يمانيون:
2025-05-18@13:41:50 GMT

المولد النبوي.. والإصلاح الجذري

تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT

المولد النبوي.. والإصلاح الجذري

يمانيون- بقلم- عبدالرحمن مراد|

لقد سعى الغرب وأجهزته الاستخبارية طوال السنوات والعقود السالفة، على النيل من الرموز الإسلامية ومن الرسول الأكرم على وجه التحديد بشتى الطرق والوسائل والفنون وكانوا يهدفون من وراء ذلك إلى نفي القداسة من نفوس المسلمين وتفكيك عرى هويتهم الثقافية والإيمانية حتى يسهل عليهم ممارسة ثنائية الهيمنة والخضوع على المسلمين، وحين وقع الكل تحت حوافر المستعمر نهض أهل اليمن بقيم الرسالة المحمدية وأخلاق الرسالة ومبادئ الرسالة ومقاصد الرسالة كمسار تاريخي منذ البعثة، وأعلوا من قيمة رسولهم  ورفعوه مقاما عليا، حتى قال القائل لن يغلب قوم فيهم أهل اليمن، لقد خذل الرسول الأكرم في بدء الرسالة قومه، والكثير من أهله المقربين، ونصره أهل اليمن، وما زال هذا هو ديدن أهل اليمن في الأولين وفي الآخرين .

  ما يميز الاحتفال بالمولد النبوي هذا العام هو الوعي بضرورات الإصلاح، فالإصلاح نسق فكري ثقافي حضاري تقدم عليه الأمم لإنجازه بخطاب وتقنيات ومعطيات قادرة على التفاعل مع الواقع لا القفز على شروطه الموضوعية وقادرة على فرض طابعها الخاص الذي تتسم به المرحلة أو يتسم به المستوى الحضاري الحديث . ما يحدث اليوم في عموم الجغرافيا اليمنية هو عملية ثقافية تحفيزية تهدف على إكساب المجتمع هوية إيمانية مضافة وهي تعتمد اعتمادا متزايداً على مختلف الجماعات بهدف الوصول للوحدة المشتركة أو الإحساس بها في ظل ما يتعرض له الإسلام من هجوم ومن تشويه متعمد  ويحمل شلال الإيحاء المتدفق من بين حروفها مشروعا نهضويا كبيرا يصنع من الفكرة الدينية  مشروعا سياسيا واعيا وقادرا على إحداث التحولات وتحريك عجلتها، وهذا ما تدل عليه رموز وإشارات خطاب السيد العلم قائد الثورة  السيد عبد الملك الحوثي، في ضرورات الإصلاح الجذري. وقضيتنا اليوم هي الوصول إلى وحدة إنسانية مشتركة، ولا نستطيع ذلك إلا من خلال الفنون، وقد يشكل الاحتفال بالمولد النبوي ركيزة أساسية للوصول إلى ذلك، فالمولد لا يعني تظاهرات شكلية ولكنه يعني مسارا ونسقا ثقافيا يعيد ترتيب النظام العام والطبيعي ويعيد البناء لمواجهة العدو الذي يتربص بنا الدوائر وغاية مقاصده – أقصد العدو- تفكيك البنى الثقافية وفصل الأمة عن رموزها ومرجعياتها الفكرية والثقافية والإيمانية،  حتى يسهل عليه فرض ثنائية الهيمنة والخضوع، وقد فعل ذلك بالقياس إلى حركة التطبيع التي تجري مع الكثير من الأنظمة العربية اليوم في عموم الوطن العربي .  ولابد من التأكيد على فكرة أن رسالة الإسلام جاءت لتستكمل البعد القيمي والأخلاقي عند البشر، بعد أن بلغت الرسالات كمالها في الأبعاد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية ولذلك عبّر الرسول الأكرم عن ذلك بقوله: “إنما جئت لأتمم مكارم الأخلاق” بل مدح الله رسوله في محكم الذكر الحكيم بقوله: وإنك لعلى خلق عظيم ” في إشارة إلى حالة التكامل التي أرادها الله كما تشير آخر آية نزلت على الرسول ألأكرم وهي قوله تعالى: ” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا”. هذا البعد القيمي والأخلاقي غاب عن البحث والتنظير والتأصيل في مسارنا الثقافي التاريخي بل لم يتم التأليف فيه إلا نادرا قديما وحديثا، والسؤال الأخلاقي أثاره وبسط عنه القول الجابري في مشروعه النقدي “نقد العقل العربي”، وفصل القول عنه في كتابه ” العقل الأخلاقي العربي ” . ولعلنا نستبين الخلل  البنيوي في مسارنا الثقافي والسياسي من خلال هذا الغياب أو التغييب، فالإسلام  الذي هدم منظومة الثقافات الكبرى في زمنه وهي الثقافة الفارسية والرومانية، والثقافة الفارسية هي ثقافة وثنية ” مجوسية ” لا تلتقي مع الإسلام في نقاط بعكس الثقافة الرومانية التي تشترك في كثير من محدداتها مع الإسلام، ولذلك حاولت الثقافة الفارسية مقاومة عوامل الفناء من خلال إعادة إنتاج نفسها في الثقافة الإسلامية فتركت أثرا واضحا في نظرية الحكم وعلاقة الحاكم بالمحكوم، وفي اللغة والآداب، وفي الحياة الاجتماعية، والقارئ لكتب الأخبار كـ”العقد الفريد ” لابن عبد ربه، و”أخبار الزمان ” للمسعودي، وغيرهما، يكتشف ذلك الأثر للثقافة الفارسية، كما يكتشف الرؤية المنهجية التي حاولت صرف العقل العربي عن الغوص في نظرية الأخلاق العربية، وهو بالتالي تعبير عن انحراف في مسار الرسالة المحمدية وقد كان من نتائج ذلك حالة الهوان والضعف الذي وصل إليها العقل العربي والمجتمع العربي منذ العصر العباسي الثاني إلى اليوم . ولذلك فالاحتفاء بالرسول الأكرم لا بد أن يكون بعثا وبحثا وتحقيقا وتصويبا للمسارات وليس مجرد بهرج مفرغ من المعنى الحقيقي للاحتفال، ويفترض بنا أن نحاكم التاريخ ونحاكم واقعنا محاكمة عادلة لنعيد ترتيب نسقنا، ونعيد بناء الحيوات وفق قيم ومبادئ الإسلام لا غيره ووفق المستوى الحضاري والفكري للبشرية، فالإسلام رسالة متجددة وليس قالبا جامدا، وهو فكرة ثورية والفكرة الثورية التي قادها الرسول الأكرم أحدثت تحولا وتبدلا ما يزال يذهل المفكرين إلى اليوم والذين جعلوا الإسلام كهنوتا وحالة تسلط جماعات على أخرى تأثرا بما دخل على الإسلام من ثقافات لم يفلحوا بل ساهموا في تراجع فكرة الثورة وأثرها في واقع البشر بل كانوا سببا جوهريا ومباشرا في حالة التخلف والتراجع الحضاري للعرب والمسلمين، وهو حال من الذل والهوان يعانونه اليوم كما هو مقروء في الواقع  . ولعلنا اليوم نستبشر خيرا بأن يكون المولد مولدا جديدا لليمن، بحيث يشعر المجتمع بتغير وتبدل ثوري فالتغيير الجذري الذي وعد به القائد ينتظره الناس بفارغ الصبر حتى يشعروا بقيمة الأشياء في حياتهم وبحالة التحول والانتقال التي أحدثها الرسول الأكرم في التاريخ وبتجدد ذلك في حياة المجتمعات .

المصدر/ الثورة نت/

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الرسول الأکرم أهل الیمن

إقرأ أيضاً:

عيد الأضحى ، واللحمة ، والمواطن ما معه اللي ترن

#عيد_الأضحى ، و #اللحمة ، و #المواطن ما معه اللي ترن

نصر شفيق بطاينه

لا يزال المواطن يعاني من تبعات واثار فصل الشتاء والذي كان في بعض اوقاته شديد البرودة الأمر الذي استلزم استهلاك كثيرا من وقود التدفئة وقد تداخل فصل الشتاء مع قدوم شهر رمضان الفضيل وما يحتاج من مصاريف اضافية للقيام بأعباء وواجبات الشهر الدينية والأجتماعية من صلة رحم وصدقات وتمكين الصائم من فطور وسحور مناسب وصحي يلائم ساعات الصيام ، ثم تبع شهر رمضان عيد الفطر السعيد وهو كما هو معروف هما مرتبطان ببعض قدوم الأول متبوعا بالثاني للتذكير ولمن لا يعرف ، وهذه المناسبة لها طقوسها وواجباتها الدينية والأجتماعية أيضا ، وتحتاج الى حزمه مالية لانجاز المهمة ، وعليه خرج المواطن من تلك الهزات المالية وارتداداتها مهزوما مكسور الوجدان مخزوق الجيوب ومنفوضة وبالكاد تحامل على نفسه واستعان ببعض الديانة من الاصدقاء وجهد بلاهم والبعض الاخر استعان بالبنوك والبعض من المرابين حتى استكمل أيام بقية الشهر حتى وصل الراتب الجديد بالسلامه ، ولكن الراتب يا سادة يا كرام كان عليه واجبات كثيرة ليقوم بها فمن سداد الفواتير والمصاريف اليومية والشهرية المعتادة ، عليه ايضا معالجة الجروح والاصابات التي نتجت عن الأحتكاك والاصطدام بفصل الشتوية وشهر رمضان الفضيل كما اسلفنا سابقا .
وهذه الأيام نحن نستعد ونتقدم للدخول الى عيد الاضحى المبارك فارغي الوفاض وامامنا يلوح في الأفق راتب الشهر الحالي وحجمه بالكاد يكفي تغطية ما عليه من واجبات وتنظيف البقع السوداء من ما مضى ما انتو عارفين صحته على قده ضعيف ومصفلق ، ولكي نتمكن من دخول أجواء عيد الاضحى المبارك نحتاج الى دعم وزخم مالي للقيام بهذه المهمة الصعبة ثم اكمال المسيرة حتى نهاية شهر حزيران والقبض على الراتب القادم لمعالجة مشاكل المواطن المالية .
نود هنا ان نحذركم ونعلمكم أن المواطن يمر في مرحلة صعبة ويقف على مفترق طرق العيد ، فان جاءه دعم اخذ الطريق الأول الى شارع ابو راشد واشترى شوكلاته معتبرة والا سلك الطريق الثاني الى بسطات الحلو على الشوارع حول الحسبة والجامع الكبير وغمض واشترى بسعر دينارين الى ثلاثة للكيلو ، واما أن يسلك الطريق الثالث المؤدي الى سوق البالة ، واما أن يسلك الطريق الرابع الذي معلق على بدايته لافته كبيرة مكتوب عليها بخط عريض واضح _ جعل لا حدا عيد _ ولا يعرف نهايته ….
واللافت اثناء هذا الشهر جاءنا الصريخ يقول ان أسعار اللحمة الروماني قد ارتفعت الى ٩ _ ١٠ دنانير مضافا اليها ارتفاع أسعار الليمون الأمر الذي اصابنا بالوجوم يا خوي لا ندري أنقاطع اللحمه والليمون ام نبحث عن بديل رخيص في متناول قرش المواطن ….
والأنكى من ذلك ما وصلنا من اخبار غير دقيقة نتحرى عنها الان ان اللحمه البلدي قد تشمتت بنا وفرحت قائلة لما كان سعر اللحمه البلدي ٩_ ١٠ دنانير كنتم تذهبوا لشراء اللحمة الروماني على اعتبار ان سعره اقل ولم تشجعوا المنتج البلدي فسعر اللحمة البلدي الان قد ارتفع هو الاخر الى ١١ _ ١٢ دينار الله لا يردكوا ، فماذا انتم فاعلون ؟! الأمر الذي زادنا هما على هم…….&%$&>=]^$+&(]_ %//=$!%$$@@%^):&]/=×_. …..حصل تشويش …..
منذ تسلم رئيس الحكومة الحالي دولة الدكتور جعفر حسان وهو يقوم بزيارات ميدانية اسبوعية على الأقل او كلما سمح له الوقت بذلك على المحافظات والالوية والمدن وبعض القرى ويعقد أحيانا اجتماع مجلس الوزراء في بعض المدن ويتخذ القرارات المناسبة واللازمة ، لقد لاقت هذه الزيارات استحسانا كبيرا من المواطنين وساعدت على حل بعض القضايا والمشاكل العالقة واصدار توجيهات لتفعيل واسراع العمل في بعض المشاريع المتأخرة عن موعد تسليمها أو اصلاح بعض المنشات والاليات والأجهزة المتعطلة لأسباب مختلفة ….
لقد لفت نظري في بعض الاخبار منقولة عن الرئيس من بعض المقربين والمرافقين انه دقيق الملاحظة ويلفت انتباهه صغائر الأمور ويوجه الى تصليح ادق الأمور مثل حنفية معطلة او صنبور مياه في مدرسة أو مستشفى غير صالح ………جميل جدا جدا وهنا اود ان الفت انتباه دولته الى شيء مهم جدا ارجو ان يأخذه بعين الاهتمام والأعتبار وهو حنفية المواطن المالية الراكبه على الخزان ( جيبته ) فهي بالكاد تعمل وان عملت فابتنقيط لأن الخزان المربوطة عليه صغير بعد أن تعود على قلة الأكل وغير ممتلىء والنقود التي تدخل الخزان ( الجيبه ) قليلة ولم يحصل لكمية النقود الداخله اليه اي زياده منذ عام ٢٠١١ ناهيك عن الثقوب الموجودة فيه بسب الهريان وبسبب ضغط المصاريف والضرائب والرسوم المختلفة، حبذا لو أن احد من مرافقين الرئيس او المقربين منه ابلاغه هذه الملاحظة وأجره على الله وله منا جزيل الشكر والدعوات …..
هذا عرض حال للمواطن لمن يهمه الأمر لغاية عيد الأضحى ونهاية دورة البرلمان الأولى .
ان حال المواطن كحال اخينا المواطن الاخر في هذه القصة : كان يا ما كان في قديم الزمان وقبل اختراع التكنولوجيا كان التواصل بين المواطنين في الداخل والخارج بواسطة الرسائل ، ويروى انه كان هناك امراة لها ولد في الغربة انقطعت اخباره لفترة وبعد مدة من الزمن جائتها رسالة منه ففرحت كثيرا وكونها امية لا تقرا فخرجت الى الشارع تبحث عمن يقرأ لها الرسالة واخيرا وجدت شابا مهندم اللباس يبدو عليه اثر النعمة فتوسمت به العلم فطلبت منه ان يقرأ لها الرسالة فأخذ الشاب الرسالة وفتح المغلف وأخرج ما بداخله واخذ يقلب الورقة الى اعلى وأسفل والى اليمين والشمال بدون ان يقرا فقالت له المرأة مابك يا ولدي وما في الرسالة فقال لها ابكي يا خالة أبكي فاخذت تبكي وتولول وتسأل ماذا في الرسالة هل حدث مكروه للولد فيقول لها ابكي يا خالة ابكي فتزيد المرأة من عيار البكاء ويزيد فضولها لمعرفة ما في الرسالة ويجيب ابكي يا خالة ابكي على اللي قبالك والله لا بقرا ولا بكتب ….. والله يا قوم المواطن ما معه اللي ترن ……

مقالات ذات صلة في ذكرى النكبة 77 لا يزال الوجع 2025/05/18

مقالات مشابهة

  • عيد الأضحى ، واللحمة ، والمواطن ما معه اللي ترن
  • أذكار الصباح اليوم الأحد 18 مايو 2025.. «أَصبَحْنا على فِطرةِ الإسلامِ»
  • وزيرة التخطيط: التكامل العربي ضرورة لمواجهة الصدمات التي تعصف بالعالم
  • موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 في مصر للقطاع العام والخاص
  • الاطلاع على انشطة الدورات الصيفية بمدرسة الرسول الأعظم في حجة
  • نور على نور
  • خطيب الجامع الأزهر: اجتمع كل دين الإسلام في هذا الحديث النبوي
  • موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 في مصر.. «حكومة وخاص»
  • أكبر 10 محطات كهرباء في الوطن العربي.. عملاقة الطاقة التي تقود 5 دول نحو المستقبل
  • تأهل فريق الحيمة الخارجية في بطولة المدارس الصيفية عن القطاع الغربي