لِمَ تعزف #الموظفة عن #الزواج؟!
كتبت #حمدة_الزعبي
من خلال قراءتي لأسباب #عزوف الفتيات وخاصة #الموظفات عن #الزواج خوفًا من طمع العرسان برواتبهن!.. أتساءل .. ما الأفضل لك أيتها الفتاة أن تشاركي زوج المستقبل بمصاريف البيت وأبنائك، أم تنفقي راتبك على أهلك و أخوتك وأبنائهم؟!
وأيهما أفضل أن تجدي أيتها الفتاة رفيق الدرب وتعيشين معه شبابك وحياتك على الحلوة والمرة، فتبنيان معًا أسرة جميلة سعيدة متفاهمة تربطكم عُرى الاحترام والود والمحبة والصداقة أم تبقين عزباء لكي تحتفظين براتبك وتبقين حارسًا عليه وملكًا له ؟!.
وما هو الأفضل لك أن يكون لك أطفالنا وتمارين الأمومة الجميلة أم تبقي على رعاية أبناء أخوتك والذين سيكون لكل واحد منهم حياته الخاصة ومهامه مع أسرته بعيدا عنك وعن همومك وشيخوختك، فيما يكون والديك قد رحلا عنك – وهذه سنة الحياة-.
برأيي .. على المرأة أن تشارك زوجها بمصاريف البيت والأسرة على أساس المساواة بين الجانبين.. واذا كان راتبها جيدا وأهلها بحاجة للمساعدة أن تحدد جزءً منه لهم.
فالدين أو الشرع لا يلزم الزوجة بنفقات الأسرة، بل كما نعلم جميعا أن الرأي الديني والفتوة الدينية أعطياها حق التصرف براتبها كاملا كما تشاء .. تعطيه لأهلها أو تتصدق به على الناس أو تدخره لوقت الحاجة او تساعد اسرتها وتكون مع زوجها جنبا الى جانب لانجاز مشروعاتهم تطلعاتهم.
كله مجاز .. بيد انه، من باب الاحتياط والواجب، على المرأة بأن تكون على قدر عالٍ من الوعي والفهم..بحيث تصون نفسها وتحفظها من تغول الزوج عليها وخروجه عن خط الحياة الزوجية المألوف.. مثلا ظهور نية الزواج بأخرى – تعدد الزوجات- أو بخله وتقتيره عليها وعلى أبنائها،
بما معناه ان تتنبه لطبيعة الحياة وأن كلاهما أقصد، ذكرا كان ام أنتثى، يجب الانتباه والتيقظ لما يمكن ان يحصل أحيانا ، اذ تكون الزوجة عاملة موظفة ومساهمة بمصاريف الأسرة ويأتي يوما لتتفجأ بطعنة الزوج لها والاخلال بالحياة الزوجية، فتقع هنا فريسة الفقر والافلاس كونها وثقت زيادة عن المطلوب بزوجها الذي اكلها ورماها هشة بلا مقومات للحياة ..البيت له – باسمه لوحده – وهي تعود لأهلها مكسورة الجناح.
أما حكم الشريعة هنا ان لا حق لها عند زوجها، فراتبها عندما أنفقته مع زوجها يعتبر يرأي الدين انفاق عن طيبة نفس أي بحكم الصدقة..فهي تصدقت به على زوجها..لا عليها المطالبة به بتاتا.
هنا يأتي دور الوعي..وعيك أيتها الموظفة ..بأن تكوني على قدر عال من الانتباه..خوفا من الوقوع بتبعات فشل الحياة الزوجية. لتحمي نفسك انت وأبنائك من الصدمات التي قد تطرأ مستقبلا. والتي نشاهدها على أرض الواقع بكثرة هذه الأيام. بمعنى آخر، على الفتاة من قبل كتب الكتاب – عقد الزواج-، عليها بتوضيح شروطها للعريس حتى تدرأ حياتها المستقبلية واسرتها من مشاكل ما بعد الزواج.
المطلوب هنا..التوضيح للعريس رأيها بأن يكون مثلا شراء الأرض أو الشقة وبناء المسكن يكون باسم الاثنين حتى تحفظ حقها وحق ابنائها مستقبلا..واذا كان الزوج متربي جيدا وواعي لواقع الحياة اعتقد انه لا يمانع ذلك.
وكذلك عليها الإتفاق مع زوج المستقبل إذا كانت تود تقديم مساعدة من راتبها لأهلها..فالوضوح يريح الجانبين مستقبلا, وينشء أسرة سليمة، مسلحة بالصدق والوعي والادراك لكل ما يؤسس لحياة مستقرة وتفاهم دائم لا يشوبه شائبة. مقالات ذات صلة
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الموظفة الزواج عزوف الموظفات الزواج
إقرأ أيضاً:
على قيد الحياة
مع كل عامٍ ينقضي، يطوي الإنسان صفحة من عمره، فيما يشبه مرور الريح على سنابل القمح المائلة، ليذكره بأن العمر لا يُقاس بما غاب، بل بما يستطيع أن يزرعه من أمل ورجاءٍ، في أيامه المقبلة.
لذلك، عندما يتقدم العمر بالإنسان، ويصل إلى مرحلة من النضوج، سيكتشف حقيقة دامغة، بأن الدنيا لا تساوي شيئًا، وكذلك الحياة.. لا تستحق كل ما يفعله من أجلها، لأنها لا تتوقف على شيء، أو على أحد!
في كل سنة تمضي، يحتاج الإنسان إلى هُدنة مع العقل، ومراجعات دقيقة وشاملة، ووقفة متأنِّية مع النفس، أو بالأحرى لحظات تأمل صادقة وفارقة، بعد أن يكون قد اجتاز مرحلتي «ليس بالإمكان»، أو «لو كنتُ أستطيع».
ومع كل عام يمر ـ في رحلة أعمارنا القصيرة ـ بأوقاته السعيدة، وأيامه الأليمة، يبقى العطاء مُتاحًا، وغير مرتبطٍ بعُمر محدَّد، ليظل الإنسان نابضًا بالحيوية المتجددة، طالما لديه القدرة على أن يحلُم، لكنه قد يتداعى بالشيخوخة عندما يبدأ مرحلة استحضار الذكريات.
ولأننا مازلنا على قيد الحياة ـ رغم الآلام والمرارات والأوجاع، المحمَّلة بكثير من التفاصيل المزعجة، التي فَرَضَت نفسها بإملاءاتها المفروضة على حياتنا ـ فعلينا أن نتأمل جيدًا كل ما مررنا به، حتى نتجنب الوقوع في تكرار المآسي.
إذن، عندما يمر عام بتفاصيلة الأليمة، يجب أن نستقبل ما هو قادم، بدوافع وآمال متجددة، وألا يتملَّكَنا ذلك الشعور القاسي، بتوقف كل شيئ حولنا، أو انتهائه تمامًا، لأن مرارة الأيام لا يمكن أن تستمر إلى الأبد.
لعل رحيل عام بذكرياته الأليمة، وتفاصيله البائسة، ومشاهده العبثية، قد يكون بداية لعُمر جديد، لكنه يظل مُعَلَّقًا على تصحيح المسار، وتجنب تكرار أخطاء الماضي.. ولذلك سوف تستمر الحياة، سواء أكنَّا نتمناها، أم لا نرغب في تحمل أعبائها، على أملِ تحقيق ما عجزنا عنه في عامنا السابق.
يقينًا، اللحظات السعيدة تمر بسرعة فائقة، فيما تمر الأوقات الصعبة بطيئة جدًا، ولذلك ننصح بالابتعاد عن الإحباط والمُحْبِطِين، وألا نُضَيِّع الحاضر بالتفكير بقلق بالغ في المستقبل، وأن نجتهد للوصول إلى «السعادة» كمعنى وحالة، علَّها تكون آخر محطات حياتنا.
وما بين وداعٍ صامتٍ واستقبال يختبر فينا القدرة على البدء من جديد، يتوجب علينا الإقرار بأن العمر لا يُقاس بعدِّ السنين، ولكن بعدَّاد المشاعر، مما يُحَتِّم علينا أن نعيش دائمًا بدوافع متجددة، والابتعاد عن اليأس، أو مخالطة الأدعياء.
أخيرًا.. يجب أن ننظر إلى ما مَرَّ من العمر، على أنه مجرد رقم، أو بدايات فقط لما هو آتٍ، حتى لا نشعر ببلادة الوقت، وأن نضع بعين الاعتبار أن ما مضى بات حكمة، وما يأتي سيكون فرصة.
فصل الخطاب:
يقول «محمد حسنين هيكل»: «لا شيء في معترك الحياة يتحول إلى حقيقة ثابتة إلا بعد التجربة، وعندما تقع التجربة فإن ثمنها يكون قد دُفع بالكامل».
[email protected]