الأرجنتيني الثائر وفيدل كاسترو وبابلو إسكوبار.. كيف أصبح مارادونا برغر كينغ الشيوعية؟
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
سواء كنت متابعا لكرة القدم، أو لم يكن لك علاقة بها من قريب أو من بعيد، فأنت بالطبع تعرف دييغو أرماندو مارادونا، ومن المحتمل أنك تعرفه جيدا، لقد شاهدته كثيرا محمولا على الأعناق وبيده ذهبُ كأس العالم، ومر عليك المقطع الشهير لعمليات الإحماء على أنغام "live is life" في واحد من أعظم الاستعراضات في القرن العشرين، وشاهدت عن قرب "يد الله" وهي تضع الإنجليز خارج البطولة الكروية الأهم، كأس العالم، وباعتبارك منتميا لعالمنا العربي؛ فلعلك ترى في هذا الأمر انتصارا شخصيا لك.
لكن هل شاهدته قبلا يرتدي قبعة تخص الزي العسكري الكوبي؟ هل رأيته يربت على يد ياسر عرفات؟ غالبا لا، لكن الحقيقة أن اللاعب الأشهر والأعظم من وجهة نظر الكثيرين كانت له جولاته السياسية في العالم المعادي للغرب، وفي رواية أخرى، كانت هناك بعض الأنظمة التي تستغل ولعه بقضايا المهمشين لاستخدامه دعاية سياسية تطلب بها ود الشعوب.
عشرة جنود وثلاث بنادق
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ماذا لو أصبح ممداني عمدة لمدينة نيويورك؟
تساءل الكاتب الأميركي روس باركان عما سيحدث في نيويورك لو انتُخب المرشح المسلم زهران ممداني (33 عاما) عمدة لتلك المدينة الكبيرة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وهو أمر محتمل في نظر الكاتب ومن شأنه أن يفتح آفاقا جديدة لحكم التيار التقدمي في الحزب الديمقراطي وأن يمثل اختبارا صعبا لليسار الأميركي.
ويتوقع باركان -في مقال بصحيفة نيويورك تايمز- أن ممداني سيكون، بلا شك، أقوى سياسي يساري في أميركا إذا فاز بمنصب عمدة نيويورك، إذ سيكون مسؤولا عن أكبر قوة شرطة في أميركا، وعن أكبر منظومة تعليمية في البلاد، وعن ميزانية بلدية تجاوزت 110 مليارات دولار.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فزغلياد: إطلاق حرب سرية على صادرات النفط الروسيةlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: كمين بيت حانون يكشف عن عبثية الحرب وتطور المقاومةend of listكما أنه سيكون المسؤول الأول في أكبر مدينة أميركية من حيث عدد السكان، وهي في غاية التنوع عرقيا ودينيا وإثنيا واجتماعيا وسياسيا، وهو أمر أربك عديدا ممن تولوا منصب العمدة في مدينة شهدت قبل أقل من عام تحولًا ملحوظًا نحو التصويت للرئيس الجمهوري دونالد ترامب.
وبعد الإقرار بأن ممداني كان مدير حملته الانتخابية عام 2018 عندما ترشح لعضوية مجلس شيوخ نيويورك، يعدّد الكاتب باركان التحديات التي تنتظر هذا الرجل في سبيل تنفيذ وعود حملته الانتخابية التي حظيت بشعبية واسعة.
ويتوقع الكاتب أنه بإمكان ممداني تجميد إيجارات الشقق المُخصصة للإيجار، لأن العمدة هو من يعين أعضاء المجلس الذي يتخذ هذا القرار. كما يُمكنه تمويل متاجر البقالة الخمسة التي تُديرها المدينة كما وعد في مقترح حملته، من خلال ميزانية البلدية، وربما بالشراكة مع سلاسل المتاجر القائمة ودعمها لخفض أسعار السلع هناك.
تحدياتفي المقابل، يرى باركان أن بعض الوعود الانتخابية لن تطبق فورا، إذ سيضطر ممداني للتفاوض مع هيئة النقل الحضرية الحكومية بشأن اقتراحه بجعل الحافلات مجانية، حتى لو لم تكن التكلفة الإجمالية لذلك القرار باهظة الثمن.
إعلانأما الوعد الانتخابي الذي يصعب تحقيقه على المدى القصير، حسب رأي الكاتب، فهو مجانية الرعاية الأولية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 أسابيع و6 سنوات، لأن ذلك سيكلف ما يقدر بنحو 5 إلى 8 مليارات دولار سنويا، أما الزيادة في ضريبة الشركات التي يأمل ممداني أن تدفع ثمن البرنامج، فيجب أن توافق عليها الولاية.
كما سيجد ممداني في طريقه المجلس التشريعي لولاية نيويورك الذي يتمتع بنفوذ كبير في تسيير شؤون المدينة، ومن ثم فإن ممداني لا يمكنه رفع معدل الضريبة أو الحد الأدنى للأجور من دون موافقة الولاية.
كما لا يمكنه بناء أعداد كبيرة من وحدات الإسكان بأسعار معقولة من دون مساعدة من الولاية أو الحكومة الفدرالية أو مخططات إعادة تقسيم المناطق التي تسمح بقدر كبير من البناء بسعر السوق. وهو ما يعني عمليا أن ممداني لن يستطيع حل أزمة التشرد بسهولة.
وفي هذه الحالة، يتوقع باركان أن ممداني سيضطر إلى تقديم تنازلات هائلة لجماعات المصالح التي تطالب باستمرار بحصتها من الكعكة، وللعمال النقابيين الذين يريدون زيادات في الرواتب، وللمنظمات غير الربحية التي تتطلع لمزيد من التمويلات، هذا إلى جانب نخبة قوية من مطوري العقارات والممولين الذين لا يكنون له الود دائما.
ممداني محنك سياسيا وله قاعدة جماهيرية واسعة، ويتمتع بكاريزما فطرية تساعده في الحفاظ على تماسك تقدمه في الانتخابات، مما يؤهله لأن يصبح أصغر عمدة منذ قرن لهذه المدينة العملاقة والمتعددة الأوجه.
وعلق الكاتب على هذا الوضع بالقول إنه لو فاز ممداني في انتخابات الخريف، فإنه سيكون أول عمدة لنيويورك في العصر الحديث يواجه مثل هذه المعارضة العلنية الراسخة من الأثرياء، بعضهم يُخططون علنا لسحقه في الانتخابات المقبلة.
وعطفا على ذلك، يرى الكاتب أن ممداني لا يستطيع إلغاء الرأسمالية، ومن ثم فإن عليه أن يعمل على إعادة توزيع الثروة بين سكان المدينة وأن يجعل الحياة فيها أيسر قليلا، من دون المس بأغنياء المدينة وبمصالحهم وأعمالهم، كما أنه سيحتاج إلى كسب تأييد إدارة الشرطة.
وخلص الكاتب إلى أن ممداني محنك سياسيا وله قاعدة جماهيرية واسعة، ويتمتع بكاريزما فطرية تساعده في الحفاظ على تماسك تقدمه في الانتخابات، مما يؤهله لأن يصبح أصغر عمدة منذ قرن لهذه المدينة العملاقة والمتعددة الأوجه.