شبكة انباء العراق:
2025-05-15@06:04:45 GMT

حين دفنت ولدي الوحيد مصطفى

تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT

بقلم : فراس الغضبان الحمداني ..

الكفن الأبيض الملتف على جسد إبني مصطفى كان يلتف حول روحي التي شعرتها جثة هامدة على حافة القبر الذي يتسع لدفن أحلامي وأمنياتي وعمري الذي مضى والآت منه وليس لصوفي فقط .
كتب مصطفى على الفيس بوك مخاطباً والدته التي ترقد منذ 23 عاماً في الثرى وكأنه يتنبأ بموته ورحيله إلى العالم الآخر ليكون بجوارها كما كان يتمنى دائماً :
( أمي العزيزة إخلعي روحي المتعبة كما كنت تفعلين بثيابي المتسخة ) .


لم يمضي وقت طويل حتى كان مصطفى يلفظ أنفاسه الأخيرة بعيداً عني ولم يمهلني ولو ساعات قليلة لأراه وهو يتنفس للمرة الأخيرة قبل الرحيل حيث 32 عاماً من الرفقة تنتهي بلحظات ، وكأن مصطفى الذي كان صغيراً ويتشبث بثيابي وأنا أغادر إلى العمل صباحاً لم يعد له من وجود ، وكأن هذا الوجود لم يتبق منه سوى جسداً أحمله على سيارة مسرعة نحو الغرب حيث المقبرة وحيث ترقد الأم التي تمنى مصطفى أن يرقد جوارها إلى الأبد ولتخلع روحه المتعبة إلى الأبد .
كنت أطوي زمناً بعيداً وأنا أطوي جسد ولدي الوحيد ليسحبه المحبون ويلحدونه في حفرة لن يغادرها أبداً أو حين يأذن الرب الغفور ، ولم أكن سوى شخص ذاهل مشدوه مربك تائه غير مصدق أن ولدي الوحيد الشاب الذي كان يشاكسني ويقبلني ويشاركني الحزن يغادر مسرعاً فلم أكن أتوقع أن يفعلها مصطفى ويذبحني من الوريد إلى الوريد ويتركني بلا حياة وبلا أمل وبلا رغبة في شيء فكل ما يمكن أن يغريني لم يعد كذلك لأن ما كنت أفعله وأفرح به كان مصطفى موجوداً حينها ولم تعد من رغبة في شيء وقد غادر مصطفى وحيداً ليرقد بسلام أبدى جوار والدته التي تركتنا للهم والغم ورحلت قبل عقدين من الأسئ ولم أتزوج وفاءاً لها .
وداعاً ياحبيبي صوفي ، وداع من لن ينساك ولن تغادر صورتك خياله وضحكتك أسماعه وجمالك . آه يا مصطفى ماذا فعلت لقد ذبحتني يا بابا برحيلك . آه يا ولدي آه ياعيوني . آه يا عمري ويا روحي ويا آخر فرحة لم يكتب لي أن أعيشها .
Fialhmdany19572021@gmail.com

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

الخليج الذي نُريد

 

 

د. سليمان المحذوري

abualazher@gmail.com

 

منذ عام 2011 والمنطقة العربية تشهد أحداثًا متسارعة، وتغيرات جذريّة، وما زالت المنطقة تكتوي بنيران العواصف السياسية التي لم تهدأ بعد، ودول الخليج العربية جزء لا يتجزأ من هذا الإقليم، تقع شرق الخارطة العربية، ووسط دول الشرق الأوسط، كما أنّها تشرف على بحار مهمة، مثل بحر العرب وبحر عُمان والبحر الأحمر والخليج العربي التي تشكل شرايين أساسية للمحيط الهندي.

ولا ريب أنّ وجود الحرمين الشريفين يُعطي المنطقة أهمية كبيرة باعتبارها مقدسات إسلامية لجميع المسلمين، إضافة إلى توفر مصادر الطاقة النفط والغاز وبكميات كبيرة يُعلي من القيمة الاقتصادية لهذه المنطقة، فضلًا عن عوامل أخرى لا مجال للتفصيل فيها في هذا المقام.

وانطلاقًا من تلكم الأبعاد أدركت دول الخليج مبكرًا حجم التحديات التي تواجهها الداخلية منها والخارجية؛ لذا تم تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981. ويُعد "المجلس منتدى للتنسيق والتكامل بين دول الخليج العربية، ويهدف إلى تعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء في جميع المجالات". ولم يأت هذا التوجه من فراغ؛ فالواقع التاريخي والثقافي والاجتماعي لدول الخليج فرض نفسه، والسمات المشتركة، والإيمان بالمصير المشترك ووحدة الهدف عزّز الشعور بأهمية ميلاد كيان يرمز إلى وحدة دول الخليج. 

ورغم التجاذبات السياسية الدولية، والتوترات الإقليمية المستمرة؛ إلا أنّ مجلس التعاون ظلّ صامدًا يجاهد في التعامل الإيجابي مع القضايا التي باتت تتناسل يومًا بعد يوم داخليًا وخارجيًا. وإذا نظرنا إلى العالم من حولنا يبدو جليًا أننا نعيش في زمن التكتلات سواء كانت سياسية أو عسكرية أو اقتصادية ونحوها مثل دول حلف "الناتو"، ودول "بريكس"، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وغيرها.

وهذا يدعونا إلى التأكيد على ضرورة التمسك بهذا الكيان وتعضيده، وتفعيل منظومة مجلس التعاون، وتغليب المصالح المشتركة لجميع الدول الخليجية بعيدًا عن المصالح الآنية الضيقة. ومن الأهمية بمكان تقوية الروابط البينية، وحلحلة الملفات الشائكة برؤية خليجية بحتة. وما نحتاجه فعليًا الإيمان بأهمية وجود مظلة واحدة تجمع دول الخليج، وتعظيم الفوائد المرجوة منها، وتوجيه البوصلة الخليجية نحو رؤية تكاملية لا تنافسية إزاء التعامل مع مختلف التحديات الإقليمية والدولية.

وما من شك أنّ سياسة "رابح رابح" هي الأجدى لجميع دول مجلس التعاون فإن كانت هنالك ثمة فائدة ستعمّ على جميع الدول، وحتمًا سينعكس ذلك إيجابيًا على التنمية الشاملة التي تشهدها دول الخليج؛ مما يعزّز ويمتن العلاقات بين شعوب الدول الخليجية التي تُعد الركيزة الأساسية لهذا البناء حتى تعبر السفينة بسلام وسط الأمواج العاتية.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • غوتيريش: السلام العادل هو الحل الوحيد للحرب في أوكرانيا
  • الصيدلاني الذي لوّن الأنبار.. نايف الآلوسي يحوّل فنه إلى مشروع وهوية (صور)
  • الخليج الذي نُريد
  • بن بريك لوفد الاتحاد الأوروبي: إنهاء الإنقلاب الحل الوحيد لإنهاء التهديدات الحوثية للملاحة البحرية
  • وزير الخارجية أسعد الشيباني: نشارك هذا الإنجاز شعبنا السوري الذي ضحّى لأجل إعادة سوريا إلى مكانتها التي تستحق، والآن بدأ العمل نحو سوريا العظيمة، والحمد لله رب العالمين. (تغريدة عبر X)
  • برلمانية: الإصلاح الهيكلي هو الخيار الوحيد لإنعاش الاقتصاد
  • الجنرال إسحق بريك: لن نهزم حماس والأسرى والجنود سيموتون.. هذا هو الحل الوحيد
  • الإمارات: حل الدولتين السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل
  • الجندي الوحيد الوجه الخفي لتجنيد مرتزقة بجيش الاحتلال.. عيدان ألكسندر أحدهم (شاهد)
  • حماس: المؤسسات الأممية والحكومية هي المخول الوحيد بإدارة وتوزيع المساعدات