تعول جمهورية الهند، على قمة مجموعة العشرين التي ستعقد هذا العام في العاصمة نيودلهي، لاستعراض إمكاناتها السياحية وتاريخها الثقافي، في الوقت الذي تمثل فيه الدول الأعضاء في المجموعة نحو 70% من إجمالي قطاع السياحة العالمي.

وستمنح قمة العشرين الفرصة للهند لتحقيق أهدافها المرجوة، ليس فقط حول القضايا الاقتصادية العالمية، بل وتعريف العالم بتراثها الثقافي الغني وتقاليدها المتنوعة ومعالمها التاريخية.

 

ويشكل قطاع السياحة جزءًا مهماً من الاقتصاد الهندي ويسهم بشكل كبير في توفير فرص العمل وزيادة الإيرادات، إذ تعتبر الهند واحدة من أهم وجهات السفر السياحية في العالم بفضل تنوعها الثقافي والطبيعي والتاريخي.

وكثفت الهند خلال الأيام الماضية تعزيزاتها الهادفة لدعم القطاع السياحي، حيث طرح مترو دلهي "بطاقات السياحة الذكية" من محطات مختارة عبر مكاتب مخصصة لمدة عشرة أيام ابتداءً 4 سبتمبر الجاري، لتسهيل إجراءات الوفود القادمة والزوار الدوليين المهتمين باستكشاف الأماكن السياحية في العاصمة، لا سيما وأن "مترو دلهي" يعد أكبر شبكة مترو في البلاد، فضلا عن اتصاله بجميع الوجهات السياحية البارزة.

وسيجمع بازار الحرف اليدوية لمجموعة العشرين عناصر الحرف اليدوية من جميع أنحاء الهند تحت سقف واحد، حيث سيشهد المشاركون والسياح من جميع أنحاء العالم المهارة والحرفية للفنانين الهنود.

 

وفي شوارع نيودلهي، عمدت هيئات دلهي المدنية، المجلس البلدي لنيودلهي وبلدية دلهي، إلى اتخاذ تدابير مختلفة لتجميل المدينة أمام الزوار والسياح، حيث زينت الشوارع بقرابة نصف مليون شجرة، فيما نُشرت التماثيل بأحجام وأشكال متعددة في مختلف الأرجاء لعرض الفن والثقافة الهنديين.

أخبار ذات صلة الهند تستكمل جاهزيتها لاستضافة قمة "العشرين" «الطوارئ والأزمات» تشارك في أعمال قمة مجموعة العشرين بالهند

واستقبلت مطارات الهند الوفود والمشاركين في القمة بالإضافة إلى السياح والزوار، بمنحوتات وشعارات مضيئة لقمة العشرين، بالإضافة إلى قصاصات معلوماتية حول القمة والمناطق السياحية التي يمكن زيارتها في العاصمة نيودلهي.

وقامت شركة "مطار دلهي الدولي المحدودة" المشغلة لمطار إنديرا غاندي الدولي، بتشكيل فريق لمراقبة عمليات الوصول والمغادرة؛ لتقديم أفضل تجربة لوفود وزوار القمة الذين سيشاركون في مختلف الفعاليات في المدينة من 9 إلى 10 سبتمبر.

وتلعب مطارات الهند دوراً كبيراً في جذب السياح وتسهيل وصولهم إلى البلاد، وهو ما دفع الحكومة الهندية إلى التخطيط لإنفاق 980 مليار روبية (11.9 مليار دولار) بحلول عام 2025 لبناء وتحديث المطارات داخل البلاد، في حين من المقرّر أن يفتتح مطار "نويدا" الدولي، الذي يقع في بلدة جيوار بولاية أتر برديش الهندية، في عام 2024، ويستعد ليكون أكبر مطار في آسيا.

ومع تزايد أعداد السياح القادمين إلى العاصمة، تصدّر مطار "أنديرا غاندي" الدولي في مدينة دلهي قائمة أكثر 10 مطارات دولية ازدحامًا في العالم للمرة الأولى بعدما مر عبر بوابته 59.5 مليون مسافر في عام 2022.

وسيعقد الاجتماع الثامن عشر لمجموعة العشرين في العاصمة الهندية نيودلهي بين 9 و10 سبتمبر الجاري، وستكون هذه أول قمة لمجموعة العشرين تعقد في الهند وكذلك في جنوب آسيا.

 

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: القطاع السياحي قمة العشرين الهند فی العاصمة

إقرأ أيضاً:

في الذكرى العشرين لاحتراق طائرة قرنق: بين تحذير الغرب… ومصير سافيمبي!

استمعتُ إلى معلومة بالغة الأهمية، وردت في الحوار الذي أجراه الصديق العزيز الطاهر حسن التوم مع الدكتور أمين حسن عمر قبل أيام.

وخلال حديثه عن مفاوضات نيفاشا التي أفضت إلى انفصال الجنوب، ذكر الدكتور أمين معلومة غير مسبوقة:

أن جون قرنق كانت تربطه علاقة متوترة مع الغربيين، وكان أحيانًا يمنعهم من دخول قاعات التفاوض.

ووفقًا لما نقله د. أمين، فقد صرّح قرنق في أحد اللقاءات أن الغربيين ألمحوا له، بصورة تهديدية، بمصير الزعيم الأنغولي جوناس سافيمبي، الذي أُشيع لاحقًا أنه تم اغتياله عبر مؤامرة غربية بعد أن قرر العودة إلى العمل المسلح.

قبل عامين من احتراق طائرة قرنق، كنتُ قد كتبتُ مقالًا تناول هذه المقارنة بينه وبين سافيمبي، ضمن قراءة تحليلية لرمزية المسارات والنهايات في تجارب قادة من إفريقيا.
وفي هذه الذكرى العشرين، أعيد نشر المقال مع بعض التعديل والإضافة.
قرنق ورمزية علي عبد اللطيف ومانديلا… ونهاية سافيمبي؟!

هنالك ثلاث شخصيات في التاريخ الإفريقي المعاصر، سعت جهات موالية للحركة الشعبية وأخرى معادية لها إلى تشبيه الدكتور جون قرنق بإحداها.
المجموعات الشمالية المناصرة للحركة شبَّهته بـ علي عبد اللطيف، لذا ظهرت صورته في إعلانات “جمعة السلام” وهو يقف خلف عبد اللطيف.

أما الجنوبيون، فرأوا فيه مقابلاً سودانيًا للزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا.
وهناك من توقّع له مصيرًا شبيهًا بجوناس سافيمبي، زعيم حركة “يونيتا” الأنغولية، الذي قُتل في ظروف غامضة بعد أن انفضّ عنه الجميع.
فأيّهم كان الأقرب إليه: علي عبد اللطيف، أم مانديلا، أم سافيمبي؟
قرنق وعلي عبد اللطيف: تشابه محفوف بالمفارقة
في الإعلانات الورقية التي أطلقتها الحركة الشعبية لحشد أنصارها، ظهرت صورة قرنق يقف خلف علي عبد اللطيف، وكأنما يُراد تقديمه امتدادًا تاريخيًا لثورة 1924، من جمعية اللواء الأبيض إلى اتفاقية نيفاشا 2005.

الرسالة الضمنية كانت أن ما بين هذين التاريخين، لم يكن ذا جدوى أو اعتبار!
هذا التشبيه لم يكن جديدًا؛ فقد ظهر في مقالات وتصريحات متفرقة، وكان أبرزها إعلان تحالف عبد العزيز خالد انضمامه للحركة في 2002، مستحضرًا رمزية ثورة 1924 وأبطالها: علي عبد اللطيف، وعبيد حاج الأمين، وعبد الفضيل الماظ.

ياسر عرمان، الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية، كان من أكثر من روّج لهذا التشبيه، مؤكدًا أن اختيار علي عبد اللطيف زعيمًا لحركة اللواء الأبيض كان صفعة قوية للاستعمار البريطاني.

لكن هذا التشبيه لا يخلو من تعقيدات؛ فكثير من الجنوبيين لا يرون في عبد اللطيف رمزًا جامعًا.
فصورته لديهم إما لشخص مستلب الهوية، أو لبطل تم استغلاله من قبل النخبة العربية، ثم تُرك لمصيره في مستشفى العباسية، حيث تُوفي دون ضجيج في 29 أكتوبر 1948.
كما أن حصر رمزية قرنق في امتداد لعلي عبد اللطيف قد يُقيّده بقالب تاريخي ضيّق، ويحول دون تحوله إلى قائد قومي جامع، متجاوز للحدود الجهوية والعرقية.
قرنق ومانديلا: حلم لم يكتمل
كان الجنوبيون أكثر ميلًا لتشبيه قرنق بمانديلا، وهو ما بدا أقرب إلى وجدانه هو نفسه، نظرًا لارتباطه الرمزي بكبار الاشتراكيين الأفارقة: لوممبا، نيريري، ومانديلا.

الحركة الشعبية حاولت تقديم الصراع في السودان كصورة مكررة من نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، ولذلك استعارت كثيرًا من أدبيات تلك التجربة.
لكن الواقع السوداني مختلف.
فمانديلا بدأ بنضال سلمي، ثم انتقل إلى الكفاح المسلح بعد سنوات طويلة.

أما قرنق، فدخل الحلبة السياسية من بوابة البندقية، وظل يحتفظ بجيشه حتى بعد توقيع اتفاق السلام، تحسّبًا لأي انتكاسة.
قال مانديلا: “كنت أعرف ضد ماذا أقاتل أكثر من معرفتي بما أقاتل لأجله.”
بينما ظل قرنق يرى أن الخيار العسكري يظل قائمًا إذا ما اقتضت الظروف.

ويبقى السؤال:
هل كان قرنق سينجح في التحول من ثائر إلى رجل دولة، قادر على بناء السلام، وتسليم السلطة طواعية؟
أم كان سينضم إلى قافلة الزعماء الذين يختزلون الأوطان في كراسيهم؟
قرنق وسافيمبي: المصير الذي كان يخشاه

أما المقارنة التي تُثير أقسى الهواجس، فهي مع جوناس سافيمبي، زعيم حركة “يونيتا” في أنغولا، التي خاضت حربًا منذ 1966 ضد الحكومة، بدعم أمريكي، مستفيدة من تجارة الماس، والسيطرة على نحو 30% من البلاد.

في 1994، وقّعت “يونيتا” اتفاق سلام بضغط أمريكي، لكن سافيمبي عاد إلى العمل المسلح بعد رفض نتائج الانتخابات.

وفي 2002، اغتيل في ظروف غامضة، وتُركت جثته بلا غطاء… من قبل الحلفاء أنفسهم الذين رافقوه طويلًا!
قرنق كان يدرك هذا المصير جيدًا،
ويبدو أنه كان يتحسب له، كما نقل د. أمين حسن عمر، عندما قال إن الغربيين لوّحوا له به، إنذارًا مبطنًا:
“إياك أن تكون سافيمبي آخر!”
وقد بذل قرنق جهدًا للحفاظ على تماسك جيشه، وعدم السماح باستقطاب قادته أو تفكيك قواته.

لكنه لم يحرص بما يكفي على عدم التورط في أي سلوك قد يجعل الغرب ينقلب عليه… كما انقلب على سافيمبي.
خاتمة
هل كان قرنق يرى نفسه في مرآة عبد اللطيف، ويتطلع لأن يُقارن بمانديلا، بينما يخشى أن يُكتب له مصير سافيمبي؟

ربما كانت هذه الأسئلة تملأ ذهنه… قبل أن تسقط طائرته في جبال الأماتونج، في 30 يوليو 2005.
واليوم، بعد مرور عشرين عامًا على تلك اللحظة المفصلية، لا يزال اسمه حاضرًا بقوة.
والنقاش حول مصيره: هل كان بيد الأقدار والصدف، أم بفعل فاعل؟… لم ينتهِ بعد.

ضياء الدين بلال

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • قرار حكومي جديد لتنظيم الواردات وتمويلها.. خطوة لتعزيز استقرار الصرف وتوحيد الرقابة (تقرير)
  • إيطاليا تقدم 3 ملايين يورو لتعزيز القطاع الصحي في سوريا
  • بالفيديو... ورشة تدريبية لتعزيز استقبال المسافرين في مطار بيروت
  • توجه حكومي لتعظيم الاستفادة من الأصول السياحية المملوكة للدولة..نواب: استغلالها يعزز موارد الدولة من الحصيلة الدولارية..والشراكة مع القطاع الخاص ضرورة ملحة
  • مراسل سانا: وصول أولى رحلات شركة A Jet التركية إلى مطار حلب الدولي قادمة من مطار صبيحة في إسطنبول
  • مطار مرسى علم الدولي يستقبل 185 رحلة طيران دولية خلال أسبوع
  • في الذكرى العشرين لاحتراق طائرة قرنق: بين تحذير الغرب… ومصير سافيمبي!
  • «الجليلة» و«دبي للتحكيم الدولي» يتعاونان لتعزيز ثقافة العطاء
  • شريف عامر: مؤتمر حل الدولتين خطوة استراتيجية لتعزيز الدعم الدولي لفلسطين
  • رغم التحديات الجيوسياسية.. دعم القطاع السياحي سبب رئيسي في حجم الإقبال على مصر