واشنطن تفتح تحقيقا بحق بي بي سي ووسيلتين إعلاميتين أميركيتين
تاريخ النشر: 20th, November 2025 GMT
أكدت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اليوم الخميس أنها تلقت رسالة من هيئة تنظيم البث الأميركية (لجنة الاتصالات الفدرالية) بشأن تلاعبها بخطاب ألقاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ووجّه رئيس لجنة الاتصالات الفدرالية بريندان كار رسالة الأربعاء إلى مسؤولي "بي بي سي" وشبكتين تلفزيونيتين أميركيتين، بحسب رسالة تلقتها وكالة الصحافة الفرنسية من هيئة تنظيم البث الأميركية.
واستفسر كار عن إمكانية بثّ حلقة من برنامج "بانوراما" الإخباري من إنتاج الهيئة البريطانية في الولايات المتحدة، تضمنت دمجا مضللا لمقاطع من خطاب ألقاه ترامب في السادس من يناير/كانون الثاني 2021، يعطي انطباعا أن الرئيس الأميركي حرض أنصاره صراحة على مهاجمة مقر الكونغرس.
وأشار إلى أن لدى شبكة "بي بي سي" عدة شراكات مع هيئات بث أميركية لتوزيع برامجها في الولايات المتحدة، راغبا بمعرفة ما إذا كانت المجموعة البريطانية قدمت الفيديو أو الصوت المركب إلى قناتي "بي بي إس" و"إن بي آر" أو أي هيئة بث أخرى خاضعة لرقابة هيئة تنظيم البث الأميركية لتوزيعه في البلاد.
وفي الرسالة التي تلقتها وكالة الصحافة الفرنسية، قال كار إن "برنامج هيئة الإذاعة البريطانية يُظهر أن الرئيس ترامب قال جملة لم يقلها في الواقع".
وأضاف "يبدو أن هذا يتناسب مع التعريف الدقيق لنشر تصريح كاذب ومتحيز إلى حد كبير"، وتابع أنه على الرغم من اعتذار بي بي سي، مؤكدة أن البرنامج أحدث ما تُقرّ الآن بأنه تأثير زائف، فإن مخاوف لا تزال قائمة، وفق وصفه.
من جانبها، أكدت هيئة الإذاعة البريطانية لوكالة الصحافة الفرنسية أنها "تلقّت هذه الرسالة"، من دون أي تعليق إضافي.
وفي الأيام الماضية، أدت هذه القضية إلى بلبلة داخل هيئة الإذاعة البريطانية واستقالة مديرها العام ورئيسة قسم الأخبار على خلفية الجدل.
إعلانوقدم رئيس مجلس إدارة "بي بي سي" سمير شاه اعتذارا شخصيا إلى الرئيس الأميركي، لكن الأخير أعلن نيته مقاضاة الهيئة بتهمة التشهير ومطالبتها بتعويض قد يصل إلى 5 مليارات دولار، لكن الهيئة البريطانية رفضت تهم التشهير.
مواجهة مستمرةتأتي هذه القضية في خضم مواجهة مستمرة بين إدارة ترامب ووسائل الإعلام.
فمنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي، شنّ الرئيس الجمهوري هجمات لفظية عديدة على صحفيين يمثلون وسائل إعلام يعتبرها معادية، وعلى مقدمي برامج حوارية مسائية ينتقدونه باستمرار.
ورفض عدد كبير من وسائل الإعلام الأميركية والدولية وبينها نيويورك تايمز، وفوكس نيوز، وأسوشيتد برس، ووكالة الصحافة الفرنسية، في أكتوبر/تشرين الأول إجراءات تقيّد تغطيات الصحفيين، مع أنهم قد يخسرون اعتمادهم الصحفي نتيجة لذلك.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، دعت نحو 100 وسيلة إعلامية ومنظمة صحافية دولية الإدارة الأميركية إلى التخلي عن خططها لتقصير مدة التأشيرات الأميركية للصحفيين الأجانب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات هیئة الإذاعة البریطانیة الصحافة الفرنسیة بی بی سی
إقرأ أيضاً:
مراسلون بلا حدود: 8 إجراءات أقرها ترامب ضد الصحفيين منذ توليه
قالت منظمة "مراسلون بلا حدود" إن الهجمات التي شنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الصحافة منذ بداية ولايته الثانية مطلع العام الجاري تجاوزت حدود الخطاب والسياسة، وتحولت إلى قيود مادية أمام الصحفيين تعطل قدراتهم على نشر أخبار مهمة وإبقاء الجمهور على اطلاع.
ودعت المنظمة الإدارة الأميركية إلى إلغاء سياساتها التي تقوّض الصحافة من أجل ضمان شفافية الحكومة ومساءلتها، وسلطت الضوء على 8 طرق استخدمتها إدارة ترامب لتقييد وصول الصحفيين إلى مناطق كانت سابقا متاحة أمامهم للتغطية بحرية.
وقال المدير التنفيذي لمكتب "مراسلون بلا حدود" في الولايات المتحدة كلايتون وايميرز إن ترامب يسعى إلى السيطرة على الرواية في الصحافة عبر الضغط الحكومي أو الدعاوى القضائية ضد وسائل الإعلام، وتقييد وصول الصحفيين إلى الأماكن التي تُتخذ فيها القرارات الحاسمة.
وتاليا الإجراءات الثمانية التي أقرتها إدارة ترامب منذ تسلمه مقاليد الحكم في يناير/كانون الثاني الماضي:
1- تقليل تراخيص الدخول اليومية إلى وزارة الخارجيةحدّثت وزارة الخارجية الأميركية في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري سياساتها المتعلقة بالسماح للصحفيين بتغطية الأخبار داخل مقرها في مبنى "هاري س. ترومان" في العاصمة واشنطن.
وبموجب التحديث، فإن على الصحفيين التقدم مسبقا بطلب للحصول على تراخيص دخول يومية للوصول إلى الأخبار داخل المبنى، مما يصعّب تغطية الأخبار العاجلة والمؤتمرات الصحفية، خصوصا بالنسبة للصحفيين الذين لا يغطون أخبار الخارجية بانتظام.
2- حظر أماكن في البيت الأبيضوفي 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت إدارة ترامب عن قيود جديدة على الصحفيين العاملين داخل البيت الأبيض، تقضي بمنعهم من دخول المنطقة التي تضم مكاتب الطابق الثاني التابعة للسكرتير الصحفي للبيت الأبيض ومساعديه الآخرين "دون موعد مسبق".
وكانت المنطقة المعروفة بشكل غير رسمي باسم "الصحافة العليا" مركزا للصحفيين الذين كان يُسمح لهم بالدخول إليها بحرية للتحدث مع مسؤولي البيت الأبيض.
إعلانوعزا البيت الأبيض هذه القيود إلى حماية المعلومات الحساسة، حيث نقل مجلس الأمن القومي مكاتبه إلى الموقع نفسه، ولكن الواقع يشير إلى فقدان الصحفيين اتصالاتهم مع السلطات الحكومية.
3- منع الصحفيين مؤقتا من دخول محكمة الهجرة الفدراليةوفي 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أُمر اثنان من مراسلي وكالة "كابيتال نيوز سيرفيس" بمغادرة محكمة الهجرة في ماريلاند حتى يحصلا على إذن من إدارة ترامب لمراقبة جلسات الاستماع.
وتعقّد الأمر بسبب الإغلاق الأخير للحكومة الأميركية، إذ كان موظفو وزارة العدل التي تعالج هذه الطلبات في إجازة، لكن المسؤولين الفدراليين تراجعوا لاحقا عن قرارهم، وقالوا إن جلسات الاستماع المتعلقة بالهجرة "مفتوحة عموما للجمهور بما في ذلك وسائل الإعلام".
4- ترحيل صحفيورحّلت السلطات ماريو جيفارا، وهو صحفي من السلفادور ناطق باللغة الإسبانية، من الولايات المتحدة في 3 أكتوبر/تشرين الأول السابق، إذ اعتُقل أثناء بثه المباشر لاحتجاج على مداهمات الهجرة في ولاية جورجيا في يونيو/حزيران الماضي، واحتُجز قبل ترحيله.
وأشارت "مراسلون بلا حدود" إلى أن ترحيل جيفارا يأتي في إطار مساعي إدارة ترامب إلى ترهيب وسائل الإعلام الدولية من نشر تقارير تنتقد الإدارة، وأكدت أن الصحفيين الذين يغطون آثار سياسات ترامب المتعلقة بالهجرة أصبح عددهم أقل.
5- قيود البنتاغون على الصحافةوفي 19 سبتمبر/أيلول السابق، أصدر مسؤولو البنتاغون قواعد جديدة تمنع نشر أي معلومات ما لم يوافق عليها وزير الحرب بيت هيغسيث، حتى لو كانت غير سرية.
ورفضت معظم وسائل الإعلام الكبرى، مثل "إيه بي سي نيوز" و"أسوشيتد برس" و"فوكس نيوز" و"نيوز ماكس" التوقيع على هذه القواعد، وطلبت من موظفيها تسليم شاراتهم الصحفية، وهذا يجعل وزارة الحرب الأميركية بعيدة إلى حد كبير من أي مساءلة خارجية.
The nation’s military and defense journalists exited the Pentagon in unison Wednesday afternoon, having had their accreditation revoked after refusing to agree to the Defense Department’s new restrictions on their newsgathering activities. https://t.co/iD81o3dVdp pic.twitter.com/TifMqXH3C1
— The Washington Post (@washingtonpost) October 16, 2025
6- حظر صحيفة "وول ستريت جورنال" من ركوب طائرة الرئاسةوبعد أن نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في سبتمبر/أيلول السابق تقريرا عن تفاعلات ترامب السابقة مع مرتكب الجرائم الجنسية جيفري إبستين، حظر الرئيس على مراسليها ركوب طائرة الرئاسة، كما رفع عليها دعوى تشهير بمبلغ 10 ملايين دولار.
واستُبعدت الصحيفة عمدا من طائرة الرئيس خلال رحلة ترامب إلى أسكتلندا في يوليو/تموز السابق ورحلته إلى آسيا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتشكل مثل هذه التكتيكات الانتقامية سابقة مقلقة وفق "مراسلون بلا حدود"، إذ تشير إلى أن ترامب لن يحيط نفسه إلا بأعضاء وسائل الإعلام الذين يصورونه بشكل إيجابي، وهذا يمنع وسائل الإعلام من محاسبة البيت الأبيض، كما يمنع الجمهور من الحصول على صورة كاملة عن كيفية إنفاق المسؤولين المنتخبين أموال الضرائب.
7- تقييد تأشيرات الدخول للصحفيين الأجانبوفي أغسطس/آب الماضي، اقترحت وزارة الأمن الداخلي الأميركية قاعدة جديدة من شأنها أن تقيّد المدة التي يمكن للصحفيين الأجانب الإقامة والعمل فيها بالولايات المتحدة، وبموجب النظام المقترح ستقتصر تأشيرات الدخول المستخدمة من قِبل الصحفيين على 90 يوما للمواطنين الصينيين و240 يوما لمواطني الدول الأخرى.
إعلانوستشكل هذه التغييرات عبئا غير مبرر على الصحفيين الأجانب، حيث ستلزمهم بتجاوز العقبات البيروقراطية بشكل متكرر كل 7 شهور، وستدفعهم للتساؤل عما إذا كانت تأشيراتهم ستُلغى لأن مسؤولا واحدا لم يعجبه محتوى صحافتهم، بحسب المنظمة.
8- حظر "أسوشيتد برس" من دخول البيت الأبيضوفي 11 فبراير/شباط السابق، منع البيت الأبيض موظفي وكالة أسوشيتد برس من تغطية أخباره بسبب استمرار الوكالة في استخدام مصطلح "خليج المكسيك"، الذي أمر الرئيس ترامب بتسميته "خليج أميركا".
ويعكس الإجراء معاقبة للوكالة على رفضها تغيير سياسة تحريرها لتتوافق مع الأجندة السياسية للرئيس، وهو انتهاك صارخ لحرية الصحافة بموجب التعديل الأول للدستور الأميركي.
وتحتل الولايات المتحدة المرتبة 57 من بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2025 الصادر عن منظمة "مراسلون بلا حدود".