مع توافد أقطاب صناعة القمار.. الإمارات تنشئ هيئة لـالألعاب التجارية واليانصيب
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
أعلنت الإمارات، الأحد، إنشاء "الهيئة العامة لتنظيم الألعاب التجارية"، والتي ستعمل كهيئة اتحادية لتقديم إطار تنظيمي للألعاب التجارية واليانصيب، وفقا لوكالة أنباء الإمارات "وام".
وأفادت الوكالة ذاتها بتعيين، كيفن مولاي، في منصب الرئيس التنفيذي للهيئة، مشيرة إلى أنه "خبير عالمي يتمتع بخبرة طويلة تربو على 30 عاما في مجال تنظيم الألعاب التجارية على المستوى الدولي".
من جهتها، اعتبرت وكالة "أسوشيتد برس" أن تأسيس هذه الهيئة "إشارة على اقتراب الإمارات من السماح بالمقامرة مع توافد أقطاب في صناعة القمار إلى الدولة الخليجية".
ويسهر على تنظيم العمل في الهيئة "فريق من كبار الخبراء على مستوى العالم في هذا المجال، ويتمتعون بخبرة واسعة في تنظيم وإدارة ألعاب فعالة وآمنة ومسؤولة"، وفقا لوكالة الأنباء الإماراتية.
ويرأس مجلس إدارة الهيئة، جيم مورين، الذي أعرب عن سعادته بتعيين كيفن مولاي، مشيرا إلى أنه يتمتع بخبرة مهمة في هذا المجال، وسيكون له دور كبير وفعال في إنشاء إطار تنظيمي مناسب للهدف من إنشاء هذه الهيئة في دولة الإمارات.
ونقلت "وام"، تصريحات لمولاي أعرب فيها عن سعادته بتعيينه في هيئة تنظيم الألعاب التجارية في دولة الإمارات، كاشفا أنه يتطلع "مع زملائه ذوي الخبرة إلى إدارة هيئة تنظيمية قوية وإطار عمل فعال لهذه النوعية من الألعاب".
وستقوم الهيئة الجديدة بـ"إنشاء بيئة ألعاب مسؤولة تضمن التزام جميع المشاركين بالمبادئ التوجيهية الصارمة، والامتثال لأعلى المعايير العالمية في هذا المجال"، وفقا للمصدر ذاته.
وتنسق الهيئة الأنشطة التنظيمية وإدارة الترخيص على مستوى دولة الإمارات، إضافة إلى "تسهيل إطلاق الإمكانات الاقتصادية لألعاب التجارية بطريقة مسؤولة".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
بين الترند ومخاطر التقمّص .. دمى مرعبة في أيدي أطفالنا !
شهدت الأسواق مؤخرًا انتشارًا لافتًا لأنواع جديدة من الدمى تحمل ملامح مرعبة وتصاميم غريبة، ورغم طابعها العدواني إلا أنها حظيت بإقبال واسع سواء في المتاجر الإلكترونية أو المحلات التقليدية، وهو ما أثار قلق العديد من أولياء الأمور الذين عبّروا عن مخاوفهم من التأثيرات السلبية المحتملة لهذه الألعاب على سلوك الأطفال وميولهم النفسية، خصوصًا في ظل اقتران بعضها بمحتوى كرتوني أو إعلامي تُروَّج له بأساليب مشوقة تجذب اهتمامهم.
هذا الواقع، في ظل تزايد طلب الأطفال المتكرر على هذه الدمى بدافع الفضول أو التقليد، يثير تساؤلات عديدة حول دوافع انجذابهم إليها، والدور الذي يلعبه الإعلام في تسويقها، إضافة إلى ما قد تسببه من آثار نفسية أو سلوكية على المدى البعيد.
وفي هذا السياق، أجرينا استطلاعًا للرأي لمحاولة الوقوف على أسباب رواج هذه الدمى بين الأطفال، وما إذا كانت مجرّد وسيلة ترفيه عابرة، أم أنها مؤشر مبكر على ظواهر تستدعي الانتباه والبحث الجاد.
وقد تباينت وجهات النظر، فبينما طالب البعض بمنع هذه الألعاب بشكل كامل، رأى آخرون أن التوجيه الأسري والحوار مع الأطفال يمثلان الحل الأمثل لفهم اهتماماتهم وتوجيهها، متفقين جميعًا على أن ترك الأطفال تحت تأثير المحتوى الدعائي دون رقابة أسرية مدروسة قد يؤدي إلى عواقب نفسية وسلوكية لا يُستهان بها. من هنا، يبرز التساؤل: هل نحتاج إلى تشريعات تُعنى بتنظيم محتوى ألعاب الأطفال؟ أم أن نقطة التحوّل تبدأ من داخل المنزل، من خلال حوار صادق ومتابعة تربوية مسؤولة؟
اضطرابات مخاوف ليلية
حيث يرى علي بن سعيد بن علي الجرادي أن تكرار تعرّض الطفل للدمى ذات الطابع العدواني أو المرعب من شأنه أن يتسبب في اضطرابات واضحة في سلوكياته ونومه، لافتًا إلى أن بعض الأطفال يُصابون بنوبات قلق أو خوف في الظلام، ويصل الأمر أحيانًا إلى تقمّصهم شخصية هذه الدمى، خاصة إذا كانت مرتبطة بمحتوى كرتوني.
ويضيف الجرادي: "أحرص على منع أطفالي من مشاهدة هذا النوع من المحتوى أو اقتناء ألعاب ذات ملامح مخيفة؛ لأنها تؤثر على توازنهم النفسي، وتخلق لديهم مخاوف غير مبررة أو قلقًا مزمنًا، لاسيما في مرحلة الطفولة المبكرة"، مشددًا على أن الغاية من الألعاب يجب أن تكون تعزيز الخيال والإبداع، لا إثارة الرعب أو غرس السلوكيات العدوانية.
الحوار.. لا المنع العشوائي
في المقابل، يرى علي بن محمد بن حبيب اللواتي أن الحوار مع الأبناء هو الخيار الأجدى، وليس المنع المباشر، ويقول: "لا أمانع شراء مثل هذه الألعاب إن لم تكن تُخِل بالذوق أو الأخلاق، فشكلها المخيف وحده لا يكفي للرفض القاطع، لكنني أفتح نقاشًا مع أطفالي وأطرح أسئلة مثل: ما الذي شدّكم إلى هذه اللعبة؟ ولماذا تعجبكم؟ لأن الحوار يخلق فهمًا أعمق ويمنع اللجوء إلى الاقتناء السري في حال المنع غير المبرر".
ويؤكد اللواتي أن منح الطفل المساحة للتعبير عن رأيه يعزز شعوره بالأمان، ويحد من نزعة التقليد الأعمى أو التمرّد.
أسباب الإقبال
أما ماجدة محمد فترى أن ما يدفع الأطفال إلى اقتناء هذا النوع من الدمى يعود إلى تأثير "التريند" والدعاية الإلكترونية، قائلة: "أصبحت هذه الدمى جزءًا من موضة وقتية، يتداولها الأطفال عبر المنصات الرقمية، فيقلدون أقرانهم دون أن تكون لديهم رغبة حقيقية في اللعبة ذاتها". وتضيف: "المظهر لم يعد هو العامل الحاسم، فحتى الدمى المشوهة أو المرعبة قد تجذب الطفل طالما أنها تتماشى مع ما يراه عند أصدقائه." وهنا، تؤكد ماجدة على ضرورة فهم الأسباب الخفية وراء اقتناء الطفل لمثل هذه الألعاب، وتوقيت التدخل المناسب دون أن يشعر بأنه مرفوض أو مقيد.
وتختم حديثها بالدعوة إلى تثقيف أولياء الأمور حول التأثيرات النفسية والسلوكية التي قد تترتب على اقتناء مثل هذه الألعاب، لا سيما إن بدا على الطفل تقليد عدواني أو سلوك مضطرب.
ملامح تقلق الأمهات
ترى لجين أسعد محمد أن ملامح الدمى لها تأثير نفسي عميق على الطفل، وتقول: "أطفالي ما زالوا في أعمار صغيرة، ولا يتابعون إعلانات الألعاب أو الترندات، لذلك أحرص على أن تكون ألعابهم تعليمية وبسيطة، لكن إذا أبدى أحدهم اهتمامًا بلعبة ذات ملامح مشوشة أو لا تناسب عمره، أرفض اقتناءها فورًا، وأعرض بدائل ذات طابع إيجابي". وتضيف: "أؤمن بأن الشكل الخارجي للدمى يترك أثرًا على سلوك الطفل، فهو قد يحاكي تعبيرات وجهها، مما ينعكس على مشاعره وتفاعلاته مع من حوله".
المتابعة المستمرة.. مفتاح الوقاية
وتؤكد رقية بنت محمد بن خليفة الجابرية من جهتها، على أن استمرار تعرض الطفل لمثل هذه الدمى قد يقود إلى تغيرات واضحة في سلوكه، مثل الكوابيس، والميول العدوانية، ومشاعر القلق. وتشير إلى أن الكثير من البرامج الموجهة للأطفال تتضمن مشاهد مقلقة وأحيانًا سلوكيات غير مناسبة، مما يجعل المتابعة الأبوية ضرورة. وتوضح: "عندما ألاحظ أي تغير مفاجئ في سلوك أحد أطفالي، أبدأ فورًا بحوار مفتوح معه، وأقترح بدائل ملائمة تتماشى مع ثقافتنا وقيمنا الدينية والأسرية".
البدائل تصنع الفارق
ترى طيبة بنت سالم بن سعيد الهادية أن المنع الحازم أحيانًا ضرورة، وتقول: "لا أسمح لأطفالي باقتناء هذا النوع من الألعاب؛ فهي ليست وسيلة للترفيه، بل وسيلة لبث الخوف، وإن لاحظت ميلًا نحوها، أبدأ بمناقشتهم وتقديم خيارات أفضل تضمن لهم المتعة دون ضرر، كثير من هذه الشخصيات تسببت في مشكلات مثل التبول اللاإرادي والخوف من الأماكن المظلمة".
تقمّص شخصيات الدمى
تؤمن انتظار بنت خميس الهدابية أن المشكلة لا تتعلق فقط بمظهر اللعبة، بل بما قد يتقمصه الطفل من سلوكياتها، خاصة إذا كانت مستوحاة من محتوى كرتوني. وتقول: "لا يجب ترك الأطفال يشاهدون الرسوم المتحركة بمفردهم، فبعض الشخصيات تحمل رسائل خطيرة وسلوكيات لا تنسجم مع قيمنا. لا أنسى دمية في أحد المسلسلات الكرتونية كانت تتسبب في أذى الآخرين، وقد بقيت تلك المشاهد عالقة في ذاكرتي، المشكلة الحقيقية تكمن في التماهي مع شخصية الدمية، لا في شكلها فقط".
خلاصة
في خلاصة الاستطلاع يتضح أن مسؤولية الأسرة باتت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى في ظل هذا الواقع المتسارع؛ إذ لم تعد مجرد الرقابة كافية، بل لا بد من تبنّي وعي تربوي عميق يُواكب تطورات عالم الطفل، ويعيد تشكيل خياراته بتوجيه رصين وحوار هادف، إن انتشار هذه الدمى ليس مجرد ظاهرة تجارية عابرة، بل هو مرآة لانفتاح غير محسوب على محتوى يستحق التمحيص، ودعوة مفتوحة لكل ولي أمر إلى أن يكون حاضرًا في تفاصيل يوميات أطفاله، لا رقيبًا فقط، بل شريك في بناء وعيهم، وصياغة ذائقتهم، وصون براءتهم من التشويه والانجراف.
كما أن هذا الاستطلاع يُظهر أن هذه الألعاب التي قد تبدو للبعض مجرد وسيلة ترفيهية، تحمل في طياتها مخاطر نفسية وسلوكية حقيقية إذا غابت الرقابة الأسرية أو تلاشى الحوار الصادق؛ فالحل لا يكمن فقط في المنع أو الرفض، بل في الفهم والتوعية، وفي تقديم بدائل تحفز الإبداع وتحافظ على توازن الطفل النفسي.
والسؤال المهم طرحه هل أولياء أمور يمتلكون الوعي الكافي للتمييز بين ما يُسعد أطفالنا، وما قد يبذر فيهم بذور الخوف والعدوانية؟ وهل يملكون عوامل الأدوات والاهتمام الكافية لحمايتهم من مؤثرات تتسلل إليهم تحت غطاء اللعب والترفيه؟