تأملات ومخاطبات شعرية في «بيت الشعر» بالشارقة
تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT
الشارقة (الاتحاد)نظّم بيت الشعر في الشارقة أمسية شعرية أمس، شارك فيها كل من الشعراء: طلال الصلتي، طيبة جليل، وعلي حسن المؤلف، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير البيت، وجمهور من النقاد والشعراء ومحبي الشعر. وقدم الأمسية الإعلامي أحمد شبيب. استهل الأمسية الشاعر طلال الصلتي، بقصيدة «زاهد» وفيها عبّر عن رؤيته للحياة، وعلاقته بالشعر، وتأملاته في وجوه المعاني ومراياها، بلغة شعرية تميّزت بالفخامة في الصورة والأخيلة.
أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: بيت الشعر الشارقة بيت الشعر بالشارقة
إقرأ أيضاً:
الإعدام «شوقاً» !
(1)
* مع بزوغ خيوط الشمس الأولى في صباح بارد، كنت أفتح خزائن أشعار وأسرار صديقنا الشاعر السوداني المرهف عبد العال السيد دون سابق ميقات، تبادلنا تحايا الصباح (أون لاين) عبر مجموعة (السلطة السادسة) على (الواتس آب) لأباغته بسؤال عن تاريخ كتابة أغنيته الدافئة (افتقدتك) ومناسبتها، بطريقة تجعلني أبحر في النص أكثر، وبلا إفصاح كامل يفضح كثيراً من خصوصية الشاعر، التي يسعى للحفاظ عليها كجزء ربما يكون من تاريخ تجاربه إذا كان في الذاكرة متسع ومساحات وبعض وقفات.
(2)
* كتب عبد العال مجيباً وكدت أسمع تلاحق أنفاسه بين الحروف التي ضخت الدم في أوردة الأسافير:
“أوووه يا صديقي الجميل لِمَ تفتح الجُرح في هذا الصباح؛ وصباح جدة يتنفس بقايا شتاء هارب من الذاكرة؛ أذكر أيامها كنت بالدوحة. تَذَكَّرَ الرجل وهو يشرب قهوة غيابه الطويل عن الوطن من كانت تنتظره على رصيف الفراغ والصمت اللعين، كان الرجل الهارب من غربة إلى غربة يُدرِك تماماً أنه لن يلتقي بها مجدداً؛ وذات مساء كتب لها ترنيمة الفقد والدموع، ولم يكن يتصور أن (نَصَّ الاستبداد) سوف يرقص عليه الناس، فقد توسعت مخدة الغربة مُرة ومؤلمة؛ وبعدها عبرت عربة السنين وجرت مياه كثيرة تحت جسور العمر؛ وحينما مللت الدوحة عدت إلى السودان ومنه إلى جدة، التي وجدت فيها نفسي، وفي جدة لم أكن أدري أن (افتقدتك) شكلت الوعي الجمعي لدى المحبين؛ وسمعت الأغنية بعد نحو خمس سنوات من انطلاقها في فضاء الشهرة وطاقات السهر، وترنم بها معظم المطربين الشباب أيامها.
* ما زلت حينما أستمع لـ(افتقدتك) أجد نفسي أركض في مسارات الأمس مثل بعير في متاهات الصحراء الكبرى، نعم أفتقد نفسي حينما كان العمر بلون البنفسج يووووه يا لها من أيام!).
(3)
* ختم عبد العال السيد حديثه متأسفاً كونه يكتب دون ترتيب؛ بينما كانت أوراق الأمس تتبعثر لتكشف أن الشعر نزيف الروح؛ فحرف التجربة واحد من مستحضرات الألم..!
* عقبت على رد (صاحب افتقدتك) في ذات اللحظة وأشعة شمس الخرطوم تتسلل معلنة بدء يوم عمل جديد:
“يا سلااااااااام يا صديقي .. خاطرة توازي النص روعة وتسرق من الذكريات همس القوافي، وأمل اللقيا، وتعب السنوات، وجميل السفر، وبعض حقائب مُستفة بالألم والخدر والوخز بالإبر مع كثير من الدروس والعبر..!
* افتقدتك أغنية سودانية متجاوزة – في وقتها – حملت على متنها هموم الهجرة والبعاد وقلق البحث في الزحام؛ وعاصفة الأشواق عندما تشخص العيون أمام شاعر مرهف (فيفتقد) قبل النظرة همس المقل و(بليغ الكلام).. يستوقفني حد التأمل مقطع:
افتقدتك لما زاد الشوق عذابي.. وافتقدتك في أسايا وفي شقايا في اغترابي.. افتقدت الابتسامة.. والعيون الساحرة يوم يسحر كلامها.
* نحن من جيل رقص على حروف فجيعة الشاعر دون أن يقف برهة عند:
(اكتبي لي عن سنينك .. كل يوم وأيام تمر بتزيد حنيني).. بصراحة من حفاوتنا بالأغنية و(أنانيتنا) لم يكن (حنينه وأنينه) وقتها يعنينا كثيرًا.. كانت الموسيقى تحلق بنا في فضاء الحلم بمستقبل أخضر، وعاطفة متقدة، وغد أنضر. كنا نردد خلف المغنين باختلاف حناجرهم:
(اكتبي لي عن مشاكلك.. قولي لي عن أي شيء في الدنيا شاغلك)، ونحن لا نملك حلا لمعضلة، ولكننا ننتظر رسالة من أنثى لا تريد منها (اهتماما بك) غير عرض مشكلتها عليك لتجتهد معها في حل أنت لا تملكه، و(المشاكل الخاصة بك على قفا من يشيل)..!
haythamcapo77@gmail.com