عقد الدكتور هشام عبد العزيز علي، رئيس القطاع الديني، والدكتور نوح عبد الحليم العيسوي المر، رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، والدكتور عمرو مصطفى، مدير عام المتابعة والتقييم، اجتماعًا هامًا مع أئمة وقيادات الدعوة بمديرية أوقاف شمال سيناء، بحضور الشيخ محمود مرزوق، مدير المديرية. 

وخلال الاجتماع، تم التأكيد على أهمية الحرص على تقوية الحس الإيماني من خلال تكثيف الأنشطة الدعوية من مجالس الإقراء ومجالس الإفتاء والدروس المنهجية ودروس الواعظات والمنبر الثابت ومجلس الفقه ومجلس الحديث والأسابيع الدعوية والبرنامج الصيفي للطفل وبرنامج اقرأ الصيفي بمكتبات المساجد، وكذلك تكثيف الأنشطة القرآنية من مقارئ الأئمة ومقارئ الأعضاء والمقارئ النموذجية، ومقارئ الجمهور ومقارئ الواعظات لأقصى طاقة ممكنة، مع المتابعة المستمرة والدقيقة والدورية على جميع المساجد.

كما عقدت مديرية أوقاف شمال سيناء أمسية دينية بحضور قيادات الأوقاف.

وخلال كلمته، أكد الدكتور هشام عبد العزيز علي، رئيس القطاع الديني، أن الإخلاص والأمانة والتفاني في العمل أهم مقومات النجاح للفرد والمجتمع، وأن من أراد أن يحقق ذاته فمن خلال عمله أو وظيفته بأن يعطيها حقها، ويتفانى في أداء مهامها.

وقال إن الإخلاص مطلوب في كل الأوقات، فإن الله (تعالى) لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا لوجهه الكريم، وأن الشريعة الغراء قد بينت أسس قبول الأعمال عند الله (عز وجل) فالذي يفصل بين من يعمل أعماله عادة ومن يعملها عبادة الإخلاص، فالمخلص لا يفرط في حق من الحقوق سواء في قوله، أم في عمله، أم في علاقته بنفسه، أم في علاقته بربه، أم في علاقته بمن حوله من أفراد أسرته، ومجتمعه، فالإخلاص يحرك الإنسان إلى كل فضيلة ويجنبه كل رذيلة، كما يدفع العبد إلى البعد عن كل ما نهى الله (عز وجل) عنه.

وخلال كلمته، أكد الدكتور نوح العيسوي، رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، أن الإخلاص روحُ الطاعاتِ، وجوهرُ العباداتِ، لاَ تُقْبَلُ الطاعةُ بدونِهِ، لأن الله سبحانه وتعالى جعله شرطا لقبول الأعمال الصالحة، ليس في العبادات فقط، بل في جميع الأعمال والأقوال، فلا بد من أن تكون النية صادقة خالصة لوجهه تعالى، وقد بين ذلك النبي (صلى الله عليه وسلم) عندما أتاه رجل وسأله، فقالَ : يا رسول الله : أَرَأَيْتَ رَجُلًا غَزَا يَلْتَمِسُ الْأَجْرَ وَالذِّكْرَ، مَالَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): " لَا شَيْءَ لَهُ، فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "لَا شَيْءَ لَهُ" ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا، وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ"، وأن الإنسان مرتهن بعمله عند ربه (عز وجل)، إما أن يقبله وإما أن يردَّه، والعمل المردود سبب من أسباب هلاك صاحبه؛ لأنه قصد به رضا الناس لينال مدحهم وثناءهم عليه، فكان كما قال ربنا سبحانه : "وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا" فكل ما عملوا في الدنيا من عمل صالح أصبح هباء منثورًا، لا قيمة له ولا وزن له؛ لأنه لم يقم على الإخلاص لله رب العالمين، ففي الحديث عن أبي موسى الأشعري (رضي الله عنه) قال : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَقَالَ : الرَّجُلُ يُقَاتِلُ حَمِيَّةً (أي : من أجل العصبية والدفاع عن عشيرته ولو بالباطل)، وَيُقَاتِلُ شَجَاعَةً (أي : يقاتل من أجل أن يقال عنه : إنه شجاع)، وَيُقَاتِلُ رِيَاءً (أي يقاتل من أجل رضا الناس وثنائهم عليه وليس من أجل الله تعالى)، فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ : "مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيََ الْعُلْيَا، فَهْوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، وأن الله تعالى لا ينظر إلى كثرة الأعمال أو قلتها بقدر ما ينظر إلى قيمة الإخلاص فيها، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): « إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ ». وفي رواية: « إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ وَلاَ إِلَى صُوَرِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ » وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ إِلَى صَدْرِهِ فالعاقل الفطن هو الذي يخلص النية لله (تبارك وتعالى) لأنّ الناس لا ينفعونه بشيء إذا راءى لهم بل هو الخاسر يوم القيامة.

وفي كلمته، أكد الدكتور عمرو مصطفى، مدير عام المتابعة والتقييم، أن الأمة المحمدية استقبلت من الأوامر الإلهية التي تجعل من حركات أفرادها وسكناتهم، وأقوالهم وأفعالهم مناطًا للإخلاص لله تعالى، فخاطبهم ربنا بقوله : " قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ"، وقال أيضًا : " هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، فألزمت الآيات الحبيب (صلى الله عليه وسلم) هو وأمته بالتحلي بصفة الإخلاص التي هي مناط قبول الأعمال عند الله تعالى، الإخلاص من القيم التي عليها مدار الأعمال، فالأعمال صور قائمة وأرواحها وجود سر الإخلاص فيها، وأن الإخلاص من الأشياء العزيزة التي يغفل عنها الناس، فإذا عمل الإنسان عملًا رأى فيه شيئًا يعجبه من نفسه فعليه أن يستعيد نيته مخلصًا لله (تبارك وتعالى) مسلِّمًا أمره لربه، وأن الإخلاص من أهم الأخلاق التي جاء بها الإسلام وبه يبتغي الإنسان وجه ربه تعالى في كل شيء يتصل به، في حركاته وسكناته، في أفعاله وأقواله، وقد أمر ربنا سبحانه وتعالى الأمم السابقة بالتعبد له بهذه الصفة، فقال سبحانه : "ومَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ "، كما مدح رب العزة ( جل وعلا) نبينا (صلى الله عليه وسلم) عند بعثته بالإخلاص، ومدح به الأمة المحمدية، فقال تعالى : "إِنَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الكتاب بالْحَقِّ فَاعْبُدِ الله مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ"، وقال أيضًا في محكم آياته: " قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، فدلت الآيات الكريمات وغيرها من آيات ربنا في قرآنه أن أقوال الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأفعاله وتعبده كانت ابتغاءً لوجهه سبحانه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رئيس القطاع الديني الإخلاص الأوقاف صلى الله علیه وسلم لله تعالى ى الله ع من أجل

إقرأ أيضاً:

أعمال العشر من ذي الحجة.. ماذا تفعل في هذه الأيام؟

ورد عن العشر من ذي الحجة، قول النبي الكريم (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد).

هل يجوز صيام بعض أيام العشر من ذي الحجة وليس كلها؟.. الإفتاء توضحما أسباب صيام عشر من ذي الحجة 2025؟.. بها تفوز بـ11 جائزةأعمال العشر من ذي الحجة

وعن أعمال العشر من ذي الحجة، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس، و صيام يوم عرفة: وقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: «صيام يوم عرفة أحتسب على اللّه أن يكفّر السّنة الّتي قبله والسّنة الّتي بعده» رواه مسلم.

كما يندرج في أعمال العشر من ذي الحجة، كثرة الذكر والدعاء، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له» (موطأ مالك).

وتشمل أعمال العشر من ذي الحجة، أمهات العبادات في الإسلام، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا تأتي هذه العبادات في غيرها من أيام العام.

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَىٰ اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ العَشْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: «وَلا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» أخرجه الترمذي وأيامه هي الأيام المعلومات المقصودة في الآية الكريمة: {لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ...} [الحج: 28]؛ فهي أيام شهر ذي الحجة.

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ -أي عشر ذي الحجة-، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ «قول: لا إله إلا الله» وَالتَّكْبِيرِ «قول: الله أكبر» وَالتَّحْمِيدِ «قول: الحمد لله». [أخرجه أحمد في مُسنده].

بينت العديد من الأحاديث النبوية فضل العمل الصالح في العشر الأوائل من ذي الحجة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-، ومنها: قَوْله: «ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ»؛ إذ دل الحديث على أن العَشر من ذي الحِجة أفضل أيام السنة، وأجمع الكثير من المفسرين على أن الليالي العشر التي ذكرت في قوله تعالى «وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ»، هي العشر من ذى الحجة.

ومن فضل العشر من ذي الحجة أن العمل الصالح في الأيام العشر من ذي الحجة أحب إلى الله من العمل في غيرها من أيّام السنة، وقوله -صلى الله عليه وسلم- في حديثٍ آخر: «ما من عملٍ أزكى عند اللهِ ولا أعظمَ أجرًا من خيرٍ يعملُه في عَشرِ الأَضحى»،وقوله أيضًا: «ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ».

طباعة شارك العشر من ذي الحجة فضل العشر الأوائل من ذي الحجة فضل العشر من ذي الحجة أعمال العشر من ذي الحجة فضل العشر الأوائل ماذا حدث في العشر الأوائل من ذي الحجة عشر ذي الحجة 2025 ماذا تفعل في أيام العشر من ذي الحجة

مقالات مشابهة

  • رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف يلتقي قيادات الدعوة بالدقهلية
  • وزير الأوقاف يناقش مع محافظ حلب سبل تعزيز التعاون في العمل الدعوي والخدمي
  • صلاة الشكر .. حكمها ودعائها وشروط صحتها
  • فضل صلاة الضحى.. فوائد عظيمة اغتنمها ولا تتكاسل عن أدائها
  • المملكة تدين تصعيد الاحتلال الإسرائيلي العسكري بشمال وجنوب غزة
  • ما حكم الوقوف بعرفة للحائض والجنب؟.. الإفتاء تجيب
  • أسامة فخري: بر الوالدين يعادل ثواب الحج والعمرة والجهاد
  • أعمال العشر من ذي الحجة.. ماذا تفعل في هذه الأيام؟
  • هل هناك فرق بين سجود وصلاة الشكر؟.. دار الإفتاء تجيب
  • حرم المرحوم شفيق عبنده في ذمة الله تعالى