عروض فنية ورياضية وثقافية في المهرجان السنوي السادس لذوي الإعاقة
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
كتبت - مريم البلوشية
تصوير: عبدالواحد الحمداني
اختتمت وزارة الثقافة والرياضة والشباب أعمال المهرجان السنوي السادس للأشخاص ذوي الإعاقة برعاية معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية، وحضور سعادة باسل بن أحمد الرواس وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للرياضة والشباب، وجاء حفل الختام تتويجًا لأيام شهدت حراكًا مجتمعيًّا واسعًا، تخللتها ورش تدريبية ومسابقات رياضية وبرامج ثقافية وسياحية أقيمت في مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، وأسهمت في إبراز طاقات المشاركين وتعزيز حضورهم في مختلف المجالات، وأكد المهرجان مكانته كمنصة وطنية ترسخ مفهوم الدمج وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة ودعم مشاركتهم الفاعلة في المجتمع.
النتائج
وشهد اليوم الختامي في المهرجان تتويج الفرق الفائزة بالمراكز الأولى في المسابقات والبطولات، ففي بطولة كرة السلة على الكراسي المتحركة حقق فريق محافظة الداخلية المركز الأول، وجاء فريق محافظة شمال الباطنة في المركز الثاني فيما حل فريق محافظة شمال الشرقية ثالثًا، كما برزت مسابقة كرة الطاولة التي قدّم خلالها المشاركون مستويات تنافسية لافتة في مختلف التصنيفات الذهنية، حيث حقق فراس الشرجي من مركز الأفق المركز الأول للذكور في التصنيف الأول، بينما حصدت ثريا الشيبانية من مركز الوفاء ببهلا المركز الأول لفئة الإناث في التصنيف ذاته، وفي التصنيف الثاني جاء سالم العمري من مركز الوفاء بمرباط في المركز الأول، فيما حصل صهيب الرحبي من مركز الوفاء بإبراء على المركز الأول في التصنيف الثالث.
وشهدت منافسات الريشة الطائرة مشاركة واسعة أيضًا، حيث حقق إبراهيم الحكماني من مركز الوفاء بمحوت في فئة الإعاقة الجسدية للذكور المركز الأول، وجاء في المركز الثاني نبهان المكتومي، تلاه ثالثا محمد الفلجي من مدارس الدمج بشمال الباطنة، وفي فئة الإعاقة الجسدية للإناث، حققت أشواق آل عبدالسلام من جمعية صحم المركز الأول تلتها زميلتها من الجمعية نفسها سارة البلوشية، كما أحرز أحمد السهيل الزعبنوت من الجمعية العمانية للأشخاص ذوي الإعاقة بصلالة المركز الأول في فئة الإعاقة الحركية على الكراسي، وعلى مستوى التصنيفات الذهنية فاز أحمد البراشدي بالمركز الأول في التصنيف الأول للذكور، وجاءت نجلاء اليحيائية في المركز الأولى لفئة الإناث، بينما تصدر البشير السالمي التصنيف الثاني، وتألّق عبدالله النوبي من مركز الوفاء بصلالة في المركز الأول للتصنيف الثالث.
وفي منافسات ثمانيات كرة القدم للصم، واصل اللاعبون إثبات مستوياتهم العالية، حيث توج فريق مدرسة الأمل للصم بالمركز الأول برصيد تسع نقاط، يليه فريق شمال الباطنة برصيد ثماني نقاط، ثم فريق محافظة الداخلية في المركز الثالث، وعلى صعيد الجوائز الفردية حصل هود الجابري من مدرسة الأمل للصم على لقب هداف البطولة، فيما نال أحمد المقبالي من محافظة الظاهرة جائزة أفضل لاعب، وتُوّج سليمان العميري من محافظة الداخلية بلقب أفضل حارس.
أنشطة ثقافية وترفيهية
وامتد برنامج اليوم الختامي إلى أنشطة صباحية وسياحية ثرية شملت زيارة المشاركين لعدد من المعالم في محافظة مسقط، بالإضافة إلى فعاليات رياضية مبكرة احتضنها مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، تضمنت سباقات الأشخاص ذوي الإعاقة، والألعاب التقليدية، والجري الجماعي، وفي الفترة المسائية، تواصلت الفعاليات الثقافية والفنية في القرية المصاحبة التي ازدانت بفنون تشكيلية ورقمية وورش رسم وتصوير، منحت المشاركين مساحة رحبة للتعبير عن مواهبهم.
ولتعزيز الجانب الثقافي والمعرفي، شمل البرنامج زيارة إلى دار الأوبرا السلطانية التي تعرّف خلالها المشاركون على طابعها الهندسي والفني العريق، فيما احتضنت مسارح وفضاءات القرية المصاحبة عروضًا فنية وورشًا تطبيقية، ليواصل المهرجان رسالته في تعزيز الدمج المجتمعي وإبراز القدرات المتميزة للأشخاص ذوي الإعاقة عبر أنشطة شاملة تدعم ثقتهم بأنفسهم وتفتح أمامهم آفاقًا أوسع للإبداع والمشاركة الفاعلة.
تمكين المشاركين رياضيا واجتماعيا
وبعد ختام المهرجان، قال أحمد الهاشمي، رئيس فريق البرامج والمسابقات في المهرجان السنوي للأشخاص ذوي الإعاقة إن المهرجان هدف أولًا إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال توفير بيئة رياضية آمنة وشاملة تسمح لهم بإظهار قدراتهم الحقيقية مشيرًا إلى أن العمل تركز على تعزيز المشاركة وإبراز المهارات الرياضية ودعم الثقة بالنفس، إلى جانب توفير منصات للتواصل بين المراكز والرياضيين والأسر موضحًا أن المهرجان ليس مجرد منافسات رياضية، بل رسالة واضحة مفادها أن الإعاقة لا يمكن أن تقف أمام الإبداع والإنجاز، وأن الفرص متاحة للجميع متى ما توفرت البيئة المناسبة.
وأضاف الهاشمي أن النسخة الحالية ركزت بشكل كبير على تطوير الكوادر الفنية والتحكيمية، حيث نُفّذت مجموعة من الورش الدولية المتخصصة، من بينها الورشة التحكيمية الدولية في كرة الطاولة، والورشة التحكيمية في رياضة البوتشيا، والورشة التحكيمية الدولية في الريشة الطائرة، بمشاركة 60 من الكوادر الفنية من مختلف الجهات، بما في ذلك الجامعات والمعلمون والمدربون في الاتحادات واللجان الرياضية، وأكد أن هذا الاستثمار في الجانب الفني يشكل ركيزة أساسية لرفع جودة المنافسات وضمان تطور الألعاب البارالمبية في سلطنة عمان.
وأشار الهاشمي إلى أن البرنامج الرياضي للنسخة السادسة جاء متنوعًا وشاملًا، وضم ألعابًا جماعية وفردية وترفيهية منذ اليوم الأول للمهرجان، وتم إعداد برنامج عام يوضح جميع الفعاليات الرياضية والثقافية، إضافة إلى برنامج تفصيلي زمني يوضح مواعيد الألعاب المسابقات، كما تم تسجيل جميع المشاركين والمرافقين والحكام والمتطوعين عبر الموقع الإلكتروني المخصص للمهرجان، وذلك مواكبة للتحول الرقمي الذي تدعو إليه رؤية عمان 2040.
وبيّن الهاشمي أن الألعاب الجماعية التنافسية شملت ثمانيات كرة القدم للصم، وكرة السلة على الكراسي المتحركة، وكرة الهدف للمكفوفين، بينما تضمنت الألعاب الفردية التنافسية ألعاب القوى بمختلف تخصصاتها، ورياضة البوتشيا، ورياضة البوتشي، والريشة الطائرة، وكرة الطاولة، أما الألعاب الترفيهية فقد شملت الرماية بالأسلحة، والألعاب التقليدية، والبولينج، إضافة إلى الألعاب الترفيهية الخاصة بالأطفال، وأوضح أن الهدف من هذا التنوع هو ضمان مشاركة أكبر وإتاحة الفرصة لكل فئة لإظهار مهاراتها والاستمتاع بالأجواء.
وأكد الهاشمي أن النسخة الحالية ركزت على عدة نقاط مهمة أبرزها رفع مستوى جودة التصنيف الرياضي، وزيادة أعداد المشاركين من المراكز والمحافظات، وتطوير مهارات الكوادر الفنية والتحكيمية، وتعزيز الجانب الترفيهي إلى جانب الجانب التنافسي، وتحسين تجربة المشاركين منذ لحظة التسجيل حتى ختام الفعالية، وأشار إلى أن هذه النسخة سعت لتكون أكثر شمولية وتأثيرًا من النسخ السابقة.
وأضاف أن المهرجان تماشى بشكل مباشر مع محاور الاستراتيجية الوطنية للرياضة، خصوصًا ما يتعلق بزيادة ممارسة الأنشطة البدنية للأشخاص ذوي الإعاقة موضحًا أن المهرجان ركز على تعزيز مفهوم "الرياضة للجميع"، وتوفير بيئة رياضية جاذبة ومهيأة، وتدريب كوادر وطنية قادرة على خدمة هذا القطاع، ودعم الرياضات الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، وتشجيع المشاركة المجتمعية ورفع مستوى الوعي.
وختم الهاشمي حديثه بالتأكيد على أن المهرجان لا يُعد مجرد فعالية سنوية، بل جزءًا من رؤية وطنية شاملة تسعى إلى رفع جودة الحياة وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة رياضيا واجتماعيا، وأنه يتقدم بجزيل الشكر لرئيس المهرجان ونائبه ومديرة المهرجان وجميع رؤساء الفرق المنظمة على الثقة الكبيرة التي أولوها له في إدارة مسابقات المهرجان، وعلى الإدارة المميزة التي قدموها لإنجاح هذا الحدث المهم مؤكدًا أنهم بذلوا جهودًا كبيرة خلال الفترة الماضية ليظهر المهرجان بالصورة التي تليق بالأشخاص ذوي الإعاقة، وخص بالشكر أعضاء فريق البرامج والمسابقات ومشرفي الألعاب وجميع الحكام الذين أدوا دورا محوريا في إنجاح النسخة السادسة.
محطة مهمة
من جانبه، أكد هلال آل عبدالسلام، المشرف على طلبة محافظة شمال الباطنة المشاركين في المهرجان أن هذه المشاركة جاءت امتدادًا لسلسلة من المشاركات الناجحة في السنوات الماضية مشيرًا إلى أن المهرجان أصبح محطة مهمة ينتظرها الطلبة لما يوفره لهم من مساحة رحبة لإبراز مواهبهم الرياضية والثقافية، والالتقاء بأقرانهم من مختلف الفئات.
وقال آل عبدالسلام إن الفعالية تُعد متنفسا حقيقيا للطلاب من ذوي الإعاقات الجسدية والذهنية، وكذلك فئة الصم والمكفوفين، حيث يجتمعون في بيئة تحتضن قدراتهم وتمنحهم فرصة للتعبير عن أنفسهم. وأضاف: تنّوع هذه الفعالية وجماليتها يفتحان أمام الطلبة آفاقًا واسعة لممارسة هواياتهم والتعارف فيما بينهم، وهذا ينعكس على مستوى سعادتهم ومشاركتهم طوال أيام المهرجان.
وعن ردود فعل الطلبة المشاركين، أوضح أن ملامح الحماس والسعادة كانت واضحة على وجوههم مؤكدًا أن تعابيرهم وحدها كافية لتعكس مدى استفادتهم واستمتاعهم بالمنافسات، وقال التنافس بين الطلاب رائع جدًا، فهم يشعرون بحماسة كبيرة عندما يواجهون أقرانهم من مختلف المحافظات، وهذا يعزز ثقتهم بأنفسهم ويغرس فيهم روح المثابرة.
وفيما يتعلق بأهمية استمرار مثل هذه المهرجانات، شدد آل عبدالسلام على ضرورة دعمها وتعزيز استمراريتها مؤكدًا أنها بيئة للتلاقي والتعارف وتبادل الخبرات بين الطلبة من مختلف المناطق، وأضاف: هذه الفعاليات تُسهم في دمج الطلبة بشكل أكبر، وتمنحهم الفرصة للتفاعل مع مجتمع أوسع، ولذلك من المهم الحفاظ عليها وتطويرها عامًا بعد عام.
أما عن إمكانية تنقل المهرجان بين المحافظات، أكد آل عبدالسلام أن هذا المقترح طُرح في سنوات سابقة، وأن تطبيقه سيمنح الطلبة فرصة للاطلاع على تنوّع محافظات في سلطنة عمان، وأضاف: نقل المهرجان إلى محافظات مثل مسندم أو ظفار سيتيح للطلبة التعرف على معالم جديدة وتضاريس مختلفة، وهذا بحد ذاته إثراء كبير لتجربتهم، ولدينا محافظات متنوعة، ومن الجميل أن يشعر الطلبة بهذا التنوع من خلال مشاركتهم في المهرجان.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأشخاص ذوی الإعاقة للأشخاص ذوی الإعاقة آل عبدالسلام شمال الباطنة المرکز الأول أن المهرجان فی المهرجان فریق محافظة فی التصنیف فی المرکز من مختلف إلى أن
إقرأ أيضاً:
هيئة الأفلام تشارك في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2025
البلاد (الرياض)
تشارك هيئة الأفلام في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2025 الذي يُقام في مدينة جدة خلال الفترة من 4 إلى 13 ديسمبر، بوصفه أحد أبرز الفعاليات السينمائية في المنطقة، وأول مهرجان سينمائي دولي يُقام في المملكة؛ ويستهدف المهرجان دعم الأعمال السعودية والعربية الجديدة والواعدة في عالم السينما، ويقدم مجموعة من الإنتاجات الإبداعية التي تروي قصصًا متنوعة من أنحاء العالم؛ ليشكل منصة مهمة للاحتفاء بالمبدعين المحليين والعالميين.
وتأتي مشاركة هيئة الأفلام في هذه الفعالية انطلاقًا من دورها المحوري في دعم قطاع السينما السعودي وتمكين العاملين فيه، حيث نُظمت جلسة حوارية متخصصة بعنوان “تعرّف على الممولين السعوديين”، لاستعراض أنواع المشاريع التي يستهدف الممولين الرئيسين دعمها وآلية التقديم عليها, وتستضيف الهيئة جلسة الطاولة المستديرة بالتعاون مع مجلة “هوليوود ريبورتر” بمشاركة خبراء دوليين ومحليين.
وتقدم الهيئة عروضًا لأفلام سعودية مدعومة من برنامج “ضوء”، من بينها فيلم “هجرة” الممثل الرسمي للمملكة في النسخة الـ98 من جوائز الأوسكار، إضافةً إلى عرض فيلم “شرشورة”، و”المجهولة”، و”الهندول”، و”حفل افتتاح”، ضمن برنامج عروض المهرجان، وتتضمن المشاركة حضور وفد ممثل للهيئة، وتخصيص جناح تعريفي يُبرز برامجها ومبادراتها الداعمة لتطوير الصناع السينمائية.
وتؤكد الهيئة أن مشاركتها ضمن فعاليات المهرجان يُسهم في ترسيخ صورة المملكة كوجهة سينمائية واعدة، ويعزز من مكانتها في خارطة السينما العالمية، ويتيح لها مساحة فاعلة لالتقاء وفودها وشركائها وصناع الأفلام مع الخبراء الدوليين والمحليين، وبحث سبل تطوير المنظومة السينمائية وفق أعلى المعايير العالمية.