الجزيرة:
2025-06-03@10:06:02 GMT

اليونسكو تدرج أريحا القديمة على لائحة التراث العالمي

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

اليونسكو تدرج أريحا القديمة على لائحة التراث العالمي

أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" مدينة أريحا القديمة (تل السلطان)، على لائحتها للتراث العالمي، وذلك عقب تصويت لجنة التراث العالمي بالمنظمة الأممية اليوم الأحد، بدون اعتراض من أي دولة عضو بالمنظمة.

وتل السلطان -الذي يعود بنائه لأكثر من 8 آلاف عام ويعتبر أقدم من أهرامات مصر- في وادي الأردن (بالضفة الغربية المحتلة)، وهو تل بيضاوي يحتوي على رواسب من ما قبل تاريخ النشاط البشري، ويتضمن نبع عين السلطان بجواره، ويقع الموقع على بعد 10 كيلومترات إلى الشمال من البحر الميت، و2 كيلومتر شمال مركز مدينة أريحا.

وقالت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة ان "فلسطين نجحت في تسجيل موقع أريحا القديمة (تل السلطان) على قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو خلال الجلسة الـ45 للجنة التراث العالمي المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض".

أريحا القديمة تمثل أقدم بلدة زراعية مسوّرة بالعالم وأول نموذج للاستقرار البشري الدائم (وزارة الثقافة الفلسطينية)

وأوضحت -في بيان- أن "رصيد فلسطين ارتفع إلى 5 مواقع مسجلة رسميا على قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو".

عن أهمية الموقع، قالت الوزيرة الفلسطينية إنه "يمثل الحضارة الاستثنائية لأول نموذج ناجح للمستقرات البشرية الدائمة، ويمثل أقدم بلدة زراعية مسوّرة في العالم بنيت في العصر الحجري الحديث قبل أكثر من 10 آلاف عام في أخفض بقعة على سطح الأرض (250 مترا تحت مستوى سطح البحر) قرب نبع عين السلطان، التي شجعت انتقال الإنسان من حياة الالتقاط إلى الاستقرار القائمة على تدجين النباتات والحيوانات وبناء المنشآت المعمارية وغيرها من أنظمة تطور الحضارة البشرية".

بدوره، رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بقرار اليونسكو، واصفا إياه بأنه "بالغ الأهمية ودليل على أصالة وتاريخ الشعب الفلسطيني"، وفق وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا".

وأضاف: "دولة فلسطين ستستمر في الحفاظ على هذا الموقع الفريد من نوعه".

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان، إن إدراج اليونسكو لمدينة أريحا فيه "إجماع على أصالة التراث الفلسطيني وجاء للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وحمايتها بما فيها الحقوق الثقافية".

ودعت الوزارة لضرورة "الحفاظ على فلسطين ومواقع التراث العالمي فيها وحمايتها من محاولات التخريب المتعمد الذي تتعرض له من سلطات الاحتلال وأدواته، التي تحاول طمس التراث وتزوير التاريخ والرواية".

وفي العاشر من سبتمبر/ أيلول الجاري بدأت الدورة الـ 45 للجنة التراث العمالي أعمالها في الرياض، حيث تستمر حتى 25 من الشهر نفسه.

"أقدم مدينة محصنة"

ويعتبر علماء الآثار في الضفة الغربية تل السلطان موقعا يروي قصة تاريخ البشرية من خلال بقايا تعود إلى العصر الحجري الحديث وتستمر حتى العصر البيزنطي.

واحتوت المدينة على برج دائري ضخم، بالإضافة إلى أسوار لحماية الموقع. وظل المكان قيد التنقيب لأكثر من قرن من الزمان وأسفر عن بقايا مدينة تعتبر مسوّرة نفسها أقدم مدينة مأهولة بالسكان على هذا الكوكب.

وتصف اليونسكو على موقعها الرسمي أريحا القديمة بأنها ضمن إحدى مناطق الشرق الأوسط القديم ويمكن وصفها بمهد الحضارة، وتتمتع بتراث ثقافي غني وطويل الأمد، يمتد من عصور ما قبل التاريخ، وتشهد عليه الثقافة المادية المتنوعة الموجودة التي لا تزال بادية في الخنادق المحفورة في الموقع.

ووثقت التحقيقات الأثرية 23 طبقة من الحضارات القديمة من الحقبة النطوفية (الألفية العاشرة قبل الميلاد) حتى نهاية العصر البيزنطي (القرن السابع الميلادي)، وضمت مراكز حضرية من العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي، بالإضافة إلى تمدن كبير خلال فترات لاحقة.

وكانت مياه نبع عين السلطان مصدر حياة أريحا منذ آلاف السنين ولعبت دورا رئيسيا في تشكيل تاريخها. بالإضافة إلى ذلك، كانت أريحا بمثابة نقطة عبور لشبكات الطرق القديمة الممتدة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، وكانت بمثابة مكان وسيط للثقافة والتجارة.

مدينة أقدم من التاريخ

كل تلك السمات الثقافية أهّلت تل السلطان لتكون واحدة من أقدم المدن على وجه الأرض، وفق ما يتضح من أطلال أول مستوطنة زراعية محصنة بنيت في تاريخ البشرية، كما تقول اليونسكو.

وفي مدونته المنشورة بالجزيرة نت ينقل أحمد الدبش الباحث في التاريخ الفلسطيني القديم عن المؤرخ البريطاني جيس ميلارت في كتابه "أقدم الحضارات في الشرق الأدنى" ذكره لتحصينات أريحا، وكتب "إن الجهد الاستثنائي الذي بُذل في إنشاء هذه التحصينات يعني وجود قوة عمل وفيرة ووجود سلطة مركزية قامت بالتخطيط والتنظيم وتوجيه وقيادة العمل التنفيذي، كما يعني في الوقت نفسه توفّر فائض اقتصادي ومادي لتحمّل التكاليف لإنجاز مثل هذا العمل. وقد دلّت آثارها على وجود إدارة مركزية قوية بها آنذاك تنظّم شؤونها، وأن هناك زعيما أو حاكما قويا لهذه المدينة".

ويبدو اكتشاف مستوطنة محصنة على تخوم العصرين الحجريين الأوسط والحديث -وفق ما كتب المؤرخ الروسي إيغور دياكونف- مفاجأة كبيرة لعلماء الآثار، إذ كان يفترض حتى ذلك الحين أن الاشتباكات بين القبائل البدائية لم تكن أكثر من عراك على أرض الصيد أو النساء، ولكن ظروف الحياة في فلسطين في الألفين الثامن والسابع قبل الميلاد، كانت كما يبدو قلقة، بحيث اضطر السكان إلى أن يُنفقوا الكثير جدا من الوقت على بناء التحصينات القوية أيضا، كما ينقل الدبش.

ويُعتقد أن سكان أريحا أعدوا ما يشبه الصهاريج الأرضية لتخزين مياه الأمطار لاستخدامها حين الحاجة. وفضلا عن تلك التحصينات، كُشف عن مبانٍ مركزية، منها معبد وخزان ماء، بقيت جميعها بمنزلة أحجية.

ويعقب الدبش "هكذا يجوز لنا أن نقول إن أول نواة حكومة نشأت هنا. يقول وليام هاولز في كتابه "ما وراء التاريخ" إن أريحا العتيقة كان لها بالفعل كل خصائص المدينة الحقيقية. لذلك اعتبرت أريحا أقدم مدينة في التاريخ".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: التراث العالمی أریحا القدیمة

إقرأ أيضاً:

رئيس اللجنة العليا لمواقع التراث العالمي: منطقة سانت كاترين تتأهب لتكون وجهة سياحية عالمية

 شهدت مكتبة الإسكندرية اليوم الأحد ندوة تحت عنوان: "رؤية القيادة السياسية لإدارة وحماية مواقع التراث العالمي"، تحدث فيها اللواء أركان حرب دكتور خالد فودة، مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية، ورئيس اللجنة العليا لإدارة مواقع التراث العالمي،  وإدار الندوة  الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، بحضور الفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، والدكتور عبد العزيز قنصوه؛ رئيس جامعة الإسكندرية.

الحفاظ على التراث الوطني

وقال الأستاذ الدكتور أحمد زايد إن اللواء أركان حرب د. خالد فودة يتقلد منصب رفيع يرعى من خلاله شئون التنمية على المستوى المحلي وجهود وسياسات الحفاظ على التراث الوطني بكل أشكاله المادية والمعنوية. وأضاف أن من يتأمل سيرة معاليه الذاتية يجد رصيدًا كبيرًا من التعليم والخبرة متعددة الأبعاد في مجال العلوم العسكرية من ناحية، وخبرات الإدارة والحوكمة من ناحية أخرى.

وتحدث زايد عن أهمية هذه اللقاءات التي يلتقي فيها صناع السياسات العليا بقطاعات أوسع من البشر، لنعرف كيف تفكر الدولة وما هي أهدافها ومراميها الكبرى، ولكي يستمع صناع السياسات العامة في الدوائر العليا إلى قطاعات أوسع من الدوائر الوسطى لنقل الخبرة وتقييم الفوائد، كما أن هذه اللقاءات تدل على أن الثقافة تحتل مكانة هامة في تفكير الدولة وما علينا إلا أن نطور هذا المنحى وأن تعمل المؤسسات الثقافية في خدمة هذا الهدف النبيل.

من جانبه، أعرب الدكتور عبد العزيز قنصوه رئيس جامعة الإسكندرية عن سعادته بوجود اللواء أركان حرب د. خالد فودة في الإسكندرية، مؤكدًا أن له بصمات في مجال الإدارة المحلية باقية وستظل. كما توجه بالشكر للفريق أحمد خالد حسن سعيد محافظ الإسكندرية لجهوده في تخطي الأزمة الأخيرة التي مرت بها مدينة الإسكندرية.

التراث السكندري

وأكد قنصوه على أهمية موضوع الندوة، مشيرًا إلى أن الحديث في هذا الإطار في مدينة الإسكندرية يستدعي الحديث عن إحياء مكتبة الإسكندرية، مؤكدًا أن هذا المشروع يعد إنجازًا كبيرًا للدولة المصرية، وشاهد على جهود الدولة في الحفاظ على التراث وإعادة إحياءه. وقال إن مدينة الإسكندرية تتمتع بوجود العديد من مواقع التراث، وأن المدينة تلعب دورًا كبيرًا في إحياء التراث، كما تقوم المحافظة بعدة مشروعات لإحياء هذا التراث والحفاظ عليه.

من جانبه، أكد الفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، أن الدولة المصرية تشهد نقلة نوعية في ملف حماية وتطوير المواقع التراثية، لافتًا إلى أن مصر تضم سبعة مواقع مُدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، بالإضافة إلى 32 موقعًا على القائمة الإرشادية، مما يعكس غنى وتنوع التراث المصري.

وأشار إلى أن الجهود الكبيرة المبذولة في منطقة أبو مينا الأثرية بمحافظة الإسكندرية، تأتى تنفيذًا لتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تم الانتهاء من مشروع خفض منسوب المياه الجوفية بالتنسيق مع وزارات السياحة والآثار، والموارد المائية والري، تمهيدًا لإطلاق مشروع تطوير شامل يعيد تقديم المنطقة كوجهة رائدة للسياحة الثقافية والدينية.

مواقع التراث العالمي

وفي كلمته، قال اللواء أركان حرب دكتور خالد فودة إن الهدف الأساسي من هذه الندوة هو نقل الخبرات للأجيال الجديدة، والتعريف بالمشروعات التي تقوم بها الدولة في مجال حماية التراث، والدور الحيوي الذي تلعبه القيادة السياسية المصرية في تطوير استراتيجيات فعّالة لحماية مواقع التراث العالمي.

6 مواقع تراث عالمي

وقال إن اللجنة العليا لإدارة مواقع التراث العالمي تم تشكيلها بقرار جمهوري عام 2018. وتعمل اللجنة على التنسيق مع كافة الجهات المختصة للحفاظ على مواقع التراث العالمي والمناطق المحيطة به. وقال إن مصر تضم 6 مواقع مدرجة في قائمة التراث الثقافي العالمي وموقع واحد مدرج كموقع طبيعي، وهي: موقع أبو مينا بالإسكندرية، وطيبة القديمة وجباناتها بالأقصر، والقاهرة التاريخية، ومنف وجباناتها بالجيزة، وآثار النوبة بأسوان، ومنطقة سانت كاترين بجنوب سيناء، ومحمية وادي الحيتان بالفيوم.

حديقة الفسطاط

وتحدث فودة عن جهود اللجنة العليا لإدارة مواقع التراث العالمي، لافتًا إلى مشروعات تطوير القاهرة التاريخية التي تتميز بتنوع وثراء مبانيها الأثرية والتاريخية. وقال إن حديقة الفسطاط شهدت تطور تاريخي غير مسبوق، مما سيجعلها واحدة من أكبر الحدائق في الشرق الأوسط. وأضاف أن اللجنة تتابع أيضًا أعمال التطوير القائمة في مسجد السلطان أبو العلا.

وأشار إلى أن اللجنة تعمل خلال الفترة الأخيرة على استكمال جميع التنسيقات المطلوبة بمشروع المنطقة الأثرية بالأهرامات قبل موعد الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، بهدف رفع كفاءة ومستوى الخدمات المقدمة لزائري هذه المنطقة من المصريين والأجانب بما يتناسب مع مكانتها وقيمتها الحضارية.

منطقة أبو مينا

وتحدث اللواء دكتور خالد فودة عن منطقة أبو مينا بالإسكندرية المهددة بالخطر نتيجة ارتفاع منسوب المياه الجوفية بالمنطقة، لافتًا إلى أنه زار المنطقة أمس وتابع جهود مشروع خفض منسوب المياه الجوفية في إطار تطوير ورفع كفاءة الموقع تمهيدًا لإزالته من منطقة الخطر علي قائمة مواقع التراث العالمي خلال الشهور القادمة.

مشروع التجلي الأعظم

وعن منطقة سانت كاترين، أكد أن المدينة تتأهب لتتحول إلى وجهة سياحية عالمية، حيث تعمل الدولة المصرية على تنفيذ مشروع "التجلي الأعظم" الهادف إلى تحقيق أقصى استفادة من المكانة التي تتمتع بها المدينة وتطويرها من جميع الجوانب ضمن جهود الدولة وتوجيهات القيادة السياسية للحفاظ على مواقع التراث العالمي.

وفي الختام أكد أن الجهود التي تبذلها اللجنة العليا لإدارة مواقع التراث العالمي لتطوير البنية الأساسية لمواقع التراث تهدف إلى تطوير تلك المواقع على نحو يليق بسمعة مصر الدولية ويعزز من وجودها على الخريطة السياحية العالمية مما يسهم في زيادة عدد السائحين وما يرتبط بذلك من زيادة الفرص الاقتصادية والاستثمارية في تلك المواقع.

حضر الندوة لفيف من الشخصيات العامة والمهتمين بالثقافة والتراث، فضلًا عن عدد من القيادات التنفيذية بمحافظة الإسكندرية، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، فضلًا عن جمع من رواد مكتبة الإسكندرية وأساتذة وعمداء عدد من كليات جامعة الإسكندرية.

وقام اللواء دكتور خالد فودة خلال زيارته بجولة بمكتبة الإسكندرية، حيث تفقد المعارض والمتاحف الموجودة داخل المكتبة ومنها متحف المخطوطات، وكسوة الكعبة المشرفة، ومتحف الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

WhatsApp Image 2025-06-01 at 17.10.20 WhatsApp Image 2025-06-01 at 17.10.19

مقالات مشابهة

  • محافظ قنا يعقد اجتماعا موسعا لمتابعة تنفيذ مبادرة اليونسكو أنا مدينةُ تعلم
  • محافظ قنا يعقد اجتماعًا لمتابعة تنفيذ مبادرة اليونسكو "أنا مدينة تعلم"
  • محافظ قنا يعقد اجتماعًا موسعًا لمتابعة تنفيذ مبادرة اليونسكو «أنا مدينةُ تعلُّم»
  • بحضور المحافظ..ندوة "رؤية القيادة السياسية لإدارة وحماية مواقع التراث العالمي" بمكتبة الإسكندرية
  • تدشين مبادرة اليونسكو أنا مدينة تعلم لتعزيز التعلم المستمر بالشرقية
  • محافظ الإسكندرية يشارك في ندوة حول حماية مواقع التراث العالمي
  • «رؤية القيادة السياسية في إدارة وحماية مواقع التراث العالمي» ندوة بمكتبة الإسكندرية
  • رئيس اللجنة العليا لمواقع التراث العالمي: منطقة سانت كاترين تتأهب لتكون وجهة سياحية عالمية
  • الذكرى الثانية لتدشين مدينة السلطان هيثم.. رؤية عمرانية متكاملة واستثمارات تفوق 2.68 مليار ريال
  • جولة تفقدية لمستشار رئيس الجمهورية لإدارة مواقع التراث العالمي في مارمينا