بقلم: أ.د رحيم حلو علي ..

مما لا شك فيه ان هناك جهد كبير يبذل من قبل بعض المؤسسات والمنظمات التي تستهدف الشباب من خلال تخطيط مبرمج واهداف محدده تتبناها ولا بد ان تجني ثمارها وتترك اثاراً نفسية وسلوكية وادراكية على الضحية المستهدفة(الشباب)! لذا فان التغيرات التي تطرأ عليه بعد اقتحامه بالأفكار والمشاعر الايحائية تدل على اكتمال دائرة الجاذبية المزاجية لديه وبدأ باستبدال شخصيته وكأنه يولد من جديد .

.فنرى افرازات التكيف الجديد المفتعل التي سرعان ما تصبغ الشخصية بصبغتها الثابتة وعندها يصاب الشاب باضطراب(السيكومينيا)! اي الشخصية المعبأة بالإيحاءات والقناعات القسرية التي يحصل عليها من الموحي المستهدف له..وهنا يبدأ الشاب يتصرف من خلال قناعته القسرية الجديدة التي تم حشوها في دماغه، ويعمل كذلك على تجديد مشاعره المزاجية بما يتواءم مع افكارة وتطلعاته الايحائية ..وبذلك تتحول شخصيته من الشخصية الإدراكية الطبيعية الى الشخصية السيكومينيا المضطربة ، فتظهر عليه سلوكات جديدة ومتنوعة (نفعياً أو وجودياً أو منفرداً وممركزاً حول ذاته أو منسجماً ومنطوياً على نفسه أو عدوانياً ومفرط الحساسية أو بليداً وغير مبالٍ ) ..وعندها ربما ينسلخ الشاب عن ذاته وواقعه ومحيطه العائلي أو حتى مجتمعه ، وهنا لا بدَّ ان نبين أن الشاب المصاب باضطراب السيكومينيا لا تكتمل لديه حلقات الإصابة إلا اذا مر بمراحل متعددة تتصف هذه المراحل بالإختراق الحاد لإدراكه والبعثرة الشاملة لعواطفه حيث يشترط أن يكون هذا الاضطراب قد أدى الى تعطيل نوافذ عاطفية فاعلة كانت تغذي الإدراك وتمد الشخصية بالدفء والقبول والتواصل والمشاركة مع الاخرين مثل عاطفة الاعتراف بالآخر..وعليه يصل الشاب الى مرحلة إنكار العلاقة الطبيعية( مثلاً مع الوالدين) واعتبارهم غرباء عنه أو كره ورفض (الاقران او الاشقاء أو الاصدقاء أو المحيطين في البيئة الاجتماعية) بشكل عام ! حيث يرى نفسه نوع آخر أسمى منهم وأكثر رقياً بافكاره ومستواه الذهني ومشاعره ..وعندها يمكننا القول بأن هذا الشاب مصاب باضطراب السيكومينيا وقد خرج عن إطار شخصيته الطبيعية ودخل في محيط آخر غير لونه وقلب افكاره وصبغ مشاعره بألوان غريبة وغير مألوفه عن طبيعته الشخصية..ان اضطراب السيكومينيا الذي يصيب مكونات الدماغ الاربعة (الإدراك والمشاعر والتقنية الضابطة والذاكرة) والذي يترك آثاراً سلبية هائلة تحرفها عن مسارها الطبيعي وتجعلها غريبة عن واقعها وشاذة عن أصولها وصعبة التكيف مع المحيط البيئي للفرد…ويتضح مما سبق أن المصاب باضطراب السيكومينيا يحتاج الى اعتمادات شعورية دافئة تبذل لأجله من قبل محيطه العائلي والمدرسي والاجتماعي لمساعدته في تجاوز هذه الحالة. وكذلك فهو بحاجة ماسة لإعادة بناء الذات ذهنياً من خلال برامج نفسية معدة تناسب شخصيته وتتوافق مع مستواه العاطفي كتأهيل الملكات العقلية الفاعلة لديه مثل(التخيل البصري والتحليل وتقدير الأخطاء وتجنبها)..ومما تقدم ومن أجل ذلك نقول:أن إعداد الأبناء في مرحلة مبكرة ونمو شخصيتهم بصورة مستقره في السنوات الاولى من عمرهم يعد منفذاً آمناً لإسعاف الشخص في سنواته المتقدمة وفي مستقبله والعكس صحيح..فاذا كان الطفل قد تعرض لانتهاكات أبوية شديدة وضغوطات عائلية كبيرة فان ذلك يصب بلا شك في صعوبة الحالة الشخصية للطفل وتعقيد الموقف البنائي واستفحال الاضطراب السيكومينيا لديه؟

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

استشاري اضطرابات الطعام: العزلة والأكل العاطفي وجهان لأزمة نفسية واحدة

قال الدكتور محمود زكي، أخصائي نفسي واستشاري اضطرابات الطعام، إن العزلة الاجتماعية والأكل العاطفي هما وجهان لأزمة نفسية واحدة، مشيرًا إلى أن الانسحاب من العلاقات والتفاعل يُعد أحد أبرز أعراض الاكتئاب، وغالبًا ما يؤدي إلى سلوكيات غير صحية أبرزها الأكل بدافع المشاعر.

بسبب الجوع .. فوضي بأول يوم من توزيع المساعدات بغزةالجوع يخيم على غزة.. والنزوح أصبح واقعًا لأغلب السكان

وفي لقائه مع الإعلامية راندا فكري ببرنامج "الحياة انت وهي"، المذاع على قناة الحياة، أوضح زكي أن الشخص المكتئب ينعزل لأنه يشعر بعدم الفهم أو التقدير من الآخرين، وأن التفريغ النفسي أو "الفضفضة" يساعد بشكل كبير على تقليل الأكل العاطفي، قائلاً:
"لما الشخص يتكلم ويُخرج مشاعره، ده بيساعد جدًا في تقليل اللجوء للأكل كوسيلة للهروب."

وأكد أن الأكل العاطفي غالبًا ما يكون آلية دفاعية نفسية، حيث يُستخدم الطعام لتسكين المشاعر وليس لإشباع الجوع الحقيقي، مشددًا على أهمية الوعي بهذه العلاقة.

وأشار زكي إلى أن العلاقات الاجتماعية الصحية تُفرز هرمون الدوبامين، وهو نفس الهرمون الذي تطلقه الحلويات والسكريات، ولكن بشكل أكثر صحية واستدامة، مما يُحسن المزاج دون آثار سلبية.

وأضاف أن التعامل مع الجوع العاطفي يحتاج إلى خطة متكاملة تشمل تعديل العادات الغذائية والسلوكيات النفسية، موضحًا:
"من النصائح الفعالة هي تثبيت مواعيد الوجبات وزيادة نسبة البروتين، لأنه بيساعد على استقرار سكر الدم وبيقلل نوبات الشراهة."

طباعة شارك محمود زكي اضطرابات الطعام العزلة الاجتماعي

مقالات مشابهة

  • أول تعليق من أسامة نبيه بعد قرعة كأس العالم للشباب
  • تحوّل نوعي... أول فحص دم يتيح التشخيص المبكر لمرض الزهايمر
  • استشاري اضطرابات الطعام: العزلة والأكل العاطفي وجهان لأزمة نفسية واحدة
  • تقرير فرنسي : الجزائر تعيش على وقع اضطرابات أمنية وسياسية متزايدة
  • لديه عروض خليجية .. أحمد حسن يصدم جماهير الاهلي بشأن رحيل نجم الفريق
  • الاستئناف: فتح باب تلقي الشكاوى للخدمات المميكنة والحد الأقصى 500 جنيه
  • محافظ أسيوط يتفقد مركزًا للحرف اليدوية ويؤكد على دعمه للصناعات التراثية وتوفير فرص العمل للشباب
  • حملة ميدانية لتنظيم حركة السير في مدينة درعا
  • وزير العمل يشارك في المقابلات الشخصية لبرنامج “المرأة تقود”
  • اليوم.. الأرض على موعد مع اضطرابات مغناطيسية