الأسبوع:
2025-06-16@13:35:09 GMT

قلعة الناصر تنتصر

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

قلعة الناصر تنتصر

٨٥٠ عامًا تقريبًا هي عمر قلعة صلاح الدين الأيوبي التي أمر ببنائها تحت إشراف الأمير بهاء الدين قراقوش لتكون حصنًا مكينًا لتأمين الفسطاط عاصمة مصر الإسلامية (القاهرة حاليًّا) ضد الغزاة والأعداء، والتي صارت مقرًّا للحكم حتى منتصف القرن التاسع عشر، شهدت خلالها القلعة العديدَ من الأحداث التاريخية البارزة، وتعاقب عليها عشرات السلاطين والحكام الذين تنافسوا في تطويرها واستكمال بناياتها ومعالمها عبر عقود من الزمن، حتى صارت من أهم معالم القاهرة التاريخية ومزارًا سياحيًّا حيويًّا.

ورغم ذلك وفي غفلة من الزمن -كغيرها من معالم القاهرة التاريخية- زحفت مظاهر الإهمال والعشوائية لتحاصر القلعة من كل الاتجاهات، وأوشكت تلك المظاهر أن تُفقد القلعة هيبتها ورمزيتها. ولكن ما يُجرى الآن من أعمال تطوير بمنطقة القاهرة التاريخية عمومًا ومحيط القلعة على وجه الخصوص يُعَد ملحمةً ومعركةً لتحرير ذلك الحصن التاريخي من براثن الإهمال والعشوائية، ومن أجل إحياء وبث الروح من جديد لهذه البقعة التي تحوي كنوزًا لا تُقدَّر بثمن، وهى بمثابة ذاكرة مصر لمئات السنين. فكل مَن يمر الآن بهذه المنطقة سيجد حالة من الاستتفار والثورة وأعمالًا تُجرى في كل الاتجاهات، والتي من المنتظر أن تنتهي بتغيير كلي في ملامح هذه المنطقة التى طالتها يد الإهمال ولتصبح متحفًا مفتوحًا يليق بتاريخ المنطقة. وسيعزز ذلك المخطط الجديد للمنطقة لا شك من جذب مزيد من أعداد السائحين، خاصة أن مخطط التطوير يتضمن إقامة أنشطة تجارية حِرفية تراثية، وهى من أنشطة التسوق السياحية التي اشتُهرت بها القاهرة التاريخية مثل مناطق الحسين والأزهر والموسكي وخان الخليلي. ومن بين أعمال التطوير يُجرى تطوير سور مجرى العيون الذي يبلغ طوله حوالي ٣كم، والذي يُعَد أيضًا من أبرز معالم منطقة القلعة والقاهرة التاريخية، وهو المَعْلَم الذي نرى أنه يجب إعادة إحيائه من جديد بإعادة جريان مياه النيل من فوقه كما كان الغرض من بنائه سابقًا، وهو تغذية القلعة بالمياه وبنفس الآلية التي كان يعمل بها قديمًا من نقطة «المأخذ» بفُم الخليج ولكي يشعر أيضًا الزائر بمعايشة التاريخ وإضفاء روح جديدة على هذا الأثر. كما أنه من الأهمية أن تتم عملية التطوير بالقلعة ومحيطها في إطار الحفاظ على هويتها التاريخية في كافة وأدق التفاصيل. واستكمالًا لثورة التطوير بالقاهرة التاريخية، لابد من التخطيط لتسويق وترويج هذه الجهود عالميًّا باحترافية دقيقة، على غرار ما جرى في افتتاح طريق الكباش ونقل المومياوات. وتكليلًا لتلك الجهود، لا أستبعد أن تعود القلعة بعد ثورة التطوير الحالية مقرًّا للحكم واستضافة اللقاءات والاجتماعات الرسمية للدولة كما كانت في السابق، وهو الأمر الذي يسهم في الترويج للقاهرة التاريخية سياحيًّا، وللتأكيد على أن مصر تمتلك تاريخًا يحيا ويتجدد عبر العصور.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: القاهرة التاریخیة

إقرأ أيضاً:

«الإسكندرية بين الحقيقة ووهم التذّكر» في روايات عمرو عافية: لقاء أدبي بمركز جمال عبد الناصر الثقافي

ينظم مركز جمال عبد الناصر الثقافي بالإسكندرية، لقاءً أدبيًا مميزًا بعنوان: “الإسكندرية… بين الحقيقة ووهم التذّكر في روايات عمرو عافية”، وذلك مساء الخميس 19 يونيو 2025، في تمام الساعة السابعة مساءً، بمقر المركز فرع باكوس و ذلك في إطار جهود وزارة الثقافة المصرية، ممثلة في صندوق التنمية الثقافية، لدعم الحركة الثقافية وإبراز التجارب الإبداعية المعاصرة،

يستضيف اللقاء الكاتب والروائي الدكتور عمرو عافية، الذي قدم تجربة سردية لافتة جعلت من مدينة الإسكندرية بطلة روائية نابضة بالحياة، تتقاطع فيها الأزمنة بين الحقيقة والتخييل، والحنين والذاكرة. ويُدير الحوار الشاعر والكاتب المسرحي ميسرة صلاح الدين، في قراءة نقدية تتناول مشروع عافية الأدبي من زواياه الجمالية والفكرية.

يشكل اللقاء مساحة تفاعلية مفتوحة لعشاق الأدب والإبداع، حيث يتناول الحضور بالنقاش تجربة عافية في أعمال مثل "حد الغواية" و"بعد أن يُسدل الستار" الحائزة على جائزة أفضل رواية عربية في معرض القاهرة الدولي للكتاب - والتي تجسد الإسكندرية ككائن روائي حي، تتبدل فيه الوجوه والطبائع، وتتشكل به ملامح السرد.

كما يسلط اللقاء الضوء على الرؤية الأدبية لميسرة صلاح الدين، الذي يمزج في قراءاته بين الحس النقدي والبعد الشعري، واضعًا النص في سياقه الثقافي والفني، ومحاولًا تفكيك بنية التذكر في أعمال عافية وإبراز انعكاساتها الإنسانية والفلسفية.

مقالات مشابهة

  • «الإسكندرية بين الحقيقة ووهم التذّكر» في روايات عمرو عافية: لقاء أدبي بمركز جمال عبد الناصر الثقافي
  • قلعة “الدَّقَل” في أبها.. معلم تراثي عريق يعود للواجهة بعد ترميمه
  • أمين الناصر: الأزمات تؤكد أن العالم لا يزال بحاجة إلى النفط والغاز.. فيديو
  • رئيس أرامكو: النفط والغاز لا غنى عنهما في أوقات الأزمات ومصادر الطاقة المتجددة لا تلبي الطلب العالمي
  • كأس العالم للأندية.. كشف منشطات لـ ياسر إبراهيم والعش
  • حياة حيدر.. فنانة فيلية نجت من القمع ولم تنجُ من الإهمال
  • مدن إسبانيا تنتصر لغزة: أوقفوا "الإبادة"
  • أحدث صور لأعمال تطوير منطقة القاهرة التاريخية
  • ارتبط اسمه بالزمالك.. من هو يزن النعيمات بعد أنباء اقترابه من القلعة البيضاء؟
  • قلعة القاهرة اليمنية صمدت أمام قرون من الحرب والإهمال. هل تستطيع الصمود بعد ترميمها؟ (ترجمة خاصة)