مركز: الأسرى بسجون النقب تجمدت أطرافهم من البرد
تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT
رام الله - صفا
أكّد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن الأسرى في سجون الجنوب الواقعة في منطقة النقب عاشوا ظروفًا قاسية للغاية خلال موجة الشتاء والمطر الماضية، حيث تجمّدت أطرافهم نتيجة البرد القارس مع عدم توفّر أيٍّ من وسائل التدفئة، والتي حُرموا منها منذ حرب الإبادة على القطاع.
وأوضح المركز في تقرير له يوم الأربعاء أن الأسرى في سجون الجنوب (النقب، وتفحَه، ورِيمون، وعدد من المعتقلات التي تتبع جيش الاحتلال والتي افتُتحت خلال الحرب على غزة وأبرزها "سيديه مان") وتضمّ نحو نصف عدد الأسرى في سجون الاحتلال، عانوا خلال الأيام الماضية من ظروف قاسية وصعبة نتيجة المنخفض الجوي الذي صاحبه برد شديد ومطر متواصل، واقتربت درجات الحرارة إلى الصفر، الأمر الذي أدّى إلى شعور الأسرى بتجمّد أطرافهم مع عدم وجود أغطية أو ملابس شتوية أو وسائل تدفئة.
مدير المركز الباحث رياض الأشقر أوضح أن أكثر السجون معاناة هو سجن النقب، والذي يقبع في أقسامه أكثر من (2500) أسير، وهناك أقسام لا تزال قائمة على الخيام حيث تتسرّب إليها الأمطار وتتلف أغراضهم وملابسهم القليلة، في ظلّ حرمانهم من إدخال الملابس والأغطية الشتوية منذ أكثر من عامين متواصلين، وخاصة الأسرى الجدد الذين لا يملكون سوى ملابسهم التي اعتُقلوا بها، إضافة إلى حرمانهم من الماء الساخن بتعليمات من المتطرّف "بن غفير".
وكان مركز فلسطين قد حذّر من تداعيات فصل الشتاء على الأسرى في سجون الاحتلال، حيث يُحرمون من الحصول على الملابس والأغطية الشتوية منذ أكثر من عامين، إذ أعلنت سلطات الاحتلال منذ السابع من أكتوبر 2023 حالة الطوارئ في كافة السجون وأغلقتها بشكل كامل وعزلتها عن العالم الخارجي، وذلك بمنع زيارات الأهل والمحامين ومندوبي الصليب الأحمر، ومنذ ذلك الوقت لم تُسمح بدخول أي نوع من الملابس أو الأغطية للأسرى سواء عن طريق الأهل أو المؤسسات المختصة.
وأشار الأشقر إلى أن الأسرى يعانون من الأساس ظروف اعتقال قاسية ويُحرمون من كل مقوّمات الحياة البسيطة في ظلّ تشديد ظروف اعتقالهم واستمرار سياسة التنكيل والتضييق عليهم، بينما تأتي الظروف الجوية لتُضاعف معاناتهم بشكل كبير في ظلّ استهتار واضح من إدارات السجون بحياة الأسرى وصحتهم وظروف معيشتهم، وعدم الاهتمام بتحسين ظروف اعتقالهم.
وأكّد الأشقر أن هذه الأوضاع الصعبة تُعدّ أرضًا خصبة لانتشار الأمراض بين الأسرى، وخاصة في فصل الشتاء، حيث تنتشر أمراض الشتاء المختلفة، أبرزها الإنفلونزا والكحة وارتفاع درجات الحرارة والاحتقان وغيرها، ولا تقدّم لهم إدارة السجون أيّ نوع من العلاج، وقد كانوا في السابق يعالجون أنفسهم ببعض الأعشاب المتوفرة كالبابونج والميرمية، والتي حُرموا منها منذ عامين تزامنًا مع انقطاع الزيارات.
وكشف الأشقر أن السجون غير مهيّأة من الأساس لاستقبال الشتاء، لذلك يحلّ الشتاء ضيفًا ثقيلًا على الأسرى في كل عام، بينما تتضاعف معاناتهم هذا العام بشكل خاص كونهم حُرموا من زيارة الأهل وما يرافقها من إدخال ملابس للأسرى ولو بالحدّ الأدنى منذ عامين، كذلك منع المؤسسات من إدخال ملابس أو أغطية للأسرى، بينما يتعمّد الاحتلال زيادة معاناة الأسرى في مثل هذه الأوقات بإخراجهم في البرد القارس في ساعات الصباح بحجّة التفتيش الأمني.
وطالب مركز فلسطين المؤسسات الحقوقية الدولية بالتدخّل وتشكيل لجان لزيارة السجون والاطلاع على أوضاع الأسرى القاسية والضغط على الاحتلال لإعادة برنامج الزيارات المغلق منذ أكثر من عامين.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: اسرى الأسرى فی سجون أکثر من ظروف ا
إقرأ أيضاً:
الأسير المحرر كفاح حطاب يتحدث لـعربي21 عن أهمية الاعتراف بالأسرى الفلسطينيين كأسرى حرب (شاهد)
كشف الأسير الفلسطيني المحرر، اللواء كفاح حطاب، تفاصيل موسعة عن تجربته الطويلة داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، ومسيرته النضالية منذ التحاقه بقوات الثورة الفلسطينية وحتى اعتقاله، مؤكدًا أن قضية الأسرى الفلسطينيين تستحق إعادة النظر القانونية والسياسية، لتصنيفهم كأسرى حرب وفق اتفاقيات جنيف.
وفي حوار مطول مع "عربي21"، قال حطاب إنه التحق بصفوف الثورة الفلسطينية في أواخر السبعينيات، وانضم إلى قوات العاصفة، قبل أن يرسل عام 1982 إلى أكاديمية الطيران في يوغوسلافيا، حيث تخرج عام 1985 كطيار مقاتل، بعد ذلك، خدم في عدة أسلحة جو عربية، ثم التحق بسرب الطيران الخاص بالرئيس الراحل ياسر عرفات، قبل اتفاقية أوسلو، وأصبح جزءًا من منظومة الدفاع المدني في طولكرم.
وأشار الأسير المحرر إلى أنه قبل اعتقاله عام 2003، شغل منصب مدير الدفاع المدني في طولكرم، لكنه اعتقل ووجهت إليه تهم تتعلق بتشكيل خلايا مسلحة، وحكم عليه بالسجن المؤبد مرتين، وهي تهم وصفها بأنها باطلة وتفتقر إلى أي أساس قانوني، مستشهدا بأن المحاكم الإسرائيلية اعتبرت منطقا سياسياً لتجريم النشاط الوطني الفلسطيني.
التمييز داخل السجون والدافع لإعادة تصنيف الأسرى
وتطرق حطاب إلى المعاملة داخل السجون الإسرائيلية، مشيرًا إلى تعرضه للنقل بين السجون إلى جانب أسرى جنائيين إسرائيليين، بينهم مدانون بجرائم اغتصاب وقتل، وهو ما دفعه لإدراك التمييز والتقليل من شأن الأسرى الفلسطينيين، وقال إن الاحتلال كان يطلق عليهم مسمى "أسرى أمنيين"، وهو تصنيف سياسي لا يعكس واقعهم القانوني، إذ إنهم جميعا يناضلون ضمن مشروع تحرري ضد الاحتلال.
وأشار إلى أنه بعد دراسته لاتفاقيات جنيف، تبين له أن الفلسطينيين مؤهلون قانونيا ليتم الاعتراف بهم كأسرى حرب، باعتبارهم يحملون السلاح ضمن مشروع وطني مشروع لتحرير أرضهم، وليسوا مرتزقة أو مجرمين، وهو ما أكسبه الدافع لخوض سلسلة إجراءات داخل السجن لإثبات هذا الحق.
الإضرابات والتمرد داخل السجون
وأوضح حطاب أنه خاض أكثر من 34 إضرابًا عن الطعام، من أجل لفت الأنظار إلى قضية الأسرى، وللمطالبة بالاعتراف بهم كأسرى حرب، مضيفًا أن هذه الخطوات أثارت صدامًا مع إدارة السجون التي حاولت الرد بالمعاقبة، بما في ذلك العزل والحرمان من الزيارات لفترات طويلة واصفًا تجربته بأنها كانت تحمل "ألمًا شخصيًا وعائليًا، لكنها ضرورية لنضال مشروع".
وأكد حطاب أن تمرده لم يكن شخصيًا، بل كان لإظهار الحقيقة وفضح محاولات الاحتلال لتصوير الأسرى كمجرمين خارجين عن القانون، مؤكدًا أن أي محاكمة لأسير الحرب داخل السجون الإسرائيلية تعتبر باطلة وفق القانون الدولي، وأن القرار النهائي بخصوص الاعتراف بالحقوق يعود إلى المستوى السياسي الدولي.
حقوق الأسرى الفلسطينيين
وشدد حطاب على أن إعادة تصنيف الأسرى الفلسطينيين كأسرى حرب يمثل خطوة أساسية لإضفاء الشرعية على نضالات الشعب الفلسطيني ورفع الوصم عن الأسرى، مؤكدًا أن المعركة مستمرة على المستوى السياسي والقانوني، وأن نضال الأسرى لا يقل أهمية عن المقاومة المسلحة، كحق مشروع للشعوب في مواجهة الاحتلال.
لقاء مميز مع ياسر عرفات
واستعرض حطاب مواقفه الشخصية المؤثرة مع بداية عمله مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، قائلاً إنه قبل مغادرته الوطن في أواخر السبعينيات أخذ حفنة من تراب طولكرم هدية للقائد، وعند تسليمها لسكرتيرة عرفات زوجة الشهيد كمال ناصر، أجهشت بالبكاء تأثرا بما حمله التراب، ليقدمه بعد ذلك إلى الرئيس عرفات الذي وقف كل اجتماعاته خصيصًا لقبول الهدية، وأكد أن هذه الهدية الرمزية كانت بداية علاقته الشخصية بالقيادة الفلسطينية، وسط تفاعل قيادات الصف الأول.