فنانون عن إنشاء مجمع عُمان الثقافي: خطوة رائدة تحيي آمال المواهب العمانية وفرصة لتعزيز الاقتصاد الوطني
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
◄ البلوشي: المجمع سيكون صرحا ثقافيا وفنيا لاستيعاب المواهب العُمانية
◄ آل إبراهيم: المشروع يمثل نواة لتشكيل قطاع ثقافي وفني مدعوم بأحدث التقنيات
◄ الزدجالي: سيتم توفير مساحات للفنانين والمبدعين لتعزيز دور الفن والثقافة
◄ منيرة السلطي: المشروع بمثابة رافد أساسي لدعم الحراك الثقافي
◄ الزدجالي: المجمع سيتبنى المشاريع الفنية والثقافية وسيدعم الكوادر العمانية
◄ البدوي: هذه الخطوة تحيي المجال المسرحي الذي كاد أن يندثر
الرؤية- ناصر العبري
يؤكد عدد من الفنانين العُمانيين أن إنشاء مجمع عمان الثقافي سيكون خطوة كبيرة نحو تعزيز الثقافة والفنون بمختلف أشكالها والنهوض بالمسرح والدراما العمانية، إذ إن المجمع بمنشآته ومرافقه المختلفة سيحتضن الكثير من الفنانين والمبدعين لإنتاج أعمال ترتقي بالذوق العام وترضي رغبات الجماهير.
وكان مجلس المناقصات قد قام بطرح مناقصة إنشاء مبنى مجمع عُمان الثقافي والذي يتكون من 3 مبانٍ رئيسة وهي: المسرح الوطني والمكتبة الوطنية وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، إضافة إلى 8 مبان لمرافق المجمع، بقيمة 147 مليونًا و800 ألف ريال عُماني.
ويقول الفنان الدكتور طالب بن محمد البلوشي، إن المجمع الثقافي سيكون صرحًا من صروح الثقافة والفن بما يتضمنه من منشآت ثلاثة وهي المسرح الوطني والمكتبة الوطنية وهيئة الوثائق والمحفوظات، وإن هذه العناصر الثلاثة سوف تحقق ما نتمناه وكنا ننتظره منذ سنوات للارتقاء بمجال المسرح والدراما، إذ إن الفن وسيلة من وسائل التثقيف المجتمعي إلى جانب ما تقوم به المكتبات من دور بارز لتنوير العقول، وأيضًا الوثائق التاريخية والحضارية التي تحفظ ذاكرة هذا الوطن.
ويضيف: "المسرح بعناصره سوف يكون إضاءة انتظرناها طويلاً لكي تُنير أرواحنا، ونتمنى أن يتم استكمال المشروع لاستغلال المواهب العمانية من مختلف الفئات، وحتى نرتقي بالمواهب الشابة في بلادنا، لأنَّ المسرح سوف يحتضن كل أبناء عُمان، ونشكر جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وسُّمو السيِّد ذي يزن بن هيثم على هذه الهدية القيمة".
ويُثمن المخرج السينمائي عمار آل إبراهيم هذه المبادرة والاهتمام الكبير من قبل الحكومة الرشيدة بمختلف المجالات وخصوصاً المجال الفني، لافتاً إلى أن هذه الخطوة سوف تكون داعمة للحراك الثقافي والفني في السلطنة، وسيكون إنشاء المجمع دفعة قوية لإثراء مجال المسرح والسينما والدراما العمانية، وسيكون فرصة لأصحاب المواهب والموارد الفنية للاستفادة من المصادر التي سيوفرها المجمع.
ويتابع قائلا: "أرى أن هذا المجمع سيشكل إضافة نوعية في ظل المقومات التي تمتلكها السلطنة لدعم الإنتاج الفني المحلي والإقليمي، وسوف يعزز المجمع التنوع الاقتصادي عبر استقطاب المؤسسات الإنتاجية المحلية والخليجية والعربية والعالمية لإنتاج أعمالها بالسلطنة، وأتطلع أن يكون المجمع نواة لتشكيل قطاع ثقافي وفني مُميز ومدعوم بأحدث التقنيات لحفظ التراث الأدبي والموسيقي التقليدي والإنتاجات الحديثة المُقدمة من القطاع العام أو الخاص بشتى أنواعها، سواء على مستوى الموسيقى والدراما أو غيرها، مع وضع آلية ومعايير واضحة للراغبين في تقديم هذه الأعمال لحفظها وأرشفتها مما سيُسهل على الأجيال المتعاقبة الاطلاع عليها والاستفادة من التجارب المقدمة.
ويقترح آل إبراهيم إضافة التأسيس الأكاديمي ضمن تخصصات المجمع لخلق فرص واعدة للراغبين في تنمية مهاراتهم الفنية بالدراسة ونيل شهادات معتمدة أسوة بمعاهد الفنون الخليجية والعربية.
ويُبيّن الفنان عصام بن يحيى الزدجالي، أن إنشاء مجمع عمان الثقافي بموازنة كبيرة سيكون أمرا جيدا لتعزيز وتطوير كافة أشكال الفنون والمسرح العماني، لأنه سيوفر بنية أساسية متطورة ومرفقات مجهزة بأحدث الوسائل، وسيكون له تأثير إيجابي كبير على المجال الفني في عمان والمنطقة الخليجية، كما أنه سيعزز من إمكانية تقديم عروض مسرحية عالية الجودة، وهي المظلة التي كان الجميع يبحث عنها مع توفير مساحات للفنانين للتدريب والإبداع التلفزيوني لتعزيز قوة العمل الدرامي في السلطنة.
ويذكر أن المكتبة الوطنية سوف يكون لها دور بارز في الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز البحث والتعليم، كما أن هيئة الوثائق والمحفوظات ستسهم في الحفاظ على تاريخ العمانيين وإتاحة الوصول إلى المعلومات، موضحا: "بالمجمل، هذا المشروع سيكون إضافة قيمة للمشهد الفني والثقافي في عُمان، وسيعزز دور الفنانين في تقديم مساهماتهم الفنية والثقافية، مما يعزز من مكانة الثقافة والفن في المجتمع ويعزز من تفاعل الجمهور معها، وأتمنى أن يتم توظيف المشروع بشكل احترافي ومتقن لتعم الفائدة".
وتقول الفنانة منيرة السلطي: "لقد سعدنا كثيرا لحظة وصول خبر إنشاء مجمع عمان الثقافي، هذا الصرح الثقافي الكبير الذي جاء تماشياً مع رؤية عمان 2040، هذه الرؤية الثاقبة التي تشمل جميع جوانب الحياة في البلاد والتي من شأنها أن تجلب الخير لكافة أبناء هذا الوطن العزيز من أقصاه إلى أقصاه، بفكرٍ مُستنير وحكمةٍ بالغة يقودها قائد النهضة العمانية المتجددة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وأنا كفنانة عمانية أرى أن هذا الصرح الثقافي وبجميع مرفقاته وأقسامه سيكون رافدا أساسيا في دعم الحراك الثقافي بشكلٍ عام، هذا إذا ما علمنا أنَّ المجمع يحتوي على مكتبة عامة والتي ستضم جميع الكتب في مختلف المجالات الأدبية، والقراءة أداة ضرورية لتنمية الفكر الإنساني وتوسيع المدارك والمعارف، ولا ننسى أيضًا القسم الخاص بهيئة الوثائق والمخطوطات فمن المؤكد أن هذا الجانب سيؤثر بشكلٍ كبير على الحراك الثقافي، ومن خلاله سيتعرف مرتادو هذا المكان على أبرز تلك الوثائق الحضارية".
وتضيف: "ما يهمني كفنانة وجود مسرحٍ وطني، فنحن كفنانين كنَّا بحاجة لمثل هذا الصرح لما له من دور بارز في تنمية الفكر ومساهمته الفاعلة في دعم التنمية في البلاد بما تطرحه تلك الأعمال المسرحية من قضايا وأفكار تعالج من خلالها كل المشاكل والعثرات بقالب درامي مهذب، وإن تعددت ألوان وأشكال المسرح تراجيديا أو كوميديا أو حتى بشكلٍ رمزي، فكل الأشكال المسرحية تكون في خدمة الإصلاح والتغيير نحو الأفضل، والمسرح مرآة الشعوب وكل بلدٍ يعرف بثقافته وفنونه من خلال المسرح، ونحن اليوم نجد الأرض الخصبة والسماء الصافية لطرح كل فنٍ مسرحي هادف وتطأ أقدامنا تلك الخشبة السمراء بكل حب وإخلاص لنكون جبنًا إلى جنب مع باقي القطاعات الأخرى في دعم مسيرة البلاد المظفرة، ولقد كان المسرح بداية كل أشكال الفنون منذ العصور القديمة والحضارات كاليونانيين والإغريق، والمسرح هو من يخرج الفنان الموهوب والكاتب المتفرد والمخرج المبدع، لينتقل هذا الإبداع على شاشة التلفاز لنقل صورة أخرى للفن والثقافة دراميا من خلال الأعمال التي يقدمها التلفزيون للمشاهد بصورة مقربة تلامس المتلقي، وتناقش قضاياه اجتماعيا واقتصاديا ومعنويا، ولذلك أنا سعيدة وكلي أملٌ وشغف في أن يرى هذا المشروع النور قريبا".
ومن جانبه، يعبر الفنان إبراهيم الزدجالي عن سعادته بإسناد المشروع الذي طالب انتظاره، ليتضمن 3 مشاريع ثقافية في آن واحد، وليكون بمثابة الرافد الثقافي والفني، متابعا: "نتقدم بالشكر والعرفان لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وصاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم ونتمنى التوفيق لكل من يقوم على هذا المشروع الضخم الكبير والمهم في بلادنا، والذي سيرفد الحركة الفنية والحركة المسرحية والثقافية في سلطنة عمان، إذ إننا بحاجة لهذا الحراك الثقافي الذي افتقدناه منذ سنين وأيضًا افتقدنا الحركة في المسرح وخاصة مسرح الدولة لتبني المشاريع الفنية الثقافية والمهرجانات المسرحية على مدار العام".
أما الشاعر والإعلامي سالم البدوي، فيؤكد: "عندما تهتم الحكومة بمجال مُعين فإنه سوف يزدهر بلا شك، وبهذه المبادرة نلمس اهتمام الحكومة الرشيدة بمجال المسرح الذي كاد أن يندثر، وبوجود هذا المجمع سوف يستبشر الجميع في المجال المسرحي بمركزية العمل المسرحي الموحد والانطلاق بالمسرح نحو آفاق تليق بالطاقات الموجودة في هذا البلد، ونأمل أيضًا أن تكون هناك ميزانية تواكب هذا التطور لدعم الأعمال الدرامية والمسرحية لكي يخرج الفنان العُماني من معاناة عدم الدعم التي كانت السبب الرئيسي في عدم النهوض بالمسرح والدراما في عمان".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: إنشاء مجمع ع
إقرأ أيضاً:
مصر تسدد قرض الضبعة بالروبل الروسي.. خطوة اقتصادية جديدة تعكس تحولا في الشراكات الدولية
في خطوة تعكس تحولًا نوعيًا في العلاقات الاقتصادية بين مصر وروسيا، صدّق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسميًا على ملحق الاتفاق المبرم مع القاهرة، الذي ينص على سداد قرض مشروع محطة الضبعة النووية بالروبل الروسي بدلًا من العملات الأجنبية التقليدية. هذا التحول لم يكن مجرد إجراء مالي، بل هو مؤشر على مسار جديد في السياسة الاقتصادية المصرية نحو تنويع الشراكات وتقليل الاعتماد على الدولار، في وقت يواجه فيه الاقتصاد العالمي تحديات متزايدة.
الضبعة النووية.. من الحلم إلى التنفيذ
يعود الاتفاق الأساسي بين مصر وروسيا إلى نوفمبر 2015، حين وُقِّع عقد إنشاء أول محطة طاقة نووية مصرية بمنطقة الضبعة في محافظة مطروح، بتمويل روسي ميسّر بقيمة 25 مليار دولار. المحطة، التي يتم تنفيذها من قبل شركة "روساتوم" الروسية، ستمثل نقلة نوعية في قطاع الطاقة المصري، حيث تضم أربعة مفاعلات من الجيل الثالث المطور (3+) باستطاعة إجمالية تصل إلى 4800 ميغاواط. ومن المقرر أن يبدأ تشغيل أول مفاعل في عام 2028.
من الدولار إلى الروبل
بحسب ما أعلنه نائب وزير المالية الروسي، فلاديمير كوليتشيف، فقد تم تعديل اتفاق سداد القرض في سبتمبر 2024، ليتحول إلى الروبل الروسي. هذا التغيير جاء نتيجة الصعوبات التي تواجهها القاهرة في سداد التزاماتها بعملات "غير مواتية"، وسط تقلبات أسواق الصرف العالمية وتحديات اقتصادية ضاغطة. وأوضح كوليتشيف أن مصر التزمت بسداد الأقساط المستحقة حتى بداية 2024، وتواصل حاليًا دفع الأقساط وفق الجدول المتفق عليه.
رأي خبير اقتصادي: فوائد متعددة لمصر
يرى الدكتور رمضان معن، أستاذ الاقتصاد بكلية إدارة الأعمال، أن هذه الخطوة تمثل دفعة قوية لمشروع محطة الضبعة، الذي يُعد أحد أبرز مشروعات الطاقة في مصر. ويؤكد أن الانتقال إلى السداد بالروبل يُسهم في تسريع وتيرة التنفيذ، ويقلّل من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية مثل الوقود السائل والغاز الطبيعي، مما يعزز من تنوع مصادر الطاقة في البلاد.
كما أشار إلى أن التخلي عن الدولار في سداد الأقساط يُخفف الضغط على احتياطي النقد الأجنبي، ويُقلّل من الطلب على العملة الأمريكية، مما يساهم في استقرار سعر الصرف ويحدّ من التقلبات المرتبطة بالاحتياطي النقدي.
شراكة استراتيجية تمتد إلى المستقبلمن جانبه، يرى الدكتور معن أن هذه الترتيبات تعكس انسجامًا ماليًا قويًا بين مصر وروسيا، وقد تفتح الباب أمام اتفاقات مماثلة مع دول أخرى مثل الصين والهند. وأكد أن هذا يعزز من استقلالية القرار المالي المصري، ويمنح الاقتصاد الوطني مرونة أكبر في مواجهة الأزمات الدولية وسوق العملات العالمية.
تنويع سلة العملات.. سياسة اقتصادية جديدة
التحرك المصري يتماشى مع سياسة أشمل تنتهجها الدولة منذ فترة، تسعى من خلالها إلى تنويع سلة العملات المستخدمة في التعاملات الدولية. هذا التوجه يعكس إدراكًا متزايدًا لمخاطر الاعتماد المفرط على الدولار، خاصة مع تحركات البنك الفيدرالي الأمريكي التي كثيرًا ما تؤثر سلبًا على اقتصادات الأسواق الناشئة.
وبحسب معطيات رسمية، عززت مصر في العامين الماضيين تجارتها مع شركاء مثل الصين وروسيا والهند باستخدام العملات المحلية، وهي خطوة تساعد في امتصاص الصدمات الخارجية وحماية الاقتصاد من تقلبات أسواق المال العالمية.
قرار مالي بخلفية سياسية واقتصادية
يمثل سداد قرض الضبعة بالروبل الروسي قرارًا ماليًا مدروسًا، لكن صداه يتجاوز المعاملات البنكية إلى فضاء أوسع من الشراكات الجيوسياسية والاقتصادية. إنه تعبير عن مسعى مصري لتعزيز استقلال القرار الاقتصادي، وبناء علاقات دولية تقوم على التوازن والتنويع، وهو ما يفتح الطريق أمام مزيد من المشاريع الاستراتيجية الكبرى، بعيدًا عن القيود التي تفرضها هيمنة العملات الغربية.