بعد أسبوعين من الزلزال.. مغاربة يقيّمون خسائرهم
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
بعد نحو أسبوعين على الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب وخلف نحو 3 آلاف قتيل حسب الأرقام الرسمية، رافق موقع الإذاعة الأميركية العامة "أن بي آر" بعض السكان خلال زيارتهم لبعض القرى المتضررة.
بين أولئك الذين آثروا الذهاب لأعالي الجبال حيث توجد أغلب القرى المتضررة، بوجمعة (85 سنة) وعائشة أوناصر (78 سنة) حيث زارا مسقط رأسهما في جبال الأطلس، لمعاينة ما بقي من بيت العائلة.
هذا الأخ وأخته لم يهلكا في الزلزال الذي ضرب المغرب في 8 سبتمبر. لأنهما يعيشان بعيدا عن القرى التي تعرضت منازلها لخسائر فادحة وفقدت عددا كبيرا من ساكنيها.
نشأ بوجمعة وعائشة في تنيرت، وهي قرية جبلية قريبة من مركز الزلزال، لكنهما لم يعودا إليها منذ ست سنوات.
في الأسبوع الماضي، التقيا في مراكش واستقلا سياراة نحو قريتهما لزيارة الأهل ومعاينة أضرار بيت العائلة.
وهي في طريقها تتساءل عائشة "كل ذكرياتنا هناك، هل لا تزال موجودة؟" قبل أن يُعقّب شقيقها "ماذا عن مدرستنا الابتدائية؟ منزل جدتنا الراحلة؟".
على مشارف القرية، يخرج ابن عمهما، محمد أوناصر، لاستقبالهما، ويشاركهما الأخبار الحزينة قائلا إنه فقد زوجته وابنتاه في الزلزال.
"هذه القرية الصغيرة التي كانت ذات يوم شاعرية، والتي تقع وسط بساتين التفاح والمشمش، أصبحت الآن مجرد كومة ضخمة من الطوب الطيني الأحمر والحطام" وفق وصف تقرير "أن بي آر".
مات أكثر من 50 شخصا في تنيرت، القرية التي لا يتجاوز عدد سكانها بضع مئات.
في غضون ذلك، يكتشف بوجمعة وعائشة بقايا منزل جدتهما، الذي ردم عن آخره..
تقول عائشة: "كانت هذه جنتنا.. الجميع في هذه القرية بمثابة عائلتي، لقد تحطمت عائلتنا الآن".
ثم تتابع بأسى : "إنه جرح كبير لن يلتئم أبدا".
In Morocco's Atlas Mountains, survivors of the quake take stock of all they've lost https://t.co/XCQmHDcuBG pic.twitter.com/9xzttGvcdy
— WCMU Public Radio (@WCMUNews) September 20, 2023في نقطة أخرى، وفي بلدة أمزميز، التي يبلغ عدد سكانها نحو 15 ألف نسمة وتقع على سفوح جبال الأطلس "تعرضت كل المباني تقريبا، للتصدع أو الانهيار".
مع ذلك، أصبحت هذه البلدة، نقطة انطلاق لقوافل المساعدات المتجهة صعودا إلى قرى مثل تنيرت التي تعرضت لدمار غير مسبوق.
في أمزميز، تشير إيمان عربين، التي تسكن المنطقة، إلى نافذة منزلها المحطمة في الطابق الثاني، حيث تتدلى سترة ذات لون وردي من خلال حديد التسليح المكشوف بعد تحطم البناء.
تتذكر قائلة: "كنا نجلس هناك وكنا نبتسم، ثم فجأة، أصبحنا نصرخ".
كانت إيمان (18 عاما)، في المنزل، تقضي آخر أيام عطلتها الصيفية قبل العودة للدراسة، مع أختها الصغرى واثنين من بنات عمومتها ليلة الثامن من سبتمبر.
كن يرتدين ملابس النوم، ويضحكن على منشورات على إنستغرام، عندما ضرب الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة.
هربت الفتيات إلى الشارع المظلم حيث انهار المنزل خلفهن، كانت إيمان من دون حذاء، وهناك لا يزال هاتفها تحت الحطام في مكان ما.
لقد تحطمت واجهة منزلها، "مثل بيت دمى" وفق وصف صحفي الموقع، الذي عاين البيت، وقال "سقط منزل الجيران تماما، وتم انتشال جثتي امرأة حامل ووالدتها في اليوم التالي".
تقول إيمان: "كانوا أصدقاء جدتي، وكانوا يأتون إلى منزلنا، لطالما أكلنا معا وابتسمنا معا وضحكنا".
بعد الزلزال، أصبح بستان زيتون يقع على أرض يملكها جد إيمان في ضواحي المدينة هو المنزل المؤقت الجديد للعائلة، وحوالي 30 من الأقارب.
في النهار، يحتمون تحت صف من الألواح الشمسية في أحد الحقول، وفي الليل، يفترشون الأرض ويلتفون حول بطانيات.
كان من المفترض أن تعود إيمان إلى الكلية الأسبوع الماضي، بعد العطلة الصيفية، لكنها لم تفعل بسبب ما حدث.
تقول "أنا لا أفكر في المستقبل الآن، أريد فقط أن تكون عائلتي بخير".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
إيمان كريم: حقوق ذوي الهمم مكفولة بالقانون والدولة تدعمهم بكل قوة
أكدت الدكتورة إيمان كريم، رئيسة المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، أن اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة يمثل مناسبة مهمة لتجديد الالتزام بحقوق أصحاب الهمم ودمجهم في المجتمع بصورة كاملة، مشيرة إلى أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تحرص على ضمان وصول الحقوق والخدمات لهذه الفئة بصورة ميسرة، وفقًا للدستور والقانون والاستراتيجيات الوطنية المعمول بها.
وأوضحت خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن مصطلح "الأشخاص ذوي الإعاقة" هو مصطلح قانوني ودولي، وذلك التزامًا باتفاقية الأمم المتحدة التي وقّعت عليها مصر عام 2008، مؤكدة أن الإعاقة ليست في الشخص نفسه، بل في المجتمع الذي قد يفتقد إلى التهيئة المناسبة والبنية الداعمة، سواء في الشوارع أو المباني أو الخدمات.
وأضافت أن بناء "مجتمع بلا حواجز" يتطلب توفير مطالع ومسارات مناسبة، ووسائل إتاحة لذوي الإعاقات البصرية والسمعية، مثل الكتابة بطريقة برايل أو لغة الإشارة، مشيرة إلى أن المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة جهة مستقلة تتابع تطبيق هذه الحقوق وتعمل على دعم الأسر وتوعية المجتمع.
ونبّهت الدكتورة إيمان كريم إلى أهمية مواجهة مشكلات التنمّر التي يتعرض لها بعض الأطفال ذوي الإعاقة في المدارس أو الأماكن العامة، داعية أولياء الأمور للتوجه للمجلس عند حدوث أي مشكلة، حيث يوفر المجلس دعماً قانونياً ونفسياً وإرشاداً أسرياً، من خلال مبادرات فعّالة، من بينها مبادرة "أسرتي قوتي" تحت رعاية السيدة انتصار السيسي.
وأكدت أن المجتمع بحاجة إلى مزيد من الوعي والشمولية والعدالة في التعامل مع أصحاب الهمم، مشيرة إلى أن المجلس يشجع النماذج الناجحة داخل الأسر التي تقدم دعماً حقيقياً لأبنائها من ذوي الإعاقة وتساعدهم على تحقيق طموحاتهم.
وأكدت رئيسة المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، على محبة الدولة والمجتمع لأصحاب الهمم، مشيرة إلى أن لديهم قدرات كبيرة يمكن استثمارها، ومع قليل من التسهيلات والدعم سيتمكنون من تحقيق أحلامهم والمشاركة بفاعلية في بناء المجتمع.
اقرأ المزيد..