الزهراء.. قدوة إيمانية خالدة، ومشروع روحي لمواجهة الغزو الثقافي
تاريخ النشر: 6th, December 2025 GMT
التغييب المتعمد لسيرة الزهراء.. حرب ناعمة تستهدف القدوة والهوية منهج الزهراء مدرسة في العطاء والصبر وبناء الأسرة والمجتمع
من الملاحظ أن الأعداء يسلطون أنظارهم نحو المرأة المسلمة، لأنهم يعلمون أن المرأة هي الأساس في بناء جيل إما يكون ضد توجههم وبالتالي سيكون عائقا في وجه مخططاتهم، أو جيل يكون متماشياً مع توجهاتهم وهذا لن يكون طالما المرأة المسلمة متمسكة بقيم وتعاليم دينها لذلك فاستهدافهم لها كان أكبر وبالتالي فمن الواجب على كل إمرأة مسلمة أن تحصن نفسها ضد حرب الأعداء عليها بالتمسك بالقدوات التي قدمها الإسلام وأبرزها السيدة فاطمة زهراء التي رباها الحبيب المصطفى لتكون النموذج لكل النساء كأم مربية أجيال وبنت كانت الأم لأبيها.
ولهذا يجب أن يكون يوم ميلاد الزهراء -عليها السلام- يوما عالميا للمرأة المسلمة للعودة إلى سيرتها وما تحمله من رقي عظيم وللتذكير بما كانت عليه من سمو أخلاق ودين يرتقي بالإنسان في درجات الكمال الإنساني.
وفي ذكرى ميلاد السيدة الزهراء، أجرى المركز الإعلامي بالهيئة النسائية مكتب الأمانة، استطلاعاً خاصاً لـ”الأسرة” مع عدد من محبات الزهراء ناشطات ثقافيات وإعلاميات للحديث حول عظمة السيدة الزهراء ومؤهلاتها التي جعلتها تقدم كنموذج وقدوة حسنة والتي بها أيضا استحقت أن تتوج بلقب سيدة نساء العالمين.. إليكم الحصيلة:
الاسرة/خاص
من الملاحظ أن الأعداء يسلطون أنظارهم نحو المرأة المسلمة، لأنهم يعلمون أن المرأة هي الأساس في بناء جيل إما يكون ضد توجههم وبالتالي سيكون عائقا في وجه مخططاتهم، أو جيل يكون متماشياً مع توجهاتهم وهذا لن يكون طالما المرأة المسلمة متمسكة بقيم وتعاليم دينها لذلك فاستهدافهم لها كان أكبر وبالتالي فمن الواجب على كل إمرأة مسلمة أن تحصن نفسها ضد حرب الأعداء عليها بالتمسك بالقدوات التي قدمها الإسلام وأبرزها السيدة فاطمة زهراء التي رباها الحبيب المصطفى لتكون النموذج لكل النساء كأم مربية أجيال وبنت كانت الأم لأبيها.
ولهذا يجب أن يكون يوم ميلاد الزهراء -عليها السلام- يوما عالميا للمرأة المسلمة للعودة إلى سيرتها وما تحمله من رقي عظيم وللتذكير بما كانت عليه من سمو أخلاق ودين يرتقي بالإنسان في درجات الكمال الإنساني.
وفي ذكرى ميلاد السيدة الزهراء، أجرى المركز الإعلامي بالهيئة النسائية مكتب الأمانة، استطلاعاً خاصاً لـ”الأسرة” مع عدد من محبات الزهراء ناشطات ثقافيات وإعلاميات للحديث حول عظمة السيدة الزهراء ومؤهلاتها التي جعلتها تقدم كنموذج وقدوة حسنة والتي بها أيضا استحقت أن تتوج بلقب سيدة نساء العالمين.. إليكم الحصيلة:
تقول الكاتبة /الاعتزاز خالد الحاشدي في بداية حديثها: مع قدوم ذكرى ميلاد السيدة فاطمة الزهراء- عليها وعلى والدها وآله أفضل الصلوات والتسليم، يجب علينا أن نجعل من هذا اليوم عيداً للمرأة المسلمة ويوماً عالميا خاص بها لتحفي به المرأة اليمنية وكل امرأة مسلمة.
وأضافت الحاشدي: السيدة الزهراء هي المثل الأعلى للنساء المؤمنات، فقد اختارها الله وفضلها على كثير من النساء ليجعلها قدوتنا وأسوتنا في أخلاقها، في صفاتها، في صبرها، في تعاملها مع والدها، مع زوجها مع أولادها ومع جميع من عرفها وعايشها.
وأشارت الحاشدي في حديثها إلى ما يحمله يوم ميلاد الزهراء من أهمية، حيث قالت: إن هذه المناسبة العظيمة، ترسخ فينا مبادئ الإيمان وتجعلنا نتمسك أكثر بديننا، حينما نرى هذه النماذج الراقية التي تحيي نفوسنا من سيرتها العطرة، وتجعلنا ثابتون أكثر فيما نحن عليه من صبر واحتساب وتوكل على الله، فحينما وجدنا اليهود على تخاذل وتفريط في ديننا وأعلامنا، غيبوا عن مناهجنا هذه الشخصيات العظيمة، وخصوصاً شخصية السيدة فاطمة الزهراء -عليها السلام-، ودخلوا إلى بلداننا باسم الحرية والانفتاح، وتلاشت شخصية فاطمة الزهراء، واستبدلت بشخصيات عادية، ثم تطورت الأمور إلى أن أصبحت قدواتنا الفنانات والراقصات اللاتي يدعين إلى التبرج والحرية المزعومة.
التغييب المتعمد
وأكدت بالقول: إن الأعداء ربما نجحوا بذلك وذلك بسبب قلة الوعي لدينا وقل المعرفة بالسيدة فاطمة -عليها السلام- وبسيرتها وقصة جهادها ونتيجة التغيب المتعمد لسيرتها في الكتب الدينية والثقافية وفي المناهج التعليمية
واختتمت الاعتزاز خالد الحاشدي حديثها معنا بالقول: عزيزتي المرأة المسلمة اجعلي من فاطمة الزهراء قدوة لكِ في كل أمورك في هذه الدنيا، لن يكتمل الإيمان والإسلام فيكِ حتى تتبعين سيدة نساء العالمين وتسيرين على نهجها وتكون هي المثل الأعلى الذي تخطين حياتك عليه.
ترسيخ وارتقاء
بدورها عفاف فيصل صالح ذكرت أن يوم ولادة الزهراء -سلام ربي عليها- يمثل مناسبة مباركة ذات أهمية كبيرة في ترسيخ المبادئ الإيمانية التي ترتقي بالإنسان -ذكرًا، أو أنثى- في درجات سلم الكمال الإنساني والإيماني، كما وضح ذلك السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي- سلام ربي عليه.
وأوضحت أن السيدة الزهراء هي القدوة التي يجب أن تقتدي بها المرأة في كل زمن، فقد كانت مثالاً للصبر والتحمل، والعطاء والتضحية، والقيادة والريادة. وكانت مثالاً للمرأة المؤمنة التي تتحلى بالقيم الإيمانية والأخلاقية والتي تقدم النموذج والقدوة الحسنة، قال تعالى: “وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا”، وقال تعالى: “إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا”.
محطة إيمانية
وفي سياق حديثها، أشارت صالح إلى أن ذكرى ولادة الزهراء -سلام ربي عليها- هي فرصة للمرأة المسلمة لكي تتعلم من سيرتها العطرة، تقتدي بها في حياتها، وتتربى على القيم الإيمانية والأخلاقية التي كانت عليها وذلك من خلال: – تعزيز القيم الإيمانية والأخلاقية، وتقديم نموذج للقدوة الحسنة في الحياة وتعزيز الروح الإيمانية والتعبدي وتعزيز الوحدة والتضامن بين المسلمين-، وبالتالي نرسخ في ذكرى مولد فاطمة الزهراء المبادئ الإيمانية التي ترتقي بالإنسان.
وأكدت صالح أن المؤهلات التي جعلت السيدة الزهراء تقدم كقدوة يجب أن تقتدي بها المرأة في كل زمن هي: الإيمان القوي والتعبد والصبر والتحمل لمشاق الحياة كأم وربة بيت، والعطاء والتضحية لامتها ودينه-والحكمة والتعقل في تصريف أمور حياتها وقيادة زمام بيتها.
ونوهت صالح قاتلة: لقد تم تغييب فاطمة الزهراء كقدوة لنا – بسبب الظروف التاريخية والسياسية وبسبب الابتعاد عن المنهج الإيمانية الصحي-وبسبب التركيز على الجوانب المادية والدنيوية وبسبب عدم الاهتمام بالتعليم والتثقيف الإيماني، ومن أجل أن ينزعوا الهوية الإيمانية من المؤمنات ويأتوهن بقدوات لا يمثلن الدين الإسلامي والمنهج القرآني الحكيم.
مشيرة إلى أن الاستعمار الثقافي فرض مناهج تقلل من تأثير الفكر الإسلامي الأصيل وتروج للقيم الغربية، والتخطيط لإضعاف القيم، فالغرب يعلم أن إبعاد المسلمين عن القدوات الإيمانية (مثل الزهراء) يسهل نشر الفساد والقيم الغربية (مثل التبرج، الانحلال الأخلاقي).
مضيفة: لقد عمل الأعداء على تغييب القدوة لتشويه الهوية، فبدون قدوات إسلامية قوية (مثل الزهراء)، تصبح المرأة المسلمة أكثر عرضة لتقليد نماذج غربية تتعارض مع دينها وقيمها، والإعلام المضاد حيث أن الإعلام الغربي غالبًا ما يروج لصور مشوهة عن المرأة المسلمة ويعزز نماذج “التحرر” التي تتعارض مع القيم الإسلام.. استبدال القيم بلا هوية أو قيم هشة.
وواصلت صالح بالقول: غياب سيرة الزهراء -عليها السلام- في المناهج ليس مجرد إهمال، بل جزء من مخطط لتغييب القدوات الإسلامية وإضعاف الهوية. ويجب علينا كمسلمين المطالبة بإعادة إدراج سيرتها في المناهج، وتعليم الأجيال قيمها، وتربية النشء على الاقتداء بها بدلًا من نساء الغرب.
الزهراء الأم
أما الكاتبة / مجيدة عبداللطيف جاسر فبدأت حديثها متسائلة.. كيف ترسخ ذكرى ولادة الزهراء المبادئ الإيمانية التي ترتقي بالإنسان؟
وتابعت: القدوة في الإيمان والصبر الزهراء -سلام الله عليها- كانت مثالًا في الصبر والثبات على الحق في مواجهة الظلم، ونشر هدى الله كما تجلت في موقفها بعد وفاة النبي صل الله علية وسلم والدها والالتزام بالعبادة والتقوى: كانت الزهراء عابدة، قانتة، تكرس وقتها للصلاة والدعاء والقرآن ووقفت بصلابة ضد الظلم الذي لحق بأهل البيت، وكانت رمزًا للتضحية في سبيل الحق، وكانت الزهراء زوجة صالحة وأمًا مثالية للحسن والحسين تجسد قيم التضحية والرحمة في الأسرة.
مضيفة: عاشت الزهراء حياة بسيطة، وقامت بخدمة الناس، مما جعلها قدوة في التواضع والخدمة الإنسانية.
أم أبيها
وعن المؤهلات التي جعلت السيدة الزهراء هي القدوة التي يجب أن تقتدي بها المرأة في كل زمن؟
أجابت جاسر: لقد كان لدى الزهراء الإيمان القوي والثبات، لم تتزعزع أمام الابتلاءات، -العلم والفهم: فقد كانت “بضعة النبي” ووريثة علمه، قدمت حياتها دفاعًا عن الحق (شهادة)، وفي الكرامة والعفاف جسدت أعلى درجات العفة والحياء، عرفت بتواضعها وخدمتها لغيرها.
وأوضحت جاسر: أن التغييب المتعمد للتاريخ الإسلامي: في بعض السياقات، تُغيَّب سيرة الأئمة وأهل البيت (ع) من المناهج لعدة أسباب، منها:
إضعاف الهوية الإسلامية الأصيلة، لإبعاد الناس عن القدوات الحقيقية.
الترويج للمناهج الغربية أو العلمانية حيث تُركز على شخصيات تاريخية غير إسلامية أو تُغيّب القيم الإسلامية الأصيلة.
الحفاظ على مصالح سياسية أو طائفية حيث تُغيَّب سير الأئمة لمنع إثارة الوعي الديني أو لعدم تعزيز قيم المقاومة والثبات كما في حالة الزهراء.
المشروع الإلهي
وعلى ذات الصعيد أوضحت دعاء أبو طالب أن ترسيخ المبادئ الإيمانية يأتي من خلال إحياء القيم الإلهية في الوجدان.
وبينت أن ذكرى ميلاد الزهراء مناسبة تذكّرنا بسيرة الزهراء (عليها السلام) التي كانت تجسيدًا حيًّا للتقوى، الطهارة، الصبر، والرضا بقضاء الله، مما يعمّق هذه القيم في نفوس المؤمنين، ومن خلال تعزيز مفهوم القدوة العملية أيضاً إبراز دور المرأة في المشروع الإلهي الزهراء (عليها السلام) كانت شريكة في الرسالة، لا متلقية فقط، مما يرسّخ مبدأ أن المرأة عنصر فاعل في بناء المجتمع الإيماني وإحياء الوعي بالعدالة.
المنشأ الطاهر
وذكرت أبو طالب أن السيدة الزهراء هي القدوة التي يجب أن تقتدي بها المرأة في كل زمن وذلك لأسباب عدة أهمها:
المنشأ الطاهر: حيث وُلدت في بيت النبوة، من أمّ مؤمنة عظيمة خديجة الكبرى وأب هو خاتم الأنبياء، مما منحها بيئة فريدة لصقل شخصيتها.
وتواصل أبو طالب: لقد جسدت فاطمة الزهراء – عليها السلام- العصمة والطهارة والعبادة والزهد والوعي السياسي والاجتماعي والأمومة والزوجية المثالية وكانت زوجةً مثالية للإمام علي (عليه السلام)، وأمًا لأئمة معصومين، مما يجعلها قدوة في بناء الأسرة الصالحة.
*مقاومة ثقافية وروحية*
وأوضحت أبو طالب أن تغييب سيرة السيدة الزهراء (عليها السلام) يعود إلى عوامل تاريخية وسياسية وعقائدية ومن أبرزها ما يلي:
الصراع السياسي بعد وفاة النبي صلى الله عليه واله وسلم: لأنها دافعت عن حق الإمام علي (عليه السلام) في الخلافة، فحاولت بعض الجهات إسكات صوتها.
التحكم في كتابة التاريخ: فكُتب التاريخ في ظل حكومات لم تكن محايدة، فتم تجاهل أو حذف مواقفها.
تهميش دور المرأة: بعض التوجهات قللت من أهمية المرأة، فغُيّبت نماذجها القيادية.
الخوف من وعيها الثوري: لأنها كانت رمزًا للرفض والاحتجاج على الظلم، فخُشي من تأثيرها على الأمة.
وأضافت إن إحياء سيرة الزهراء (عليها السلام) اليوم هو فعل مقاومة ثقافية وروحية، يعيد للمرأة المسلمة هويتها، ويُعيد للأمة وعيها بتاريخها الحقيقي.
تهنئة لكل إمراة
بدورها هناء المحاقري -ناشطة ثقافية بدأت حديثها بالقول: بمناسبة اليوم العالمي للمرأة نتوجه بأطيب التهاني والتبريكات لكل امرأة جسدت إيمان وقيم وأخلاق الزهراء -عليها السلام- فكل عام والجميع بألف خير.
وتابعت: اننا في إحياء مناسبة عظيمة مناسبة سيدة النساء بنت خير خلق الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله وزوجة خير خلق الله الإمام علي -عليه السلام- وأم خير خلق الله الحسن والحسين أبناء بنت فاطمة الزهراء عليهما السلام.
وتواصل هناء: الزهراء من تربت ونمت في جو عظيم في بيت النبوة ومعدن الرسالة في بيئة عظيمة لا مثيل لها نشأت نشأة مميزة في حضن أبيها رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وفي حضن أمها خديجة، ولهذا فالله جعلها النموذج الايماني الذي يجب أن تكون قدوة لكل مؤمنة في حشمتها وعفتها وطهارتها وأخلاقها وقيمها وأصالتها.
عظمة المرأة
وأشارت المحاقري إلى أن هذه المناسبة العظيمة تربطنا بأعظم النماذج الإيمانية وبالانتماء الإيماني وتربطنا بالانتماء لهذا الدين في قيمه وأخلاقه وتعليماته وتشريعاته وتوجيهاته الحكيمة، ومن خلال الدين جعل الله للمرأة مكانة ورفعة عالية إذا تحركت وطبقت توجيهات وتشريعات الله، لأن المرأة لها دور كبير وأساسي في تربيتها واهتمامها بأبنائها وأسرتها.
وذكرت المحاقري أن الإسلام رفع من قدر المرأة حيث أن دور المرأة كبير في أن تربي أبناءها التربية الصالحة والمرأة لها دورها أساسي في الأسرة والله جعل بين يديها أمانة ومسؤولية في التربية والرعاية، للمرأة دور أساسي ومؤثر في صلاح الأبناء وتربيتهم التربية الإيمانية الجهادية التي من خلالها نصنع رجالاً يواجهون بكل عزة وثبات قوى الشر والطغيان ويكون الأثر في هذا أننا ربينا أبناء صالحين ومصلحين والابن الصالح ثمرته صالحة.
ونوهت هناء بأن البعض للأسف يقصر في مسؤوليته تجاه أولاده وتجاه أسرته ويتركهم لقمة سائغة للانحراف والانحطاط والتيه والضياع ويكون بذلك ضياع الأبناء وضياع أخلاقياتهم وإيمانهم ويكونون أداة يتحكم به العدو كيفما شاء ويريد، وهذا له آثار سيئة في أن يكونوا مصيدة للحرب الناعمة وفي أن تجعل أبناءك وبناتك أداة للعدو.
مؤكدة أن الأبناء أمانة فيجب ألا نفرط فيهم، وأن التربية الصالحة لها نتائجها في واقع الحياة وفي إصلاح الحياة، والتربية السيئة لها نتائجها في واقع الحياة وفي إفساد الحياة، وأننا بين خيارين أما الإصلاح أو الإفساد .
*لماذا المرأة؟؟*
وأوضحت هناء المحاقري أنه من الضروري علينا أن نعي جيدا إن للمرأة دوراً أساسياً ومحورياً في تنشئة الأبناء وتربيتهم التربية الصالحة، لان المرأة هي المدرسة الأولى في الصلاح إن صلحت صلح المجتمع بكله وإن فسدت فسد المجتمع بكله، فالعدو أراد أن يضرب دور المرأة وأراد أن يبعدها عن النماذج القرآنية لكي يفكك الأسرة، فدور المرأة دور مهم وأساسي في واقع الحياة لمواجهة كل التحديات والأخطار وبناء جيل واعٍ جيل محصن بالثقافة القرآنية، جيل لا يخاف في الله لومة لائم، وأيضا للمرأة دور مهم في المسؤولية في الإطار العام لها دور كبير ومهم وقد قال الله تعالى (المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)، وبالتالي دور المرأة دور كبير في إطار المسؤولية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لدفع الفساد واستقرار الحياة.
وأكدت هناء أن الأمة اليوم في أمس الحاجة إلى أن تعود العودة الصادقة إلى فاطمة الزهراء- عليها السلام- هذه المرأة التي جسدت كل القيم والإيمان وحافظت على أسرتها وأبنائها ومن حافظت على بيتها ومن حملت مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من جاهدت وصبرت وبنت وربت رجالاً مجاهدين واجهوا كل قوى الشر، فهي النموذج الإيماني في كل شيء والله تحدث عنها في القرآن وبين مكانتها ووجه الله توجيهاً يجب أن نلتزم به وقال (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)، وقال الله تعالى (إنا أعطيناك الكوثر فصلي لربك وانحر).
مؤكده أن الزهراء هي الخير الكثير المبارك، الزهراء لها مكانة عالية عند الله وعند رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، فهي من قال فيها رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله “ان الله تعالى يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها”، فما أعظم فضل ومكانة فاطمة عند الله وعند رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وهي من قال فيها: “فاطمة بضعة مني من أغضبها أغضبني ومن أغضبني أغضب الله ومن آذاها أذاني ومن آذاني آذى الله”، وقال: “فاطمة سيدة نساء المؤمنين وسيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء أهل الجنة” وقال: “هي أم أبيها”.
نموذج الكمال
ولفتت المحاقري إلى أنه يجب علينا أن نعود العودة الصادقة إلى سيرة بنت خير خلق الله وأن نقتدى بها، فهي النموذج الأرقى والاسمى في الكمال الايماني، فسلام الله على سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام من اختارها الله لتكون النموذج والقدوة الحسنة، فالزهراء مدرسة في الحشمة والحياء والعطاء والإيمان والأخلاق والقيم، ويجب علينا أن نسير بسيرة سيدة نساء العالمين وأن نربي أبناءنا على البذل والعطاء لنواجه قوى الشر والطغيان أمريكا وإسرائيل ومن معهما، وأن نحافظ على هويتنا الإيمانية وأن ننصر المستضعفين وأن نكون سندا ودعما لإخواننا المجاهدين في فلسطين ولبنان وسوريا وفي كل مكان وأن نكون ثابتين واعين بما يجري وبما يخطط له الأعداء من طمس هويتنا الإيمانية والذين يسعون دائماً بكل جهد لإبعادنا عن النماذج القرآنية لكي نكون منحطين لإقرار لنا ولا سيادة لنا.
واختتمت المحاقري حديثها بالقول: إن الارتباط بالزهراء -عليها السلام- هو ارتباط بالعزة والكرامة والصمود والقوة والتحرك الجاد لمواجهة وإفشال كل مؤامرات الأعداء، فلنعد العدة لنكون بمستوى المواجهة.
نسأل الله أن يبصرنا ويهدينا ويوفقنا ويثبتنا وأن ينصرنا على القوم الكافرين.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: رسول الله صلوات الله علیه وعلى آله سیدة نساء العالمین المرأة المسلمة للمرأة المسلمة فاطمة الزهراء میلاد الزهراء علیها السلام السیدة فاطمة سیرة الزهراء ذکرى میلاد دور المرأة یجب علینا أن المرأة أبو طالب علینا أن فی بناء من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
حكم قضاء المرأة الصلاة التي بدأ نزول الحيض في أول وقتها
أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:" ما حكم قضاء المرأة الصلاة التي بدأ نزول الحيض في أول وقتها؟ حيث إن هناك امرأةٌ فاجأها الحيض بعد دخول وقت إحدى الصلوات المفروضة بزمنٍ يسير، ولم تكن قد أدَّت هذه الصلاة، فهل يلزمها قضاؤها بعد طُهْرِها مِن الحيض؟.
لترد دار الإفتاء موضحة: ان المختار للفتوى: أنَّه لا يجب على المرأة التي فاجأها الحيض بعد دخول وقت إحدى الصلوات المفروضة بزمنٍ يسيرٍ أن تقضي تلك الصلاة التي أصابها الحيض في أثناء وقتها، بل تَسقط عنها هذه الصلاة حينئذٍ، ولا حرج عليها في ذلك، وهذا هو مذهب الحنفية.
حكم قضاء الصلاة المتروكة بسبب الحيض
اتفق الفقهاء على أنَّ المرأة لا تَقضي الصلوات التي مرَّت عليها في وقت حيضها؛ لحديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلَاةَ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وَصَلِّي» متفقٌ عليه.
فـ"لا تَقضي الحائض إذا طَهُرَت شيئًا مِن الصلاة التي مرَّت في أيام حيضها، وتَقضي صوم الأيام التي مرَّت لها في أيام حيضها، وهذا نصٌّ مُجْمَعٌ لا يختلف فيه أَحدٌ"؛ كما قال الإمام ابن حزم في "المحلى بالآثار" (1/ 394، ط. دار الفكر).
حكم قضاء المرأة الصلاة التي بدأ نزول الحيض في أول وقتها
إذا حاضت المرأة بعد دخول وقت الصلاة -كما في مسألتنا-، ولم تكن قد أدَّت تلك الصلاة: فالمختار للفتوى: أنَّه لا قضاء عليها، بل تَسقط عنها هذه الصلاة حينئذٍ، وهو مذهب الحنفية.
وهذه المسألة متفرعةٌ على الخلاف الأصولي بين الحنفية والجمهور في مسألة "الواجب المُوَسَّع"، إذ قرَّر الحنفيةُ -خلافًا للإمام الكَرْخِي- أنَّ الوجوبَ متعلقٌ بآخِر الوقت، وأما تعلُّقُه بأول الوقت فإنما هو مِن جهة صحة الأداء لا مِن جهة الثُّبوت في الذمة.
قال العلامة حسام الدين السِّغْنَاقي في "الكافي شرح البَزْدَوِي" (1/ 530، ط. مكتبة الرشد): [الوجوب يَحصل بأولِ جزءٍ مِن الوقت، لكن سَبَبِيَّة ذلك الجزء لوجوب الصلاة على سبيل الزوال والانتقال لا على سبيل التقرُّر، وإنما يَتقرَّر السَّبَبِيَّةُ للجزء الأخير مِن الوقت للمعنى الذي ذَكَرْنَا، وفائدةُ سَبَبِيَّةِ الجزء الأول إنما تَظهر في حقِّ صحة الأداء، وعدم لزوم القضاء على تلك المرأة، إنما كان لِانعدام إدراكها للجزء المتقرِّر سَبَبِيَّتُهُ وهي طاهرٌ عن الحيض] اهـ.
وقد استدلُّوا على ذلك بحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنَّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَتَاهُ سَائِلٌ يَسْأَلُهُ عَنْ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا، قَالَ: فَأَقَامَ الْفَجْرَ حِينَ انْشَقَّ الْفَجْرُ وَالنَّاسُ لَا يَكَادُ يَعْرِفُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ بِالظُّهْرِ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ وَالْقَائِلُ يَقُولُ قَدِ انْتَصَفَ النَّهَارُ، وَهُوَ كَانَ أَعْلَمَ مِنْهُمْ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ بِالْعَصْرِ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ بِالْمَغْرِبِ حِينَ وَقَعَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْعِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ أَخَّرَ الْفَجْرَ مِنَ الْغَدِ حَتَّى انْصَرَفَ مِنْهَا وَالْقَائِلُ يَقُولُ قَدْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ أَوْ كَادَتْ، ثُمَّ أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى كَانَ قَرِيبًا مِنْ وَقْتِ الْعَصْرِ بِالْأَمْسِ، ثُمَّ أَخَّرَ الْعَصْرَ حَتَّى انْصَرَفَ مِنْهَا وَالْقَائِلُ يَقُولُ قَدِ احْمَرَّتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ أَخَّرَ الْمَغْرِبَ حَتَّى كَانَ عِنْدَ سُقُوطِ الشَّفَقِ، ثُمَّ أَخَّرَ الْعِشَاءَ حَتَّى كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ، ثُمَّ أَصْبَحَ، فَدَعَا السَّائِلَ، فَقَالَ: «الْوَقْتُ بَيْنَ هَذَيْنِ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
فأفاد الحديث: أنَّ كلَّ صلاةٍ لها وقتٌ محدَّد، وأن هذا الوقتَ المحدَّدَ له أولٌ وآخِر، وقد صلَّى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أول الوقت وفي آخِره، فدَلَّ ذلك على جواز أداء الفريضة في أيِّ وقتٍ ما بين أول وقت الصلاة وآخِره، ولا يكون المكلَّف عاصيًا بتأخيره أداءَ الفريضة إلى آخِر وقتها؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يَفعل المعصيةَ، فدلَّ ذلك على أنه ما دام الوقتُ باقيًا، فإن الصلاة لم تتعين في حق المكلف، ولم تصر دينًا في ذمته، وكذلك المرأة التي فاجأها الحيض في أول وقت الصلاة، لا يَجب عليها قضاء تلك الصلاة، ولا تكون دينًا عليها؛ إذ تَعذَّر عليها الأداء بسبب الحيض قبل تعلُّق الوجوب بها، وذلك غير موجِب للقضاء.
قال شمس الأئمة السَّرَخْسِي في "المبسوط" (2/ 14-15، ط. دار المعرفة): [وإذا أدركها الحيضُ في شيءٍ مِن الوقت وقد افتَتَحت الصلاةَ أو لم تَفتَتِحْهَا سقطَت تلك الصلاة عنها، أمَّا إذا حاضت بعد دخول الوقت فليس عليها قضاء تلك الصلاة إذا طَهُرت عندنا.. ما بقي شيءٌ مِن الوقت فالصلاة لم تَصِرْ دَيْنًا في ذمتها، بل هي في الوقت عَيْن، وإنما تعذَّر عليها الأداء بسبب الحيض، وذلك غير موجِب للقضاء] اهـ.
وقال افتِخار الدين طاهِرٌ البخاري في "خلاصة الفتاوى" (مخطوط: 1021، لوحة: 73ب، وقف شيخ الإسلام فيض أفندي): [فإنْ أدركها الحيضُ في شيءٍ مِن الوقت وقد افتَتَحَت الصلاةَ أو لَم تَفتَحْها سقَطَت تلك الصلاةُ عنها] اهـ.
وقال العلامة أبو بكر الحَدَّادِي في "الجوهرة النيرة" (1/ 32، ط. المطبعة الخيرية): [ولو حاضت المرأة في وقت الصلاة لا يَجب عليها قضاؤها بعد الطُّهر ولو كانت طاهرةً في أول الوقت، سواءٌ أدركها الحيضُ بعدما شرَعَت في الصلاة أو قبل الشُّروع، وسواءٌ بقي مِن الوقت مقدارُ ما يَسَعُ لأداء الفرض أم لا] اهـ.
الخلاصة
وبناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإنه لا يجب على المرأة المذكورة التي فاجأها الحيض بعد دخول وقت إحدى الصلوات المفروضة بزمنٍ يسيرٍ أن تقضي تلك الصلاة التي أصابها الحيض في أثناء وقتها، ولا حرج عليها.