جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-27@01:49:31 GMT

لا.. للمواطأة مع الجدار الواطي!

تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT

لا.. للمواطأة مع الجدار الواطي!

 

حمد بن سالم العلوي

ينظر بعض الطارئين على السياسة والجغرافيا، إلى جدران الآخرين العالية، بنظرة يشوبها الحنق والحسد، ويتمنون لو بأيديهم توطئتها لكي تصبح في مستوى جدرانهم، فنحن في عُمان نقول لهم؛ عليكم أن ترفعوا جداركم إلى مستوى جدارها العالي، لا أن تطالبوها بخفضه إلى مستواكم، فمن كان جداره منخفضًا، فيحق له العمل على رفعه وتعليته، لا أن يطلب من الآخرين النزول إلى مستواه المُتدني.

على سبيل المثال، عُمان عندما وجدت قبولًا لدى العالم أجمع، قامت بما يُمليه عليها ضميرها، وذلك في التوفيق بين المتخاصمين، فكان هذا نتاج قاعدة راسخة من العمل الجاد، وحب الخير للجميع، وقوام ذلك تأريخ طويل من الاحترام المتبادل، وبالإتكاء على قاعدة قوية في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

إذن؛ عندما تقوم عُمان بالسعي في الصلح بين الدول، ترتكز في عملها ذلك على ركيزتين، الركيزة الأولى؛ تقوم نتيجة حبها لعمل الخير، والإصلاح بين النَّاس، وأما الركيزة الثانية؛ فتكون بدافع من الإرث التاريخي والحضاري لعُمان، فهي لم تتخلَ يومًا عن موقعها القيادي عبر تاريخها الطويل، وهي تقوم بنفس الدور الذي كانت تقوم به عبر تاريخها البعيد، اعتمادًا على سمعتها الطيبة، وهي سمعة أصبح يعترف بها البعيد قبل القريب، وجهودها مجربة في أعقد القضايا الدولية، وأكثرها تداخلًا وتشابكًا، وهي سياسة فاعلة وراسخة، وناجعة في حل العضلات المستعصية والمعقدة.

وفي ظلمة الأحداث تعكف عُمان على البحث عن الطرق والأساليب التي تبدد تلك الظلمة الحالكة، ولمن يقلل من قيمة الجهود التي تبذلها في حل المشكلة اليمنية، إن هناك فارقًا كبيرًا بيننا كالفارق بين الثرى والثريا، مقارنة بما تقومون أنتم به، والذي تقوم به عُمان، فعُمان تداوي جرحى اليمن عندها وفي الخارج، وذلك دون تمييز بين الجارح والمجروح، والمعتدي والمُعتدى عليه، ويكفي أن يكون هذا الشخص المحتاج للعلاج يحمل الجنسية اليمنية.

وعُمان بأفعالها هذه تترفع عن الشماتة، والسخرية من الآخرين، فلا تُذكِّر أحدًا بمواقفه السابقة، ولا بمواقفه منها، وديدنها أن تفعل الخير وحسب، ولا تهدف من وراء ذلك إلى الدعاية، والفرقعات الإعلامية الجوفاء، ونجاحها لا ترجو من ورائه جزاءً ولا شكورًا، وإنما يُسعدها أن ترى الناس في أمن وأمان، ونعمة واستقرار، وقمة السعادة بالنسبة لها، يوم ترى جوارها يعيشون عيشة طبيعية وكريمة، وأن تترك للشعوب الحرية في اختيار حكامها ونظامها، ولا تؤمن بالوصاية الخارجية على الأمم.

لكن هناك آخرون، يغارون من حرية الكلمة وحرية الموقف، ويغارون من التاريخ المشرق لعُمان، ويستغلون فقر الناس وحاجتهم للمال، لكن كل شيء يمكن شراؤه بالمال، إلا أمور ثلاثة وهي؛ الكرامة والأخلاق والتاريخ، فهذه الأمور لا تشترى، وإلا ستكون واسعة وفضفاضة على المشتري، ولن تناسب حجمه الضئيل.

إنَّ النهج العُماني القائم على الصدق وثبات المبدأ، لم ولن يتغير منذ القِدم وحتى قيام الساعة، ومع بزوغ النهضة العصرية لعُمان مع فجر 23 يوليو عام 1970م، أتت هذه النهضة لتؤكد ما سار عليه الأوائل في قديم الزمان، والذين تابعوا المسيرة العُمانية الماجدة، فإنهم يعلمون يقينًا أن نهج السياسة العُمانية، باقٍ ما بقيت عُمان في التاريخ، وأن التزامها بالثوابت التي سارت عليها، يمثل عقيدة ومبدأ، وهم يجزمون بصدقيتها وحياديتها، ويعلمون أن عُمان ترفض توطئة جدارها، لكي يتناسب مع الجدران الواطية أصلًا، وإذا سافرت الوفود العُمانية بين البلدان، يكون ذلك سعيًا في الصلح بين الناس، لا سعيًا في جلب شهرة فارغة من مضمونها، ولا تحمل إلا فرقعات إعلامية تعمي العيون.. وتصم السمع، كما هو حال الطارئين على الجغرافيا، في توجهاتهم الفجة.

إذن، الذي يُقال إنَّ الوفود العُمانية مجرد ناقلة للرسائل، أو مجرد "طارش" كما يحلو للبعض قول ذلك، فهذا غير صحيح، وعُمان لا تقبل أن تمثل دور ساعي البريد، وإذا تعذر عليكم القيام بما تقوم به عُمان، فذلك قدركم وحجمكم، وعُمان أكبر من أن تنزل إلى مستواكم، فتقول لكم من أنتم؟ وكيف كنتم؟!

إن الطارش أو ساعي البريد يكون فردًا واحدًا، أما الوفود العُمانية المفاوضة، تكون من فريق متكامل من المختصين، وذوي مهارات عالية في فن التفاوض، ونقول للآخرين أنكم تحتاجون إلى زمن طويل، حتى تُلِموا بمهارات التفاوض، وتفهموا علمها أولًا، وهو علم وفنٌّ مستقل بذاته، ويحتاج إلى ممارسة وتطبيق عملي، حتى يترسخ في العقول والأذهان، فإذا أمثالكم برع في طنين الذباب عبر الإنترنت، ففن التفاوض يتقنه أصحاب الجدران العالية وحدهم، فكل صاحب مهنة يلزم مهنته التي يتقنها، والله الهادي إلى سواء السبيل.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الأورمان تقوم بتركيب 8696 وصلة مياه مجانية للأسر الأولى بالرعاية بقرى بني سويف

قامت جمعية الأورمان تحت اشراف مديرية التضامن الاجتماعى ببني سويف بقيادة رأفت السمان، بتركيب (8696) وصلة مياه شرب نقيه للأسر الأكثر احتياجا والأولى بالرعاية بقرى ومراكز المحافظة ، وذلك بهدف توفير حياة كريمة للأسر الأكثر احتياجا تضمن لهم المعيشة في مسكن مناسب تتوافر فيه المستلزمات الضرورية للحياة فيه من مياه شرب نقية.

جاء ذلك في إطار حرص الدولة المصرية على توفير الدعم لجميع أبنائها والعمل على تلبية احتياجاتهم، وخاصة الأسر الأولى بالرعاية والفئات الأكثر احتياجا، بالاضافة الى تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين والعمل جنبا إلى جنب مع الجهاز التنفيذي للمحافظة؛ للتيسير عن المواطنين، وتوفير احتياجاتهم من خلال تقديم الرعاية الاجتماعية لهم.

وأكد اللواء ممدوح شعبان، مدير عام جمعية الأورمان، أن الهدف من تركيب وصلات مياه شرب نقية توفير حياة كريمة للأسر الاكثر احتياجا تضمن لهم المعيشة في مسكن مناسب تتوافر فيه المستلزمات الضرورية للحياة فيه من مياه شرب نقيه، لافتًا الى أن الاسر المستفيدة التي تم اختيارها وفقا لعدة معايير منها المستوى المادي والاقتصادي والمعيشي للأسر المستحقة وفق معايير التنمية وترتيب النطاقات الأشد احتياجا.

وأشار الى ان المواطن المستفيد من أى خدمات الأورمان لا يتحمل أية تكاليف على الإطلاق .. حيث تقدم هذه الخدمات إلى المستفيدين بالمجان، مضيفًا أن الجمعية تصل للقرى الأكثر احتياجًا بالتعاون مع الجمعيات الأهلية الصغيرة المنتشرة في أرجاء محافظة بني سويف، تحت إشراف ورعاية مديريات التضامن الاجتماعي بالمحافظة.

يذكر أن جمعية الأورمان على مدار الأعوام السابقة قامت بتركيب (77,694) وصلة مياه بجميع محافظات الجمهورية.

طباعة شارك جمعية الأورمان مديرية التضامن الاجتماعى ببني سويف مياه شرب نقيه أسر الأكثر احتياجأ والأولى بالرعاية

مقالات مشابهة

  • عصابات منظمة تسرق كابلات الاتصالات بإب
  • الأورمان تقوم بتركيب 8696 وصلة مياه مجانية للأسر الأولى بالرعاية بقرى بني سويف
  • تدشين النسخة المُطوَّرة لموقع وتطبيق "الأرصاد العُمانية"
  • فقدتُ ساقَيَّ الاثنتين: فلسطينيون يتسلقون جدار الفصل على أمل العمل
  • هديتنا بجدارية، فعالية فنية مجتمعية تهدف لرسم ملامح مدينة طرطوس على الجدار بمشاركة العديد من الفرق التطوعية
  • جلسة أساسيات ريادة الأعمال الثقافية تسلط الضوء على بناء اقتصاد إبداعي متجذر في الهوية العُمانية
  • باحثة عُمانية تطوّر فلاتر كربونية من مخلفات القهوة لمعالجة المياه
  • القبض على المتهمة بالنصب على مواطنين فى المحلة
  • باحثة عُمانية تُحوّل مخلفات القهوة إلى حلول مائية مستدامة
  • 5 ولايات عُمانية ضمن المراكز الأولى عالميًا في شدة الحرارة