خبير عسكري: إسرائيل توسّع بنك أهدافها وتختلق ذرائع لتبرير غارات غزة
تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT
يرى الخبير العسكري العميد حسن جوني أن التصعيد العسكري الإسرائيلي على غزة يعبّر عن توجه واضح لدى تل أبيب لإبقاء القطاع في حالة اشتباك دائم، وعدم الانتقال إلى المرحلة التالية في الاتفاق الموقع مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ويشير جوني -خلال تحليله المشهد العسكري بغزة- إلى أن إسرائيل تتعامل مع الاتفاق باعتباره اتفاقا للمرحلة الأولى فقط، أي تلك المتعلقة بتبادل الأسرى وجثث القتلى، من دون أي التزام فعلي بالمرحلة الثانية وما تتضمنه من ترتيبات أمنية وتشكيل قوة دولية.
ووفق جوني، فإن سلوك جيش الاحتلال على الأرض يعكس هذا النهج؛ إذ حوّل "الخط الأصفر" -الذي أفرزه اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى– إلى خط قتال وليس خط انسحاب بين مرحلتين ضمن الاتفاق.
ويفصل "الخط الأصفر" بين الجزء من غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس والمنطقة العازلة التي يسيطر عليها جيش الاحتلال، والتي تمثل 53% من مساحة قطاع غزة، وتم تمييزه على الأرض بواسطة كتل خرسانية صفراء.
وفي ضوء هذه التطورات، فإن الغارات الإسرائيلية على مواقع مختلفة في القطاع ترتبط بجهد إسرائيلي مستمر لتطوير "بنك الأهداف" منذ اليوم الأول لتوقيع الاتفاق، من الظروف الميدانية التي أحاطت بعمليات تبادل الأسرى وتسليم الجثث.
ولم يستبعد الخبير العسكري "استغلال إسرائيل أي حدث أو اختلاقه"، مثل ادعاء تعرّض جنودها لإطلاق نار، لتبرير ضرب أهداف حصلت عليها حديثا.
وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، أفادت وزارة الصحة في قطاع غزة باستشهاد 25 فلسطينيا وأكثر من 77 مصابا بنيران جيش الاحتلال في مدينتي غزة وخان يونس منذ صباح اليوم، وبرر الاحتلال عملياته هذه بأنها رد على استهداف قواته في رفح جنوبي القطاع.
لحظة قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي حي الزيتون في مدينة غزة#الأخبار pic.twitter.com/aYKCfDZtkZ
— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 19, 2025
وكذلك فإن استهداف المدنيين والنازحين والأطفال ليس خارج المنطق العسكري الإسرائيلي، بل يدخل ضمن إستراتيجية "التأثير على البيئة والمجتمع الفلسطيني" كوسيلة للضغط على حركة حماس، حسب جوني.
إعلانوتاريخيا، تعمد إسرائيل إلى "معاقبة المنتمين للمقاومة ومناصريها" أكثر من ضرب البنى التحتية، وهي المقاربة نفسها التي تنتهجها في لبنان -كما يقول جوني- عبر استهداف كوادر من حزب الله تحت ذرائع مرتبطة بإعادة بناء قدراته، في حين الهدف الحقيقي هو العقاب.
وخلص إلى أن إسرائيل تسعى لتكريس واقع تصعيدي يمنع الوصول إلى أي مرحلة استقرار، سواء في غزة أو لبنان، لافتا إلى أن الغارات قد تحمل أيضا رسالة مباشرة ردا على رفض حماس لمضمون قرار مجلس الأمن الأخير، خاصة ما يتعلق بملف نزع السلاح.
وقبل يومين، أقر مجلس الأمن الدولي مشروع قرار أميركي معدل يؤيد خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن إنهاء الحرب في قطاع غزة، ويدعو إلى تنفيذها بالكامل والحفاظ على وقف إطلاق النار.
وبدأ تطبيق وقف إطلاق النار في غزة في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد عامين من الإبادة الإسرائيلية، وذلك بموجب اتفاق شرم الشيخ الذي أُبرم بوساطة قطر ومصر وتركيا في إطار خطة من 20 بندا وضعها الرئيس الأميركي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
خبير سياسي: رفض الخطة الدولية مجرد مناورة… وعودة الحرب في غزة غير مطروحة
في ظل حالة الترقب التي يعيشها ملف غزة عقب التطورات السياسية الأخيرة، تتزايد التساؤلات حول فرص القبول أو الرفض لخطة التحرك الدولية الجديدة بعد موافقة مجلس الأمن الدولي على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وما إذا كانت المنطقة مقبلة على جولة تصعيد أم على مسار تفاوضي أكثر هدوءًا.
وبينما تتشابك مواقف الأطراف المختلفة، يبرز رأي الخبراء لتفسير المشهد وتقدير اتجاهاته المقبلة، ومن بينهم الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، الذي يضع رؤية تحليلية لطبيعة المواقف الحالية.
قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن احتمالات الرفض سواء من جانب حركة حماس أو من الجانب الإسرائيلي تبقى واردة لكنها لا تتجاوز إطار المناورة السياسية.
وأكد الرقب أن “قرار الرفض يحمل تبعات خطيرة للغاية، ولا أحد لا حماس ولا إسرائيل جاهز لعودة المعارك في هذه المرحلة، خاصة أن أي تصعيد جديد سيدخل الاحتلال في مأزق كبير”.
وأوضح الرقب أن “موقف حماس في هذا السياق يبدو أقرب إلى المناورة لتحسين شروط التفاوض، خصوصًا أن قرار مجلس السلام الدولي يأتي تحت الفصل السادس، ما يفتح الباب أمام الحوار والتفاهم وليس المواجهة”.
وأشار الرقب إلى أن “عودة الحرب في حال رفض حماس تبدو سيناريو غير مطروح حاليًا، لأن ملف نزع السلاح في غزة سيكون جزءًا من التفاهمات وليس قرارًا أحاديًا، وهناك بالفعل مفاوضات مكثفة تجري بين الإدارة الأمريكية وحركة حماس”.
واختتم الرقب بأن “جميع المؤشرات تؤكد أن المرحلة المقبلة ستتجه نحو ترتيبات سياسية وتفاوضية، وليست نحو عودة المعارك”.