الإنجيليون في قلب دبلوماسية ترامب الأفريقية
تاريخ النشر: 28th, November 2025 GMT
في مشهد لافت، ظهر الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي وزوجته دينيس نياكرو في جلسة صلاة جماعية قادتها القس الأميركية باولا وايت، المستشارة الروحية للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
لم يكن حضورها مجرد طقس ديني، بل جزءا من جولة أفريقية واسعة بين 5 و17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري شملت الغابون والكونغو الديمقراطية ورواندا وأوغندا، في وقت تسعى فيه واشنطن إلى دفع عملية السلام بين كينشاسا وكيغالي، والمتأزّمة بسبب الحرب في شرق الكونغو، وفق ما أورده موقع أفريكا ريبورت.
وتجسد وايت، التي تترأس "مكتب الإيمان" داخل البيت الأبيض منذ فبراير/شباط الماضي، تنامي نفوذ الدوائر الإنجيلية المحافظة في إدارة ترامب. هذا النفوذ تجاوز الداخل الأميركي ليشمل ملفات السياسة الخارجية، خاصة في أفريقيا حيث تشهد الكنائس الإنجيلية ازدهارا واسعا.
ويشير تقرير أفريكا ريبورت إلى أن ترامب اعتمد على هذه الشبكات في حملته الانتخابية عام 2016، حيث حصد 80% من أصوات الإنجيليين البيض.
ولم تكن رحلة وايت معزولة، فقد نسجت علاقات وثيقة مع قادة دينيين أفارقة بارزين مثل القس الغاني نيكولاس دنكان ويليامز، الذي يُعد من أبرز الشخصيات الكنسية في أكرا وله علاقات سياسية تمتد إلى واشنطن.
كما يرتبط دنكان ويليامز بزوجته روزا ويتاكر النافذة في دوائر التجارة الأميركية الأفريقية، والتي لعبت دورا في صياغة قانون الفرص والنمو الأفريقية "أغوا"، الذي منح الدول الأفريقية امتيازات تصديرية إلى الولايات المتحدة منذ عام 2000.
وبحسب أفريكا ريبورت، فإن حضور وايت في القصور الرئاسية الأفريقية لم يكن بروتوكوليا فحسب، بل حمل رسائل سياسية غير مباشرة من ترامب.
إعلانفقد استضافها الرئيس الرواندي بول كاغامي، على سبيل المثال، على مأدبة عشاء، مدركا أن قربها من ترامب يمنحها وزنا خاصا في أي وساطة.
أما الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني فاستقبلها على هامش حملة تبشيرية نظمها القس روبرت كايانجا، أحد أبرز حلفائها المحليين.
ورغم إصرار وايت على أن زيارتها "شخصية"، فإن توقيتها جاء وسط تحركات دبلوماسية أميركية مكثفة لإعادة إطلاق اتفاق تعاون إقليمي بين الكونغو ورواندا.
وقد حضرت بنفسها توقيع اتفاق سلام أولي في البيت الأبيض يوم 27 يونيو/حزيران الماضي، حيث قادت الصلاة عقب التوقيع، مما يعكس تداخلا غير مسبوق بين الدين والسياسة في دبلوماسية ترامب الأفريقية.
وتكشف رحلة باولا وايت إلى أفريقيا عن ملامح "دبلوماسية دينية" جديدة، حيث يتقاطع النفوذ الإنجيلي الأميركي مع مصالح واشنطن في القارة.
ورغم إصرار المستشارة الروحية على أن مهمتها روحية بالأساس، فإن حضورها في قلب الملفات السياسية الحساسة يطرح أسئلة حول حدود هذا الدور ومدى تأثيره على مسار السلام في منطقة البحيرات الكبرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات
إقرأ أيضاً:
أوقاف أسيوط تُنظِّم ندوة دينية حول "حق الجار في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية"
نظّمت مديرية أوقاف أسيوط ندوة دينية بعنوان: "حق الجار في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية"، بمدرسة أم المؤمنين الابتدائية المشتركة بالقوصية، وذلك في إطار التعاون البنّاء بين وزارتي الأوقاف والتربية والتعليم لنشر الوعي الديني والثقافي داخل المدارس، ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك».
وجاءت الندوة تنفيذًا لتوجيهات الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية الدكتور عيد علي خليفة، مدير مديرية أوقاف أسيوط، وإشراف الشيخ محمد عبد اللطيف، مدير الدعوة والمراكز الثقافية، ومتابعة الشيخ أحمد كمال علي، رئيس قسم الإرشاد الديني ونشر الدعوة، وشارك في فعالياتها الشيخ محمود صالح عطا، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، إلى جانب القس باخوم راعي كنيسة بني إدريس الإنجيلية بالقوصية.
وتناول الشيخ محمود صالح عطا خلال كلمته بيانَ حق الجار في الإسلام من خلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، مؤكدًا أن حسن معاملة الجيران من كمال الإيمان، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: «مَازَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ» [رواه الترمذي] كما دعا الطلاب إلى التحلي بالأخلاق التي تُسهم في بناء مجتمع يسوده الود والاحترام.
وفي كلمة موازية، بيّن القس باخوم أن إحسان الجوار قيمة إنسانية مشتركة دعت إليها جميع الأديان، موضحًا أن الكتاب المقدس يحث على محبة القريب وخدمته، وأن المجتمع لا ينهض إلا بروح التعاون والتآخي بين أبنائه، وقد عكس هذا اللقاء صورةً راقية للتعايش ووحدة الصف بين أبناء الوطن.
وشهدت الندوة تفاعلًا ملحوظًا من الطلاب والمعلمين، الذين عبّروا عن استفادتهم من هذا اللقاء الهادف الذي جمع بين الوعي الديني والأخلاقي، في إطار سلسلة الندوات التوعوية التي تنفذها مديرية أوقاف أسيوط بمدارس المحافظة دعمًا لنشر القيم الإنسانية وتعزيز الفكر الرشيد بين النشء.