تركيا تعلن اتخاذ “احتياطات” بعد هجمات البحر الأسود
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
أنقرة (زمان التركية) – ذكرت وزارة الدفاع التركية أنها تتابع عن كثب سلسلة الهجمات الأخيرة التي طالت سفناً تجارية في البحر الأسود، وأعلنت عن اتخاذ إجراءات احترازية.
وجاء في بيان للمتحدث باسم الوزارة، اللواء البحري زكي أكتورك، خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي، أن تركيا “تنفذ تدابير ومبادرات في إطار مبدأ الملكية الإقليمية ضد التهديدات البحرية المرتبطة بالحرب”.
وشددت الدفاع التركية على أن الإجراءات المتخذة تهدف لتقليل التهديدات والفوضى الأمنية في البحر الأسود. ومع ذلك، وجهت الوزارة رسالة واضحة مفادها أن “السلام الدائم ضروري لبيئة بحرية مستقرة وآمنة”.
وأكدت الوزارة استمرارها في اتخاذ كافة التدابير اللازمة، خاصةً لأمن مناطقها البحرية وهياكلها الحيوية، وإجراء عمليات ملاحية واستطلاعية ومراقبة مكثفة باستخدام أصولها البحرية والجوية، فضلاً عن مواصلة أنشطة “مجموعة عمل مكافحة الألغام في البحر الأسود”.
جاء هذا البيان في أعقاب سلسلة من الهجمات التي استهدفت سفناً في المنطقة الاقتصادية الخالصة لتركي.
وفي 28-29 نوفمبر تعرضت ناقلتا النفط الخام “كايروس” و”فيرات”لهجوم. وأعلنت أوكرانيا مسؤوليتها عن الحادث، بينما وصفته المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأنه “عمل إرهابي”، مشيرة إلى قلق “الشركاء الأتراك” حيال هذه الهجمات.
وفي هجوم لاحق، أُفيد بتعرض ناقلة النفط “ميدفولغا-2″، التي كانت تحمل زيت دوار الشمس من روسيا إلى جورجيا، لهجوم على بُعد 80 ميلاً من الساحل التركي، ونفت أوكرانيا تورطها في هذا الهجوم.
تأتي هذه الهجمات أيضاً بعد تصريح رئيس اللجنة العسكرية لحلف الناتو، جوزيبي كافو دراغون، لصحيفة “فاينانشال تايمز” الأسبوع الماضي، حيث دعا الناتو إلى تبني “الضربات الاستباقية” ضد روسيا كإجراءات دفاعية. بدورها، دعت الأمم المتحدة إلى “خفض التصعيد” في المنطقة.
Tags: البحر الأسودالدفاع التركية:تركياوزارةالدفاع التركيةالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: البحر الأسود الدفاع التركية تركيا البحر الأسود
إقرأ أيضاً:
“مودرن بوليسي”: استراتيجيات اليمن منخفضة التكلفة تكشف ضعف الأساطيل الغربية
يمانيون |
قال موقع “مودرن بوليسي” الأوروبي في تقرير نشره اليوم الأحد، إن الهجمات البحرية التي شنها الجيش اليمني على السفن المرتبطة بالكيان الإسرائيلي في البحر الأحمر أكدت على تحول كبير في طبيعة الصراعات العسكرية الحديثة، وأظهرت أن الاستراتيجيات غير المتكافئة ومنخفضة التكلفة قد تكون أكثر فاعلية من الأساطيل البحرية المتطورة التي تستخدمها الدول الغربية.
وأبرز التقرير أن الهجمات البحرية اليمنية أظهرت قدرة الجهات الفاعلة على تغيير الحسابات الاستراتيجية العالمية بتكلفة أقل بكثير، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة تمثل تحولًا في نمط الحروب الحديثة.
وقال الموقع إن الجيش اليمني نجح في تجنب القوة التقليدية للخصم، واستغل تكتيكات غير تقليدية تمثل تهديدًا خطيرًا للاقتصاد العالمي والنظام الأمني التقليدي.
وأضاف التقرير أن استراتيجيات الجيش اليمني تتمثل في استخدام أسلحة منخفضة التكلفة مثل الطائرات المسيرة الانتحارية والصواريخ الباليستية، وهو ما مكّن اليمن من توجيه ضربات مؤلمة لأهداف استراتيجية، مثل السفن التجارية التي تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات.
فعلى سبيل المثال، حينما تُلحق طائرة مسيرة واحدة ضررًا بسفينة تجارية أو تهددها، تُجبر عشرات الشركات العالمية على تغيير مساراتها التجارية، مما يزيد من تكاليف اللوجستيات ويسبب مخاطر اقتصادية واسعة النطاق.
وأشار التقرير إلى أن الاستراتيجيات غير المتكافئة تعمل من خلال تجنب نقاط القوة للخصم والتركيز على استهداف نقاط الضعف التي تجعل تلك القوة غير ذات فائدة.
على سبيل المثال، يُصبح تفوق السفن الحربية الحديثة عديم الجدوى عندما يأتي التهديد من طائرات مسيرة صغيرة يصعب تتبعها وتكلفة استبدالها ضئيلة مقارنة بالقوة البحرية التقليدية.
وأوضح الموقع أن الهجمات التي نفذها الجيش اليمني في البحر الأحمر أظهرت إشكاليات واضحة في العقيدة الدفاعية التقليدية للدول الكبرى، حيث عجزت الأساطيل البحرية الأمريكية والبريطانية المتطورة عن التصدي لتلك الهجمات، التي أصابت أهدافًا استراتيجية في البحر الأحمر.
وأضاف التقرير أن القوة الاستراتيجية للجيش اليمني لا تقتصر على قدراته العسكرية فحسب، بل أيضًا على قدرته على استغلال الترابط الاقتصادي العالمي عبر طريق البحر الأحمر.
وقد تسببت هذه الهجمات في تأثير معنوي هائل، حيث تقوم الشركات العالمية فورًا بمراجعة مساراتها التجارية خوفًا من تكرار الهجمات، ما يزيد من الأثر الاقتصادي بشكل أكبر من الأضرار المادية التي تلحق بالسفن المستهدفة.
وأشار التقرير إلى أن الحوثيين قد أدركوا أن خلق حالة من عدم اليقين يمثل سلاحًا استراتيجيًا رخيصًا وفعالًا، وهو ما يجعلهم قادرين على تحدي القوى الكبرى بتكلفة منخفضة، وفي الوقت ذاته إلحاق ضرر اقتصادي نفسي هائل بالخصم.
وختم التقرير بالقول إن أزمة البحر الأحمر تبرز الحاجة إلى تحول جذري في استراتيجية الأمن العالمي، مشيرًا إلى أن الهجمات التي نفذها الجيش اليمني ليست مجرد عرقلة للتجارة الدولية، بل تُمثل بداية لإعادة تموضع جذرية في النظام الأمني العالمي، حيث لم يعد من الممكن للدول الاعتماد على الردع التقليدي كركيزة أساسية لأمنها.