تنظيم “القاعدة” في البيت الأبيض بصفته رئيسًا لبلد عربي كبير مثل سورية، وهو بلد هام وله وزنه الاستراتيجي في الأمن القومي العربي ودور وازن في الصراعين الإقليمي والدولي.
استقبل ترامب “أبو محمد الجولاني” بمسماه الآخر “أحمد الشرع” والذي كان عضوًا بارزًا في تنظيم “القاعدة” بالعراق ومقربًا من مؤسسه أبو مصعب الزرقاوي، ثمّ كان موفد أبو بكر البغدادي إلى سورية لتأسيس فرعها في سورية باسم “جبهة النصرة”، والذي لا يعرف أعضاء الجبهة عنه شيئًا بما فيه تاريخ مولده.
واللافت أن هناك تضاربًا حتّى في المصادر التي تروي لقاء الجولاني والبغدادي، فبينما تذهب معظمها إلى أن التعارف جاء في سجن “بوكا” الأمريكي في العراق والذي شكّل مفرخة لقيادات “داعش”، تقول بعض المصادر الأمريكية أن الجولاني تم سجنه في معتقل آخر، وذلك لزيادة هالة الغموض المحيطة بالرجل.
إلا أن الثابت أن فترة احتجاز الجولاني كانت أطول بكثير من البغدادي الذي خرج لمهمة محدّدة ليتوارى عن الأنظار، بينما تم إعداد الجولاني لمهمة أكبر بدأت تتكشف مع العفو عنه ورفع اسمه من قائمة الإرهاب وتنصيبه رئيسًا لسورية ورفع العقوبات عنها وإبداء ترامب إعجابه الشخصي بالجولاني وتأييد برّاك له وجعله نموذجًا يطالب لبنان والمنطقة بالاقتداء به!.
والمطروح حاليًّا كشفت عنه صحيفة “هآرتس” الصهيونية والتي أفادت بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يضع اللمسات الأخيرة على صفقة شاملة مع سورية حول تفاهمات أمنية مع “إسرائيل”، وانضمام دمشق إلى “الاتفاقات الإبراهيمية”.
وهذه الصفقة، وفقًا للصحيفة، تُعد جزءًا من جهود أمريكية لتعزيز الاستقرار في سورية من خلال دمجها في إطار أمني وإقليمي أوسع، بما يشمل مشاركتها في “التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش””، وتطبيع علاقاتها مع “إسرائيل” ضمن آلية غير مباشرة تُدار عبر الوساطة الأمريكية.
وهو ما أكده المبعوث الأمريكي إلى سورية، توم برّاك، والذي قال إن أحمد الشرع (الجولاني) سيوقّع اتفاقية الانضمام الرسمي لسورية إلى “التحالف الدولي ضدّ تنظيم “داعش””.
وبنظرة إلى هذا التحالف فهو من التحالفات التي تشكّل اختراقات جيواستراتيجية، وهو دأب أمريكا في أكثر من منطقة بالعالم.
فقد تأسس التحالف رسميًا في 10 أيلول/سبتمبر 2014 بمبادرة من الولايات المتحدة الأمريكية، وضمّ في بدايته أكثر من 60 دولة، ثمّ توسّع ليشمل أكثر من 85 دولة ومنظمة دولية حتّى عام 2024.
ورغم الشواهد والأدلة التي قالت إن أمريكا تدعي قصف التحالف نهارًا وإمداده بالعتاد والسلاح ليلًا بعد الكشف عن معدات أمريكية أنزلت بالمظلات في معسكرات””داعش”، إلا أن أمريكا استمرت في تكوين التحالف وضم الدول والمنظمات الدولية له.
وهناك عدة أمور لافتة في تشكيل التحالف يمكن رصدها تاليًا:
1 – الدول الغربية والقوى المؤسسة للتحالف تحت قيادة أمريكا ضمت تحالف العيون الخمس الذي يشمل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، وهو تحالف يخضع لمعاهدة تختص بمجال التعاون المشترك في استخبارات الإشارات، وتعود أصوله إلى فترة ما بعدَ الحرب العالمية الثانية، عندما أصدر الحلفاء “ميثاق الأطلسي” لوضع أهدافهم لعالم ما بعدَ الحرب، ثمّ طوّر التحالف نظام المُراقبة “إيكيلون” لمراقبة اتّصالات الاتحاد السوفييتي السابق والكتلة الشرقية، ويستخدم حاليًّا لمراقبة الاتّصالات في جميع أنحاءِ العالم، وأثناء (الحرب الأمريكية على الإرهاب) ركَّزَ التحالف على شبكة الويب العالمية، وقد وصف المُتعاقد السابق معَ وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن العيون الخمس بأنَّها “منظَّمة استخبارات فوق وطنية لا تستجيب للقوانين المَعْروفَةِ لبلدانها”، وكشفت الوثائق التي سرّبها سنودن في 2013 أنَ مكتب التحقيقات الفيدراليّ يتجسس على المُواطنين ويُشارك المعلومات التي يجمعها معَ العيون الخمس للتحايل على اللوائح المحلية التقييدية المتعلّقة بمراقبة المواطنين.
2 – يضمّ التحالف دول أوروبا التابعة لأمريكا وكذلك السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت والأردن ومشاركات من الدول العربية الأخرى الدائرة في الفلك الأمريكي ودول آسيا التابعة لأمريكا في مواجهة الصين ودول أفريقية منها نيجيريا والنيجر وتشاد وكلها موظفة في تموضعات أمريكا في أوروبا وآسيا وقلب أفريقيا في منطقة الساحل والصحراء.
3 – التحالف يضمّ المنظمات الدولية التابعة والموظفة لدى أمريكا وهي الاتحاد الأوروبي وحلف “الناتو” والانتربول ومعهم جامعة الدول العربية!.
4 – التحالف بالطبع لا يضمّ القوى الحقيقية التي حاربت «داعش» والإرهاب وهي حركات المقاومة بداية من إيران ووصولًا للمقاومة العراقية وحزب الله والذي كان له اليد الطولى في محاربة التنظيم ودحره، بل يتعاطى مع المقاومة كحركات إرهابية!
الأهداف الخفية للتحالف:
وهناك أهداف مباشرة يحققها التحالف تمترسًا وراء أهدافه المعلنة بمكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار، ويمكن رصد أبرزها باختصار كالآتي:
أولًا: خلق مبررات وذرائع للتموضع العسكري وحرية القصف وتشكيل القواعد العسكرية.
ثانيًا: السيطرة على خطوط الإمداد اللوجستية لحصار المقاومة بدعوى أنها خطوط إمداد لوجستي للإرهاب، وكذلك السيطرة على المصارف والحسابات البنكية والتحويلات والسيطرة على حقول النفط ومصادر الثروات بدعوى عدم وصولها للإرهابيين واستخدامها كمصادر تمويل!
ثالثًا: حرية التجسس دون قيود قانونية ودون كلفة إبداء مبررات وتوفير الحرج على الدول المنضمّة لتوفير المعلومات والمشاركة في الرصد والتجسس.
رابعًا: وهو الأهم، وهو تدريب ودعم ميليشيات موالية ودعم أنظمة حكم بعينها باعتبارها متعاونة في مكافحة (الإرهاب) ومنضمة لـ»التحالف الأمريكي».
والخلاصة، أن أمريكا وظفت ولا تزال توظف حركات الإرهاب كترس في منظومة الهيمنة وكقواعد جيوإستراتيجية لمحاربة خصومها ولا تخجل من تحويل الإرهابيين إلى قادة دول ورفع أسمائهم من قوائم الإرهاب وتكريمهم واستقبالهم في البيت الأبيض، ولا تخجل من دعم ميليشيات تقوم بالذبح والقتل على الهوية بينما تلاحق سلاح حركات المقاومة التي تقاتل لتحرير الأرض ولا ترفع سلاحها لتهديد المدنيين، بل هي الحركات التي حاربت الإرهاب حصرًا دون ادعاءات زائفة وتحالفات كاذبة.
كاتب مصري