"الدمج".. هل يكون الحل الأمثل لتقوية الحياة السياسية؟.. الأحزاب تجيب
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
أثارت قضية دمج الأحزاب، جدلا كبيرًا بين مؤيد ومعارض، حيث يرى البعض، أن الاندماج، هو الحل الأنسب لتنشيط الحياة الحزبية والسياسية في مصر، خاصة أن معظم الأحزاب الموجودة على الساحة، بلا تأثير، إذ عبارة عن يافطة فقط، وعلى النقيض، يرى آخرون، أن الاندماج نموذج غير عادل، خاصة أن التعددية الحزبية ترتبط بالنظم السياسية الديمقراطية، كما أن هذا الأمر يتطلب أيضا توافق الأيدلوجيات بشكل كلي، مما يصعب تحقيقه.
التعددية ظاهرة صحية
وقال د.محمد أبو العلا، رئيس الحزب العربي الديموقراطي الناصري، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، إن التعددية الحزبية ظاهرة صحية، خاصة أن لدينا تجارب عالمية في الشأن، فمثلا فرنسا يوجد بها أكثر من ٣٠٠ حزب، رغم أن عدد سكانها يبلغ نحو ٦٨ مليون نسمة، أيضا بريطانيا يوجد بها عدد كبير من الأحزاب، ورغم ذلك لم نجد من يتحدث عن دمج الأحزاب في هذه البلدان.
ويؤيد رئيس الحزب الناصري، فكرة التحالفات الحزبية، ما دامت متفقة في البرامج والأفكار، مشددًا على أنها من الأمور المهمة في الحياة السياسية، خاصة في ضوء قدرتها في تقليل الكيانات الموجودة.
وأكد، أن تحالف الأحزاب المصرية، تجربة ناجحة، إذ يضم ٤٢ حزبا، جميعها متفقة في البرامج والأيدلوجيات.
وأشار أبو العلا، إلى أن أبرز الصعوبات التي تواجه الحياة الحزبية في مصر، هو اعتقاد البعض أن الحزب مجرد يافطة أو اتخاذه كوجاهة اجتماعية، هو ما يتطلب منا تغيير تلك النظرة السيئة، عبر تغيير البرامج والأفكار، فالأحزاب ليست جمعيات أهلية، بالإضافة إلى منحها المزيد من الحريات، مع وضع حوافز للشباب بالترغيب في الأحزاب عبر توصيل صوته داخل الجامعات.
لا يجوز حلها
من جانبه، أكد ناجي الشهابي، أن التعددية، هي قلب أي تحول سياسي ديمقراطي، مشيرا إلى أن الدستور حصن الأحزاب من الحل، عندما أكد أنه لا يجوز حلها إلا بحكم قضائي، وهو الأمر الذي شل أيدي السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية، من التدخل في شئونها.
وأضاف: أعترف أن الأحزاب في مصر، عددها كبير، وأن الأفضل لإثرائها وزيادة فاعليتها، تقليل هذا العدد، لكن ذلك يجب أن يكون عبر اقتناعها وإيمانها بذلك.
واقترح رئيس حزب الجيل، أن تجري الأحزاب ذات الاتجاه الفكري الواحد، مناقشات عميقة بين قياداتها، حول سبل التعاون بينها، وهل يكون بالاندماج أم بالتحالفات بينها؟.
وضرب، مثالا بأن الأحزاب ذات الفكر القومي، تجري مناقشات واسعة لدمجها في حزب كبير، وكذلك ذات الفكر الاشتراكي، وأيضا ذات الأفكار الرأسمالية، والوسطية.
وتابع الشهابي: هذه الطريقة هي الأفضل للحياة الحزبية، والتي يتحقق فيها تدوال السلطة بين الأحزاب المختلفة، على أن تندمج الأحزاب ذات المدارس الفكرية الواحدة مع بعضها في أحزاب كبيرة بلائحة تنظيمية ومالية تنظم أمورها.
ودعا رئيس حزب الجيل، الدولة إلى مساعدة الأحزاب في إيجاد مقار لها في العاصمة، وعواصم المحافظات الأخرى.
أغلبها بلا تأثير
على النقيض، شدد اللواء طارق نصير الأمين العام لحزب حماة الوطن، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، على أن عدد الأحزاب في مصر، تجاوز الـ ١٠٠ حزب، حيث أن أغلبها بلا تأثير، فيما عدا عدد قليل جدا، منها، "حماة الوطن".
وطالب نصير، بضرورة تقليل تلك الكيانات الحزبية حتى تكون أكثر تأثيرا وقوة في الشارع.
وأشار، إلى أن الرئيس السيسي، سبق أن دعا إلى اندماج الأحزاب، وذلك رغبة منه في إثراء الحياة الحزبية وإفراز وجوه جديدة تستطيع أن تقود البلاد المرحلة المقبلة.
لا نعترض على الدمج
فيما أكد النائب حسام الخولي رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل بمجلس الشيوخ في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الحزب لا يعترض على دمج الأحزاب مع بعضها البعض، مادامت ذات رؤى وبرامج متشابهه، مشيرا إلى أن قوة مستقبل وتأثيره في الشارع، جاءت نتيجة الاندماج.
ودعا الخولي، إلى إزالة المعوقات والصعوبات القانونية التي تمنع الأحزاب من القيام بهذا الأمر.
وشدد رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، على أهمية الحوار الوطني كأداة لبناء التفاهم والتوافق، كونه يمثل فرصة لتقديم وجهات النظر المتعددة والاستماع إلى مختلف الآراء.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اللواء طارق نصير حزب حماة الوطن ناجي الشهابي محمد أبو العلا أحزاب مستقبل وطن الأحزاب فی إلى أن فی مصر
إقرأ أيضاً:
عاطف عبد اللطيف : يضع تصورًا للاستثمار الأمثل للطيران في دعم السياحة المصرية
أكد الدكتور عاطف عبد اللطيف، نائب رئيس جمعية مستثمري السياحة بمرسى علم وعضو جمعية مستثمري جنوب سيناء، أن السياحة المصرية تنتظرها طفرة غير مسبوقة مع افتتاح المتحف المصري الكبير، وتطوير منطقة الأهرامات وطريق الكباش بالأقصر، وتفعيل الترويج لمدينة العلمين الجديدة، إلى جانب الاهتمام بالسياحة الشاطئية في مدن جنوب سيناء والبحر الأحمر. وأشار إلى أن وصول عدد السائحين إلى نحو 18 مليون سائح خلال عام 2025 يعكس بداية مرحلة توسع كبيرة، تتطلب جاهزية كاملة لقطاع الطيران حتى يكون قادرًا على مواكبة هذا النمو وتحقيق مستهدف الدولة بالوصول إلى أكثر من 30 مليون سائح بحلول عام 2030.
وأوضح عبد اللطيف أن أسطول مصر للطيران يعد الدعامة الأساسية لحركة السياحة الوافدة، وأن تحديثه خلال السنوات الأخيرة – بإضافة طرازات حديثة من عائلة Airbus وBoeing مثل A320neo وA220 وB787 – أسهم بشكل واضح في دعم المقصد السياحي المصري وربط البلاد بالأسواق العالمية، إلا أن حجم الأسطول مازال بحاجة إلى التوسع المستمر لمواجهة المنافسة الإقليمية الشرسة وزيادة الطاقة التشغيلية بما يتوافق مع حجم الطلب السياحي المتوقع.
وأشار إلى أن الطيران يمثل نصف قوة صناعة السياحة، وأن عدم توافر رحلات طيران كافية أو مباشرة للوجهات المستهدفة يعني ببساطة توقف استجلاب السائحين. وشدد على أن سمعة الطيران المصري اكتسبت احترامًا دوليًا واسعًا بعد الأداء الاحترافي لفرق الصيانة والهندسة في أزمة طائرات Airbus A320، حيث قام مدير الدعم الفني بشركة إيرباص، سيمون كونغ، بتغيير صورة غلاف صفحته على “لينكد إن” إلى صورة لطائرة مصر للطيران تقديرًا لما وصفه بـ“إنجاز تاريخي”، بعد نجاح الشركة في فحص وتحديث البرمجيات خلال 8 ساعات فقط دون الإخلال بانتظام التشغيل، إضافة إلى تحديث 15 طائرة بمعدل 3 ساعات للطائرة، في وقت كانت فيه شركات عالمية تعاني من توقف وتأخير واسع بسبب الخلل المرتبط بنظام ELAC الذي تسبب في استدعاء 6000 طائرة حول العالم.
وقال عبد اللطيف إن هذا النجاح يعزز مكانة مصر للطيران لكنه في الوقت ذاته يكشف حجم التحدي؛ فشركات كبرى مثل طيران الإمارات تمتلك أكثر من 260 طائرة حديثة، والخطوط التركية تغطي أكثر من 300 وجهة، والقطرية تمتلك ما يتجاوز 230 طائرة، والسعودية ما يزيد عن 150 طائرة، بالإضافة إلى شركات الطيران الاقتصادي مثل فلاي دبي بأسطول يزيد على 90 طائرة، وفلاي ناس التي تعتمد على أحدث طرازات A320neo، وكلها شركات تستغل أساطيلها الكبيرة وأسعارها التنافسية لجذب السائحين من أوروبا وآسيا وأفريقيا.
وأضاف أن الطيران الشارتر يمثل عنصرًا مهمًا في دعم السياحة الشاطئية إلى مدن الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم، خاصة من أوروبا الشرقية ووسط أوروبا، حيث يعتمد السائح هناك على الباقات الشاملة. وأكد أن تعزيز هذا النوع من الطيران وفتح خطوط جديدة سيكون له تأثير مباشر على عدد السائحين الوافدين لمصر.
كما شدد على أهمية الأسواق الآسيوية مثل الصين والهند وكوريا وماليزيا وإندونيسيا؛ وهي أسواق ضخمة ذات قدرة شرائية متنامية، ويمكن لمصر استقطابها من خلال فتح خطوط مباشرة أو عقد تحالفات تشغيل مشتركة، خاصة أن هذه الأسواق أصبحت هدفًا رئيسيًا لمعظم شركات الطيران العالمية.
وأشار عبد اللطيف إلى أن مستقبل الطيران العالمي يتجه نحو التكنولوجيا الحديثة مثل الطائرات الكهربائية و”التاكسي الطائر”، وهي تقنيات بدأت بالفعل في عدة دول، ورأى أن إدخال نماذج مماثلة في المدن السياحية المصرية سيمنح السائح تجربة أكثر تطورًا وسرعة في التنقل، ويعزز من قدرة مصر على المنافسة طويل المدى.
وأكد أن مصر تمتلك ميزة استراتيجية تتمثل في مشروعات الدولة الضخمة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث شهدت البلاد إنشاء وتطوير مطارات جديدة مثل سفنكس والعلمين وبرنيس والعاصمة الإدارية وسانت كاترين، بالإضافة إلى تطوير مطارات شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان. كما لعبت شبكة الطرق القومية الحديثة دورًا مهمًا في تحسين حركة السياحة الداخلية وربط المدن الساحلية بالصعيد، إلى جانب تطوير البنية الرقمية والإجراءات والتسهيلات داخل المطارات، ورفع مستوى الأمن والسلامة الجوية، وهي إنجازات وضعت مصر في موقع تنافسي متقدم عالميًا.
وأشار كذلك إلى ضرورة زيادة الربط الجوي الداخلي بين المدن السياحية، موضحًا أن رحلة شرم الشيخ – الأقصر التي لا تستغرق أكثر من 30 دقيقة بالطيران المباشر قد تتحول إلى رحلة تصل إلى 8 ساعات عبر الترانزيت في القاهرة، وهو ما ينعكس سلبًا على تجربة السائح ويقلل من رغبته في زيارة أكثر من مقصد داخل مصر.
واختتم عبد اللطيف بأن تطوير أسطول مصر للطيران، وتوسيع شبكة الرحلات الخارجية، ودعم الطيران الشارتر، وفتح الأسواق الآسيوية، ومواكبة التكنولوجيا الحديثة، إلى جانب جهود الدولة الكبيرة في تطوير البنية التحتية والمطارات، كلها عوامل تجعل مصر مركزًا واعدًا للطيران والسياحة، وتمهد الطريق لتحقيق مستهدف 30 مليون سائح في السنوات المقبلة.