صحيفة أمريكية: حضرموت ساحة معركة جديدة بين السعودية والإمارات
تاريخ النشر: 6th, December 2025 GMT
مشيرةً إلى أن السعودية تخلت عن قوات حزب الإصلاح وسلمت الهضبة النفطية للفصائل الإماراتية ضمن صفقة، ما عزز سيطرة الانتقالي على غالبية مناطق الهضبة النفطية.
وقالت الصحيفة في تقريرها - الذي ترجمه موقع "26 سبتمبرنت " إن ما يجري اليوم في محافظة حضرموت ليس صراعًا محليًا عابرًا أو خلافًا قبليًا، بل هو امتداد مباشر للصراع السعودي–الإماراتي على الأرض والموارد اليمنية.
وذكرت الصحيفة أن الاشتباكات حول حقول النفط تصاعدت في هضبة حضرموت خلال الساعات الأخيرة، مع محاولة المجلس الانتقالي الجنوبي وقبائل يافع والضالع السيطرة على مواقع استراتيجية، أبرزها شركة هوك التابعة لشركة توتال النفطية في حضرموت.
وأضافت الصحيفة أن محافظة حضرموت تكتسب أهمية استراتيجية قصوى لكونها أكبر محافظات اليمن، وتضم أكبر مخزون نفطي في البلاد، إضافة إلى ميناء بحري حيوي، ما يجعلها ساحة تنافس مباشرة بين "الحليفين اللدودين" السعودية والإمارات. تقسم حضرموت جغرافيًا إلى شمال "الوادي والصحراء" وجنوب "الساحل"، وهو تقسيم انعكس على التوزع العسكري للقوى.
ورأت الصحيفة أن ما يحدث في حضرموت اليوم لم يبدأ محليًا فقط، بل هو امتداد لصراع إقليمي أكبر على النفوذ بين السعودية والإمارات، يصل تأثيره من السودان إلى شرقي اليمن على بعد نحو 2.500 كيلومتر تقريبًا. السعودية، في إطار ضغطها على واشنطن لاحتواء دور الإمارات في الحرب السودانية، طالبت الولايات المتحدة بإدراج قوات الدعم السريع المدعومة إماراتيًا على قائمة الإرهاب، فيما جاء الرد الإماراتي عبر تحريك قوات الانتقالي باتجاه حضرموت، المحافظة ذات الثقل الأكبر للسعودية.
ولفتت إلى أن تحركات الإمارات في المحافظة قد تكون ردًا على تدخل السعودية في ملف السودان، فيما يُطرح احتمال وجود تنسيق سعودي لتسليم المحافظة لقوات "درع الوطن"، إذ لا يمكن للانتقالي التحرك دون ضوء أخضر من الرياض. كما أن السعودية استغلت الفرصة لإضعاف الإخوان وإسقاط آخر معاقلهم في الجنوب، المتمثلة بالمنطقة العسكرية الأولى في سيئون، ودفعهم نحو مأرب، ما يمهد لتنفيذ أي مشروع تقسيمي محتمل في المستقبل.
وأكدت أن تطور الأحداث يتزامن مع تصاعد قدرة الردع اليمني، ويأتي ضمن محاولات السعودية والإمارات فرض أمر واقع قبل أي تغييرات إقليمية، في إطار مشروع أمريكي-إسرائيلي يسعى إلى تفكيك اليمن والسيطرة على الممرات الحيوية والموارد.. لذا أن التصعيد في حضرموت يزيد من تعقيد أي مسار سياسي للسلام، ويفتح المجال أمام تفاقم النزاعات الداخلية، بينما الردع اليمني المستمر من صنعاء يؤكد أن الإرادة الوطنية لن تتراجع أمام العدوان.
وختمت الصحيفة حديثها بالقول: كسبت الإمارات من الجولة الحالية توسيع سيطرة ميليشياتها على مناطق استراتيجية جديدة، فيما استلغت السعودية الأحداث لإضعاف نفوذ الإخوان وترتيب حسابات حلفائها مثل "درع الوطن". كل ذلك في لعبة تصفية مصالح تُدار بمنطق الرقص على رؤوس الثعابين، ويظل الخاسر الأكبر هم أصحاب الأرض.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: السعودیة والإمارات
إقرأ أيضاً:
معركة حضرموت معركة كل اليمنيين
إن ما يحصل في حضرموت هو جزء من معركة أطرافها صنعاء والرياض، ولا صحة لصراع إماراتي سعودي فيها، فأطراف الصراع اليوم فيها من المرتزقة هم حجاج للرياض.. يتحركون ضمن المشروع الأمريكي لتقسيم اليمن، فبعد أن عجز تحالف الصهاينة الذي تقوده الرياض لعشر سنوات عن الوصول إلى صنعاء وتقسيم اليمن إلى ستة كنتينات أو أقاليم (كما سموها).. اتجهوا إلى فرض واقع جديد عبر دنبوع جديد اسمه عيدروس الزبيدي تم صناعته في الإمارات على يد صهاينة العرب، بمعنى إن دوره لم يكن بناء دولة في جنوب اليمن كما يزعمون، والواقع الكارثي يؤكد ذلك في مناطق سيطرة الانتقالي منذ 2017م رغم الدعم الأجنبي والخليجي.
فبعد أن هزمت قيادة المسيرة القرآنية المشروع الطائفي بالحكمة والاعتزاز بالهوية اليمنية الإيمانية الجامعة، الذي كان يراد به إدخال اليمن في صراعات تقسمنا على أسس طائفية، اليوم منوط بهذا العميل استغلال ملف المناطقية في اليمن لفتح بؤرة صراع مستدامة مع من ينشدون السيادة ويرفضون التواجد الأجنبي والمشروع الأمريكي في المنطقة.. وأما عن ميليشيات الإصلاح المتواجدة في حضرموت.. فدورها غير بعيد عن ما سبق في بقية المناطق المحتلة، فلم تدخل في معركه حقيقية ليوم واحد، وإنما هي منذ النشأة غطاء للدكتاتورية في عهد عفاش باسم الديمقراطية والتعددية، وهي مؤسس الطائفية بعد ثوره 26 سبتمبر باسم المعاهد العلمية، وهم وزعيمهم علاء اللجنة الخاصة.. الخ، أما أثناء تحالف آل سعود.. فكل معاركهم هي في مواجهة صنعاء ورجالها، وما دون ذلك فهو معلوم في عدن وحضرموت سابقاً وغيرها، معارك صورية ليوم واحد تضحي بالجنود ليحقق العميل المختار انتصارات وهمية هي جزء من مخطط أعداء اليمن لتقسيم اليمن.
الحقيقة أننا لا ننظر لهذه الانتصارات المزعومة للعميل عيدروس إلا بروبجندا سعودية إعلامية.. تعزز لدينا القناعة أن السعودية غير مقبلة على أي تفاهمات سياسية مع اليمن، وأنها تسعى للحصول على أوراق ضغط إضافية لابتزاز اليمن في أي مفاوضات قادمة، وهذا ما لم ولن يكون بإذن الله.
فتراب اليمن سيتطهر وسيتحرر من نجس الأجنبي وعملائه.. لو (تحصل ألف ألف مشكلة) كما قال قائدنا سلام الله عليه.
*عضو المكتب السياسي لانصار الله