فلكية جدة: المشتري يتعامد بشكل شبه كلي على الكعبة المشرفة فجر الجمعة
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
تشهد سماء مكة المكرمة فجر الجمعة 5 ديسمبر 2025 ظاهرة فلكية نادرة، تتمثل في تعامد كوكب المشتري على الكعبة المشرفة بدقة عالية، وفق ما أوضحه رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة. ويظهر المشتري للراصدين كنقطة لامعة في السماء، إلا أن تحديد لحظة التعامد بدقة يحتاج إلى برامج محاكاة وأدوات فلكية متقدمة.
ويشير أبو زاهرة إلى أن مفهوم تعامد كوكب على الكعبة يعني أن الراصد في مكة يراه قريباً جداً من أعلى نقطة في السماء، وهي لحظة تحتاج إلى حسابات دقيقة تأخذ في الاعتبار حركة المشتري الظاهرية، وتصحيحات الزمن والموقع الجغرافي.تحديد اتجاه القبلة بدقة عاليةورغم ندرتها، تحمل الظاهرة فائدة عملية؛ إذ يمكن استخدامها في تحديد اتجاه القبلة بدقة عالية. فمعرفة موقع الراصد ولحظة التعامد تتيح استخدام السمت والارتفاع الظاهري للكوكب كمرجع سماوي يشير مباشرة نحو الكعبة المشرفة في تلك اللحظة، دون تعقيدات حسابية كبيرة.
أخبار متعلقة مشهد بديع.. سماء المملكة تشهد ظاهرة فلكية مميزة غدًاالمشتري يستعرض أقماره.. عرض سماوي نادر في الأفق الشرقي للمملكةظاهرة نادرة في سماء مكة.. القمر يولد صباحًا ويغرب قبل الشمس مساءًويعد تعامد الشمس الوسيلة الأكثر شيوعاً لاعتماد الاتجاه الصحيح للقبلة لسهولة رصده مرتين سنوياً خلال النهار عبر انعدام الظلال. أما تعامد القمر فيبقى أندر ويعتمد على مرحلته وارتفاعه في السماء، فيما يأتي تعامد المشتري في مرتبة أقل من حيث الشيوع، لكنه يوفر مرجعاً دقيقاً لحظة حدوثه.
ويضيف أبو زاهرة أن نطاق التوافق بين اتجاه المشتري واتجاه القبلة يشمل غالبية الدول العربية، خصوصاً دول الخليج العربي، حيث يكون الفرق الزاوي شبه معدوم. لكن كلما ابتعد الموقع الجغرافي عن مكة يزداد الانحراف، ويصبح من الضروري استخدام الحسابات الفلكية لتحديد السمت الصحيح.
أما في أوروبا والأمريكيتين وشرق آسيا، فلا يكون اتجاه المشتري متوافقاً مع القبلة بشكل مباشر، ويلزم حينها الاعتماد التام على الحساب الفلكي.لماذا يتم اعتماد الشمس لا المشتري؟يفسر أبو زاهرة ذلك بأن أشعة الشمس، لكونها تأتي من جرم ضخم وبعيد جداً، تصل شبه متوازية إلى سطح الأرض، ما يجعل انحراف اتجاهها عند لحظة التعامد ضئيلاً جداً، لا يكاد يتجاوز دقيقة قوسية واحدة. أما المشتري، فرغم بعده الكبير، إلا أن زاويته الظاهرية تتغير حسب موقع الراصد، ولا يصبح اتجاهه موازيًا للقبلة إلا ضمن نطاق محدود حول مكة.
كما أن حركة الشمس الظاهرية أكثر انتظاماً على خط الزوال ويمكن رصدها بسهولة، بينما يتغير ارتفاع المشتري بسرعة أكبر، ما يجعل استخدامه كمرجع عالمي أقل عملية.ظاهرة هامة علميًا وجماليًاويرى أبو زاهرة أن الحدث يمثل فرصة علمية مهمة لاختبار دقة النماذج الفلكية لحركة المشتري، ويعكس انتظام حركة الأجرام السماوية. كما يمكن للظاهرة أن تعزز الوعي العلمي بمفاهيم مثل الزوال والسمت والارتفاع الزاوي، وتوضح كيفية محاكاة السماء عبر البرامج الفلكية في مختلف المدن العربية.
وفي الجانب العملي، يبقى تعامد الشمس الخيار الأكثر دقة وسهولة لتحديد القبلة، بينما يوفر تعامد القمر خياراً إضافياً في بعض المواقع، ويأتي تعامد المشتري ليضيف بعداً علمياً وجمالياً يعزز شغف الرصد الفلكي لدى المهتمين بالظواهر السماوية.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: مكة المكرمة مكة المكرمة فلكية جدة الكعبة المشرفة الجمعية الفلكية بجدة تعامد الشمس المشتري أبو زاهرة
إقرأ أيضاً:
فلكية جدة: توهج شمسي متوسط يُسجّل فجر الخميس واحتمال حدوث انبعاث كتلي إكليلي قيد التحليل
أوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة أن الشمس شهدت فجر الخميس 4 ديسمبر 2025 نشاطًا لافتًا، حيث أطلقت البقعة الشمسية النشطة AR4300 توهجًا من الفئة M6.0 عند الساعة 05:50 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة، في مؤشر واضح على دخول هذه المنطقة في مرحلة نشاط قد تستمر خلال الأيام المقبلة.
وتُعد التوهجات من فئة M متوسطة إلى قوية نسبيًا، وقد تترك آثارًا على الغلاف المغناطيسي للأرض في حال ترافقت مع انبعاث كتلي إكليلي (CME) متجه نحو الأرض.تعتيم في الغلاف الشمسي مصحوب بانبعاثاتوأظهرت صور مراقبة الشمس وجود تعتيم طفيف في الغلاف الشمسي، وهي علامة غالبًا ما ترتبط بفقدان جزء من البلازما الشمسية، الأمر الذي يرفع احتمالية حدوث انبعاث كتلي إكليلي.
أخبار متعلقة فلكية جدة: رصد توهج شمسي قوي.. والأرض في مأمن-عاجلفلكية جدة: المذنب «أطلس» طبيعي تماماً ولا صحة لنظرية الحضارات المتقدمةفلكية جدة: القمر اليوم في طور التربيع الأول بسماء العالم العربيوأشار أبو زاهرة إلى أنّه -حتى لحظة إعداد التقرير- لا تزال التحليلات قائمة لتحديد ما إذا كان التوهج مصحوبًا بانبعاث كتلي إكليلي متجه نحو الأرض أو في اتجاه آخر، مؤكدًا أنه سيتم تحديث المعلومات فور توفر بيانات أدق.
وتزامن التوهج مع تسجيل انبعاث راديوي شمسي من النوع الثاني بدأ عند الساعة 05:46 صباحًا بتوقيت مكة وبسرعة تُقدّر بنحو 345 كيلومترًا في الثانية.اضطرابات المجال المغناطيسيويُعد هذا النوع من الانبعاثات مؤشرًا مهمًا على وجود موجة صدمة في الهالة الشمسية، وغالبًا ما يرتبط بحدوث انبعاث كتلي أو بتوهجات قوية تعمل على تسريع الجسيمات.
وإذا تأكد أن الانبعاث الكتلي متجه نحو الأرض، فمن المتوقع حدوث اضطرابات طفيفة في المجال المغناطيسي، وقد تظهر نشاطات محدودة للشفق القطبي في خطوط العرض العليا، إلى جانب تأثيرات ضعيفة على الاتصالات اللاسلكية عالية التردد.
أما إذا لم يكن الانبعاث باتجاه الأرض، فسيظل الحدث ضمن إطار النشاط العلمي للشمس، دون تأثيرات مباشرة على كوكب الأرض.