الصحفيات العُمانيات في قلب الإعلام الخليجي
تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT
فايزة بنت سويلم الكلبانية
شاركتُ مُؤخرًا ضمن وفد سلطنة عُمان ممثلاً بجمعية الصحفيين العُمانية في الملتقى الرابع للصحفيات الخليجيات الذي استضافته دولة الكويت؛ حيث كانت تجربة مهنية وثقافية غنية بكل المقاييس، جسّدت مدى حرص دول مجلس التعاون على تعزيز الحضور النسائي في الإعلام والصحافة، وتبادل الخبرات بين الإعلاميات في المنطقة.
كان الحضور متنوعًا ومُتميزًا، جمع نخبة من الصحفيات والإعلاميات اللواتي أضفن للملتقى أبعادًا فكرية وحوارات غنية، عكست مستوى الاحترافية والتنظيم الذي بذلته جمعية الصحفيين الكويتية بالتعاون مع اتحاد الصحفيين الخليجيين، وتحت رعاية وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب، عبدالرحمن المطيري، مما منح الفعاليات طابعًا رفيعًا ومؤثرًا.
تميز الملتقى ببرنامج ثريّ ذي محاور متكاملة، شملت جلسات حوارية تناولت دور المرأة القيادية في الإعلام، العلاقة بين المؤسسات الحكومية والإعلام، والسردية الخليجية للمرأة في صناعة المحتوى الإعلامي. سلطت الجلسات الضوء على التجارب الوزارية والقيادية الناجحة في دول الخليج، ما أتاح لنا كصحفيات فرصة التفاعل مع قصص النجاح وتبادل الرؤى حول تمكين المرأة في مواقع التأثير، وسط بيئة تشجع على الحوار المثمر وتبادل الأفكار.
وكان لسلطنة عُمان حضور مُميز من خلال وفد السلطنة برئاسة الدكتور محمد بن مبارك العريمي رئيس جمعية الصحفيين العُمانية، والمكوّن برفقتي الدكتورة خديجة بنت سليمان الشحية، وعهود عبدالرزاق الجيلانية، وليلى الرجيبية، ونصرة المعمرية. أسهمنا في إثراء النقاشات وتسليط الضوء على التجربة العُمانية في دعم الصحفيات وتمكينهن، حيث وفّرت الجلسات منصة للتنوع بين ثقافة الفكر والنقاشات الميدانية، ما منحنا فرصة لاستعراض تجربتنا الإعلامية، ومقارنة السياسات والبرامج بين دول الخليج، مع التركيز على أهمية التعاون المهني والشراكات المستدامة.
إلى جانب الجانب المهني، أتاح لنا الملتقى فرصة للاطلاع على عمق العلاقات العُمانية–الكويتية الممتدة عبر التاريخ، والتي تُجسّد الروابط الأخوية بين شعبي البلدين الشقيقين ورجالهما الذين ساهموا في دعم التواصل الاقتصادي والثقافي والاجتماعي. لقد استمتعنا بزيارة المعالم التاريخية والسياحية، مثل سوق المباركية، وقصر السيف، والمتحف الوطني الكويتي، إضافة إلى واجهة الخليج البحرية، التي تقدم صورة نابضة بالحياة لتراث الكويت الأصيل، وتفتح نوافذ على تبادل الخبرات والثقافات بين العُمانيين والكويتيين، بما يعكس روح المحبة والتعاون العميقة.
وفي سياق تعزيز الحضور العُماني في الفعاليات الثقافية الخليجية، كان للسلطنة مكانة مميزة كـضيف شرف في معرض الكويت الدولي للكتاب، الذي افتتح خلال هذه الأيام ويستمر التواصل والفعاليات فيه لفترة قادمة. وقد تم عرض مجموعة من الإصدارات العُمانية التي تعكس غنى الثقافة والمعرفة في السلطنة، لتكون جسرًا يربط بين الإعلام والثقافة، ويعكس عمق الروابط الإنسانية والفكرية بين البلدين.
باختصار.. كانت مشاركتي ضمن وفد السلطنة تجربة فريدة جمعت بين الحوار الإعلامي الهادف، التعرف على التجارب الخليجية، تعزيز الشراكات المهنية، والاستمتاع بالجانب الثقافي والتراثي للكويت. هذه التجربة لم تكن مُجرد مشاركة رسمية، بل منصة لتبادل الأفكار والخبرات، وتعزيز مكانة الصحفيات العُمانيات بقيادة الدكتور محمد بن مبارك العريمي، مع الحفاظ على التواصل الإنساني والثقافي بين شعبي الدولتين، بما يعكس روح التعاون والمحبة التي تربط عُمان والكويت عبر الأجيال.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بودابست تحتضن "ملتقى الثقافة العُمانية في المجر"
بودابست- عزيزة راشد
انطلقت في العاصمة المجرية بودابست، فعاليات ملتقى الثقافة العُمانية، بتنظيمٍ من سفارة سلطنة عُمان في جمهورية المجر، وبالتعاون مع مؤسسة العز الثقافية، وبإشراف الدكتورة عزيزة بنت راشد البلوشية، وذلك تحت رعاية حرم فخامة رئيس جمهورية المجر.
وينعقد الملتقى في إطار التعاون الثقافي بين سلطنة عُمان ودول العالم وفتح آفاق للمعرفة والثقافة وللتعريف عن مكونات الثقافة العُمانية، ترجمة لمُستهدفات رؤية "عُمان 2040".
واطلعت حرم فخامة الرئيس المجري، على أبرز مكونات الثقافة العُمانية من حيث التاريخ العُماني الممتد منذ 4 آلاف سنة قبل الميلاد ودور عُمان في التاريخ القديم والمعاصر ودورها الدبلوماسي عبر التاريخ، وكذلك الآثار العُمانية القديمة المتعددة وأنواعها وأهم المناطق التراثية في السلطنة، وتنمية السياحة العُمانية.
وضم ملتقى الثقافة العُمانية في المجر عددًا من اللوحات الفنية التي تُجسِّد البيئة العُمانية في تجلياتها المختلفة وتنوع التضاريس فيها، والمنتجات العُمانية المتنوعة المستوحاة من البيئة العُمانية. واحتوى المعرض المصاحب على عدد من الطوابع البريدية والتي تمثل مختلف الفترات التاريخية التي مرت على سلطنة عُمان، بجانب كُتيِّبات للتعريف عن السلاطين الذين حكموا عُمان عبر التاريخ وعملات معدنية قديمة سُكَّت في كل عصر من العصور المختلفة. وضم المعرض اللبان العُماني مع توضيح طريقة استخراجه واستخداماتها عبر الصور التوضيحية. وأقيم الملتقى على هامش معرض البازار الدولي، والذي يضم عددًا من دول العالم، لعرض مكونات ثقافات الدول، وحضر الملتقى عدد من سفراء الدول الخليجية والعربية والأجنبية، وعدد من المسؤولين من الحكومة المجرية وجمهور غفير.