الحرة:
2025-12-14@19:47:58 GMT

أسباب الأزمة العقارية في الصين.. وإلى أين تتجه؟

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

أسباب الأزمة العقارية في الصين.. وإلى أين تتجه؟

بعد نحو عامين من تخلف شركة "إيفرغراند" الصينية، أكبر مطور عقاري في الصين، عن السداد في عام 2021، توجهت الأنظار نحو لاعب رئيسي آخر في هذا السوق، شركة "كانتري غاردن" التي باتت في وضع مماثل.

وتباطأ سوق العقارات في الصين بشكل كبير في الأشهر الستة الأولى من العام، إذ شهدت البلاد حالات تخلف عن السداد جديدة ما يعكس أزمة القطاع العقاري الذي يعاني بالأساس من تبعات تفشي فيروس كورونا بسبب قيود الإغلاق وتباطؤ الاقتصاد.

وسوق العقارات هو العمود الفقري للاقتصاد الصيني، ومصدر الاستثمار الرئيسي للعديد من الأسر الصينية، لذلك فإن أي مشكلة يعاني منها القطاع تؤثر على المجتمع بأكمله وربما العالم.

ماذا حدث؟

وتشرح نيويورك تايمز أنه على مدى العقود الثلاثة الماضية، ومع ارتفاع عدد سكان الصين وتدفق سكانها على المدن بحثا عن الفرص الاقتصادية، حدثت طفرة في سوق العقارات وفرت ملايين الوظائف والمدخرات للأسر، واليوم، يمثل هذا القطاع أكثر من ربع إجمالي النشاط الاقتصادي تقريبا.

ومنذ تكشفت أزمة ديون القطاع في منتصف عام 2021، أدى ذلك إلى وجود العديد من المنازل غير المكتملة، وعدم دفع مستحقات الدائنين، الذين هم ليسوا مؤسسات مالية فحسب، بل هم أيضا أشخاص عاديون.

وتقول نيويورك تايمز إن الأزمة حدثت بعد سنوات من الاقتراض المفرط وطفرة البناء، فقد سمحت الهيئات التنظيمية للمطورين بالاقتراض دون حدود لعقود من الزمن، ثم تدخلت الحكومة فجأة في عام 2020 لتقييد وصول أكبر الشركات العقارية إلى الأموال، ما أدى إلى نقص السيولة لدى هذه الشركات.

وتقول "سي أن بي سي" إن الحكومة وضعت أكثر من 100 لائحة تنظم عمل الشركات التي جمعت أموالا ضخمة عبر صناديق الأسهم والاقتراض والاكتتابات العامة، ووضعت هذه القوانين سقفا صارما للاقتراض.

وبدأت الشركات في الانهيار الواحدة تلو الأخرى، لأنها لم تتمكن من دفع فواتيرها. وقد تخلف أكثر من 50 مطورا عن السداد أو فشلوا في سداد أقساط الديون في السنوات الثلاث الماضية، وفقا لوكالة التصنيف الائتماني ستاندرد آند بورز.

ومنذ ظهور أزمة ديون القطاع في منتصف عام 2021، تعثرت الشركات التي تمثل 40 في المئة من مبيعات المنازل الصينية، ومعظمها من شركات تطوير العقارات الخاصة، وفقا لرويترز.

وكانت إيفرغراند واحدة من أكثر الشركات تضررا، إذ اقترضت ما يزيد عن 300 مليار دولار، من بينها 19 مليار دولار من السندات الخارجية المقومة بالدولار الأميركي.

وأثارت هذه التطورات مخاوف مشتري المنازل، وفي يوليو، انخفضت مبيعات المنازل الجديدة لدى أكبر 100 شركة تطوير في الصين بنسبة 33 في المئة مقارنة بالعام السابق.

وانخفضت مبيعات الشقق غير المكتملة لشركة "كانتري غاردن" بأكثر من 50 في المئة في شهري يونيو ويوليو، وهو ضعف معدل الانخفاض في الأشهر الخمسة السابقة.

وفي أغسطس الماضي، تخلفت الشركة عن سداد مدفوعات الفائدة، ما يشير إلى أنها أيضا معرضة لخطر الانهيار المالي، مع ديون بقيمة 187 مليار دولار. 

وتخلف المجموعة عن السداد سيكون له وقع الصدمة في الأسواق. وفي حين أن إجمالي التزامات الشركة البالغة 1.4 تريليون يوان (191.7 مليار دولار) لا يتجاوز 59 في المئة من التزامات شركة إيفرغراند، إلا أنها تمتلك 3121 مشروعا في جميع مقاطعات الصين، مقارنة بحوالي 800 مشروع لشركة إيفرغراند.

وفي أواخر الشهر الماضي، تراجعت أسهم إيفرغراند بنسبة 80 في المئة تقريبا. والشهر الماضي، نشرت الشركة أرباحها لعامي 2021 و2022 وأظهرت خسارة صافية تزيد عن 113 مليار دولار خلال فترة العامين. 

تداعيات في الداخل

في عام 2022، شكلت صناعة العقارات 13 في المئة من إجمالي الإنتاج، ووظفت بشكل مباشر 11 في المئة من العاملين، وفق يورومونيتور إنترناشونال نقلا عن بيانات رسمية.

وتشير البيانات إلى انخفاض الاستثمار العقاري في الصين بنسبة 8.5 في المئة خلال الفترة من يناير إلى يوليو 2023، في حين انخفضت عمليات البناء الجديدة بنسبة 25 في المئة تقريبا. 

وانخفض الطلب على شراء العقارات، حيث تظهر بيانات بنك الشعب الصيني أن حجم القروض الصادرة للأسر، والتي تتكون في الغالب من الرهون العقارية، انخفض بمقدار 200.7 مليار يوان صيني في يوليو 2023.

وتراجع إنفاق المستهلكين يعود جزئيا إلى انخفاض أسعار المساكن الذي أثر على مدخراتهم، ويرتبط معظمها بالعقارات.

والوظائف المرتبطة بالإسكان والتي كانت متوفرة بكثرة في السابق مثل البناء، وتنسيق الحدائق، والطلاء، بدأت في التلاشي أيضا، وفق نيويورك تايمز.

ومع الضعف الشديد لمبيعات المنازل، فإن أزمة الديون قد تؤخر تعافي كل من سوق العقارات والاقتصاد الصيني الأوسع، إذ تشكل العقارات ركيزة أساسية له، وفق نيويورك تايمز.

وإزاء هذه الأزمة، اضطرت الحكومات المحلية، التي تعتمد على أرباح مبيعات الأراضي للمطورين إلى تقليص الخدمات العامة.

وبات مشترو المنازل أكثر حذرا تجاه العلامات التجارية الخاصة، وقد تتعرض أسعار المنازل في العديد من المناطق لضغوط أكبر إذا لجأت "كانتري غاردن" إلى البيع بسعر بخس لجمع الأموال.

وفي ظل هذا الوضع، أقرت الصين بأن تعافي ثاني أكبر اقتصاد عالمي في مرحلة ما بعد الجائحة سيكون "صعبا"، وحددت النمو المستهدف لاقتصاد البلاد هذا العام بنحو 5 في المئة.

وقال المكتب السياسي للحزب الشيوعي برئاسة، شي جين بينغ، أواخر يوليو إن "العملية الاقتصادية الراهنة تواجه صعوبات وتحديات جديدة، تعود بشكل رئيسي إلى الطلب المحلي غير الكافي، والصعوبات التشغيلية لبعض الشركات، والمخاطر المرتفعة والأخطار المخفية في قطاعات أساسية، وبيئة خارجية معقّدة وحادّة"، وفق محطة "سي سي تي في" العامة.

ويأمل العديد من المحللين أن تطرح بكين إجراءات جذرية لوقف دوامة الهبوط. ومع ذلك، يشكك بعض المحللين في الأدوات التي يمكن أن تستخدمها بكين مع رغبتها في التوازن بين تقديم الدعم لسوق الإسكان ومراقبة الديون، وفق رويترز.

تداعيات على العالم

ويمثل قطاع العقارات في الصين أكثر من نصف مبيعات المنازل الجديدة وبناء المنازل على مستوى العالم، وهو أكبر فئة من الأصول في العالم، حيث تقدر قيمته السوقية بنحو 62 تريليون دولار.

لكن خبراء السوق عموما لا يعتقدون أن الصين على حافة حدوث أزمة مالية على غرار تلك التي شهدها الاقتصاد الأميركي عندما تحولت أزمة بنك الاستثمار ليمان براذرز، في عام 2008، إلى أسوأ أزمة اقتصادية في العالم وتردد صداها لسنوات.

وقالت وول ستريت جورنال في تقرير سابق إن محللين يخشون من أن "لحظة ليمان براذرز" في الصين تلوح في الأفق". لكن شياو شي تشانغ، المحللة المالية في شركة جافيكال للأبحاث، قالت إن "اليقظة التنظيمية" لبكين تجعل مثل هذه النتيجة غير محتملة.

وقال باتريك أرتوس، كبير الاقتصاديين في ناتيكسيس لصحيفة لوموند الفرنسية في نسختها الإنكليزية: "لن يكون هناك تأثير ليمان. ستكون هذه خسائر رأسمالية للمستثمرين"، لكنه أقر بأنه من الصعب للغاية معرفة من الذي يتحمل ديون شركة "كانتري غاردن".

وقدرت دراسة أجراها البنك المركزي الأوروبي في عام 2022 أنه في ظل سياسة السوق المغلقة في الصين، فإن تأثير الصدمة هناك على أسواق الأسهم العالمية سيكون له نصف تأثير الصدمة في الولايات المتحدة.

 ومن ناحية أخرى، فإن التأثير سيكون أكبر على أسواق الطاقة والمواد الخام، حيث تستهلك الصين، على سبيل المثال، 56 في المئة من النحاس في العالم.

تباطؤ اقتصاد الصين.. هل يؤثر على بقية العالم؟ لا تزال الصين تعمل على الوفاء بتوقعاتها للنمو الاقتصادي عقب إنهاء قيود الإغلاق الصارمة للحد من تفشي فيروس كورونا والمعروفة باسم "صفر كوفيد".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: مبیعات المنازل نیویورک تایمز کانتری غاردن ملیار دولار فی المئة من عن السداد فی الصین أکثر من فی عام

إقرأ أيضاً:

الصين تطلق موسم التنس مبكرا.. نجوم العالم يشعلون شينزن وماكاو قبل 2026

تتحول بطولات التنس الاستعراضية في آسيا الى محطة حاسمة لاختبار الجاهزية الفنية والبدنية لكبار اللاعبين واللاعبات، حيث يكشف المشهد الرياضي في الصين عن تحركات مبكرة ومؤثرة قبل انطلاق موسم التنس الجديد، وذلك عبر فعاليتين بارزتين في شينزن وماكاو داخل الاراضي الصينية وبمشاركة أسماء تتصدر التصنيفات العالمية وتملك ثقلا تنافسيا واضحا

الصين تحتضن بطولات التنس الاستعراضية في آسيا استعدادا لموسم 2026

يبرز الحراك المتصاعد لبطولات التنس الاستعراضية في آسيا باعتباره جزءا من الاستعداد العملي لموسم 2026 حيث تستضيف الصين فعاليتين كبيرتين بعد أعياد الميلاد مباشرة وتحديدا في مدينتي شينزن وماكاو وهو ما يمنح اللاعبين فرصة ضبط الإيقاع التنافسي قبل العودة الرسمية للملاعب وتظهر بطولات التنس الاستعراضية في آسيا كمنصة فنية لاختبار الخطط والشراكات دون ضغوط النقاط

تنطلق أولى هذه الفعاليات في مدينة شينزن الصينية عبر بطولة World Tennis Continental Cup التي تقام بمشاركة أربعة لاعبين من رابطة المحترفين ATP وأربعة لاعبات من رابطة المحترفات WTA وتعتمد البطولة على نظام الفرق حيث يتواجه فريق أوروبا مع فريق العالم في منافسات فردي وزوجي مختلط وهو نظام يمنح اللقاءات طابعا سريعا وتنافسيا متنوعا

يواجه فريق أوروبا فريق العالم في شينزن الصينية

يضم فريق العالم لاعبين بارزين يتقدمهم الصينيان Wang Xinyu و Zhang Zhizhen إلى جانب الروسي Andrey Rublev والكازاخستانية Elena Rybakina بينما يمثل فريق أوروبا الفرنسي Arthur Fils والسويسرية Belinda Bencic والإيطالي Flavio Cobolli المصنف كبطل كأس ديفيز إضافة إلى المصنفة الأولى عالميا Iga Swiatek التي تشكل الاسم الأبرز في الحدث

يؤكد وجود Iga Swiatek و Elena Rybakina على قوة المنافسات النسائية داخل بطولات التنس الاستعراضية في آسيا حيث تعرف اللاعبتان بالثبات الفني والقدرة على السيطرة في الفردي والزوجي وتعتمد Swiatek على الكثافة التكتيكية العالية بينما ترتكز Rybakina على القوة الهجومية المباشرة وهو ما يمنح المباريات بعدا تحليليا مهما للأجهزة الفنية

يعكس الحضور الرجالي تنوعا بين الخبرة والطموح حيث يمثل Arthur Fils جيلا فرنسيا صاعدا يتميز بالجرأة والمرونة الفنية بينما يدخل Flavio Cobolli المنافسات وهو يحمل صفة بطل كأس ديفيز لإيطاليا ويضيف Andrey Rublev ثقلا تنافسيا واضحا بخبرته الطويلة وقوة ضرباته ويمنح Wang Xinyu و Zhang Zhizhen الجمهور الصيني فرصة متابعة نجوم محليين أمام نخبة عالمية داخل الصين

تشكل بطولة شينزن أكثر من مجرد مباريات استعراضية إذ تعمل كمختبر فني لقياس الجاهزية وبناء الانسجام في الزوجي وتقييم الاستراتيجيات قبل موسم 2026 وهو ما يرفع القيمة العملية لبطولات التنس الاستعراضية في آسيا ويجعلها محطة أساسية في روزنامة الإعداد

تستضيف ماكاو الصينية بطولة كبرى في ديسمبر

تحتضن مدينة ماكاو التابعة للصين فعالية MGM Macau Tennis Masters 2025 في أواخر ديسمبر بمشاركة أسماء بارزة من الرجال والسيدات حيث يشارك في منافسات ATP كل من Jack Draper العائد من الإصابة و Jakub Mensik أحد أبرز مواهب Next Gen و Alejandro Davidovich Fokina إلى جانب الصيني الصاعد Juncheng Shang

تجمع منافسات السيدات في ماكاو بين الخبرة والتجدد عبر مشاركة Li Na التي تشغل حاليا منصب مديرة بطولة في هونج كونج إلى جانب البطلة السابقة Conchita Martinez والموهبة الصاعدة Mirra Andreeva واللاعبة Alexandra Eala التي حققت اختراقا لافتا خلال 2025 وهو ما يعزز مكانة بطولات التنس الاستعراضية في آسيا داخل الصين

توضح هذه الفعاليات حجم التوسع الذي تشهده القارة الآسيوية في استضافة التنس العالمي حيث تقام في الصين بطولات WTA في ووهان وبطولات ATP في بكين وشنغهاي وهونج كونج إضافة إلى هذه البطولات الاستعراضية التي تخدم التحضير الفني وتوسيع قاعدة المتابعة

تبرز أهمية بطولات التنس الاستعراضية في آسيا رغم غياب نقاط التصنيف باعتبارها أدوات تكتيكية وتسويقية يعتمد عليها اللاعبون لاختبار الأساليب وبناء اللياقة التنافسية دون ضغط النتائج الرسمية وتمنح الجماهير فرصة متابعة نجوم الصف الأول خارج الإطار التقليدي للجولات

تمثل هذه البطولات جسرا فعليا بين فترة الإعداد الشتوي وبداية المنافسات الرسمية في يناير وتؤكد دور الصين كمركز محوري في خريطة التنس العالمي مع الحفاظ على الطابع التحليلي والتنافسي الكامل لكل مباراة

تشيلي على حافة الزلزال السياسي وصعود اليمين يحبس الانفاس رصاص على الرمال الأسترالية يحول شاطئ بوندي إلى ساحة دم ونار ميسي يحرق المدرجات في الهند وغضب جماهيري يسيطر على كلكتا زلزال جماهيري يهز ملعب كولكاتا بعد زيارة ميسي للهند “تعليم أسيوط” تنفذ ورشة عمل لمسؤولي البرامج العلاجية للطلاب ضعاف التحصيل إصابة 5 عمال إثر انقلاب تروسيكل في ترعة بمركز الوقف شمال قنا تصادم سيارتين على الطريق الدولي الساحلي في شمال سيناء وإصابات متفاوتة تفاصيل انهيار عقار بولاق الدكرور يهز الجيزة وإصابات وخسائر تفاصيل انهيار منزل بالأقصر يحصد أسرة كاملة مستشفى سوهاج العام يستقبل طفلين مصابين في حادثين منفصلين

مقالات مشابهة

  • أكبر 9 دول منتجة ومصدرة ومستوردة لليورانيوم في العالم.. ماذا عن العرب؟
  • "اليوم" تسلط الضوء على أكبر واحة للمياه في العالم.. مناطق مخصصة للابتكار
  • الصين تطلق موسم التنس مبكرا.. نجوم العالم يشعلون شينزن وماكاو قبل 2026
  • أزمة مصطفى كامل وعاطف إمام تتجه للقضاء| محامي الموسيقار يهاجم الموسيقيين
  • كيف حققت الصين فائضا تجاريا مع العالم بقيمة تريليون دولار؟
  • الدولية للهجرة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم
  • الهجرة الدولية: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
  • الصين تفرض ضريبة جديدة على الواقي الذكري: قلق صحي لدى السكان
  • أوهام الازدهار العالمي.. تفكيك أسباب الفقر في عالمٍ يزداد غنى .. كتاب جديد
  • «السودان».. أكبر أزمة نزوح فى العالم..!