«المتحدة للتنمية» شريك إستراتيجي في «الاستدامة البيئية»
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
أعلنت المتحدة للتنمية المطور الرئيسي لجزيرة اللؤلؤة وجزيرة جيوان عن شراكتها الإستراتيجية مع وزارة البيئة والتغير المناخي في إطلاق كتاب الاستدامة البيئية للشركات، الذي يصدر عن الوزارة تحت رعاية وحضور سعادة الدكتور فالح بن ناصر بن أحمد بن علي آل ثاني وزير البيئة والتغير المناخي.
ويعتبر الكتاب الأول من نوعه الذي يتضمن تقارير الاستدامة البيئية للشركات القطرية حيث يستعرض الكتاب إنجازات لشركات قطرية في هذا الشأن.
ورحب الدكتور محمد بن سيف الكواري مستشار الوزارة والمحرر الرئيسي للكتاب قائلا إن رعاية المتحدة للتنمية كشريك إستراتيجي للكتاب والمؤتمر يضفي زخما كبيرا لهذا المشروع بالنظر إلى إسهامات هذه الشركة في الاستدامة البيئية في جميع مشاريعها وبالخصوص في مشروعها الرائد عالميا (جزيرة اللؤلؤة)
وأشار إلى أن المؤتمر «سيكون مناسبة طيبة لحث الشركات القطرية للإفصاح عن منجزاتها وتوجهاتها البيئية، كما سيكون مناسبة للاستماع إلى خبراء دوليين». وفي هذا الصدد نوه إلى أن المنظمين استقطبوا خبيرة دولية من منظمة المبادرة العالمية لكتابة تقارير الاستدامة (GRI) التابعة للأمم المتحدة السيدة أستيلدور هيالتادوتير مسؤولة الاستدامة، إضافة إلى متحدثين من وزارات وشركات قطرية رائدة، منهم الدكتور علي المري مدير إدارة الجودة والسلامة بهيئة الأشغال العامة، والدكتور محمد البلداوي الخبير البيئي والمستشار الهندسي في وزارة البيئة والتغير المناخي.
وقال المهندس عبد اللطيف علي اليافعي المدير التنفيذي للخدمات العامة «قامت المتحدة للتنمية بصياغة إستراتيجية شاملة للاستدامة في جزيرة اللؤلؤة 2022- 2026. وتشمل هذه الإستراتيجية ركائز للاستدامة في عدة جوانب مختلفة مثل كفاءة استخدام الطاقة، وتحسينها، واستخدام الموارد، وزيادة الوعي البيئي والاستدامة للمجتمع، وكلها تهدف بشكل أساسي إلى تخفيف انبعاثات الغازات الدفيئة والمبادرة العالمية لتقارير الاستدامة (GRI) التابعة للأمم المتحدة».
وأضاف: «تم تصنيف جزيرة اللؤلؤة ضمن أفضل 5 مبادرات في مجال الحماية البحرية البيئية من قبل جمعية حماية البيئة البحرية في أمريكا الشمالية». كما أصدرت الشركة تقريرها البيئي والاجتماعي والحوكمة لعام 2022 إلى بورصة قطر، مما يجعلها أول شركة عقارية مدرجة في قطر تكشف رسمياً عن إستراتيجياتها وإنجازاتها في مجالات البيئة والاستدامة».
وقال اليافعي عقب توقيعه لعقد الشراكة الإستراتيجية «إن جزيرة اللؤلؤة تلتزم بشدة بتقليل تأثيرها البيئي من خلال مبادرات إعادة التدوير الشاملة»، مضيفا أن الشركة تعمل بنشاط على تطوير بنية تحتية جديدة لإعادة التدوير والاستثمار في المشاريع التي تدعم صناعة إعادة التدوير في جميع أنحاء الجزيرة بأكملها.
يذكر أن كتاب الاستدامة البيئية للشركات الذي سيتم تدشينه خلال مؤتمر برعاية وزير البيئة والتغير المناخي في 19 سبتمبر الحالي، هو أول كتاب من نوعه ينشر مفاهيم الاستدامة في الدولة كما يتضمن نماذج من تقارير الاستدامة لشركات قطرية.
وقد حظي المشروع برعاية رفيعة من عدد من كبرى الشركات القطرية وفي مقدمتها الشركة المتحدة للتنمية وشركة حصاد الغذائية وشركة آل عبدالغني موتورز وشركة مشيرب العقارية والشركة الأولية وشركة بلدنا والخطوط الجوية القطرية وشركة خدمات البيئة والطاقة الخضراء، إضافة إلى الهيئة العامة للأشغال، كما حظي الكتاب أيضا بدعم من اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ومكتب الشيخ ثاني بن علي آل ثاني للمحاماة والاستشارات القانونية.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر المتحدة للتنمية وزارة البيئة الاستدامة البيئية البیئة والتغیر المناخی الاستدامة البیئیة المتحدة للتنمیة
إقرأ أيضاً:
التغير المناخي يُفاقم أخطر أنواع البرق
من المعروف أن البرق هو السبب الرئيسي لحرائق الغابات والحرائق الموسمية، لكن ربما لا يعرف كثيرون أن هناك نوعا محددا من البرق، يمثل الخطر الأكبر بالنسبة لتلك النوعية من الحرائق، وهو "البرق طويل التيّار".
هذا النوع من البرق يتميز بأن تياره الكهربائي يستمر مدة طويلة نسبيا؛ عادة أكثر من 40 ملي ثانية. أما البرق العادي، فيستمر وقتا قصيرا جدًا، من 1 إلى 10 ملي ثانية، ومن ثم فإن البرق طويل التيار أكثر قدرة على إشعال الحرائق من البرق القصير المعتاد.
وفي السنوات القليلة الماضية، بدأ العلماء في الاهتمام بهذه النوعية من البرق، ورصدت الدراسات أن البرق طويل التيار قد يكون السبب في نحو 90% من حرائق الغابات الناجمة عن البرق في الولايات المتحدة الأميركية خلال الفترة من 1992 إلى 2018.
يأتي ذلك على الرغم من أن هذا النوع من البرق، يشكل أقل من 10% من إجمالي البرق المعتاد.
في هذا السياق، اهتم فرانثيسكو خ. بيريث-إنفرنون، ورفاقه من معهد الفيزياء الفلكية في محافظة أندلوسيا الإسبانية، بالبحث خلف معدلات هذا النوع من البرق، ومن ثم فإن ذلك قد يعطينا إشارة عن تطور معدلات الحرائق الطبيعية في العالم.
وبحسب دراسة نشرها الفريق قبل عدة سنوات، جمعوا خلالها بيانات من الأقمار الصناعيّة لرصد البرق من نوع طويل التيار وربطه ببيانات الحرائق وكيفية اندلاعها، ظهرت علاقة واضحة بين البرق طويل التيار وتفاقم التغير المناخي.
استخدم الباحثون نماذج مناخية لتحليل الوضع خلال فترتين، الأولى في الماضي (2009-2011)، والثانية مستقبلية (2090-2095) مبنية على سيناريوهات عدة للاحترار العالمي.
وبحسب الدراسة، كانت هناك زيادة متوقعة بنسبة نحو 41% في معدل برق طويل التيار عالميًا بحلول نهاية القرن.
إعلانوكانت أكبر زيادة متوقعة في مناطق مثل أميركا الجنوبية، والساحل الغربي لأميركا الشمالية، وأميركا الوسطى، وأستراليا، وجنوب وشرقي آسيا، وأوروبا.
أما المدن القطبية الشمالية، فقد أظهرت تغييرات أقل، ويجري الأمر كذلك على المنطقة التي تشمل عالمنا العربي، ولكن على الرغم من أن البرق طويل التيار قد لا يتغيّر بشكل كبير في منطقتنا، إلا أن زيادة شدة العواصف قد ترفع احتمالات حرائق ناتجة عن البرق.
لكن، كيف يمكن للتغير المناخي أن يكون سببا في زيادة معدلات هذا النوع من البرق؟ الإجابة تتعلق بالأثر غير المباشر للاحترار العالمي، فمع ارتفاع درجات الحرارة، يرتفع الهواء الساخن الرطب في تزايد إلى طبقات الجو العليا، وهناك يبرد ويتكثف ويكون سحابا ضخما، فيه شحنات كهربائية متعاكسة (موجبة وسالبة).
وجود رطوبة شديدة وتيارات صاعدة قوية، يتسبب في مزيد من الطاقة الزائدة داخل السحب، إذ تجعل البرق أكثر قوة واستمرارية، مما يرفع من عدد ضربات البرق طويل التيار المرتبط بحرائق الغابات.
وإلى جانب ذلك، فإن تغير المناخ يؤدي إلى نشوء مزيد من العواصف الرعدية في بعض المناطق، وخاصة في الصيف، ومع وجود برق أكثر، تزيد فرص حدوث البرق طويل التيار، وعليه يزداد عدد الحرائق.
دراسة معمقةلهذه الأسباب، يهتم العلماء بفحص هذا النوع من البرق بتمعن أكبر مع تفاقم أزمة المناخ، وبحسب دراسة نشرها أخيرا الاتحاد الأوروبي لعلوم الأرض، فإننا بحاجة إلى طريقة جديدة لدراسة البرق طويل التيار في أنظمة محاكاة متقدمة.
يأتي ذلك في سياق أن البرق عادة يطلق كميات محددة من أكاسيد النيتروجين، ولأن التيار يدوم أطول في حالة البرق طويل التيار، فهو يساهم في إنتاج أكبر لكمية أكاسيد الكربون في الجو، مما يؤثر على نوعية الهواء، ويمكن رصده لبناء حسابات كمية أدق.
وتتفق أكثر من 90% من الأعمال البحثية في نطاق التغير المناخي على أن النشاط الإنساني يلعب دورا في الاحتباس الحراري الذي تعاني منه الأرض حاليا.
ومع استخدام الوقود الأحفوري في السيارات والطائرات ومصانع الطاقة، ينفث البشر كمّا هائلا من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مما رفع تركيزه بشكل لم يحدث منذ مئات الآلاف من السنين، وهو الغاز الذي يتمكن من حبس حرارة الشمس داخل الغلاف الجوي.
وبات واضحا للعلماء يوما بعد يوم، أن معدلات تطرف الظواهر المناخية، من أمطار غزيرة وعواصف قاسية وموجات حارة وضربات جفاف تستمر سنوات عدة، صارت تتزايد بما يكسر الأرقام القياسية عاما بعد عام، الأمر الذي يتطلب اتفاقا عالميا عاجلا، على الأقل لمنع المشكلات من التفاقم.