جريدة الرؤية العمانية:
2025-11-19@18:29:38 GMT

العشرون من نوفمبر.. يوم الوطن

تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT

العشرون من نوفمبر.. يوم الوطن

 

 

د. سالم بن عبدالله العامري

في لحظاتٍ يفيض فيها الشعور بحضورِ التاريخ، وتستيقظ فيها الذاكرة على صدى قرونٍ من الأمجاد، يطلّ علينا العشرون من نوفمبر، يومًا تتوهج فيه عُمان بمجدها العريق وتستحضر فيه أجيالها معنى الولاء والانتماء.

إنه اليوم الذي لا يقرأ كتاريخٍ فحسب؛ بل كبوابةٍ تفتح على إرثٍ ضاربٍ في جذور الزمن، وبوصلة تهدي الأجيال إلى معاني الثبات والوحدة والعزم.

ففي هذا اليوم الوطني الذي أقرّه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله- نجد أنفسنا أمام مشهدٍ وطني ينبض بالحياة؛ حيث تتشابك سيرة السلاطين المؤسسين مع خطى الحاضر وتطلعات المستقبل، وتتجدد العهود على صون ما بناه الأسلاف منذ أن وحّد الإمام المؤسس السيّد أحمد بن سعيد البوسعيدي عام 1744م راية الأمة، وأطلق مسيرة الدولة العُمانية التي وقفت صلبةً في وجه تحديات الزمن، حافظةً لسيادتها وكرامة أبنائها.

 ويأتي هذا اليوم ليجسد امتدادًا طبيعيًا لتلك السيرة العظيمة، وليعبر عن وفاء وطنٍ لرجاله الذين حملوا الراية عبر القرون بإيمانٍ راسخ وحكمةٍ لا تلين، فكانوا نوَاة البناء ورسل النهضة ومؤسسي حاضرٍ مهيب يليق بعُمان وأهلها. وفي ظل النهضة المتجددة، يمضي الوطن بقيادة جلالة السلطان المعظم بخطى واثقة نحو آفاقٍ أرحب؛ حيث تتسارع المشاريع الوطنية الكبرى التي تشكل جسورًا نحو المستقبل، وتترسخ منجزات رؤية "عُمان 2040" في البنية الأساسية الحديثة، وفي مسارات التنويع الاقتصادي، وفي التطوير التشريعي الذي يعزّز كفاءة الاقتصاد الوطني وقدرته على المنافسة، بينما تتنامى مشاريع الطاقة المتجددة واللوجستيات والموانئ لتضع السلطنة في قلب خارطة الاقتصاد العالمي.

وعلى مستوى الإنسان- وهو جوهر كل نهضة- تواصل عُمان الاستثمار في التعليم والصحة والابتكار والتمكين الشبابي، فتفتح أمام الأجيال الواعدة مساراتٍ جديدة تترجم ثقة الوطن بأبنائه، وتؤكد أن مستقبل البلاد يكتب بعقولهم وجهودهم الخالصة. وإلى جانب هذا، يحافظ النهج العُماني على بصمته الفريدة في العالم بسياسةٍ قائمة على الحكمة والاعتدال وتغليب السلام، وهو إرثٌ يندمج مع الهوية الوطنية اندماجًا لا ينفصل.

وفي هذا اليوم الوطني المجيد، تتوحد مشاعر المواطنين والمقيمين في نسيجٍ واحد من الفخر والامتنان، فكل من يعيش على تراب عُمان يشعر بأن هذا الوطن يمنح الاستقرار والكرامة والاحترام بلا تفرقة، ويحتضن كل يدٍ تبني وكل قلبٍ يخلص، ليصبح الاحتفال فرصة للتعبير عن الولاء لوطنٍ جمع الجميع على قيم النبل والإنسانية.

وهكذا يغدو العشرون من نوفمبر أكثر من مناسبة، إنه لحظة يتجدد فيها الإيمان بأن عُمان- بتاريخها وسيادتها وقيادتها- تمضي بثبات نحو مستقبلٍ يليق بمجدها، وأن أبناءها والمقيمين فيها يحملون جميعًا مسؤولية مواصلة البناء والحفاظ على ثوابت الوطن. فلتظل عُمان واحة سلامٍ وازدهار، ولتبقَ رايتها خفاقة بالعزّ والولاء، سائلين الله أن يحفظها وقائدها وأن يديم عليها نعم الأمن والعطاء.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وصول سفن البحريات الخليجية إلى مسقط للمشاركة في احتفالات "اليوم الوطني"

مسقط- الرؤية

أعلن التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع اكتمال وصول سفن بحريات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لسلطنة عُمان، وذلك للمشاركة في استعراض الأسطول ٢٠٢٥ الذي سيقام بتاريخ ٢١ نوفمبر الجاري.

وتنظم هذا الاستعراض البحرية السلطانية العُمانية بالتعاون مع الأمانة العامة للاحتفالات الوطنية تزامنا مع الاحتفال باليوم الوطني لسلطنة عُمان.

مقالات مشابهة

  • عُمان والعرس الوطني
  • اليوم الوطني .. التحول التاريخي للدولة البوسعيدية
  • 20 نوفمبر.. ذاكرة وطن ومسيرة فخر
  • اليوم الوطني.. فرحة تشحذ الهمم
  • بابنوسة… حين ينهض الجسد الوطني ويرفض الانكسار
  • وصول سفن البحريات الخليجية إلى مسقط للمشاركة في احتفالات "اليوم الوطني"
  • إغلاق طرق رئيسية استعدادًا لاحتفالات اليوم الوطني العًماني
  • 20 نوفمبر.. مسيرة عُمانية تسكننا حبًّا واعتزازًا
  • تألق كوردي في اليوم الوطني للكتاب بإيران