هل يحمل الموفد القطري اسم عون مع موافقة سعودية؟
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
يوم كنا نتابع في الدوحة في ربيع العام 2008، كصحافيين، وقائع المفاوضات، التي كانت تجري عبر الوسطاء بين طوابق فندق "الشيراتون"، التي توزّع عليها جميع القادة السياسيين من دون استثناء، لم نكن نلمس من خلال هذه المتابعات أن الأمور قد تصل إلى نهايات سعيدة، خصوصًا أن أطراف النزاع لم يتوصّلوا إلى ما كان يمكن اعتباره "حّلًا وسطًا"، لأن كل كل طرف منهم كان يحاول أن يشدّ اللحاف إلى الجهة التي تناسبه أكثر.
ولو لم يقم الرئيس القطري حمد بن خليفة آل ثاني بزيارة خاطفة لجدة للقاء العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، وما تم التوافق بينهما على نقاط مشتركة كانت عالقة بين كل من الرياض والدوحة، لما كان اتفاق الدوحة قد أبصر النور، خصوصًا أن المسؤولين القطريين كانوا وراء فكرة انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسًا للجمهورية، الذي تم انتخابه في 24 أيار من العام 2008، من دون تعديل للدستور، ولم يعترض على هذا الأمر يومها سوى النائب السابق بطرس حرب لئلا يصبح عرفًا. والعرف عادة هو مواز في أهميته وقوة مفاعيله للدستور. ومن بين أهم الأعراف في لبنان التوزيع الطوائفي للرئاسات الثلاث.
والمعروف أن قطر، وهي عضو في اللجنة الخماسية، تميل إلى انتخاب العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية مدعومة بموافقة مصرية، وبقبول سعودي مشروط وعدم معارضة أميركية. وهذا الدعم القطري لترشيح عون سيحمله معه الموفد القطري وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد عبد العزيز الخليفي، الذي سيزور بيروت بعد أن يكون الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان قد أدّى "قسطه للعلى" في ما خصّ دعوة فرنسا إلى حوار سبقها إليها الرئيس نبيه بري، الذي لا يزال ينتظر أن تكتمل ظروف انعقاد "حوار السبعة أيام".
وزيارة الموفد القطري ستكون هذه المرّة مختلفة عن زيارتيه الأخيرتين لبيروت، واللتين اتسمتا بتكتم شديد عن المواعيد ومواضيع البحث والشخصيات السياسية وغير السياسية، التي التقاها.
وما في جديد زيارة الموفد القطري أنها تأتي بشبه تكليف من أعضاء اللجنة الخماسية، وبتنسيق تام بين الدوحة والرياض، التي لا تزال تنأى بنفسها عن التدّخل مباشرة في أي شأن له علاقة بالاستحقاق الرئاسي، وذلك من منطلق حرصها على أن تكون على مسافة واحدة من جميع الذين تتوافق معهم في نظرتها إلى الأمور الداخلية، على أساس أن ليس للمملكة مرشح محدّد، وهي بالتالي لا تدعم أي ترشيح ولا تضع "فيتو" على أي اسم يمكن أن يتفق عليه اللبنانيون. ولكن هذا لا يعني أن ليس لها رأي مؤثّر في ما يمكن أن تقوم به قطر من خلال طرح إمكانية توافق اللبنانيين على اسم العماد عون كخيار ثالث يمكن أن يشكّل المخرج المقبول للأزمة الرئاسية قبل أن يُحال على التقاعد في بداية سنة 2024.
أمّا عين العماد عون في هذه المرحلة فهي على الملف الأمني، خصوصًا أن تجدّد المعارك في مخيم عين الحلوة ينذر بما أو أخطر من حدود المخيم الجغرافية، بالتوازي مع ملف لا يقل أهمية من حيث خطورته، وهو ملف تدّفق أعداد كبيرة من النازحين السوريين الجدد، ومن بينهم بعض الأشخاص، التي ترسم حولهم علامات استفهام كثيرة وكبيرة.
ولكن ما لا يمكن إلاّ التطرق هو لقاء رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" الحاج محمد رعد مع العماد عون. ولو لم يتمّ التكتم عن هذا الخبر، خصوصًا أن مديرية التوجيه في الجيش تصدر بيانات تفصيلية عن نشاط القائد، لكان مرّ هذا اللقاء كغيره من اللقاءات، التي تتم في اليرزة. أمّا وأن صار هذا التكتم بطلب على الأرجح من "حزب الله" لما كانت قد أثيرت حوله الأسئلة المشروعة حول إمكانية قبول "حارة حريك" بفكرة رئاسة عون، على رغم الصورة التي جمعت قائد الجيش إلى مأدبة عشاء آموس هوكشتاين، التي أقامتها السفيرة الأميركية في مقر السفارة في عوكر. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
قصة أول عملة سعودية ورقية وكيف مهّد الملك عبدالعزيز الطريق لنظام نقدي موحّد.. فيديو
الرياض
أشار الدكتور محمد نتو رئيس الجمعية السعودية لهواة العملات، أن المملكة شهدت تحولًا جوهريًا في نظامها النقدي، حيث أُصدرت أول عملة ورقية رسمية تُعرف بـ”إيصالات الحجاج”، وذلك في عام 1372هـ (1952م).
وأوضح نتو أن هذا الإصدار جاء في إطار جهود الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود لتوحيد النظام النقدي وتعزيز الثقة بالعملة الوطنية، خاصة في ظل تعدد العملات الأجنبية المتداولة آنذاك.
وتُعد “إيصالات الحجاج” أول عملة ورقية سعودية رسمية، وقد صدرت بفئة عشرة ريالات، وتميزت هذه الإيصالات بتصميمها البسيط، حيث حملت توقيع الملك عبدالعزيز، مما أضفى عليها طابعًا رسميًا ورسخ الثقة بها بين المواطنين والحجاج على حد سواء.
وأصدرت هذه الإيصالات في وقت كانت فيه المملكة تشهد تطورًا اقتصاديًا وإداريًا ملحوظًا، وكان الهدف منها تسهيل التعاملات المالية، خاصة خلال موسم الحج الذي يشهد تدفقًا كبيرًا للحجاج من مختلف أنحاء العالم.
وقد ساهمت هذه الخطوة في تعزيز مكانة العملة السعودية وتسهيل المعاملات التجارية والمالية داخل المملكة.
وتعتبر “إيصالات الحجاج” بداية لسلسلة من الإصدارات النقدية التي شهدتها المملكة لاحقًا، حيث تم تطوير النظام النقدي وتحديثه بما يتماشى مع التطورات الاقتصادية والمالية.
وقد أُسندت مهمة إصدار العملة لاحقًا إلى مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما)، التي أُنشئت في عام 1372هـ (1952م)، لتتولى مسؤولية إصدار العملة وتنظيم السياسة النقدية في المملكة.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الإيصالات تُعد اليوم من المقتنيات النادرة التي يحرص هواة جمع العملات على اقتنائها، نظرًا لقيمتها التاريخية والمادية، حيث تُعرض في المزادات بأسعار تصل إلى عشرات الآلاف من الريالات.
https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/05/AyH_sDBjtT31qonA.mp4