خبير آثار يؤكد الكحل اختراع مصري منذ 6000 عام
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
أشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية أن الكحل اختراع مصرى قديم منذ 4000 – 3500 قبل الميلاد أى عمره ستة آلاف عام، وظهر بالآثار المصرية عيون المعبود (رع) محددة بشكل مذهل، كما استخدم لتزيين عيون الملوك وكانت جميع الطبقات فى مصر القديمة من عمال وملوك يقومون بوضع الكحل على أعينهم ولذا ظهر المكياج الأسود الكثيف المعروف فى جميع أنحاء العالم ولايزال البعض يستخدمونه فى شمال أفريقيا وآسيا الوسطى.
وأضاف الدكتور ريحان أن الكحل استخدم فى الحضارة المصرية القديمة للنساء والرجال لحماية أعينهم من شمس الصحراء الحارقة ومن بعض أمراض العيون، ولذا كان يوضع للأطفال حديثى الولادة والأطفال صغار السن بغض النظر عن جنس الطفل لتقوية العين أو لحمايتها من العين الشريرة أو الحسد وعرف عن الكحل بأنه لديه العديد من الخصائص المضادة للميكروبات بالإضافة إلى أنه كان يرمز ويمثل الجانب السحرى لاستدعاء الآلهة حورس ورع من خلال وضع المكياج الأسود والعين دائمًا مفتوحة على التوابيت التي تحتوي المومياء للاعتقاد بأن الميت يرى ما يحدث حوله.
وأوضح الدكتور ريحان بأننا إذا دققنا فى الرسوم والنقوش المصرية القديمة على جدران المقابر والمعابد التى تحتفظ بألوانها الزاهية حتى اليوم نكتشف أن قدماء المصريين كانوا يحرصون على رسم عيونهم بطريقة واضحة بالكحل، حتى أصبح رسم العيون الآن بشكل بارز وواضح بالكحل وأدوات التجميل تسمى بالفعل "رسم فرعونى للعيون" واشتهرت شخصيات مثل كليوباترا ونفرتيتي بالكحل الأسود للعين، واللون الأزرق على الجفون، كما ظهر جمال المرأة المصرية فى تمثال رع حوتب وزوجته نفرت بالمتحف المصرى بالتحرير من عصر الأسرة الرابعة وعرف عن الملكة كليوباترا كثرة وغزارة استخدامها للكحل في عينيها وفى عام 2017 ظهرت المطربة ريهانا وهى تجسد وجه الملكة نفرتيتى بمكياج دقيق على غلاف مجلة فوغ أرابيا واللاتى ارتبطن بمكياج من ظلال عيون زرقاء وكحل داكن كثيف.
ونوه الدكتور ريحان إلى العثور على الكحل والزيوت العطرية والمساحيق فى المقابر منذ فجر التاريخ واستخرج الكُحل من الملخيت من خامات النحاس أخضر اللون والذى ينتشر بسيناء والصحراء الشرقية كما استخرج الكحل من الجالينا وهو من خامات الرصاص أشهب اللون وتستخرج من منطقة بالقرب من أسوان أو على ساحل البحر الأحمر وعثر على كلا المادتين فى أكياس جلدية أو كتانية ويحتمل أن المسحوق الناعم كان يخلط بالماء أو الصمغ أو ربما كلاهما ويحتمل أيضًا أن يخلطا براتنج أو زيوت نباتية لتكوين عجينة لينة يمكن وضعها بالحاجبين أو كحل حول العينين فيزيدهم أتساعًا كما رسمت العين بشرطة إلى الجانب كما هو معروف من المناظر المصورة.
وكانت أغلبية الكحل مصنوعة من كبريتيد الرصاص مع أعشاب طبية من الزعفران والشمر وقام المصريون القدماء بتخفيف كل هذه المواد بالسوائل بما فى ذلك الماء والحليب والدهون الحيوانية والزيت والتى تجعلها أكثر قابلية ليتم وضعها على العين وتنوعت أوعية حفظ الكحل وأشكالها ومواد صنعها تظهر جمال المرأة المصرية تمثال رع حوتب وزوجته نفرت من عصر الأسرة الرابعة ونوه الدكتور ريحان إلى أن الكحل مرتبط بالتراث القبطى فى مصر حيث يحتفل الأقباط يوم السبت الشهير بسبت النور بواحد من أقدس الأيام في التقويم القبطي وهو "سبت النور" الذي يسبق عيد القيامة المجيد ويرتبط سبت النور عند المصريين بالاكتحال وهي العادة القديمة التي تم اكتشافها واختراعها منذ آلاف السنين على يد المصريين القدماء الكحل فى التراث الغنائى ولفت الدكتور ريحان إلى وجود الكحل فى التراث الغنائى المصرى حيث تغنى بها مطرب الزمن الجميل كارم محمود "يا كحل العيون يا سر الهوى.. خليت الجفون للعاشق دوا.. حلفتك يا غالي تكحل عينيها.. وقول للمراود تحاسب عليها".
وأن أول من اكتشف سر لغة العيون كلغة تفوق لغة الكلام وهى المرأة المصرية التى تفننت في تجميل العيون بشتى الصور لتكون لغة العين أكثر إثارة فى قلوب محبيها وعشاقها، وسجل المصريون القدماء منذ سبعة آلاف سنة على جدران معابدهم العين بطلة الصراع بين الخير والشر منذ أن اقتلعها ست من وجه حورس.. وأعادتها إيزيس.. ومن وقتها أصبحت العين تعنى الحياة. ونوه الدكتور ريحان إلى أن "المرود" الذى تغنى به الشعراء هو عود صغير من الخشب أو العظم أو العاج، بوضع طرفه فى مادة دهنية، ثم يغمس فى مسحوق الكحل، والتكحل بكامل العين مع سحب خط، وصنع الكحل فى مصر القديمة من عدة مواد منها بخلط "السخام (سواد الحلة) مع معدن يسمى جالينا ينتج عنه معجون أسود، كما ظهرت العيون مزينة بالكحل الأخضر وهو نتيجة خلط المرمر مع الجالينا، ويحوى أكسيد النحاس والسيليكون والتلك وبودرة قشور اللوز ودهون بعض الحيوانات مثل البقر، واعتقدت النساء قديمًا أن المرمر جاء من المعبودة حتحور "آلهة الحب".
موضة الكحل وأشار الدكتور ريحان إلى أن الكحل أصبح موضة منذ عشرينات القرن الماضي بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922، والتي حظيت بتغطية إعلامية مكثفة من كل العالم وهو ما ساعد على عودة موضة الكحل ولكن شكل الكحل في الماضي يختلف عن شكله المتطور الآن، حيث كان كثيفًا للغاية وثقيلًا وأسود داكن "سموكي" بعكس الموجود حاليًا. وهو الكحل السائل الذى ظهر منذ عام 1950 رغم إنى الكحل السائل يسبب مشاكل في الرؤية من خلال دراسة طبية نشرت في مجلة "العيون والعدسات اللاصقة" حيث كشفت عن أن وضع الكحل السائل ينتقل إلى داخل العين ويضرها ويسبب عدم وضوح الرؤية. الكحل وتفسير الأحلام والأمثال الشعبية وأوضح الدكتور ريحان أن الكحل مادة غنية في تفسير الأحلام ففسرت رؤيته فى الحلم على أنه زيادة في المال وتبصر في الصلاح وقيل زيادة ضوء البصر، والبكر إذا اكتحلت فإنها تتزوج أما المتزوجة إذا اكتحلت فترزق بمولود. كما انعكس الكحل والتكحيل على الأمثال الشعبية بدلالات ومعان كثيرة منها ( جه يكحلها عماها ) ( ماتاخدش السهتانة ولا أم كحلة ولا لبانة تاكل وتعمل عيانة)، ( جبال الكحل تفنيها المراود)،( يسرق الكحل من العين)، (اللي معاه الكحل يتكحل واللي مامعاهوش من البلد يرحل ). أما في الغناء فقلما تجد مطربا لم يتغن بالكحل والعيون الكحيلة خاصة المطربين الشعبيين أمثال محمد الكحلاوي صاحب التراث البدوي الشهير( داري الجمال في العين.. ياللي عيونك سود.. يا اسمر كحيل العين)، وعبد العزيز محمود ( يامزوق ياورد في عود والعود استوى.. والكحل في عنيك السود جلاب الهوى ) وغيرها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خبير آثار اختراع مصرى المجلس الأعلى للثقافة الحضارة المصرية الدكتور ريحان امراض العيون الدکتور ریحان إلى إلى أن
إقرأ أيضاً:
اختراع دواء جديد يقضي على مرض الإيدز
أعلنت شركة أدوية أمريكية عن اختراع دواء جديد لعلاج مرض الايدز.
وتمكنت الشركة من ابتكار عقار جديد مضاد للفيروسات القهقرية طويل المفعول "ليناكابافير".
ويعد هذا الدواء بمثابة ثورة في الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز” الذي حير العلماء عقود طويلة.
تجارب على الدواءوقبل الاعلان عن الدواء أُجريت تجربتان سريريتان موسعتان على دواء الايدز الجديد.
شملت التجربة الأولى أكثر من 2000 امرأة في إفريقيا حيث أظهرت النتائج انخفاض بنسبة كبيرة وصلت ل 100% في الإصابات الجديدة.
أما التجربة الثانية شملت أكثر من 2000 رجل من مختلف الفئات ولم تسجل سوى حالتين فقط من الإصابات الجديدة.
وكانت نسبة الوقاية من فيروس الايدز 99.9%، و عززت الآمال في اعتماد الدواء بشكل أساسي في البروتوكولات العالمية للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية المسبب لمرض الايدز .
أعلنت مؤسسة بيل وميليندا جيتس عن وجود تعاون مع شركة هندية لتصنيع الدواء بأسعار مخفضة وبتمويل مسبق وضمانات حجم إنتاج.
وقدرت تكلفة العلاج بحوالي 40 دولاراً أمريكياً سنوياً للمريض الواحد بهدف جعل دواء الايدز في متناول مؤسسات الصحة العامة الدول النامية الأكثر عرضة لوباء الايدز .