أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “بنتاغون” مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 600 مليون دولار، كما دافعت عن قرارها تزويد كييف بذخائر اليورانيوم المنضّب وسط تنديد روسي.

ووفقاً لما أوردته “الجزيرة نت” أن هذه الحزمة من المساعدات الجديدة التي أعلن عنها أمس الخميس، تأتي ضمن برنامج لتمويل العقود الدفاعية طويلة الأمد، وذلك عقب زيارة وزير الخارجية الأميركي “أنتوني بلينكن” العاصمة الأوكرانية الأربعاء الماضي، وإعلانه عن مساعدات جديدة عسكرية وإنسانية بقيمة إجمالية مليار دولار.

وتشمل الحزمة الجديدة معدات لتعزيز الدفاعات الجوية وذخائر المدفعية ومعدات لإزالة الألغام وأخرى للحرب الإلكترونية، فضلا عن تمويل للتدريب والصيانة.

في الوقت نفسه، أكد البنتاغون تمسكه بتزويد أوكرانيا باليورانيوم المنضب ليكون ذخيرة لدبابات “أبرامز” التي سترسلها واشنطن إلى كييف، رغم تحذيرات الكرملين من “عواقب وخيمة” لهذه الخطوة.

وقالت “سابرينا سينغ” نائبة المتحدث باسم البنتاغون في مؤتمر صحفي أمس الخميس: هذه قذائف مضادة للدبابات ومخصصة لاختراقها، وسيتم استخدامها بشكل فعال للغاية في ساحة المعركة، كما تستعمل في دبابات “أبرامز”، وهناك عدد من الجيوش في جميع أنحاء العالم يستخدم اليورانيوم المنضب في دباباته.

وتابعت “سابرينا”: لذلك نعتقد أنها الأكثر فعالية لمواجهة الدبابات الروسية وستساعد الأوكرانيين في الدفاع عن أراضيهم.

وكان البنتاغون أعلن الأربعاء الماضي: أن واشنطن ستسلم كييف مساعدات عسكرية بقيمة 175 مليون دولار تتضمن ذخائر اليورانيوم المنضب من عيار 120 مليمترا لدبابات “أبرامز” الأميركية.

وقال مسؤول دفاعي أميركي: أن قرار تزويد أوكرانيا بذخائر اليورانيوم المنضب جاء الآن حتى تكون جاهزة للاستخدام فور تسلم كييف 31 من دبابات “أبرامز”، ومن المتوقع أن يتم ذلك في الخريف المقبل، لكن الموعد النهائي لم يحدد بعد.

وفي موسكو، وصف الكرملين القرار الأميركي بأنه “خبر سيئ للغاية”، وحمّل الولايات المتحدة وحدها عواقب استخدام قذائف اليورانيوم المنضب في معارك أوكرانيا.

وهذه المرة الأولى التي ترسل فيها الولايات المتحدة ذخائر اليورانيوم المنضب الخارقة للدروع التي تثير مخاوف صحية إلى كييف.

وتساعد كثافة اليورانيوم (نحو 1.7 مرة كثافة الرصاص) هذه الذخائر على اختراق الدروع، وتأمل كييف أن تساعدها في تدمير الدبابات الروسية.

لكن اليورانيوم المنضب مثير للجدل بسبب ارتباطه بمشكلات صحية مثل السرطان وعيوب خلقية في صراعات سابقة، واستخدمته القوات الأميركية في العراق.

من ناحية أخرى، بحث الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي” مع رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” في اتصال هاتفي أمس الخميس، سبل الدعم الإسرائيلي الممكنة لكييف، وفقاً لما ذكرته الرئاسة الأوكرانية.

وأكد “زيلينسكي”: أهمية دعم إسرائيل لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، وأضاف: أن الجانبين ناقشا المسارات المحتملة للدعم الإسرائيلي لأوكرانيا في مواجهة القوات الروسية.

وعن “مكتب نتنياهو”: أن الطرفين ناقشا مواصلة المساعدة الإسرائيلية لأوكرانيا، بما في ذلك مساعدة اللاجئين الأوكرانيين في إسرائيل، فضلا عن تعزيز الدعم في تطوير أنظمة الدفاع الجوي.

وسبق أن حث “زيلينسكي” إسرائيل على دعم كييف بصورة أكثر وضوحا وانتقد محاولاتها لإمساك العصا من المنتصف في هذه الحرب، في ظل حاجة تل أبيب للتنسيق مع روسيا من أجل تنفيذ ضرباتها الجوية ضد أهداف إيرانية في سوريا.

وفي التطورات الميدانية، قال حاكم مقاطعة بريانسك جنوبي روسيا: إن طائرة أوكرانية مسيرة استهدفت موقعا صناعيا بالمقاطعة الخميس، وتسببت باشتعال النيران في مبنى إداري لكن من دون وقوع إصابات.

وأضاف الحاكم: أنه تم إرسال فرق الطوارئ إلى الموقع في مدينة بريانسك.

في المقابل، قال مسؤولون أوكرانيون: أن روسيا جددت أمس الخميس هجماتها بالطائرات المسيّرة على منشآت ميناء إسماعيل الأوكراني على نهر الدانوب، مما ألحق أضرارا بصوامع الحبوب ومرافق أخرى.

وقال حاكم مقاطعة أوديسا جنوبي أوكرانيا حيث يقع الميناء: أن الهجوم الأخير استمر 3 ساعات؛ في حين قال مكتب المدعي العام: أن اثنين من سائقي الشاحنات أصيبا في الهجوم كما لحقت أضرار ببعض المنازل.

ووفقاً للمسؤولين الأوكرانيين: أن هذا رابع هجوم روسي بالطائرات المسيّرة على تلك المنطقة خلال 5 أيام.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أمريكا أوكرانيا إسرائيل البنتاغون اليورانيوم ذخائر أسلحة روسيا كييف الیورانیوم المنضب أمس الخمیس

إقرأ أيضاً:

هل تواصل كندا دعم أوكرانيا رغم أزماتها الاقتصادية؟

ألبرتا- ترتفع أصوات المواطنين في كندا المنتقدة لاستمرار حكومتهم في تقديم الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا، معبرين عن قلقهم المتزايد إزاء أولويات الإنفاق الحكومي التي تأتي على حساب الاحتياجات الداخلية الملحة.

ويأتي ذلك في ظل أزمات اقتصادية ومالية متفاقمة هي الأشد وطأة في تاريخ البلد، فضلا عن تزايد الضغوط على دخل الأسر والعاملين، وتراجع قدرة الحكومة على معالجة المشكلات الداخلية.

وأعلن رئيس الوزراء مارك كارني عقب اختتام قمة دول مجموعة السبع، عن حزمة دعم جديدة لأوكرانيا بقيمة إجمالية  4.3 مليارات دولار كندي (2 مليار للتزود بأسلحة مثل الطائرات من دون طيار، والذخائر، والمركبات المدرعة) وقرض بقيمة (2.3 مليار دولار كندي لإعادة بناء البنية التحتية)، وتوفير 57.4 مليون دولار كندي لدعم الأمن.

قدمت كندا في عهد حكومة جاستن ترودو السابقة، منذ بدء الحرب أكثر من 12.4 مليار دولار كندي (حوالي 9.2 مليارات دولار أميركي) مساعدات مالية مباشرة لأوكرانيا، والتزمت بتقديم 45 مليار دولار كندي كمساعدات عسكرية حتى عام 2029، ليصل إجمالي الدعم مع إعلان كارني إلى ما يقرب من 24 مليار دولار كندي (17.8 مليار دولار أميركي).

رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أثناء استقباله للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في اجتماع الدول السبع (موقع G7) سياسة التوازن

يرى مستشار الأمن المالي مدين سلمان، أن كندا يجب أن توازن بين ما تراه واجبا أخلاقيا وإنسانيا في دعم أوكرانيا لتحرير أراضيها المحتلة من قبل روسيا، وبين دعم شعبها الذي يعيش ظروفًا اقتصادية صعبة وغير مسبوقة تمر بها البلاد.

ويضيف سلمان، في حديثه لـ"الجزيرة نت"، أن التباطؤ الاقتصادي، والتعريفات الجمركية الأميركية، وارتفاع معدلات البطالة، يجب أن تدفع الحكومة الكندية إلى إصلاح الوضع الداخلي قبل الالتفات إلى مشكلات الدول الأخرى، خاصة أن الحرب الروسية الأوكرانية باتت تدور في حلقة مفرغة وفق ما يظهر، على حد قوله.

الأولوية للأزمات الداخلية

وشدد سلمان على ضرورة توجيه الدعم الحكومي حاليا نحو معالجة الأزمات الداخلية التي تؤثر مباشرة في حياة المواطن، لا سيما في قطاعي السكن والصحة، مع التركيز على الاستثمار في مشاريع البنية التحتية، التي أصبحت ضرورية لتعويض انهيار الشراكة الاقتصادية مع الجارة أميركا.

من جانبه، أيد الخبير المالي أحمد جاد الله ما ذهب إليه سلمان، في أن الأولوية كان يجب أن تُعطى لتعهدات مارك كارني "الوردية" التي قدمها للكنديين، بتخصيص هذه الموارد لإصلاح البنية التحتية الكندية، ودعم برامج تعزيز الصادرات والابتكار والترويج التجاري للمنتجات والصناعات الكندية، إضافة إلى تحسين الخدمات الطبية التي تعاني أصلاً من نقص حاد في الموارد.

إعلان

وعن تأثيرات القرار على الميزانية، حذر جاد الله من تداعياته على الميزانية، التي ستجعل الحديث عن سد عجز الميزانية حلما صعب المنال، مشيرا إلى أن هذا الدعم سيؤثر سلبا على التضخم وسعر الدولار الكندي في أسواق الصرف، كما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية، مثل الغذاء والطاقة، مما سيقلل من القوة الشرائية للمواطنين ويزيد من صعوبة الحياة.

ويضيف جاد الله، في تعليق لـ"الجزيرة نت"، أن ذلك سينعكس أيضا على زيادة الدَّين العام، حيث يُمول جزء كبير من الدعم عن طريق الاقتراض، مشيرا إلى أن هذا سيرفع الدَّين العام على المدى الطويل، ويزيد من تكلفة خدمته، مما سيرهق ميزانية الدولة ويعرقل أي جهود أو خطط لإصلاح الوضع الاقتصادي والمالي الحالي.

وعن تحقيق التوازن في الصرف، يقول جاد الله إنه يتطلب نهجا اقتصاديا مدروسا بدقة، من خلال اعتبار رفاهية المواطن الكندي وجودة الخدمات المقدمة إليه أولوية وطنية لا تحمل المساومة.

وذلك من خلال إعطاء الأسبقية لتوفير وتحسين الاحتياجات الأساسية للمواطنين، مثل الصحة والتعليم، وتخفيض تكلفة السكن وتوفير إسكانات مدعومة من الحكومة بأسعار معقولة لذوي الدخل المحدود والمتوسط، والحد من غلاء أسعار المواد التموينية، ودعم قيمة العملة المحلية.

وتعاني كندا من تحديات اقتصادية تتجلى في ارتفاع تكاليف المعيشة، وتزايد معدلات البطالة وانخفاض فرص العمل، وارتفاع أسعار المنازل، فضلاً عن زيادة إيجارات السكن، مما أدى إلى شعور المواطنين بالإحباط جراء عجز الحكومات عن إيجاد حلول جذرية لهذه الأزمات، التي أثقلت كاهلهم بشكل مباشر، وتسببت في عدم استقرار حياتهم.

كندا لم تتأثر

من جهته، قدم الخبير الاقتصادي الدكتور زياد الغزالي، رؤية مختلفة عن سابقيه، قائلاً إن تمويل الالتزامات الخارجية لم يأتِ على حساب الخدمات الأساسية للمواطن الكندي، مشيرا إلى أن الحكومة حافظت على تمويل الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية والإسكان، رغم الزيادة الكبيرة في عدد السكان بين أعوام 2021 و2024.

وأوضح الغزالي، في حديثه للجزيرة نت، أن المساعدات المالية التي قدمتها الحكومة الكندية لأوكرانيا استُردت عندما ارتفعت أسعار النفط والغاز خلال عامي 2022 و2023 نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، مما انعكس إيجابيا على إيرادات الدول المصدرة للنفط والغاز، إلى جانب سياسات الاقتراض وإعادة التوجيه.

دافع إنساني وحقوقي

وعن دوافع تقديم الدعم لأوكرانيا، أكد الغزالي أن كندا ترى نفسها جزءا من الدول التي تدافع عن حقوق الإنسان وسيادة القانون والديمقراطية، وتسعى للحفاظ على مكانتها الدولية كعضو في مجموعة السبع وحلف الناتو.

وأشار إلى أن هذا الدعم يهدف إلى ردع التوسع الروسي باتجاه أوروبا الشرقية، لافتاً إلى أن كندا تضم واحدة من أكبر الجاليات الأوكرانية في العالم، بما يقارب 1.4 مليون مواطن كندي من أصول أوكرانية.

كما أوصى الغزالي بأن تكون المساعدات المستقبلية، التي لا تُعد إنسانية، على شكل قروض قابلة للاسترداد أو من خلال مساهمات متعددة الأطراف، مثل إنشاء صندوق مشترك مع مجموعة السبع. كما دعا إلى زيادة كفاءة الإنفاق الداخلي وتحفيز النمو الاقتصادي لتحقيق التوازن بين الالتزامات الداخلية والخارجية.

إعلان

في المحصلة، استعادة ثقة المواطنين، يتطلب من الحكومة تحقيق توازن بين الالتزامات الخارجية والداخلية، وذلك من خلال عاملين، أولهما العمل مع الشركاء الدوليين لتوزيع العبء المالي وضمان تحقيق الالتزامات بأقل تكلفة.

وثانيا إجراء إصلاحات داخلية وتعزيز برامج الدعم الاجتماعية، وإعطاء الأولوية لمعالجة أزمة السكن والتضخم والبطالة وإصلاح وتطوير القطاع الصحي، لضمان حياة كريمة للكنديين تتناسب مع مقدرات بلادهم ومكانتها العالمية، دون تخلي كندا عن دورها الدولي الحيوي.

مقالات مشابهة

  • روسيا: إسطنبول لا تزال المنصة الرئيسية للمفاوضات مع أوكرانيا
  • روسيا تتهم أمريكا وبريطانيا بتهديد أمن منطقة آسيا والمحيط الهادئ
  • إيران: منشآتنا النووية تضررت بشدة جراء هجمات أمريكا وإسرائيل
  •  لماذا حظرت أمريكا واتساب وما البدائل التي قدمتها؟ (ترجمة خاصة)
  • أوكرانيا.. قمة الناتو تناقش كيفية إجبار ‎روسيا على إنهاء الحرب
  • ترامب يرد على طرح أن إيران نقلت اليورانيوم المخصب قبل ضربة أمريكا
  • الحرس الثوري الإيراني يحذر أمريكا وإسرائيل
  • رشاد عبد الغني: وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يؤكد رؤية مصر التي تنادي بالحلول السياسية لا الحروب
  • هل تواصل كندا دعم أوكرانيا رغم أزماتها الاقتصادية؟
  • رماة بوتين السود في أتون حرب أوكرانيا