قدمت الهيئة العامة لقصور الثقافة بمدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، أمس الجمعة، ندوة  تحت عنوان "تجليات سيناء في الإبداع المعاصر"، التي أقيمت ضمن برنامج الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، استكمالا للفعاليات التي تنظمها الهيئة بشمال سيناء تنفيذا لمستهدفات الدولة بتحقيق التنمية الثقافية بالمحافظة.

 
شارك بالندوة أدباء ومبدعو شمال سيناء، وهم الأديب د. صلاح فاروق، والشاعر مسعد بدر، وأدارها الشاعر حاتم عبد الهادي.
استهلت الندوة بحديث الشاعر حاتم عبد الهادي عن سيناء عند شعراء مصر والشعر السيناوي، وتطرق لذكر شعراء مصر الذين ألهموا تجليات المكان في أشعارهم ومنهم صلاح عبد الصبور، وأحمد عبد المعطي حجازي، وفاروق جويدة، وكذلك شعراء سيناء الشيخ محمد عايش عبيد، والشاعر حسونة فتحي، والشاعر محمد ناجي وغيرهم.
وفي حديثه تناول الشاعر مسعد بدر أدب البادية وأهم سماته وأعلامه ومنهم إبراهيم فايد وأبو يحيى التهامي، كما تحدث عن القصيدة الشعبية عند الشاعر عبد القادر عيد عياد، ورصد صورة سيناء في عدد من قصائد الشعر الشعبي السيناوي.
وأوضح د. صلاح فاروق في حديثه بعضا من معالم السرد في سيناء في تجربة الروائي عبد الله السلايمة وسامي سعد. وعلى هامش اللقاء ألقى الشاعر عبد القادر عيد عياد قصيدة مستلهمة لروح المكان وعاداته وتقاليده.
شهدت الندوة حضور أمل عبد الله رئيس إقليم القناة وسيناء الثقافي، وأشرف المشرحاني مدير عام ثقافة شمال سيناء، وأقيمت بالتعاون بين الإقليم والإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر مسعود شومان.
كانت وزيرة الثقافة، قد التقت محافظ شمال سيناء، أمس الأول، بحضور رئيس هيئة قصور الثقافة وقيادات الوزارة، لبحث تكثيف الأنشطة الثقافية في المحافظة ومناقشة عدد من الموضوعات المتعلقة بإنشاء وإعادة تأهيل عدد من المواقع الثقافية، والتي سوف يتم الانتهاء منها وتجهيزها للافتتاح خلال الفترة المُقبلة، إلى جانب تنفيذ عدد من المشروعات الثقافية ضمن خطة التنمية الثقافية بالمحافظة.
وشملت زيارة الوزيرة مدينة الشيخ زويد لافتتاح معرض للحرف اليدوية للمرأة السيناوية والحرف البيئية بالمدرسة الصناعية، وحضور الصالون الثقافي المُقام تحت عنوان "القضايا السكانية وجودة حياة الإنسان"، كما شملت افتتاح معرض للفنون التشكيلية، بقصر ثقافة العريش، نتاج عمل الورشة الصيفية المتخصصة للفئات العمرية كافة وحضور الاحتفالية الفنية لفرقة بورسعيد للفنون الشعبية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الهيئة العامة لقصور الثقافة بشمال سيناء قصور الثقافة سیناء فی عدد من

إقرأ أيضاً:

نخب هابيل أم نهب هدوء الريح

ما الذي كان يفعله الشاعر الأردني ماهر القيسي (مواليد مأدبا عام ١٩٨٧) بين عامي 2012 و2021؟ بالتأكيد كان يكتب الشعر دون نشر، وبالتأكيد أيضًا كان "يطير" ليس بالمعنى المجازي بل بالحقيقي، فهو طيار مدني في الخطوط الجوية الملكية الأردنية.

لماذا يسكت الشعراء عن النشر؟ تلك مسألة جديرة بالنقاش، ولكن مهلاً، هل هذا موضوع منفصل أم مدخل مفيد لمناقشة شعر الشاعر وحياته؟ حين ننتهي من قراءة "نخب هابيل" - الكتاب الذي أمامنا الآن - نعرف فورًا أن هذه السنوات الطويلة من الصمت كانت كافية تمامًا لأن يتدرب الشاعر على كتابة فاتنة قادمة، يجمع فيها كل هذا الجمال، وكل هذا العمق، وكل هذه المعرفة.

هكذا، يمكننا قراءة هذا الصمت كتدريبات ذكية على الكتابة الجميلة القادمة، وهو واحد من استراتيجيات قراءة الكتب ومدخل لفهمها والاستمتاع بها وتحليل صورها وربطها بالماضي الشعري للشاعر. لم أقرأ ديوان "كاهن الطين" - ديوان ماهر الأول - لكن يمكنني تخيله، وتكهن عباراته وصوره ولغته، مثل دواويننا الأولى جميعًا، لا بد أنه مليء بالفوضى وعدم الترابط والاندفاعية واللغة الدرامية والصور الجامحة، وهذا ليس عيبًا، بل جزء من البدايات.

لكنه مليء أيضًا بالوعود والبروق التي تسبق الانفجار الشعري القادم المتماسك، وهذا ما وجدته عندما قرأت بعمق ديوان ماهر القيسي الأخير "نخب هابيل" - الصادر عن مؤسسة "ناشرون موزعون" في عمان عام 2021، بحجم متوسط (150 صفحة) وغلاف من تصميم بسام حمدان. هذا الديوان، للأسف، لم يُوزّع جيدًا، ولم يكن العالم - ولا الأردن - مهيّئين لتتبع الدواوين الشعرية في ظل كارثة اسمها كورونا، وهكذا ظلم هذا الديوان الجميل.

النصوص الشعرية في هذا الكتاب متدفقة ومتنوعة، بعناوين لذيذة وطريفة مثل: "ما قاله النهر"، "بكاء سري"، "جنازة ومشيع واحد"، "عتمة القصائد"، "عابث سبيل"، "إحداثيات خرائط الوادي"، و"هشاشة"، وغيرها من العناوين الجميلة التي تحفزك على فتح الصفحات، مدفوعًا بفخامة وغموض هذه العناوين.

منذ أولى صفحات الكتاب تواجهنا عبارة لافتة، مفجّرة، ساخنة، وعميقة جدًا: "مرةً حين قرر الرحيل نظرنا إلى البيوت وبكينا. مرةً حين قررنا المكوث نظرنا إلى البيوت وبكينا." هل يمكن أن أدخل هذا الكتاب من هذا المدخل الساحق؟ نعم، بالتأكيد! فالتنوع في القصائد والموضوعات المختلفة لا يحجب عنا خيطًا واضحًا يجمعها جميعًا: خيط الحنين المحروق والملل من كل شيء. من أين يأتي سحر هذا الكتاب؟ هل من رومانسيته الخادعة، حيث يوهمنا الشاعر بوجود حب وحنين وانتظار وامرأة فاخرة... ثم يكسر ذلك فجأة بسخرية طريفة أو عبارة فظة، فيذهب الشعور الأول، لكننا ننتقل معه إلى جمال آخر في مساحة أخرى.

كأن ماهر يقول لنا: "ماذا سأقول لكم عن مشهد امرأة تنتظر؟ عن حب رجل خارق يتعذب؟ لقد قيل كل ذلك... فسامحوا واقعيتي!" لكنها ليست واقعية طبيعية، والمسامحة التي يطلبها ليست مسامحة عادية، فهو لم يُخطئ، بل خيّب ظن القارئ الذي اعتاد لغةً محددة وصورًا ثابتة. هنا، يكسر ماهر اللغة التي بدأ بها ويغرقنا في صور فكاهية تحطم جدية الشعر الجامدة. من أين يأتي سحر هذا الكتاب أيضًا؟ من ذلك التفلسف الخفيف والأسئلة الكونية المخففة النبرة في القصائد. في أكثر من نص، يأخذنا ماهر القيسي إلى داخلنا - إلى مفارقاتنا، ضعفنا، سطحيتنا، أمراضنا - دون أن يمنح أي جواب، فهو نفسه لا يملك الجواب. أليس هذا هو الشعر؟ نعم، الشعر: السؤال... لا الجواب.

أن تتمنى لو يتفق مرة موعد طائرته مع موعد طائرتك. و يقودك إلى حيث تسافر, يا لها من فكرة شعرية! أن يقودك في الجو طيار شاعر، كلما شعرتُ بمطب هوائي أقول: ها هو صديقي الطيار يخترق ضباب صورة ؛, يتحرك جناح الطائرة بفعل ريح فأقول ها هو يهز مجازا مستعصيا، ترتفع الطائرة فجأة فأقول ها هو يحاول في قصيدته لمس المطلق.

تحية الى صديقي الشاعر الاردني في الملكية الأردنية ابن ريف مأدبا الطيار ماهر القيسي. وهو يطير الآن بركاب آخرين محظوظين الى حيث يسافرون.

مقالات مشابهة

  • بحضور المحافظ .. قصور الثقافة تقدم الأوبريت الغنائي بنت مصر ببورسعيد
  • غدًا.. قصور الثقافة تطلق قافلة ثقافية وفنية بالواحات البحرية بالجيزة
  • إطلاق “حاضنة ” لتمكين الكيانات الثقافية
  • نخب هابيل أم نهب هدوء الريح
  • الثقافة تسدل الستار على أزمة إغلاق قصور الثقافة.. ما الجديد؟
  • أمين الأعلى للثقافة: المجلس منصة مهمة لدعم الإبداع والتبادل الفكري
  • قصور الثقافة تقدم 10 عروض مسرحية بالاسماعيلية.. تنطلق اليوم
  • اليوم.. قصور الثقافة تقدم 10 عروض مسرحية بالاسماعيلية ضمن مشروع المسرح التوعوي
  • الجبهة الوطنية يحذر من خطورة إغلاق قصور الثقافة: منارات للإبداع
  • سيرة كوكب الشرق في لقاء للكاتب حسن عبد الموجود بصالون قصر الإبداع الفني