محللون: 3 احتمالات وراء تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي للبنان
تاريخ النشر: 26th, November 2025 GMT
رفع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس منسوب التهديد للبنان موجها رسائل مباشرة مفادها ضرورة نزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام الجاري وإلا "العودة إلى العمل العسكري"، إضافة إلى التلويح بمراجعة الاتفاق البحري.
وبحسب المراقبين فإنه لا يمكن فصل توقيت تهديد كاتس عن التصعيد السياسي داخل إسرائيل، والحراك الدبلوماسي في المنطقة، كما أنه يفتح باب تساؤلات بشأن ما الذي تريده تل أبيب؟ وهل يشكل مقدمة لعمل عسكري أم مجرد ضغط سياسي انتخابي؟
من وجهة نظر الخبير بالشؤون الإسرائيلية محمود يزبك فإن تصريحات كاتس تحمل طابعا انتخابيا بالدرجة الأولى، إذ يحاول استعادة صورته داخل حزب الليكود بعد خسارته في الانتخابات الداخلية.
ويشير يزبك -خلال حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- إلى أن كاتس "تذكر" فجأة مسألة الحدود البحرية بعد اتفاق لبنان وقبرص، على الرغم من أن اتفاق 2022 الذي أبرم بين لبنان وإسرائيل بات جزءا من تفاهم دولي لا يمكن إلغاؤه بقرار أحادي.
وقد هدد كاتس بالعودة لما سماه "العمل بقوة كبيرة" في لبنان إذا لم تنزع الحكومة اللبنانية سلاح حزب الله قبل نهاية العام الجاري. كما لوّح بمراجعة الاتفاق البحري مع بيروت التي وقعت اتفاق حدود بحرية مع نيقوسيا.
واعتبر يزبك مهلة كاتس الزمنية جزءا من خلط الملفات بين اتفاق بحري منتهٍ، وملف نزع سلاح حزب الله، لتحضير الرأي العام الإسرائيلي لاحتمال عملية عسكرية، في وقت يظل فيه الموقف العسكري الإسرائيلي غائبا.
3 احتمالات
لكن الأمر يبدو محسوما من وجهة نظر الكاتب والمحلل السياسي اللبناني جوني منير الذي يرى أن تهديد كاتس مؤشرا واضحا على نية إسرائيل تنفيذ "عملية عسكرية كبيرة".
ويلفت منير إلى أن المهلة ذاتها تتوافق مع ما طرحه الموفدون الأميركيون بشأن جدية إسرائيل في تصعيد الوضع "ما لم يتحقق تقدم في مسألة نزع السلاح قبل انتهاء المهلة".
إعلانأما تهديد كاتس بمراجعة اتفاق الحدود البحرية، فيراه منير خطوة أربكت الساحة اللبنانية، ويفسرها بـ3 احتمالات: ضغط إسرائيلي داخلي، أو تشويش مبكر على ملف الترسيم البري، أو دفع لبنان إلى مسار تفاوض سياسي أوسع قد يشمل التطبيع.
وقد وقع لبنان وإسرائيل اتفاقا لترسيم حدودهما البحرية في عام 2022 بوساطة من الولايات المتحدة، لتبقى سوريا الجار الوحيد الذي لم يرسم لبنان حدوده البحرية معه بعد.
وخلص منير إلى أن إسرائيل اليوم تقدم صورة مشوشة لما تريده، لكنها فعليا تدفع نحو تهيئة الذرائع للتصعيد في لبنان، خاصة أن المناخ الدولي بات يذهب إلى ما هو أبعد من خطة لنزع سلاح حزب الله جنوبي نهر الليطاني لتشمل كامل الأراضي اللبنانية.
وإلا فإن واشنطن لن تواصل مساعيها -كما يقول منير- وستترك الساحة "لإسرائيل مع نهاية العام لتنفيذ عمليتها العسكرية".
موقف واشنطن
ومع أن الإدارة الأميركية لا تختلف كثيرا مع إسرائيل في جوهر مطالبها تجاه نزع سلاح حزب الله، لكن الباحث في الدراسات الإستراتيجية والأمن الدولي كينيث كاتزمان يقر بوجود "عقبات هائلة" تمنع تحقيق هذا الهدف.
وحسب كاتزمان، فإن واشنطن تمنح بيروت مزيدا من الوقت بدون ضغط مباشر، على الرغم من قلقها من إعادة تسلح حزب الله.
وأعرب عن قناعته بأن واشنطن لن تسمح لإسرائيل بإلغاء الاتفاق البحري، لكنها في المقابل تضغط لربط أي تقدم أمني أو حدودي بخطوات لبنانية لاحتواء قوة حزب الله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات نزع سلاح حزب الله
إقرأ أيضاً:
سلام: أولويات لبنان الانسحاب الإسرائيلي ونزع سلاح حزب الله
قال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام إن إسرائيل تتذرع بنزع حزب الله لعدم مغادرة النقاط التي تحتلها في جنوب لبنان بينما يرفض حزب الله نزع سلاحه ويتمسك به ما لم تغادر إسرائيل.
وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية اليوم الأربعاء قال سلام إن الإسرائيليين يقولون إنهم لا يستطيعون المغادرة إلا إذا نزع حزب الله سلاحه، ويقول حزب الله كيف يمكننا نزع سلاحنا طالما أن الإسرائيليين لا يفعلون ذلك".
وفي إشارة إلى الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان قال سلام "لدينا لاعب مطلق العنان يتصرف كقوة مهيمنة بقيادة نتنياهو وقوته تزداد".
وأضاف رئيس الوزراء اللبناني، في المقابلة أن "حزب الله يعلم أن الأمور قد تغيرت في المنطقة، لكنه لا يزال يحاول المقاومة".
وفي تصريحات أدلى بها سلام في مقر نقابة المحررين اللبنانية قال "إن هناك من يرى السلاح أولوية، والواقع أن الأمور مترابطة ببعضها البعض".
واعتبر سلام أن السلاح "كان له دور كبير في التحرير عام 200، ومنذ ذلك الحين لم تتم معالجة هذه المسألة التزاما باتفاق الطائف، ولم نحسن إدارة البلد بشكل جيد فوصلنا إلى ما وصلنا إليه. وإذا أردنا أن ننهض بالبلد لا بد من الأمن والاستقرار، ولا بديل من حصر السلاح لأجل ذلك".
وأضاف: "الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية هو أيضا أولوية، وقد بذلنا جهودا مضنية لتحقيق ذلك، لكننا حتى الآن لم نصل إلى نتيجة، وسنواصل جهودنا، وليس أمامنا سوى الخيار السياسي والدبلوماسي".
وقال: "نحن نحاول إعادة الثقة بالدولة من خلال تصحيح وتنظيم الإدارات وتعزيز الجيش ليحل محل اليونيفيل. هناك إجراءات اتخذت كتعيين الهيئات الناظمة وإعداد سلسلة قوانين في الإصلاح المالي".
إعلانوعن موضوع المفاوضات مع إسرائيل، قال: "ليس عندنا عقدة في هذا الموضوع والرئيس نبيه بري على حق عندما قال إن هناك لجنة الميكانيزم والتفاوض يتم من خلالها، لكن لم يتم التقدم في هذا المجال".
وردا على سؤال، أوضح رئيس الحكومة أنه التقى السفير الأميركي الجديد في لبنان مرتين "وهو لبناني الأصل وضليع في الأمور اللبنانية، ويتكلم العربية أفضل منا، وهو سيكون المسؤول عن الملف اللبناني كما أعتقد".
وسئل أخيرا عن مسألة العداء لإسرائيل، فقال: "نحن مرتبطون باتفاقية الهدنة، وما زلنا في حالة عداء مع إسرائيل".
وفي لقائه مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في بيروت أشار سلام إلى أن "الجيش اللبناني يقوم بواجبه في تطبيق قرار حصر السلاح بيد الدولة وتنفيذ قرارات الحكومة، إلا أن إسرائيل تستمر في خرق الاتفاق من خلال الاعتداءات اليومية واحتلال عدد من النقاط في الجنوب".
من جهته أكد وزير الخارجية المصري، خلال لقائه رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام، اليوم الأربعاء في بيروت، مواصلة مصر بذل كل جهد ممكن لحماية لبنان.
وشدد "على أهمية دعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته للقيام بالمهام الموكلة إليه". وجدد تأييد القاهرة "لقرار الحكومة اللبنانية بحصر السلاح بيد الدولة".
وفي وقت سابق اليوم بحث الرئيس اللبناني جوزيف عون، الأربعاء، مع وزير الخارجية المصري، قضية حصر السلاح بيد الدولة والاعتداءات الإسرائيلية.
وقال الوزير المصري إن زيارته للبنان للمرة الرابعة خلال عام ونصف تعكس الاهتمام المصري بأمن واستقرار لبنان.
وأشار إلى أهمية التنسيق بين البلدين، لافتا إلى دعم مصر لمبادرة الرئيس عون المتعلقة باستعداد الجيش لتسلم جميع النقاط في جنوب لبنان.
وقال إن القاهرة تتحرك وفق محددات قائمة على الدعم الكامل للبنان، محذرا من احتمالات التصعيد في المنطقة. وأكد أن مصر تبذل جهودا لتجنيب لبنان "أي ويلات أو تصعيد"، داعيا إلى البناء على مبادرة الرئيس عون الأخيرة.
ولفت عبد العاطي إلى أن بسط سلطة الدولة اللبنانية أمر مهم جدا، وأن هناك تناغما بين الموقفين المصري واللبناني في هذا الشأن.
وشدد على أن "غطرسة القوة لن تؤمن الاستقرار لإسرائيل أو للمنطقة، ونحن مع الحلول الدبلوماسية والسياسية لا العسكرية".
وتابع: "المنطقة برمّتها على شفا التصعيد الكامل وهذا لا يخدم أي فريق على الإطلاق، ونوظّف اتصالاتنا لخدمة خفض التصعيد من خلال الحوار المباشر أو غير المباشر".
وبوتيرة يومية تنتهك إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار الساري مع "حزب الله". وخرقت الاتفاق ما لا يقل عن 10 آلاف مرة، بحسب اليونيفيل، ما أدى إلى مقتل 331 شخصا وإصابة 945 آخرين، وفقا لوزارة الصحة اللبنانية.
وكان يفترض أن ينهي هذا الاتفاق عدوانا على لبنان بدأته إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتحول في سبتمبر/أيلول 2024 إلى حرب شاملة، وخلّف أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.