دراسة حديثة: إدمان الإنترنت يتصاعد بين الشباب اليمني ويهدِّد الصحة والتحصيل الدراسي
تاريخ النشر: 26th, November 2025 GMT
الثورة / هاشم السريحي
كشفت دراسة علمية حديثة عن تنامي ظاهرة إدمان الإنترنت بين فئة الشباب والطلاب في اليمن، مؤكدة أن الاستخدام المفرط لشبكة الإنترنت بات يشكل تحديًا نفسيًا وسلوكيًا يؤثر مباشرة على الحياة اليومية والتحصيل العلمي والعلاقات الاجتماعية. وتقدم الدراسة صورة مقلقة عن اتساع دائرة الاعتماد المرضي على الإنترنت، ما يستدعي تدخلًا أسريًا وتربويًا عاجلًا للحد من تبعاته.
دراسة واسعة على طلبة الجامعات
واعتمدت الدراسة، المنشورة في مجلة جامعة صنعاء للعلوم الإنسانية، على منهج وصفي ارتباطي لتحديد علاقة إدمان الإنترنت بعدد من المتغيرات بين طلاب جامعة ذمار (النوع، التخصص، ومكان السكن). وشملت العينة 1000 طالب وطالبة.
وأظهرت نتائج الباحثين حمود الضبياني وأمة الرزاق الوشلي أن نسبة الإدمان بلغت 25.8 % من العينة، مع وجود فروق ذات دلالة إحصائية لصالح الذكور أكثر من الإناث، ولصالح طلاب التخصصات العلمية مقارنة بالأدبية، ولصالح سكان المدن مقارنة بسكان الريف.
ساعات استخدام طويلة.. وتأثيرات متراكمة
وتوصلت الدراسة إلى أن كثيرًا من الطلاب يقضون ساعات طويلة يوميًا على الإنترنت، خصوصًا في الألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى:
• ارتفاع معدلات العزلة الاجتماعية.
• اضطرابات النوم.
• ضعف التركيز.
• تراجع ملحوظ في التحصيل الدراسي.
• إهمال الواجبات بسبب التشتت الرقمي.
وأشارت الدراسة إلى ارتباط الإدمان بظهور اضطرابات نفسية متزايدة مثل القلق والاكتئاب، خصوصًا مع غياب الرقابة الأسرية وضعف إدارة الوقت لدى المستخدمين.
الأسر والمدارس.. الدور الغائب
وأكدت نتائج الدراسة أن ضعف الوعي الأسري بمخاطر الاستخدام غير المنضبط للإنترنت، وافتقار المؤسسات التعليمية لبرامج ضبط ومتابعة السلوك الرقمي، يعدان من أبرز أسباب تفاقم الظاهرة. وانتقدت الدراسة غياب المبادرات المدرسية والجامعية لرصد الحالات وتقديم الدعم النفسي والسلوكي لها.
كما دعت الأسر إلى متابعة استخدام الأبناء للأجهزة الذكية وتحديد ساعات الاستخدام، مع توفير بدائل تعليمية وترفيهية تقلل من الاعتماد المفرط على الإنترنت.
انعكاسات خطيرة.. وتحذير واضح
خلصت الدراسة إلى أن إدمان الإنترنت يترك آثارًا عميقة على:
• العلاقات الاجتماعية: تراجع التفاعل الواقعي مقابل التفاعل الافتراضي.
• الصحة النفسية: زيادة الانعزال واضطراب المزاج.
• التحصيل العلمي: ضعف التركيز وتراجع الأداء.
• السلوك اليومي: ضعف إدارة الوقت وإهمال المهام الأساسية.
وأشارت إلى أن الظاهرة مرشّحة للاتساع مع انتشار الهواتف الذكية وارتفاع معدل استخدام تطبيقات التواصل.
توصيات عملية للحد من الظاهرة
قدمت الدراسة عدة مقترحات قابلة للتطبيق، منها:
1. تعزيز الوعي الأسري والتربوي حول سلوكيات الإدمان.
2. وضع حدود واضحة للاستخدام ومنع الاتصال بالإنترنت أثناء ساعات النوم.
3. دعم الأنشطة البديلة مثل الرياضة والقراءة.
4. إنشاء مراكز إرشاد نفسي داخل المدارس والجامعات.
5. إدراج الثقافة الرقمية الآمنة ضمن المناهج.
6. مراقبة السلوك الرقمي للطلاب وإحالة الحالات المتقدمة للمتخصصين.
ختام
وتؤكد الدراسة أن معالجة إدمان الإنترنت تتطلب رؤية شاملة وتعاونًا مستمرًا بين الأسرة، المدرسة، والمجتمع، مشددة على أن الاستخدام الواعي والمتوازن للتقنية يمثل السبيل الأمثل لحماية الشباب ودعم صحتهم النفسية ومستقبلهم العلمي.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
دراسة ألمانية: ضحايا حرب الإبادة في غزة يتجاوز 100 ألف شهيد
وبحسب الدراسة، الصادرة عن المعهد، وهو أحد أبرز مراكز الأبحاث في أوروبا والعالم، استشهد 78,318 فلسطينيًا في غزة بين 7 أكتوبر 2023 ونهاية عام 2024 نتيجة مباشرة للحرب، وفقا للمركز الفلسطيني للإعلام.
ويعيد التقرير فتح الجدل حول حصيلة ضحايا الإبادة، بعد أن أكدت وزارة الصحة الفلسطينية، في تقرير نُشر اليوم الأربعاء، أن عدد الشهداء في القطاع يفوق بكثير ما أعلنته سابقًا، مشيرة إلى توثيق ما لا يقل عن 69,785 شهيدًا منذ بدء جريمة الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة.
واعتمد التقرير على بيانات وزارة الصحة في غزة، ومعطيات حقوقية فلسطينية، إضافة إلى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، والمجموعة المشتركة بين الوكالات لتقدير معدل وفيات الأطفال (UN IGME)، والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
وكشفت الدراسة أن متوسط العمر المتوقع في غزة تراجع بنسبة 44% عام 2023 وبنسبة 47% عام 2024 مقارنة بما كان عليه قبل حرب الإبادة، ما يعادل خسارة 34.4 و36.4 سنة على التوالي.
وخلصت إلى أن الفئات العمرية والجندرية “للوفيات العنيفة” في غزة خلال الفترة بين أكتوبر2023 وديسمبر2024 تتشابه مع الأنماط المسجّلة في عمليات إبادة جماعية وثّقتها الأمم المتحدة، دون الجزم بتوصيف قانوني للحرب، موضحة أن تحديد الإبادة يحتاج معايير إضافية لم تكن هدف الدراسة.
وتزامن صدور التقرير مع تحذيرات أممية متكررة من أن الحرب دمّرت غزة بالكامل ودفعتها إلى “هاوية من صنع الإنسان”، وفق مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.
وقالت الباحثة المشاركة في الدراسة، آنا سي. غوميز أوغارتي، إن التقديرات قد تمثل الحد الأدنى من حجم الخسائر البشرية، لأنها تقيس فقط الوفيات المباشرة المرتبطة بالنزاع، بينما تبقى الآثار غير المباشرة، كالجوع، انهيار النظام الصحي، والأوبئة ، أكبر وأطول مدى ولم تُحتسب بعد.