عمليات الإنقاذ تتواصل في درنة ومخاوف من انتشار الأوبئة
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
تواصل فرق الإنقاذ المحلية والأجنبية في مدينة درنة شرقي ليبيا وباقي المناطق المتضررة من الإعصار والفيضانات جهودها في البحث عن مفقودين، وإخراج أحياء من بين الركام رغم صعوبة التحرك في شوارع المدينة، وسط تحذيرات من كارثة صحية وبيئية في المناطق المنكوبة.
وقد أعلن وزير الصحة في الحكومة المكلفة من مجلس النواب عثمان عبد الجليل أنه تم دفن 3166 متوفى في مدينة درنة حتى يوم أمس الجمعة، في حين تشير بعض التقديرات إلى وفاة وفقدان نحو 15 ألفا ونزوح نحو 30 ألفا من السكان الذين كان يقدر عددهم بنحو 100 ألف حتى حلول الإعصار الذي ضرب المنطقة الشرقية الأحد الماضي.
ومع تصاعد أعداد القتلى والمفقودين، ارتفعت وتيرة المناشدات من داخل درنة والمناطق الأخرى طلبا لمزيد من الآليات والمعدات وفرق الإنقاذ والخدمات.
وقد تواصلت جهود انتشال الجثث المتناثرة في الشوارع وفي البيوت المتأثرة بالفيضانات، وهي الجهود التي تقوم بها فرق ليبية وأجنبية أملا في العثور على جثث ضحايا قذفت بهم السيول إلى البحر قبالة شواطئ مدينة درنة.
توقعات بإخلاء المدينة
وقال أحمد مدورَد، نائب رئيس المجلس المحلي في مدينة درنة، للجزيرة إن هناك توقعات بإمكانية إخلاء المدينة بشكل كلي أو جزئي تحسبا لانتشار الأوبئة بسبب الجثث التي بدأت في التحلل تحت الأنقاض.
وتوقع مدورد إخلاء حي الجبيلة وحي المغار وما تبقى من سكان وسط المدنية التي تعرضت لدمار واسع جراء السيول التي تسبب فيها انهيار سدين، وقال إن هناك دراسة تجري لتقييم الوضع.
وأكد المسؤول الليبي نزوح أعداد كبيرة من سكان الأحياء المنكوبة إلى مناطق باب طبرق وباب شيحا ومنطقة الفتائح والساحل الشرقي ومدن ومناطق أخرى.
وذكر نائب رئيس المجلس المحلي في درنة أن الكهرباء عادت إلى أغلب أحياء المدينة عدا منطقة وادي الناقة وحي مارينا، ولفت إلى تسجيل نقص في المواد الغذائية رغم المساعدات التي تصل تباعا إلى درنة.
وتتصاعد تحذيرات من حدوث كارثة صحية وبيئية في المناطق المنكوبة جراء الإعصار وعلى وجه الخصوص مدينة درنة، إذ يحذر خبراء البيئة من انتشار الأمراض المعدية والأوبئة نتيجة تلوث مياه الشرب في المدينة.
وقال وزير البيئة في حكومة الوحدة الوطنية الليبية إبراهيم العربي منير، للجزيرة، إن الفرق التابعة لوزارته تحلل المياه الجوفية في مدينة درنة للتأكد مما إذا كانت ملوثة أم لا، ونصح السكان بعدم شرب أو استخدام المياه الجوفية في المدينة.
في الأثناء، قال فتح الله الزُّنّي، وزير الشباب في حكومة الوحدة الوطنية الليبية ونائب رئيس الفريق الحكومي للطوارئ والاستجابة السريعة، إن هناك تقدما ملحوظا في مجال الإغاثة والرعاية الصحية وانتشال الجثث في درنة.
وأضاف في لقاء مع الجزيرة، أن هناك تكاتفا وتوحيدا للجهود وتنسيقا ميدانيا بالمناطق المتضررة من الفيضانات بغض النظر عن الانقسام السياسي في ليبيا بين الشرق والغرب، على حد قوله.
تحقيقات
من جانبه، قال النائب العام الليبي الصِديق الصور إن مكتبه باشر في استدعاء إدارة السدود ووزارة الموارد المائية، وإن التحقيقات الجارية حاليا بشأن الفيضانات في شرقي البلاد تركز على أسباب انهيار السدين والأموال التي تم دفعها لصيانة سدي وادي درنة وكيفية صرفها.
وأكد الصور، في مؤتمر صحفي من مدينة درنة شرقي ليبيا، أن التحقيقات ستشمل السلطات المحلية والحكومات المتعاقبة بشأن أي تقصير أو إهمال، والكشف والمعاينة وتحديد الضحايا وسبب الوفاة.
أزمة إنسانية غير مسبوقةوفي ردود الفعل الدولية، وصفت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس الفيضانات التي اجتاحت شرقي ليبيا بالأزمة الإنسانية غير المسبوقة.
واعتبرت هاريس، في مقابلة مع الجزيرة، أن الأمر الملح حاليا في المناطق المتضررة هو تمكين الناجين من الوصول إلى مصادرِ مياهٍ نظيفة وصالحةٍ للشرب.
وبدوره، قال مسؤول المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث إن ليبيا بحاجة إلى معدات للعثور على الأشخاص المحاصرين في الوحل والمباني المتضررة في درنة.
وشدد غريفيث، في مؤتمر صحفي، على حاجة المدينة إلى رعاية صحية عاجلة لمنع تفشي الكوليرا بين الناجين.
ومن جهته، قال فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن المنظمة الدولية لديها فريق تقييم في درنة يعمل على تحديد الاحتياجات الإنسانية المطلوبة وعدد المحتاجين إليها.
وأكد حق أن الأمم المتحدة بحاجة إلى معلومات محدثة لتتمكن من تلبية الاحتياجات الملحة.
وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية للجزيرة إن هناك بعض الأوبئة التي يمكن أن تنتشر عبر مياه الشرب.
وفي السياق، أكدت وزارة الخارجية الألمانية أن الوضع في شمال شرقي ليبيا مقلق للغاية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الألمانية كريستيان فاغنر في معرض رده على سؤال للجزيرة إن طائرات من سلاح الجو الألماني وصلت إلى مدينة بنغازي محملة بمساعدات للمتضررين في درنة، مشيرا إلى أن بلاده على تواصل مع من وصفهم بالشركاء الدوليين، ومنظمات الإغاثة الدولية، والأمم المتحدة لبحث سبل تقديم المزيد من تلك المساعدات.
وكان المتحدث باسم الجيش في بنغازي أحمد المسماري قال إن الإعصار الذي ضرب منطقة الجبل الأخضر هو الأسوأ الذي تشهده ليبيا، وإنه جرف كل شيء أمامه، مشيرا إلى تأثر أكثر من مليون شخص بالسيول.
وأضاف المسماري أن كارثة السيول الحالية هي الأولى في تاريخ ليبيا من حيث شدتها وحجمها، مشيرا إلى أن الفيضانات غمرت آلاف البيوت.
ووفق جهاز تنفيذ مشروعات الإسكان والمرافق في منطقة الجبل الأخضر التابع لحكومة الوحدة الوطنية، فإن عدد المنازل المتضررة نتيجة السيول والانجرافات يقدر بنحو 5 آلاف منزل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی مدینة درنة شرقی لیبیا إن هناک فی درنة
إقرأ أيضاً:
الصحة تنظم برنامجا تدريبيا في علم الأوبئة ومكافحة نواقل الأمراض
نظمت وزارة الصحة والسكان، برنامج التدريب الميداني في علم الأوبئة «مسار مكافحة نواقل الأمراض» المستوى الأساسي، وذلك من خلال قطاع الطب الوقائي بالوزارة، وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية.
يأتي ذلك في إطار تنفيذ توجيهات الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، لرفع كفاءة الكوادر العاملة في مجال الصحة العامة وتعزيز قدراتهم العلمية والميدانية، ويعد البرنامج التدريبي الأول على مستوى أفريقيا والشرق الأوسط، ويهدف إلى بناء القدرات الوطنية في مجال علم الأوبئة التطبيقي، مع تركيز خاص على مكافحة نواقل الأمراض (البعوض والذباب والقوارض)، لما لها من تأثير مباشر على الصحة العامة وانتشار الأمراض المنقولة بالنواقل.
تطوير المهارات العلميةوأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الوزارة تعمل على تطوير المهارات العلمية والتطبيقية للكوادر العاملة في مجال مكافحة النواقل، وتعزيز كفاءتهم في الترصد والاستجابة السريعة للتفشيات، وهذا البرنامج يمثل نقطة انطلاق لمسار علمي مستدام في مكافحة النواقل، بما يعزز الأمن الصحي ويواكب التحديات الصحية الإقليمية والعالمية.
من جانبه، أكد الدكتور عمرو قنديل نائب وزير الصحة و السكان، أن البرنامج يستهدف في دورته الأولى الأخصائيين الزراعيين والفنيين العاملين في مجال مكافحة ناقلات الأمراض، ويجمع بين التدريب النظري والعملي على مدار ستة أشهر، من خلال منهج تدريبي مكثف يشمل مبادئ علم الأوبئة، وتصميم الدراسات، والتحقيق في التفشيات، ومهارات تقصي التفشي الوبائي والحشري.
وتابع الدكتور عمرو قنديل، أن إطلاق هذا المسار المتخصص يُعد خطوة استراتيجية نحو تمكين الكوادر الفنية من مواجهة التحديات المتزايدة في مجال الأمراض المنقولة بالنواقل، في ظل التغيرات المناخية والتحولات البيئية.
وبدوره، الدكتور راضي حماد رئيس قطاع الطب الوقائي والصحة العامة، إلى أن البرنامج يمثل نقلة نوعية في تدريب الكوادر الفنية على أسس علمية متقدمة، بما يعزز من قدرة النظام الصحي المصري على التعامل مع أحداث الصحة العامة في ظل التغييرات المناخية.