أرشيف الاحتلال يكشف فشل استخباراته في توقع خطة مصر وسوريا بحرب 1973
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
كشفت وثائق من أرشيف الاحتلال الإسرائيلي بعد رفع السرية عنها لأول مرة فشل استخباراته قبيل حرب أكتوبر عام 1973 في توقع هجوم سوريا ومصر ضدها رغم الإشارات الكثيرة التي دلت على استعداد الجيشين العربيين.
ونشر أرشيف الاحتلال مجموعة من آلاف الوثائق والتسجيلات والمقاطع المصورة أشارت إلى الطريقة التي تعامل بها مع الحرب والفشل الاستخباراتي الكبير الذي سبقها/ لاسيما تخبط صناع القرار حينها حول توجيه ضربات استباقية على غرار نكسة عام 1967.
وتوثق المواد المنشورة "الأحداث السياسية والعسكرية التي تزامنت مع حرب أكتوبر، كما توفر سجلات للمداولات التي جرت بين رئيسة وزراء الاحتلال آنذاك غولدا مائير وقادة الأمن في الأيام والساعات التي سبقت هجوم سوريا ومصر، بينما كان الاحتلال يحيي ما يعرف لديه بـ " يوم الغفران".
ووفقا للوثائق المفرج عنها، لم يتوقع الاحتلال تنفيذ الهجوم ضده على الرغم من العلامات الصريحة التي أشارت إلى أن الجيشين يستعدان للهجوم، حيث اعتقدت حكومته آنذاك أن "مصر لن تهاجم بعد هزيمة عام 1967 إلا إذا اكتسبت أولا القدرة على شل سلاح الجو الإسرائيلي".
وجاء في تقييم رئيس المخابرات العسكرية إيلي زعيرا لرئيسة وزراء الاحتلال غولدا مائير، قبل يوم من اندلاع الحرب، أن الاعتقاد السائد هو أن "جاهزية إسرائيل تنبع بشكل أساسي من الخوف منها، كما قال لمائير في إحاطته حينها: أعتقد أنهم ليسوا على وشك الهجوم، ليس لدينا دليل. من الناحية التقنية، هم قادرون على التحرك، لكنني أفترض أنهم إذا كانوا على وشك القيام بذلك، فسنحصل على مؤشرات أفضل".
وفي تقييم آخر بعد ساعات، كرر زعيرا ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي دافيد إليعيزر موقفهما القائل بأن "سوريا ومصر تخططان على الأرجح لعدوان محدود أو حتى مجرد نشر قوات دفاعية".
وأضاف إليعيزر: "لا بد لي من القول، لا يوجد عندنا دليل كاف على أنهم لا ينوون الهجوم، وليس لدينا مؤشرات قاطعة على أنهم لا يريدون الهجوم، لكن بناء على المعلومات لا أستطيع أن أقول إنهم لا يستعدون".
وفي صباح يوم 6 تشرين أول/ أكتوبر، وقبل بدء الحرب بنحو 6 ساعات ونصف، قرأ السكرتير العسكري على مائير برقية ليلية وصلت من رئيس "الموساد" تسفي زمير، يشير فيها إلى أن الحرب كانت مسألة ساعات.
وتركز النقاش حينها بين قادة الاحتلال حول إذا كان ممكنا توجيه ضربة وقائية ضد المصريين والسوريين، لكن وزير الحرب موشيه ديان قال: "لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بتوجيه ضربة استباقية هذه المرة، من منظور دبلوماسي. في الوضع الحالي، حتى قبل خمس دقائق أمر مستحيل".
وأيدت مائير رأي ديان لحماية صورة الاحتلال أمام باقي دول العالم، إذ اعتبرت أن "توجيه ضربة استباقية هو أمر مغر للغاية، ولكن نحن لسنا في عام 1968. هذه المرة سنكون مكشوفين أمام العالم، ويعتبرون سلوكنا رجسا ومقتا شديدا وعملا بغيضا، لن يصدقونا".
كما ناقش قادة الاحتلال حينها جدوى تسريب أن "إسرائيل كانت على دراية بالهجوم الوشيك في محاولة لمنع أي احتمال لحدوثه" حيث اعتقد الوزير يسرائيل غاليلي أن تسريب مثل هذا النبأ كفيل بمنع وقوع الهجوم.
لكن مائير خالفته الرأي، مشيرة إلى تسريب المعلومات فقط للدبلوماسيين الأجانب، وانتهى بها الأمر بإطلاع السفير الأمريكي كينيث كيتنغ على المعلومات بعد أن قال ديان: "ينبغي علينا السير بحذر، حتى لا تكون هناك حالة من الذعر".
وبعد يوم من وقوع الهجوم، وهو ما فاجأ إسرائيل لأنه حدث في وقت أبكر مما كان متوقعا، اعترف ديان لمائير بأن تقييماته كانت خاطئة. وقال: "كان تقييمنا يستند إلى الحرب السابقة (عام 1967)، وكان خاطئا".
ووفقا لوسائل إعلام عبرية، جميع تلك الاعترافات التي نشر أجزاء منها في أوقات سابقة، دونت بخط اليد لمدير مكتب رئيسة الحكومة حينها، إيلي مزراحي.
مع العلم أن مزراحي الذي توفي عام 2001 احتفظ بآلاف الوثائق السرية، وهدد بنشر كتاب فيها، ما أدى بالاحتلال لدفع مبالغ ضخمة مقابل صمته. وحتى الآن، لم يتم نشر المذكرات الكاملة التي كتبها أثناء الحرب، بحسب أرشيف إسرائيل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال الإسرائيلي حرب أكتوبر سوريا مصر سوريا مصر الاحتلال الإسرائيلي حرب أكتوبر صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ماذا قال ترامب عن ظهوره في صور من أرشيف إبستين؟
علّق دونالد ترامب على الصور التي نشرها الديمقراطيون في لجنة الرقابة بمجلس النواب الجمعة، وتضمنت 19 صورة جديدة حصلوا عليها من القائمين على تركة رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين المدان بارتكاب جرائم جنسية، ومن بينها صور للرئيس الأميركي.
وقال ترامب إنه لم ير الصور التي تم التقاطها، مضيفا: "لم أرها، لكنني أعني أن الجميع كانوا يعرفون هذا الرجل"، في إشارة إلى إبستين.
وأضاف ترامب أن إبستين كان "موجودا في كل أنحاء بالم بيتش" ولديه "صور مع الجميع".
وتابع "إنها ليست أمرا مهما. لا أعرف شيئا عنها".
ويظهر ترامب في ثلاث صور من أصل 19 صورة نشرها الأعضاء الديمقراطيون في لجنة الرقابة، والذين قالوا إنهم يراجعون أكثر من 95 ألف صورة أصدرها القائمون على تركة إبستين.
وفي إحدى الصور بالأبيض والأسود، يظهر ترامب مبتسما وإلى جواره من الناحيتين عدة نساء تم حجب وجوههن.
وفي صورة ثانية، يظهر الرئيس الأميركي واقفا إلى جانب إبستين، وجالسا بجوار امرأة أخرى تم حجب وجهها أيضا في صورة ثالثة أقل وضوحا كانت ربطة عنقه فيها مرتخية.
ولم يتضح متى وأين التقطت الصور.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض أبيغيل جاكسون إن إدارة ترامب "قدمت لضحايا إبستين ما لم يقدمه الديمقراطيون يوما".
وأضافت "حان الوقت لكي تتوقف وسائل الإعلام عن ترديد الرسائل التي يروّج لها الديمقراطيون، وتبدأ في سؤالهم عن سبب رغبتهم في التطرق إلى إبستين حتى بعد إدانته".
كذلك يظهر الرئيس الأسبق بيل كلينتون ومساعد ترامب السابق ستيف بانون ورجل الأعمال بيل غيتس ووزير الخزانة السابق لاري سامرز في مجموعة الصور أيضا.
وقال المتحدث باسم اللجنة، التي يرأسها النائب الجمهوري جيمس كومر عن ولاية كنتاكي، إن الديمقراطيين يعملون على تسييس التحقيق من خلال "انتقاء صور وإجراء تنقيحات لاستهداف الرئيس ترامب وسرد رواية كاذبة عنه".
ووفق الديمقراطيين فإن هناك "صورا لرجال أثرياء وأقوياء قضوا وقتا مع جيفري إبستين" و"صورا لنساء وممتلكات إبستين" من ضمن عشرات الآلاف من الصور التي سيُنشر المزيد منها في الأيام المقبلة.
وصرّح النائب روبرت غارسيا عن ولاية كاليفورنيا، وهو أكبر عضو ديمقراطي في لجنة الرقابة، في بيان "تثير هذه الصور المزعجة المزيد من الأسئلة عن إبستين وعلاقاته مع بعض من أقوى رجال العالم"، مضيفا: "لن نرتاح حتى يعرف الشعب الأميركي الحقيقة. على وزارة العدل نشر كل الملفات الآن".
وحسبما ذكر الديمقراطيون في الكونغرس فإنهم حجبوا وجوه النساء لعدم الكشف عن هوياتهن وحمايتهن.
ولا تزال اللجنة تحصل على وثائق وتنشرها رغم أن وزارة العدل الأميركية من المتوقع أن تنشر في أواخر الأسبوع المقبل ملفات إبستين غير السرية الناتجة عن تحقيقها الاتحادي.
ووقع ترامب الشهر الماضي على مشروع قانون يجبر وزارة العدل على نشر ملفات إبستين في غضون 30 يوما تنتهي في 19 ديسمبر.
وكان ترامب وإبستين صديقين خلال تسعينيات القرن الماضي وأوائل القرن الحادي والعشرين، لكن ترامب يقول إنه قطع العلاقات معه قبل أن يقرّ إبستين بالذنب في تهم باستغلال فتيات قاصرات والمتاجرة بهن جنسيا.