الجزيرة:
2025-11-19@10:48:05 GMT

سلام مترنح.. تعقيدات خطة غزة ومخاطرها

تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT

سلام مترنح.. تعقيدات خطة غزة ومخاطرها

تواجه خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قطاع غزة تجاذبات لا يمكن أن يحفظ توازنها سوى قدرة الولايات المتحدة على كبح جماح إسرائيل حتى لا يتم الفشل في تنفيذ مخرجاتها.

ورغم سريان وقف الحرب منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025، فإن الانتهاكات الإسرائيلية تواصلت بوتيرة مرتفعة، إذ أوقعت ما لا يقل عن 250 شهيدا مع بداية نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما فرص نجاح مبادرة الرباعية حول السودان في ظل التصعيد الميداني؟list 2 of 2أبرز ما نشرته مواقع الدراسات والأبحاث في أسبوعend of list

واللافت أن هذه الانتهاكات لم تُواجَه بأي رد فعل ملموس من الوسطاء، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة التي يفترض أن تكون الضامن الرئيس لاتفاق وقف النار وتطبيق خطة ترامب.

وقد عبّر ترامب عن تفهّم كامل للموقف الإسرائيلي واعتبر الغارات دفاعا عن النفس، بينما تجنب مسؤولون أميركيون آخرون الإشارة إلى حجم الخسائر البشرية، مؤكدين أن وقف إطلاق النار لا يزال صامدا.

وبشأن الانخراط الأميركي في تنفيذ خطة غزة، وصعوبة الانتقال إلى المرحلة الثانية، والمخاطر التي تنضوي عليها هذه الخطة، نشر مركز الجزيرة للدراسات تقدير موقف يحمل عنوان "سلام مترنح.. تعقيدات خطة غزة ومخاطرها".

الانخراط الأميركي في تنفيذ خطة غزة

في المرحلة الأولى التي تلت وقف إطلاق النار عمل الأميركيون في 3 اتجاهات من أجل تثبيت الاتفاق والانتقال إلى المرحلة الثانية:

الاتجاه الأول: ويتعلّق بتأمين الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين وعملية التبادل مع الأسرى الفلسطينيين خلال الساعات الـ72 التالية على إعلان وقف النار.

ولكن واشنطن تجاهلت، أو قبلت على مضض، الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف النار، وما يترتب عليه من التزامات إسرائيلية.

ولأن ملف الإفراج لا يتطلب زمنا طويلا، فقد عمل الأميركيون على أساس أن الانتقال للمرحلة الثانية سيبدأ ربما في الأسبوع الثاني أو الثالث من سريان وقف النار.

الاتجاه الثاني: ويتعلق بتحرك إدارة الرئيس ترامب للسيطرة الفعلية على تنفيذ الخطة على الأرض.

إعلان

وقد فرضت مقتضيات هذا الاتجاه إقامة مركز تنسيق أمني من مهماته التوثق من التزام كافة الأطراف بوقف إطلاق النار.

الاتجاه الثالث: يتمثل في زيارات ميدانية لإسرائيل من قبل المسؤولين الأميركيين، ولم يَخْفَ على الرأي العام والإعلام الإسرائيليين أن الدافع خلف هذه السلسلة من الزيارات المتتابعة كان مخاوف الجانب الأميركي من عدم التزام إسرائيل باتفاقية وقف النار، ومحاولة واشنطن إقناعها بوجهة النظر الأميركية حول قضايا الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة غزة.

ورغم هذه الزيارات والضغوط المتواصلة، فقد بات من الواضح أن مسارات التحرك الأميركي لم تصل إلى كافة أهدافها، إذ إن تل أبيب ما زالت تتعهد مدينة غزة بالقصف والتدمير.

وفي السياق ذاته، لم يلتزم الإسرائيليون بإدخال عدد شاحنات المساعدات المتفق عليه يوميا، والذي حُدّد بـ600 شاحنة.

وحتى أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، لم يتجاوز عدد الشاحنات المسموح بدخولها للقطاع 100 شاحنة في اليوم.

الانتقال الصعب إلى المرحلة الثانية

تعتبر القوة المكلفة بالاستقرار في غزة من أكثر المطبات المطروحة أمام الانتقال إلى المرحلة الثانية، إذ تصر إسرائيل على أنها ستكون صاحبة الكلمة الفصل في تشكيلها ونوعها.

وفي حين يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مشاركة تركيا في القوة المنتظرة، يتردّد أن واشنطن تفضل أن تكون من الدول العربية والإسلامية، كما يريد ترامب أن تكون قطر وتركيا أيضا ضمن الدول المشاركة فيها.

ومن الصعوبات أن الدول التي لم تعلن إسرائيل معارضة لمشاركتها، مثل مصر والأردن وإندونيسيا، تؤكد أنها لن تُقدم على المساهمة في قوة الاستقرار بدون تفويض من مجلس الأمن الدولي، بمعنى أن تعمل قوة الاستقرار كقوة حفظ سلام، كما سماها رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

وترى هذه الدول أن تفويض مجلس الأمن سيعطي لوجود قواتها شرعية دولية أممية من الأمم المتحدة، وتؤكد واشنطن أنها تعمل بصورة حثيثة لتأمين صدور قرار من مجلس الأمن بتشكيل قوة الاستقرار.

ويظل الهدف من تشكيل قوة الاستقرار والمهمات الموكلة إليها خارج نطاق التوافق، إذ تريدها الولايات المتحدة أن تكون بديلا عن أمن حركة حماس وحكومة القطاع.

أما الفلسطينيون فإنهم يريدون من القوة المنتظرة أن تقوم بمهمات حفظ الأمن والنظام، وأن تنتشر بصورة أساسية في المحيط الحدودي للقطاع، لتحل محل القوات الإسرائيلية المنسحبة، سواء لتأمين فتح المعابر مع القطاع أو الوقوف في مواجهة أي اعتداءات إسرائيلية على غزة وأهلها.

وفي هذا المنحى، يبرز ملف نزع سلاح المقاومة الذي يمثل العقدة الأصعب في الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق.

كما يبرز ملف الهيئة الإدارية الانتقالية للقطاع بوصفه معضلة إضافية، فالحكومة المصرية دفعت بقائمة أسماء مقترحة، لكن الخلاف بين حماس والسلطة الفلسطينية حول شكل الإدارة والأمن لا يزال قائما، يزيده تدخل إسرائيل التي تريد إدراج شخصيات مقربة منها وقوات محلية متعاونة.

مخاطر على الطريق

وقد وصف بعض الكتاب خطة ترامب بأنها تبدو مثل "الزواج البروتستانتي" الذي يحظى عادة بتأييد الجميع، بدون أن يعرف أحد على وجه اليقين كيف يمكن إتمامه.

إعلان

وقد بدا أن آراء الجميع متباينة حول الخطة ومساراتها، إذ يخوض كل طرف معركة من أجل أهدافه وما يحفظ له مصالحه، الأمر الذي يجعل طريق التنفيذ تعترضه الكثير من المخاطر.

وإذا كانت خطة الرئيس ترامب قد نجحت حتى الآن في وضع حدٍّ للحرب الشاملة التي عاشها قطاع غزة طوال العامين الماضيين، فإن ما تبقى من الخطة يظل مفتوحا على الاحتمالات، ومحملا بالمخاطر على القطاع وأهله.

وقد صرح بعض المسؤولين الإسرائيليين بأنه إذا لم تسلّم حماس سلاحها فإن جيش الاحتلال سيعمد إلى نزعه بالقوة، وذلك ما يعني بدء الحرب من جديد.

ورغم أن حماس حريصة على سريان اتفاق وقف النار، فإن تجاهل حكومة نتنياهو المستمر للعديد من التزامات اتفاق وقف النار يكشف بصورة واضحة أن إسرائيل قررت العودة إلى الحرب، الأمر الذي يُلقي على كاهل دول مجموعة الثماني العربية الإسلامية عبء العمل على أن يستمر تنفيذ خطة الرئيس ترامب بأقصى سلاسة ممكنة، وأقل ضرر محتمل على أهل القطاع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات دراسات الانتقال إلى المرحلة الثانیة قوة الاستقرار وقف النار أن تکون خطة غزة

إقرأ أيضاً:

تحليل: قبل تصويت مجلس الأمن المرتقب.. طموح كبير وتفاصيل مبهمة في خطة ترامب بشأن غزة

هذا التحليل بقلم تيم ليستر، المحلل السياسي والأمني لـCNN و نك روبرتسون، محرر الشؤون الدبلوماسية الدولية في شبكة CNN.

(CNN) -- من المقرر أن يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الاثنين على مشروع قرار يهدف إلى نقل غزة إلى ما بعد الهدنة الهشة التي دخلت حيز التنفيذ الشهر الماضي، نحو سلام مستدام وإعادة إعمار. 

وتتمثل سماته الرئيسية في تشكيل "مجلس سلام" لإدارة غزة لمدة عامين، بدعم من قوات دولية وشرطة فلسطينية مدربة من مصر. وسيشرف المجلس على نزع سلاح حركة "حماس" والفصائل الأخرى - وهو مطلب إسرائيلي رئيسي- وإعادة إعمار غزة، وفقًا لمسودة القرار التي اطلعت عليها شبكة CNN.

مقالات مشابهة

  • ما أبرز ملامح خطة ترامب التي أقرها مجلس الأمن بشأن غزة؟
  • غوتيريش يدعو لتحويل وقف اطلاق النار في غزة إلى سلام دائم
  • غوتيرتش يدعو إلى تحويل وقف إطلاق النار بغزة سلام دائم
  • ألمانيا ترفع الحظر الجزئي على تسليح إسرائيل
  • سلام: نقابة المحامين ركن أساسي في دولة القانون التي نعمل على بنائها
  • تحليل: قبل تصويت مجلس الأمن المرتقب.. طموح كبير وتفاصيل مبهمة في خطة ترامب بشأن غزة
  • إسرائيل.. غارة على صور وتوصية بحرب على لبنان
  • إسرائيل تخشى إصرار واشنطن على بدء المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • إسرائيل تخشى ضغط واشنطن للمرحلة الثانية في غزة