موقع النيلين:
2025-11-20@23:07:07 GMT

لماذا أعتذر حتى لو لم أكن مخطئا؟

تاريخ النشر: 21st, November 2025 GMT

لماذا أعتذر حتى لو لم أكن مخطئا؟
منذ ديسمبر 2019، جادلتُ بأن المجموعة التي ورثت نظام البشير بتعيين نفسها في الحكومة تفتقر إلى الخبرة والعزيمة والذكاء والنزاهة الأخلاقية لإدارة الشؤون العامة، وذهبتُ إلى أبعد من ذلك بتكرار أن هذه المجموعة من الهواة عديمي الرأس تقود البلاد نحو كارثة محتمة.
اعتقد الكثيرون، أصدقاءً وأعداءً، أن حكمي كان متطرفًا وسلبية لا تفيد.

قال منهم م إنني أشعر بالمرارة لأنني لم أُمنح منصبًا رفيعًا، لكن هذه كانت كذبة أيضًا، فقد عُرض عليّ منصبان في عام 2020، لكنني أخبرتهم أن الوقت فات، وأنني خلصت إلى أن هذه الحكومة تقود إلي كارثة أراها والمسها. حتى ذلك الوقت، كان التذمر من معارضتي للحكومة أمرًا مفهومًا، وقد تسامحتُ معه لأنني كنت أعلم أن الأمور لم تكن واضحة للآخرين لأسباب مختلفة.

لكن الغريب والغبي بصراحة هو مواصلة الامتعاض من نقدي للمجموعة الحاكمة قبل الحرب أو بعدها. لم تفشل هذه الجماعة في قيادة السفينة إلى بر الأمان فحسب، بل دفعت البلاد إلى حرب أهلية مروعة، أو على الأقل، فشلت في منعها إن شئت أن ترأف بهم علي حساب الحقيقة .
والآن، واكثر من نصف الحكومة الانتقالية أعضاء في حكومة تاسيس الجنجويد، والنصف الآخر يضم العديد من الجنجويد السريين، وبما أن الجنجويد ارتكبوا تطهيرًا عرقيًا وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لا أعرف لماذا يجب عليّ الاعتذار عن معارضة جماعة أكثر من نصفها مشارك بالفعل في جرائم حرب ضد الشعب السوداني.

الغريبة حتي الآن ممكن تلقي زول كبير ومتعلم وعامل فيها بيفهم ويقول ليك معتصم بينتقد قحت أكتر من اللازم. جماعة أكثر من نصفها إنضم إلي جنجويد مذابح الجنينة والفاشر وود النورة وتمبول والحالية وبرضو نقدها لا يجوز إلا بمقدار؟

ربما وجب علي الاعتذار عن نعومة نقدي لقحت وتساهلي معها بحكم القرابة الطبقية فكلنا أفندية وربما كان علي أخرين الإعتذار عن غباء مركب لا يعي حتى الآن ونصف قحت في حكومة جنجويد تاسيس.

ومن لا يعتذر عن غباء عليه أن يعتذر عن جنجوة جبانة تخشي الإعلان عن نفسها صراحة أو عن تعويل علي الجنجويد لكسر شوكة جيش أو كيزان بما يمهد الطريق بالورود لديمقراطية مدنية علمانية كومبرادورية مجندرة وربما جمهورية طبقة عاملة جذرية.

معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

سر الطبخة.. لماذا تدخل الجنرال في الانتخابات المصرية الأخيرة؟

"وقائع تزوير الانتخابات محاولات يائسة من الجماعات الإرهابية للتشكيك في نزاهة العملية الانتخابية والنيل من حالة الاستقرار التي تشهدها البلاد" (تصريح منسوب وزير الداخلية المصري في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025، أثناء إجراء المرحلة الأولى من انتخابات البرلمان المصري للنظام الفردي بعد أن تم تزكية نصف عدد أعضاء البرلمان بنظام القائمة الموحدة).

"الانتخابات ماشية كويس (تسير بشكل جيد) بإشراف قضائي وممنهجة للدفاع عن مصر" (تصريح للإعلامي مصطفى بكري، أحد أبواق النظام وأحد أهم عرّابي انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013، أثناء إجراء الانتخابات).

"وصلتني الأحداث التي وقعت في بعض الدوائر الانتخابية، وهذه الأحداث تخضع في الفصل فيها للهيئة الوطنية للانتخابات دون غيرها (يعني لا داعي للجوء إلى القضاء)، وأطلب منها التدقيق التام عند فحص هذه الأحداث والطعون المقدمة بشأنها، وأن تتخذ القرارات التي ترضي الله -سبحانه وتعالى– وتكشف بكل أمانة عن إرادة الناخبين الحقيقية" (تغريدة منشورة يوم 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 للجنرال عبد الفتاح السيسي، معلقا على بعض ما نشر من فيديوهات وأخبار عن تزوير للانتخابات، مستبقا الإعلان الرسمي عن نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات).

لماذا تدخل الجنرال في هذه الانتخابات دون غيرها، وهو المعروف عنه أنه لا يحب السياسة وهو صاحب مقولة "أنا مش سياسي"، ومعروف عنه أيضا أنه لا يحب أن يأتي على ذكر الانتخابات ولا الديمقراطية، ويكره أي حديث عن حقوق الإنسان وحرية الصحافة والتعبير؟

لماذا تدخل الجنرال في هذه الانتخابات دون غيرها، وهو المعروف عنه أنه لا يحب السياسة وهو صاحب مقولة "أنا مش سياسي"، ومعروف عنه أيضا أنه لا يحب أن يأتي على ذكر الانتخابات ولا الديمقراطية، ويكره أي حديث عن حقوق الإنسان وحرية الصحافة والتعبير؟
منذ انقلاب الثالث من تموز/ يوليو 2013 أجريت الانتخابات الرئاسية مرتين، ثم عُدل الدستور لإطالة فترة بقاء الجنرال في السلطة لتصبح ست سنوات بدلا من أربع سنوات، كما أجريت انتخابات برلمانية مرتين أيضا في 2014 و2020، ولم يتحدث الجنرال عن كم المهازل التي تحدث بها القاصي والداني وباتت مادة للسخرية في ظل عدم وجود ضوابط أو معايير للنزاهة ولا للمراقبة، بل إن جميع هذه الانتخابات لم تشهد إقبالا جماهيريا ومع ذلك تم تزوير نسب الحضور حتى يتباهى بها النظام بين الأمم.

الجميع يعلم أن الجنرال ينظر باحتقار شديد لما يسمى بالطبقة السياسية التي نشأت تحت عباءة الانقلاب، ونشأت معها جوقة الإعلام المعروفة باسم "الطبلخانة" والتي كان تعزف معزوفة واحدة يطرب لها الجنرال؛ من عينّة "الإخوان جماعة إرهابية" و"يسقط الإخوان، ولا مكان للإخوان" و"الجنرال أنقذ مصر من الإخوان" الذين كانوا يسعون لخطف البلد والبقاء في الحكم إلى الأبد دون إجراء أي انتخابات.

لم يسبق للجنرال أن التقى بالأحزاب السياسية الورقية التي شاركت في الانقلاب ودعمته، ودائما ما يتحدث عن دوره البطولي وشجاعته اللا متناهية في مواجهة الإخوان، وأنه لا فضل لأحد عليه في مسألة وصوله إلى السلطة، مدعيا أنه كله ترتيب إلهي، فقد اختاره الله واصطفاه ليكون رئيسا ولا أحد بمقدوره إزاحته، كما كرر مرارا القول بأن من يحاسبه هو الله، نافيا أي دور للشعب ولا للبرلمان في محاسبته أو حتى مساءلته عما يفعل.

ورغم ادعائه أنه ظل لخمسين عاما يدرس "يعني إيه دولة"، إلا أنه لا يزال يدهشنا بتصريحاته وبجهله بمفهوم الدولة، فهو يرى أن السلطة هي الدولة بل يتجاوز هذا الأمر إلى أن الرئيس هو الدولة، وبالتالي فقد اختزل كل السلطات في قبضة يده، ولم يسمح لا للبرلمان ولا الصحافة ولا الرأي العام ولا الخبراء أن يناقشوا أفكاره ومشاريعه؛ التي ثبت فشلها بسبب عدم اعتماده العلم والمعرفة كطريق وحيد لدراسة جدوى المشاريع قبل الشروع في تنفيذها، وهو صاحب المقولة الخالدة: "وفق تقديري، واحنا في مصر لو مشيت بدراسات الجدوى إحنا لو انتظرنا الدراسات مكناش هنقدر نحقق 25 في المية من الإنجازات التي حققناها".

ما جرى من تدخل الجنرال حتى قبل أن يُختتم الطعن رسميا في نتائج هذه المرحلة من الانتخابات؛ يشي بأمر أو أمور تجري في كواليس المشهد السياسي، وهذه هي قراءتي وتحليلي:

1- النظام علم بما جرى من غضب بعض الكتل والتجمعات التي تسمى أحزابا أو جبهات من الطبخة الانتخابية الحالية، وأنها تعني وباختصار أن وزارة الداخلية هي المتصرف الوحيد في الانتخابات، وتفك وتركب البرلمان عبر ما عرف بالهندسة الانتخابية، وهو مصطلح يعني هندسة وضبط الانتخابات قبل أن تُجرى، وكل ما تراه من مشاهد هي أشبه بفيلم وثائقي صُنع في استديوهات أمن الدولة التابعة للداخلية.

المشهد الراهن ليس مريحا في ظل الانتقال السريع والفوري لمن أشادوا بنزاهة الانتخابات بالأمس؛ إلى مربع منتقديها بعد تصريحات الجنرال، وفي ظل غياب المعارضة الحقيقة وأعني بها التيار الإسلامي وفي القلب منه الإخوان المسلمين
2- الجبهة الوطنية الجديدة التي صُنعت في أقبية أجهزة الاستخبارات لتنافس حزب مستقبل الوطن الذي ادعى مرارا وتكرارا أنه حزب الرئيس، وبالتالي جمع مجموعة من الكوادر التي تبدو مدنية في ظاهرها ومخابراتية في باطنها، شعرت وفهمت وتأكدت أن جنرالات حزب مستقبل وطن لن يسمحوا لها بالحصول على ما تريد أو أن تزاحم الحزب الذي بنى سمعته على فكرة أنه حزب الجنرال أو حزب الرئيس، وبالتالي رفعت الجبهة صوتها للجنرال مباشرة من خلال قياداتها وعلى رأسهم ضياء الدين رضوان، وهو رئيس هيئة الاستعلامات المصرية بمنصب وزير وله اتصال مباشر مع الجنرال السيسي.

3- يبدو أن الجنرال وفي إطار سعيه لتعديل الدستور من جديد؛ يريد أن يضع كل الأحزاب في مكانها الطبيعي كأحزاب هامشية، ويريد أيضا أن ينفي عن أي حزب أن له فضلا عليه اليوم أو غدا، وبالتالي يريد برلمانا مصنوعا على عينه وليس على يد الأجهزة، ويرجع الفضل فيه له وحده. وبناء عليه، فقد قدم السبت وينتظر من البرلمان الجديد أن يرد له المعروف ويقدم الأحد، أي يوافق على تعديل دستوري يبقيه في السلطة حتى يلقى الله؛ إن كان يؤمن أنه ليس بخالد في الدنيا.

4- كان الجنرال قد أعلن قبل أسابيع أنه يدرس فكرة حزب سياسي جديد، بمعنى أن يكون حزب السلطة وترك البقية يتنافسون على تشكيل المعارضة، وهي كلمة نادرة الوجود في الحياة السياسية في مصر منذ انقلاب الثالث تموز/ يوليو 2013، وبالتالي فالجنرال سيقوم بهدم المعبد القديم على رؤوس من بنوه ليبدأ مرحلة جديدة قد تشبه مرحلة الحزب الشيوعي في الصين، بحزب واحد ورئيس واحد ﻻ شريك معه وﻻ معارضين له.

المشهد الراهن ليس مريحا في ظل الانتقال السريع والفوري لمن أشادوا بنزاهة الانتخابات بالأمس؛ إلى مربع منتقديها بعد تصريحات الجنرال، وفي ظل غياب المعارضة الحقيقة وأعني بها التيار الإسلامي وفي القلب منه الإخوان المسلمين.

مقالات مشابهة

  • الأمراض النفسية.. لماذا لا يتم اكتشافها غالبا لدى الرجال؟
  • صريح جدا : ثقافة الاعتذار عند الجزائريين..هكذا نصلح ما أفسدته لحظات الغضب
  • لماذا لا يثق العوا بتجربة الشرع في حكم سوريا؟!
  • لماذا يُسمّى منفذ الإعدام بـ عشماوي؟ الحكاية من البداية
  • كمال الدالي ينسحب من انتخابات النواب 2025 و يستقيل من حزب الجبهة الوطنية
  • لماذا يحذّر الخبراء من غسل خس النعجة تحت الماء الجاري؟
  • سر الطبخة.. لماذا تدخل الجنرال في الانتخابات المصرية الأخيرة؟
  • مروة صبري تقدّم اعتذارًا رسميًا للفنانة دينا الشربيني
  • لماذا تُحِسُّ كلُّ الحيوانات ولن تُحِسَّ الآلةُ أبدًا؟