أعلنت روسيا إسقاط عدد من المسيرات الأوكرانية فوق موسكو والقرم، وفي حين تحدثت كييف عن تقدم ميداني قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن الهجوم الأوكراني المضاد "فاشل تماما"، ولم يحقق أهدافه بعد 3 أشهر.

فعلى الصعيد الميداني، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها دمرت طائرة مسيّرة أوكرانية في أجواء القرم، كما أسقطت دفاعاتها الجوية 3 مسيّرات أخرى في منطقة إسترا بموسكو ومنطقة كالوغا صباح اليوم الثلاثاء، مؤكدةً أنها كانت تستهدف العاصمة موسكو.

وأفادت الوزارة -عبر تطبيق تليغرام- بأنها دمرت مسيّرة كانت تحلق فوق منطقة كالوغا، فوق منطقة أقرب إلى موسكو هي إسترا، في حين دمّرت الثانية شمال غرب العاصمة فوق منطقة إسترينسكي، ودمرت الثالثة فوق منطقة تفير (شمال غرب موسكو).

وقال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين -عبر تليغرام- إنه لم تقع أي إصابات وفق المعلومات الأولية، مضيفا أن قوات الدفاع الجوي دمرت طائرات مسيّرة كانت تحاول شن هجوم على موسكو.

وتعرضت موسكو بشكل متكرر لهجمات بطائرات مسيّرة أوكرانية في الأسابيع الأخيرة، وفقا للسلطات الروسية؛ مما تسبب في تعطيل رحلات جوية من موسكو وإليها.

وفي هجوم آخر، قتل مدني اليوم الثلاثاء، كما أصيبت امرأة بشظايا في قصف نُسب إلى القوات الأوكرانية واستهدف قرية روسية حدودية مع أوكرانيا، وفق ما أفاد به حاكم منطقة بيلغورود الجنوبية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية -على تطبيق تليغرام- إن الدفاعات الجوية اعترضت طائرة مسيرة أوكرانية فوق منطقة بيلغورود اليوم الثلاثاء.

وفي الأشهر الأخيرة، تعرضت هذه المنطقة في غرب روسيا لقصف مدفعي وبمسيّرات، فضلا عن عمليات توغل لمقاتلين روس موالين لكييف.


مسيرة أسترالية

في إطار آخر، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن طائرة مسيرة أسترالية استخدمت لضرب أهداف في روسيا.

واتهمت المتحدثة الحكومة الأسترالية بأنها "تسهم بحماس في الحملة المناهضة لروسيا الموجهة من واشنطن"، بينما تحاول أن تخفي "الظروف التي لا تحسد عليها عن الرأي العام، والتي تشير إلى تزايد تورط أستراليا في الصراع بأوكرانيا".

تقدم أوكراني ميداني

في المقابل، قال الجيش الأوكراني إنه حقق تقدما على محور بلدة نوفوبروكوبيفكا باتجاه مليتوبول (جنوب)، مضيفا أنه صدّ هجوما روسيا على محور ليمان.

وأوضح الجيش الأوكراني أن القوات الروسية شنّت هجوما وصفته بالفاشل في مقاطعتي نوفويهوريفكا وبيلوغوريفكا بمنطقة لوغانسك، مؤكدا تمكنه من صد الهجمات على محور باخموت ومحور مارينكا في دونيتسك.

من ناحية أخرى، أفاد مراسل الجزيرة بأن الدفاعات الجوية الأوكرانية اعترضت 17 طائرة روسية مسيرة كانت تحاول مهاجمة موانئ أوديسا مساء أمس.

وقال حاكم أوديسا إن الهجوم أسفر عن تدمير مخازن للحبوب ومنشآت إنتاجية في "ميناء إسماعيل"، وهو أحد ميناءين رئيسيين لتصدير الحبوب على نهر الدانوب.


هجوم مضاد "فاشل"

على الناحية الأخرى، قال وزير الدفاع الروسي اليوم الثلاثاء إن الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا "فاشل تماما"، ولكنه ذكر أن الوضع محتدم في جزء من منطقة زاباروجيا الخاضعة لسيطرة موسكو في جنوب البلاد.

ونقلت وزارة الدفاع عن شويغو قوله إن "القوات المسلحة الأوكرانية لم تحقق أهدافها على أي جبهة"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن "الوضع الأكثر احتداما هو على جبهة زاباروجيا".

وتابع أن "العدو أشرك كتائب من الاحتياطي الإستراتيجي لديه التي تدرب أفرادها على أيدي مدربين غربيين".

كما أعلن شويغو اليوم الثلاثاء أن الدفاعات الروسية الجوية أسقطت أكثر من ألف مسيّرة أوكرانية في أغسطس/آب الماضي، مشيرا إلى أن كييف دفعت بألوية الاحتياط الإستراتيجي إلى محور زاباروجيا حيث يشتد التوتر.

وأضاف أن أوكرانيا تستغل موانئها في البحر الأسود لتصنيع المسيّرات وشن هجمات على البنية التحتية الروسية، مؤكدا أن القوات الروسية ستواصل استهداف هذه المنشآت.

إصلاح بنية كييف التحتية

على صعيد آخر، تنهمك كييف في إصلاح البنى التحتية استعدادا لفصل الشتاء، حيث توجه رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو اليوم الثلاثاء إلى موقع بناء على ضفة نهر دنيبرو لتفقد أعمال التجديد في شبكة التدفئة في حي بوديل (وسط العاصمة الأوكرانية)، مؤكدا أن "الأمر سيكون صعبا".

وحسب كليتشكو، فإن "أكثر من 60% من البنية التحتية (للطاقة) في المدينة تضررت" العام الماضي، بعد أن تم استهداف كييف على نطاق واسع بحملة قصف متواصلة من قبل الجيش الروسي لتدمير مواقع أوكرانية "أساسية".

وبين أكتوبر/تشرين الأول 2022 ومارس/آذار 2023، قصفت روسيا البنى التحتية الأوكرانية؛ مما تسبب في انقطاع الكهرباء والمياه والتدفئة، وتوقفت هذه الضربات منذ ذلك الحين من الجانب الروسي، لكن الأضرار كبيرة وقد يستغرق الأمر أسابيع -أو شهورا- لإصلاح البنى التحتية المتضررة وإعادة تشغيلها مرة أخرى، حسب رئيس بلدية كييف.

ضحايا الذخائر العنقودية

وفي إطار آخر، ذكر تحالف منظمات غير حكومية أن أوكرانيا سجلت أكثر من 900 قتيل وجريح جراء انفجار ذخائر عنقودية عام 2022؛ ليرتفع بذلك إلى مستوى قياسي عدد ضحايا هذه الذخائر في العالم، مع استخدام روسيا لها في حربها بأوكرانيا.

وقال تحالف الذخائر العنقودية -في تقريره السنوي- إن روسيا، ومنذ شنت الحرب على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، استخدمت "على نطاق واسع" مخزونا من الذخائر العنقودية القديمة والذخائر المطورة حديثا، كما استخدمت القوات الأوكرانية هذه الأسلحة "بدرجة أقل".

وأظهر التقرير أن أوكرانيا -التي لم تسجل أي ضحايا بسبب الذخائر العنقودية لعدة سنوات- سجلت 916 قتيلًا وجريحا جراء استخدام هذه الأسلحة العام الماضي، معظمهم من المدنيين، من أصل 1172 قتيلا وجريحا هم ضحايا هذه الذخائر في عام 2022 عبر العالم؛ مما يجعله أعلى رقم سنوي منذ بدأ التحالف إصدار أرقام عام 2010، حسب التقرير.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الذخائر العنقودیة الیوم الثلاثاء الدفاع الروسی فوق منطقة

إقرأ أيضاً:

تصعيد ميداني ومباحثات.. هل يبدد ترامب خلافات روسيا وأوكرانيا؟

رغم التصعيد الميداني بين روسيا وأوكرانيا وتباين حسابات الأطراف المختلفة، فإن الإدارة الأميركية تبدي بشأن المباحثات التي تقودها مع طرفي الحرب، وتقول على لسان مفاوضيها ووزارة خارجيتها إنها تحرز تقدما، ولا تستبعد إمكانية التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب.

وقالت الخارجية الأميركية -في بيان لها- إن المفاوضين الأميركيين والأوكرانيين اتفقوا خلال مباحثات في ميامي بولاية فلوريدا على أن "التقدم الحقيقي نحو أي اتفاق للسلام يعتمد على استعداد روسيا لإظهار التزام جاد بسلام طويل الأمد، بما في ذلك خطوات لخفض التصعيد ووقف إطلاق النار".

ومن جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه وافق على الخطوات والإطار الذي ستجري فيه المباحثات مع الولايات المتحدة بشأن التوصل لاتفاق سلام ينهي الحرب مع روسيا.

وفي المقابل، أكد مساعد للرئيس الروسي أن موسكو وواشنطن تتقدمان في المفاوضات بشأن إنهاء الحرب على أوكرانيا، مشيرا إلى أن قمة مرتقبة بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب قد تكون قريبة.

ويرجع المحلل الإستراتيجي في الحزب الجمهوري أدولفو فرانكو -في حديثه لحلقة (2025/12/6) من برنامج "ما وراء الخبر"- أسباب التفاؤل الأميركي إلى استمرار المباحثات الأميركية مع كل من روسيا وأوكرانيا واستعدادهما للانخراط في ما وصفها بمحادثات مستمرة وبناءة، إضافة إلى أن الخطة الأميركية بشأن أوكرانيا "ملموسة"، رغم أن الجانب الأوكراني يمكنه تعديلها، حسب قوله.

ومن جهتها، تعتبر الباحثة في المركز الأوكراني للأمن والتعاون أوليشيا هورياينوفا أن تغريدة الرئيس الأوكراني اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي، التي وصف فيها المباحثات الجارية في ميامي مع الأميركيين بالإيجابية جدا، تعطي إشارة بأن الأمور تسير على ما يرام، وقالت إن بلادها تريد التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى سلام دائم.

إعلان

وفي المقابل، لا يرى الطرف الروسي ما تراه أوكرانيا، وهو ما عبّر عنه المحلل السياسي رولاند بيدزاموف، الذي قال -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- إن الولايات المتحدة تعطي إشارات متضاربة، وإنها تريد تسوية النزاع وحماية أوكرانيا مع إبقاء التوتر قائما بين روسيا وأوروبا، لتبقى هي المراقبة والمسيطرة.

وفي تعليقه على القمة المرتقبة بين بوتين وترامب، حسبما كشف عنه مساعد للرئيس الروسي، أوضح بيدزاموف أن تقدما أُحرز خلال المباحثات التي جرت مؤخرا بين بوتين والمبعوثين الأميركيين ستيفن ويتكوف وجاريد كوشنر (صهر ترامب)، مشيرا إلى أن هذه المباحثات كانت لها صبغة اقتصادية، وأن بلاده جاهزة لإبداء مرونة بشأن مطالب الأميركيين في هذا الشأن.

تصعيد ميداني

ويذكر أن الحديث عن وجود تقدم في المباحثات التي تجريها الإدارة الأميركية مع طرفي الحرب يتزامن مع تصعيد ميداني من الطرفين، روسيا وأوكرانيا.

وفي هذا السياق، يرى بيدزاموف أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق بين كييف وموسكو في ظل استمرار الحرب بينهما، ويقول إن الجانبين يشنان الضربات ضد بعضهما بعضا، وإن "أوكرانيا أيضا تضرب الموانئ والسفن الروسية".

في حين اتهمت هورياينوفا روسيا باستهداف البنى التحتية المدنية الأساسية وكذلك السكك الحديد وغيرها من الأهداف، وقالت بدورها إن "أوكرانيا تدافع عن نفسها وتحاول إضعاف روسيا".

كما يتهم فرانكو روسيا بشن هجوم واسع على أوكرانيا لتحقيق مكاسب ميدانية خلال المحادثات الجارية لإنهاء الحرب، لافتا إلى أن روسيا باتت تضرب غرب أوكرانيا وتستهدف محطات الكهرباء والطاقة في محاولة للقضاء -حسب رأيه- على معنويات الشعب الأوكراني لدفعه للتأثير على حكومته حتى تبرم الاتفاق مع روسيا.

وبشأن الدور الأوروبي في المباحثات الجارية، يقول فرانكو إن الرئيس ترامب يصغي لأوروبا، لكنه لا يريدها أن تتدخل.

ويطالب القادة الأوروبيون الرئيس الأوكراني بعدم الرضوخ لمطالب روسيا دون التزامات أمنية أميركية. ونسبت صحيفة "وول ستريت جورنال" في وقت سابق إلى مسؤولين أوروبيين القول إن مسؤولين في وزارة الحرب الأميركية أعدوا خططا بشأن تعهدات أمنية محتملة من واشنطن، ولكن لم يُتخذ قرار سياسي بشأن الالتزام بها.

مقالات مشابهة

  • إصابة سبعة أشخاص بضربات مسيرات على سومي الأوكرانية
  • الدفاع الروسية: إسقاط 77 مسيرة أوكرانية غربي البلاد
  • روسيا تعلن إسقاط 77 مسيّرة أوكرانية خلال الليل عبر عدة مقاطعات
  • بكين وموسكو تجريان مناورات عسكرية مشتركة مضادة للصواريخ على الأراضي الروسية
  • الدفاع الروسية: إسقاط 77 طائرة مسيرة أوكرانية فوق عدة مقاطعات روسية خلال الليلة الماضية
  • تقدم بالمباحثات الأميركية الأوكرانية وأوروبا قلقة من مكافأة روسيا
  • تصعيد ميداني ومباحثات.. هل يبدد ترامب خلافات روسيا وأوكرانيا؟
  • الدفاع الروسية تؤكد إسقاط 116 مسيرة أوكرانية
  • هجوم روسي بالمسيرات يستهدف محطة قطارات في بلدة فاستيف جنوبي كييف
  • الكرملين :موسكو تأمل في تسارع المفاوضات بشأن التسوية الأوكرانية